Document sans titre  
الـعـربية Español Français English Deutsch Русский Português Italiano
الخميس 28 مارس 2024
في الأولى

خليهن: أكبر مس بحقوق الإنسان في الصحراء هو الفصل بين العائلات 

 أكد السيد خليهن ولد الرشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية " أن أكبر مس بحقوق الإنسان هو الفصل بين العائلات " الذي نتج عن مشكل الصحراء.

 


وقال السيد خليهنا في لقاء مع المحطة الجهوية للتلفزة المغربية بالعيون بثته مساء أمس الاثنين " إن أكبر مس بحقوق الإنسان هو الفصل بين العائلات، وأكبر مس بهذه الحقوق هو أن نجد الصحراويين بدون هوية وأن لا يكون الإنسان حرا في تصرفاته الشخصية (..) أو أن نجد أناسا يبلغون من السن60 أو70 سنة ولا يمتلكون أي شيء" وذلك في إشارة إلى الوضع بمخيمات تندوف

وذكر رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية أنه تناول هذا الموضوع مع وفد بعثة المفوضية السامية لحقوق الإنسان خلال لقائه بهم مؤخرا وقال إنه تحدث معهم بكل صراحة حول الجوانب المتعلقة به.

وأضاف أنه أبلغ أعضاء الوفد بأن " المغرب دولة لها قوانين ومرجعيات. وحينما يرتكب خطأ يتعلق بحقوق الإنسان فإن مؤسسات الدولة تتخذ بنفسها الإجراءات اللازمة " وأن "المغرب بلد ديمقراطي يمكن للإنسان فيه أن يصرح بما يشاء ( ..) وأن شق حقوق الإنسان ليس قضية منفصلة عن قضية الصحراء ".

ولهذا - يضيف السيد خليهنا - فإن " هدف المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، كما كلفنا جلالة الملك بذلك، هو طي مشكل الصحراء والتخلي هنا وهناك عن كل الرواسب المتعلقة بحقوق الإنسان".

وعن استراتيجية المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية قال السيد خليهنا ولد الرشيد " إن استراتيجية المجلس هي التصالح ثم التصالح ثم التصالح... ولن نحيد عن هذه السياسة التي يتمثل هدفها النهائي في طي ملف الصحراء بسعادة الجميع ".

وقال في هذا السياق" نحن لا نريد أن يكون هناك لا منتصر ولا مهزوم. ولهذا قلنا في جولتنا بالأقاليم الجنوبية وبالخارج إن الحكم الذاتي هو نوع متقدم جدا من تقرير المصير ولا يوجد إلا في الدول المتقدمة وخاصة منها المتقدمة في الديمقراطية والمتقدمة اقتصاديا وتكنولوجيا وثقافيا واجتماعيا (...) والمغرب أقدم على هذا ".

وأضاف قائلا " ليس في مصلحة أي صحراوي أينما وجد أن يبقى الحال على ما هو عليه لأن ذلك سيترتب عنه تشتت أكثر وأوسع وسينجم عنه فقر وويلات ومأساة لا تتصور". وذكر بأن الحالة الراهنة في مخيمات تندوف لم تكن هي نفسها في العشرين سنة الماضية "حينما كانت الناس تحلم بثورة وانتصارات " مشيرا إلى أن ذلك انتهى الآن ، منبها قيادة جبهة البوليساريو بالقول" لا تراهنوا على الخسارة الكبرى وعلى الخسارة الأبدية " .

وعلى صعيد آخر أكد السيد خليهنا أن الجولة التواصلية التي قام بها للأقاليم الجنوبية مؤخرا " كانت جولة إيجابية جدا لان هدفها الأساسي كان هو تفسير مهام هذا المجلس والمهمة التي كلف جلالة الملك المجلس بها واقرها في الظهير المؤسس له".

وأضاف أن الهدف من الجولة كان هو " الحوار المباشر مع المواطنين في الأمور المتعلقة بمأمورية المجلس في النطاق المتعلق بالدفاع عن الوحدة الترابية والوحدة الوطنية وفي شقها الآخر المتعلق بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكذلك التحاور حول جميع الأشياء الأخرى التي تهم هذه المنطقة وسكانها ".

