Document sans titre  
الـعـربية Español Français English Deutsch Русский Português Italiano
الثلاثاء 21 ماي 2024
في الأولى

 يخلد الشعب المغربي يوم الثلاثاء (سادس نونبر) في أجواء التعبئة الوطنية الشاملة تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس, الذكرى ال32 لملحمة المسيرة الخضراء المظفرة التي سار فيها 350 ألف مغربية ومغربي، حاملين العلم المغربي والقرآن الكريم ورسالة السلام والإيمان باسترجاع الحق.



ولعل ما يميز تخليد ذكرى المسيرة الخضراء هذه السنة المستجدات التي عرفتها قضية الوحدة الترابية للمملكة, وخاصة ما يتعلق بالمبادرة المغربية لتخويل الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا، والتأييد الواسع الذي حظيت به في المحافل الدولية, وخاصة في مجلس الأمن, إضافة إلى الدعم القوي الذي نالته في العديد من عواصم العالم

وكان آخر التطورات الايجابية لهذا الملف أن صادق مجلس الأمن بالإجماع خلال الأسبوع المنصرم على قرار حول الصحراء جدد فيه دعمه لمسلسل المفاوضات, ونوه مجددا بالجهود المغربية "المتسمة بالجدية والمصداقية" والرامية إلى حل هذا النزاع بشكل نهائي

وطيلة السنة الماضية ظلت الأقاليم الجنوبية محط اهتمام متواصل في كل القطاعات وعلى كافة المستويات والأصعدة
وقد مكن تأسيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية, الذي شكل بحق" المحرك الأساسي" لإقرار الثقة الشاملة مع الساكنة المحلية, من إضافة لبنة أساسية في صرح التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالأقاليم الجنوبية وصيانة هويتها الثقافية

ويشهد للمغرب ملكا وشعبا عبر التاريخ بنضالاته في مواجهة الاستعمار الذي جثم بثقله على التراب الوطني قرابة نصف قرن وقسم البلاد إلى مناطق نفوذ موزعة بين الحماية الفرنسية بوسط المغرب, والحماية الإسبانية بالشمال والجنوب, في ما خضعت منطقة طنجة لنظام دولي, ما جعل مهمة تحرير التراب الوطني صعبة وعسيرة حيث بذل العرش والشعب تضحيات كبيرة في غمرة كفاح متواصل طويل الأمد ومتعدد الأشكال والصيغ لتحقيق الحرية ورجوع بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس والأسرة الملكية الشريفة من المنفى إلى أرض الوطن في 16 نونبر1955.

ولم يكن انتهاء عهد الحماية إلا بداية لملحمة الجهاد الأكبر لبناء المغرب الجديد الذي كان من أولى قضاياه تحرير ما تبقى من تراب المملكة، فكان انطلاق جيش التحرير بالجنوب عام 1956 لاستكمال الاستقلال في باقي الأجزاء المحتلة من التراب الوطني, واستمرت مسيرة التحرير في عهد بطل التحرير المغفور له محمد الخامس, بعزم كبير وإرادة قوية جسدها الالتحام الوثيق بين العرش والشعب

وواصل المغرب في عهد المغفور له الحسن الثاني مسيرته النضالية، واسترجع مدينة سيدي إفني عام 1969, هذه الخطوة التي ستتكلل بالمسيرة التاريخية الكبرى مسيرة فتح المظفرة في 6 نونبر1975 التي جسدت عبقرية ملك استطاع بأسلوب حضاري فريد يصدر من قوة الإيمان بالحق في استرجاع الأقاليم الجنوبية إلى حظيرة الوطن, وكان النصر للإرادة الوطنية, وارتفعت راية الوطن خفاقة في سماء العيون في 28 فبراير 1976 مؤذنة بنهاية الوجود الاستعماري في الصحراء المغربية
وفي 14 غشت 1979 تم ضم وادي الذهب إلى حظيرة الوطن كمحطة بارزة في مسلسل هذه الملحمة المظفرة

وتواصلت ملحمة صيانة الوحدة الترابية بكل قوة لإحباط مناورات خصوم وأعداء الوحدة, وها هو المغرب اليوم بقيادة جلالة الملك محمد السادس يقف صامدا في الدفاع عن حقوقه الراسخة مبرزا بإجماعه التام استماتته في صيانة وحدته الثابتة وتجنده التام دفاعا عن مغربية صحرائه وعمله الجاد لإنهاء كل أسباب النزاعات المفتعلة وسعيه إلى تقوية أواصر التعاون والتكامل بالمنطقة خدمة لشعوبها, وتعزيزا لاتحادها واستشرافا لآفاق مستقبلها المنشود

وقد حمل الخطاب الملكي السامي, بمناسبة تخليد الشعب المغربي للذكرى الثامنة لتربع جلالة الملك محمد السادس على  العرش, الإشارات القوية والمواقف الواضحة والتعبير الصادق على الإرادة الثابتة لإجماع الأمة والمغاربة قاطبة من طنجة إلى الكويرة

وقد قال جلالته في هذا الخطاب:" ونود التأكيد, باسمك شعبي العزيز, على عزم المغرب الصادق على التفاوض الجاد, على أساس أمرين :

 أولهما أن بلادنا قد شاركت بحسن نية, في الجولة الأولى من المفاوضات. والمغرب على استعداد دائم للتفاوض على الحكم الذاتي فقط, كل الحكم الذاتي, ولا شيء غير الحكم الذاتي.

وثانيهما, أن الحكم الذاتي المتوافق حوله, لن يكون إلا في إطار سيادة المملكة المغربية الكاملة والدائمة, غير القابلة للتصرف, التي لا مساومة فيها, ووحدتها الوطنية المتلاحمة, التي لا تفريط فيها, وحوزتها الترابية غير القابلة للتجزئة. ومهما يكن مسار المفاوضات شاقا وطويلا, فإن يدنا ستبقى ممدودة إلى كل الأطراف الحقيقية, المعنية بالتسوية السياسية لهذا النزاع المفتعل, لإقناعها بالفرصة التاريخية, التي تتيحها, غايتنا جعلها انتصارا لجميع الأطراف, وللحق والمشروعية, وفرصة لتغليب روح الأخوة وحسن الجوار, والوحدة المغاربية"

واليوم يبرهن المغرب بطرحه لمشروع الحكم الذاتي الموسع في إطار السيادة الوطنية على ترابه عن إرادته الصادقة وحسن نواياه في إيجاد حل سياسي متفاوض عليه مع أطراف النزاع المفتعل وبإشراف المنتظم الدولي.

المصدر: و م ع
( خبر يهم ملف الصحراء الغربية)

 

 الموقع لا يتحمل مسؤولية سير عمل ومضمون الروابط الإلكترونية الخارجية !
جميع الحقوق محفوظة © المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية 2024