وقال إن هذا الحوار كان" حوارا مباشرا وصريحا وبناء وإيجابيا جدا بحيث تخاطبنا مع جميع شرائح المجتمع من منتخبين وشباب ونساء كانوا يطرحون بعض المشاكل التي استمعنا إليها جيدا وسنقيمها (..) وستكون من أولويات المجلس الملكي في عمله اليومي". وذكر بأن الدولة المغربية تسمح بحرية الرأي وكل إنسان لديه الحرية للتعبير عن آرائه مشيرا إلى أن حرية التعبير عن الرأي تختلف عن العنف.

وعن تقييمه للجولة التي قام بها وفد المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية لكل من فرنسا وإسبانيا واللقاءات التي أجراها في البلدين ومدى التجاوب الذي لقيه أعضاء المجلس هناك أكد السيد خليهنا ولد الرشيد أن هذه الجولة كانت ناجحة ومهمة وتم خلالها التعريف ب" المجلس ومهامه والمأمورية المكلف بها فيما يتعلق بإقامة الحكم الذاتي ".

وخلص السيد خليهنا ولد الرشيد إلى القول أن هذه الجولة " كانت ناجحة ومهمة ولقينا تأييدا تاما في مساعينا لإقامة السلم والحوار والتفاوض في منطقة الصحراء" .

وفي ما يلي نص الحوار:

المذيع: السلام عليكم ورحمة الله، مساء الخير وأهلا بكم مشاهدين الكرام إلى هذا اللقاء الخاص الذي نستضيف فيه السيد خليهن ولد الرشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية.
السيد الرئيس أهلا بك.

السيد خليهن ولد الرشيد: أهلا وسهلا.

سؤال: السيد الرئيس قمتم بعد انتخاب النواب التسع والمصادقة على القانون الداخلي للمجلس، بجولة عبر الأقاليم والمدن الصحراوية، لا شك أنكم استمعتم إلى الآلاف أو مئات الاسئلة والمداخلات التي تعني المشاكل الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين.
ما هو تقييمكم لهذه الجولة؟

السيد خليهن ولد الرشيد: هذه الجولة كانت إيجابية جدا لأنها كان هدفها الأساسي تفسير مهام المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية التي كلف جلالة الملك محمد السادس نصره الله المجلس بالقيام بها وأقرها في الظهير الشريف المؤسس للمجلس، والهدف كان هو حوار مباشر مع المواطنين في الأمور المتعلقة بمأمورية المجلس في النطاق المتعلق بالدفاع عن الوحدة الترابية وفي النطاق المتعلق بالوحدة الوطنية شقها الآخر المتعلق بالتنمية الاقتصادية، السياسية والاجتماعية والثقافية وكذلك التحاور حول جميع الأشياء الأخرى التي تهم هذه المنطقة وسكانها .
حوار مباشر وصريح يتعلق بحقوق الإنسان، يتعلق بجميع المؤاخذات سواء في محلها أو مؤاخذات مغلوطة. كان حوارا بناءا وحوارا إيجابيا جدا. وتخاطبنا مع جميع شرائح المجتمع ، من منتخبين ومن شباب ومن نساء يطرحون مشاكل، وهذه المشاكل استمعنا إليها جيدا، وسنقيمها في برنامج وستكون إنشاء الله من أولويات المجلس في عمله اليومي. وفعلا قد بدأنا بهذا بحيث أنه قلنا بأن المجلس دخل في حيز تنفيذ نشاطه العملي، الناس يجب أن تعلم بأنه المملكة المغربية تسمح بحرية الرأي، كل إنسان عنده الحرية للتعبير عن رأيه ولا يدخل للسجن أي إنسان يعبر عن رأيه، ولكن يجب على الناس أن يعلموا أن التعبير عن الرأي يختلف عن العنف
.

سؤال: هذا على المستوى الداخلي، على المستوى الخارجي قمتم بعد ذلك بجولة بفرنسا واسبانيا، التقيتم بمجموعة من الفعاليات الحزبية والبرلمانية.
كيف تقيمون هذه الجولة ،وما هو مدى التجاوب الذي لاقيتموه هناك؟

السيد خليهن ولد الرشيد: كانت الجولة في الحقيقة ناجحة لكل من فرنسا واسبانيا حيث التقينا في فرنسا بأحزاب الأغلبية وأحزاب المعارضة والفرق البرلمانية والرأي العام، وبالصحافة وبالتلفزيون وبالإذاعة وكل وسائل الإعلام وبمعاهد الدراسات الاستراتيجية التي لها دور في هذه الدول، كانت في فرنسا إيجابية، زيارة قصيرة ولم نكتملها بعد. في اسبانيا كانت بطبيعة الحال زيارة ناجحة بحيث كان لنا حوار صريح وبناء مع الهيئات السياسية وخصوصا حزب الأغلبية الاشتراكي والحزب المعارض الشعبي ورؤساء الفرق البرلمانية للحزب الاشتراكي وللحزب الشعبي وللكتلان، وكذلك حوار مع مراكز الدراسات الاستراتيجية التي تهيء القرارات في هذه الدول، وكذلك مع الصحافة والنقابات، النقابتين الرئيسيتين في اسبانيا، النقابة التي كانت تابعة للحزب الشيوعي سابقا وهو ما يسمى الآن اليسار الموحد، والنقابة الأخرى التابعة للاشتراكيين .
تقييم الزيارة لكل من فرنسا واسبانيا كانت زيارة أولا قدمنا فيها المجلس والمهام و المأمورية المكلف بها في ما يتعلق بإقامة الحكم الذاتي و التصالح مع إخواننا الموجودين في جبهة البوليساريو.
وتقييمي الشخصي بأنها زيارات كانت ناجحة ومهمة ولاقينا التأييد التام في مساعينا لإقامة السلم والحوار والتفاوض في منطقة الصحراء
.

سؤال : السيد الرئيس التقيتم يوم الثلاثاء الماضي بمفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الذي التقيتموه بمقر المجلس، وتحادثتم طويلا معهم .
ما هو تقييمكم لهذا اللقاء، وهم الآن بمدينة العيون يلتقون مجموعة من الفاعلين الحقوقيين والسياسيين بالمنطقة، كيف ترون هذه اللقاءات؟

السيد خليهن ولد الرشيد: يعني تكلمت بكل صراحة مع الوفد، هو وفد من الناس المتخصصين في ميدان حقوق الإنسان. وتكلمت معهم بكل صراحة بأنه المغرب دولة لها قوانين ولها مرجعيات، وحينما يرتكب خطأ في حقوق الإنسان فمؤسسات الدولة تتخذ بنفسها الإجراءات اللازمة.
غير أنه موضوع الصحراء وحقوق الإنسان في موضوع الصحراء مرتبط بالمشكل. شق حقوق الإنسان ليس قضية منفصلة عن قضية الصحراء. ولهذا هدف المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية هو الوصول كما كلفنا جلالة الملك بذلك إلى طي مشكل الصحراء والتخلي عن كل الرواسب هنا وهناك، المتعلقة بحقوق الإنسان وكلها أمور أليمة. أكبر مس بحقوق الإنسان هو الفصل بين العائلات، أكبر مس بحقوق الإنسان ألا يكون الإنسان حر في تصرفاته، تصرفاته الشخصية، تصرفات أهله، تصرفات في تنقلاته، تصرفات في ممتلكاته، وأن نجد أناس يبلغون من السن 60 أو 70 سنة و لا يمتلكون أي شيء، هذه هي حقوق الإنسان، ونحن تداركنا معهم في هذا الموضوع.
إذن مهمة حقوق الإنسان هو تسهيل حل قضية الصحراء، لكي لا نبقى في الطريق المسدود حاليا، وهو الذي تتولد عنه خيبات أمل، نحن طالبناهم وهم تفهموا هذا أن يساهموا باعتبار حقوق الإنسان جزء من الكل، وأنه يجب علينا أن نحل الكل حتى نتفرق لاهتماماتنا الحقيقية وهي التنمية وهو التطور وهو سعادة المواطن، وهو تلبية حاجياته الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية وعدم الخوض في الأشياء التي نحن في غنى عنها.
إذن كانت في اعتقادي زيارة، وهم سيرون عندنا في العيون أن هناك بلد ديمقراطي يمكن للإنسان أن يصرح بما يشاء، ما عدا شيء واحد وأنا تكلمت معهم في هذا صراحة، لا يمكن لأي دولة ديمقراطية أن تسمح أن تتحول حرية الرأي إلى عنف، وهم يتفهمون ذلك، الذين يلجؤون إلى العنف ليست لهم أصوات عند هذا النوع من المنظمات وخصوصا منظمة الأمم المتحدة. لكن حرية الرأي من أراد أن يصرح بشيء فليصرحن وقلت لهم كذلك بأن الشبان الذين لهم مواقف ولهم أفكار فنحن في تفاوض معهم لإثنائهم عن هذه الأفكار التي لا ترجع عليهم ولا على أحد بخير
.

سؤال: على ذكر الحوار السيد الرئيس، التقرير الأممي الأخير يدعو إلى التفاوض والحوار بعد استنفاد خطتي الاستفتاء والحرب، وحتى خيار الحرب لم يعد واردا. ما دام الأمر كذلك.
ما هي استراتيجية المجلس في الحوار داخليا مع هؤلاء الذين يحملون هذا الفكر داخل المناطق الجنوبية وهم موجودون؟
وكذلك في الشق الآخر بالنسبة للجانب الآخر يعني البوليساريو، أين وصلت استراتيجية المجلس في فتح حوار مع هؤلاء؟

السيد خليهن ولد الرشيد: استراتيجية المجلس الملكي هي التصالح، التصالح ثم التصالح ثم التصالح. ولن نحيد عن هذه السياسة. وهدفنا النهائي هو طي ملف الصحراء بسعادة الجميع، نحن لا نريد أن يكون هناك لا منتصر ولا مهزوم، وهذا قلناه في جولتنا في الداخل في الأقاليم وقلناه في جولتنا في الخارج أن الحكم الذاتي هو نوع متقدم جدا من تقرير المصير ولا يوجد إلا في الدول المتقدمة، لا يوجد الحكم الذاتي في دول العالم الثالث، والحكم الذاتي هو من خصائص الدول المتقدمة، وخاصة تلك الدول المتقدمة في الديمقراطية ، المتقدمة اقتصاديا، المتقدمة تكنولوجيا، المتقدمة ثقافيا المتقدمة اجتماعيا أي الدول الراقية هي التي تسمح أن يكون الحكم مبني على قبول الأطراف، أي مكونات البلد تقبل بصفة التسيير الذي هو تسيير لاممركز، والمغرب أقدم على هذا، هذه هي الفكرة وهذا هو المنظور التاريخي لإقرار جلالة الملك لإقامة حكم ذاتي في الصحراء.
ومشكل الصحراء وأقوله صراحة وأنا أقوله لإخواننا في البوليساريو، إخواننا في البوليساريو أقول لهم الحرب انتهت ولا يمكن أبدا مواعدة الناس باستئنافها، مستحيل ن بل إنه إجرام، بل إنه انتحار. والاستفتاء غير ممكن للأسباب الموضوعية المعروفة.
الخيار بين قضيتين: البقاء على ما نحن فيه الى يوم يبعثون، أو المرور إلى الحكم الذاتي.
البقاء على ما نحن فيه لا يستفيد منه إلا المستفيد من التجارة على حساب حاضر ومستقبل الصحراويين. ليس في مصلحة أي صحراوي أو أية صحراوية أينما وجد أن يبقى الحال على ما هو عليه لأنه ستترتب عن هذا الحال تشتت أكثر وأوسع لويلات ومأساة، لا تتصور الإنسان، الناس في المخيمات لم تكن الحال كما كانت في العشرين سنة الماضية، كانت تحلم بالثورة وتحلم بالانتصار ولها قوة نضالية، الآن القوة النضالية انتهت لأن هذه سنة الله في الخلق وهو مرور الدهر. حين لا نتحرك لإيجاد الحلول الأمور ستتأزم.
لهذا أقول لإخواننا في المخيمات أنا أعرف أن الناس في المخيمات هم أناس ليست لهم إرادة في القرار، أنا أقول لقيادة جبهة البوليساريو وللقائمين على شؤون جبهة البوليساريو، يا إخواني لا تراهنوا على الخسارة الكبرى، لا تراهنوا على الخسارة الأبدية،لا تكونوا كجبهة الأونيتا في انغولا التي لم تراع مرور الزمن والدهر وظنت بأنها منتصرة وظنت بأنها يمكن أن تطالب بالكثير، لكنها في النهاية انتهت بلا شيء.
أنا أقول تعالوا لا تتركوا إخواننا يضيعون في الحمادة، تعالوا منتصرين وأقيموا الحكم الذاتي، الحكم الذاتي فيه كل شيء ن فيه تسيير شؤوننا، هذه الأشياء كلها.

سؤال: تتحدثون دوما سيدي الرئيس عن المصالحة، ما هو تعريفكم لهذه المصالحة؟
كيف في نظركم يمكن تحقيق هذه المصالحة مع الإدارة أو مع المواطنين؟
ما هو تعريفكم لمفهوم هذه المصالحة التي تتحدثون عنها؟

السيد خليهن ولد الرشيد: المصالحة في جميع المجالات، أولا المصالحة مع الإدارة، أي أن الصحراويين الدين غادروا المملكة المغربية في السبعينات يجب أن يعرفوا بأن الأمر تغير وأن جلالة الملك أقام المصالحة يوم 25 مارس 2006 في العيون، المصالحة التاريخية. المؤاخذات التي كانت للصحراويين على الإدارة قد انتهت، واليوم الصحراويين مدعوين إلى بناء هذا التاريخ، إلى بناء صرح جديد لا توجد فيه مؤاخذات ، يكونون هم المسؤولون عن شؤونهم السياسية، الاقتصادية والاجتماعية.
إذن المصالحة هي أولا مصالحة المواطنين في ما بينهم لأنه فعلا هناك خلاف، خلاف قائم بين الصحراويين، هناك من نادى بالانفصال وهو أقلية، وهناك الأغلبية التي تنادي بالوحدة، إذن المصالحة أولا بيننا، ثم المصالحة مع إدارتنا، ثم بناء مستقبلنا على صرح من الحرية والكرامة والتحكم في النفس إلى جانب جلالة الملك الذي أقر هذا المجلس الملكي إلى جانبه،نحن يكفينا شرفا بأن جلالة الملك محمد السادس نصره الله أقر هذا المجلس إلى جانبه لإقامة مشروع الحكم الذاتي وبناء هذه المصالحة، بناءها على أسس صحيحة متينة أسس حقيقية.

سؤال: السيد الرئيس، ما هي الخطوات العملية التي قمتم بها لأجل تحقيق هذه المصالحة؟

السيد خليهن ولد الرشيد: أولا نحن في طريق طي جميع الملفات الداخلية كلها، نحن لا نريد أن نرى صحراويا يدخل السجن على أفكاره. حقوق الإنسان كلها مضمونة، لكن حقوق الإنسان هناك حقوق وهناك واجبات، الحقوق أن تقول ما تشاء في نطاق القانون وفي نطاق الدستور. ويمكن أن نسمح للشباب الذين لهم أفكار أخرى أن يتمتعوا بهذه الحرية. لكن المس بالأمن أو بإقامة العنف لا يسمح به، وأنا قلت هذا للجنة التي جاءت وهي تعرف ذلك وتفهم ذلك.
إذن هذه المصالحة الأولى. المصالحة الثانية هي أولا مراجعة جميع القضايا، الانكباب على القضايا القائمة، على مشكل أصحاب الفوسفاط وأنا لدي اجتماع حوالي ساعة من الآن حول هذا الموضوع، الانكباب على قضية الأشبال، الانكباب على قضية العائدين، الانكباب على مشكل السكن، مشكل المجازين والعاطلين، المواضيع كلها طبعا. الناس تطالب المجلس أن يحقق كل هذا في شهر واحد و هذا لا يمكن. ولكن نحن اتخذنا الطريق الكفيل بأن تتحقق هذه الأشياء كلها بخطوات ثابتة، وهذه هي المصالحة الأولى وهي لفتح الأمل.
المصالحة الكبرى هي أن تتصالح مع إخواننا في تندوف أو بالضبط في الرابوني. لأن نحن متصالحين مع إخواننا في تندوف وليس لنا مشكل مع إخواننا في المخيمات.إخواننا في المخيمات يقولون يوميا، يوميا يهاتفونني، ويقولون أننا لا نريد أن نبقى في الحمادة، ونحن متفقين مع التصالح
.

سؤال: ما هو ردكم على مثل هذه المكالمات؟

السيد خليهن ولد الرشيد: أرد عليها بالفرح، وأقول لهم بأننا سنقوم بذلك. ونحن موجودين لهذا الأمر، أنا أتخاطب مع البوليساريو يوميا، ويجب على الناس أن تعرف بأننا نتخاطب مع البوليساريو يوميا، و كثير منهم بطبيعة الحال يقول بأنه 30 سنة موجود في تندوف كثير ولم يبق هناك صبر على البقاء في الحمادة. لهذا أنا عندي مشكل الآن في مخاطبة الرابوني، ولكني واثق بأن الواقع لا يرتفع ، وبأنه يوما من الأيام سنتفق مع الرابوني، ولهذا أنا قلت لأخي محمد عبد العزيز يا أخي 30 سنة من الشقاء في الحمادة  كفى.

سؤال : من داخل المجلس، هناك السيد الرئيس، من يتحدث عن بطء عملية تعيين أو بالأحرى انتخاب لجان العمل كما ينص على ذلك القانون الداخلي للمجلس، حتى من خارج المجلس هنا من يسأل:
ما هي استراتيجية عملكم مستقبلا في ظل هذه اللجان؟

السيد خليهن ولد الرشيد: نحن في خطوات ثابتة، لا تستعجلوا على الأشياء التي لها سنوات طويلة دون أن تعرف حلا، وتطالب المجلس أن يسارع بحلها. أنا أتفهم لهذه المطالبة، لأنها ثقة في المجلس، والمجلس الملكي يمكن أن يحقق ما لم تستطع الإدارة أن تحققه في السنوات الماضية. هذا جميل، لكننا يجب أن نعمل بمهنية وأن نوفر آلية التنفيذ، آلية تنفيذ المجلس متوفرة في دواليب الدولة الأخرى.
ولهذا نحن إنشاء الله سنعقد دورة استثنائية أولا لتكوين اللجان التي أقرها النظام الداخلي كما أننا كذلك سنبدأ المذاكرة في هذه الدورة الاستثنائية في الحكم الذاتي.
اللجان أولا عليها أن تتذاكر في قضايا مدروسة، اللجان ليست معمولة للمذاكرة المجانية، وإنما في ملفات مدروسة معينة ترفع إلى المجلس توصية ثم يرفعها المجلس إلى جلالة الملك للتطبيق أو لما يرى جلالة الملك ما هو مناسب في عملها.
ولهذا نحن الآن نهيئ ملفات تتعلق بالسكن، تتعلق بالعمل تتعلق كما قلت بأصحاب القطاعات المختلفة، لكي تكون أرضية لعمل اللجان ثم ترفع كتوصيات ثم يعمل بها في ما بعد كآلية للتنفيذ
.

سؤال: متى الدورة الاستثنائية؟

السيد خليهن ولد الرشيد: الدورة الاستثنائية قريبة في الأيام المقبلة ليست بالأسابيع، في الأيام المقبلة.

سؤال: أخيرا السيد الرئيس، لاحظ بعض المواطنين لدى لقاءاتكم بهم في الأقاليم الجنوبية عند جولتكم أنكم تحدثتم بنوع ما أسموه عنفا، الحاضرون لهذه اللقاءات يقولون أنهم رأوا الجديد في خطاب رئيس المجلس، ما هو ردكم على هذه الأقاويل؟

السيد خليهن ولد الرشيد: هذا تأويل، أنا تحدثت بكل صراحة وقلت للناس بأنني سأتحدث بكل صراحة، أقول هذه الصراحة للناس في المنطقة وأقولها لإخواننا في جبهة البوليساريو، الناس تحدثت معهم، قلت لهم طيب كانت لكم مؤاخذات أو كانت لكم مؤاخذات، ها هو اليوم نحن في طريق حلها، كل هذه المؤاخذات منها ما هو شرعي ومنها ما هو حق في هذه المؤاخذات، لكم من يريد حلا لقضاياه يجب كذلك أن يلتزم بالأشياء الأخرى وهي أن يعرف أين هي مصلحة الصحراويين، بعض المرات يضيعون مصلحتهم، يضيعونها في الكلام الكثير، يضيعونها في التأويلات، يضيعونها في ما نقول نحن بالحسانية أسواق، في كثير من الأسواق، أنا أردت أن أتكلم بالصراحة للناس لكي لا تكون هناك أسواق، لأن اسواق أساسا لا يبنى عليها شيء إيجابي.
ولهذا اللهم نتكلم بصراحة ونسمي الأشياء بمسمياتها، عن أن نترك المجال لأسواق، ولهذا أنا صريح مع الناس، سأقول لهم ما ستفعل لهم الدولة في المجالات المختلفة، وما سيطلب منهم كذلك الواجب الوطني، المتعلق بأن الإنسان لا يأخذ فقط، وإنما هي أخذ وعطاء، أنا أقول أخد وعطاء، أنت تطالب بشيء، مطلوب منك كذلك أشياء أخرى، أضعف الأشياء الانضباط.
مثلا الشباب أقول لهم أنتم تريدون أن تصرحوا بمواقف، طيب من منعكم أن تصرحوا بمواقفن صرحوا بمواقف، ولكن لماذا اللجوء إلى العنف؟، لماذا اللجوء للعنف ؟ وبعد أن تلجأوا للعنف تأتي العائلات لتبكي على أمركم، لماذا.؟
قولوا رأيكم بكل حرية دون اللجوء إلى العنف، ونحن نستمع إليكم
.

سؤال: هل استمعتم إليهم؟

السيد خليهن ولد الرشيدنستمع إليهم في كل المؤاخذات، ألم نستمع إليهم حينما قدمنا التماس خاص لجلالة الملك للعفو عنهم؟
ألم نستمع إليهم فيما نحن في دراسته في ما يتعلق بالمبحوث عنهم؟
ألم نستمع إليهم فيما يتعلق بجميع المسجونين الآخرين الذين نحن في دراسة شأنهم؟
نحن نستمع إلى كل شيء، ولكن في المقابل نطلب من الناس وهذا أضعف الإيمان، أنك إذا طلبت لأحد أو لطرف أو لجهة ما أن تفعل شيء إيجابي اتجاهك، أن تفعل أنت حد أدنى من الإيجابية.
وأنا أطالب إلا بالحوار، وأنا لا أطالب بالتزام، أطالب بالحوار وعن طريق الحوار نصل إلى الحلول، بما في ذلك الشؤون السياسية، الحوار على الشؤون، والحوار حتى مع الانفصاليين، أو الذين لهم أفكار انفصالية، لأبرهن لهم بأن الانفصال غير ممكن وغير قائم وغير مجد، بل أنه يضر وبأنه لا منفعة من وراءه، ولا نتيجة من وراءه.
إذن لماذا نتخاصم على شيء لا يمكن أن يتحقق، على شيء غير ممكن، على شيء غير واقعي. ونحن بين أيدينا الأشياء الواقعية والممكنة والمتميزة والمفيدة وهو الحكم الذاتي. أقول الحكم الذاتي لأنه يعطي كل شيء، الحكم الذاتي هو المشاركة السياسية في مؤسسات منتخبة سياسيا تسير الشؤون السياسية والاقتصادية، التمتع بجزء لا يستهان به من الثروات، التمتع بالإدارة. الصحراويين أبناء المنطقة أمامهم خيراتهم وعليهم ألا يفوتوا الفرصة، ثم حينما تفوتهم يبكون على الأطلال و البكاء على الأطلال لا ينفع
.

سؤال أخير: السيد الرئيس ما هي الرسالة التي تودون نقلها غبر قناة العيون الجهوية؟

السيد خليهن ولد الرشيد: أريد أن أوجه إلى محمد عبد العزيز الأمين العام لجبهة البوليساريو وقيادة الأمانة العامة والمسؤولين، أقول لهم يا إخواني لا تطولوا أمد هذا المشكل من أجل مصالح أنتم تعرفون بأنها غير ممكنة، لا تكذبوا على مخيمات الحمادة، لا تكذبوا على أهلنا، لا تكذبوا على شبابنا في المنطقة، لا توعدوا بأشياء أنتم متأكدون بأنها غير ممكنة التحقق، مخطط بيكر مات، لا تقولوا للناس بأن مخطط بيكر سيبعث من جديد، لا مات نهائيا، لا تقولوا للناس بأنه بعد مخطط بيكر هناك أمل بأن يكون الاستفتاء، لا مفيش استفتاء.
إذن مادام ليس هناك استفتاء، تعالوا لتتفاوضوا مرفوعين الرأس، تعالوا لتقولوا كلمتكم في ما يتعلق بمحتوى الحكم الذاتي ، تعالوا لتسيروا الحكم الذاتي وتواجهوا المشاكل الحقيقية والبناءة للمواطنين
.

المذيع : السيد الرئيس شكرا جزيلا لك

السيد خليهن ولد الرشيد: شكرا

المذيع: الشكر موصول لكم مشاهدين الكرام و إلى فرصة لاحقة.

 

 الموقع لا يتحمل مسؤولية سير عمل ومضمون الروابط الإلكترونية الخارجية !
جميع الحقوق محفوظة © المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية 2024