Document sans titre  
الـعـربية Español Français English Deutsch Русский Português Italiano
الأربعاء 15 ماي 2024
في الأولى

يخلد الشعب المغربي من طنجة إلى الكويرة, يوم الجمعة الذكرى ال34 للمسيرة الخضراء التي تعتبر محطة بارزة في مسار الكفاح الوطني لاستكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية.



وذكرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير, في مقال بالمناسبة, بأنه في مثل هذا اليوم (6 نونبر من سنة 1975) انطلقت حشود المتطوعين من كل فئات وشرائح المجتمع المغربي, ومن سائر ربوع الوطن, بنظام وانتظام في اتجاه واحد صوب الأقاليم الصحراوية لتحريرها من براثن الاحتلال الإسباني, حاملين القرآن الكريم والأعلام الوطنية, مسلحين بقوة الإيمان والعزيمة الراسخة لإحياء صلة الرحم مع إخوانهم في الصحراء المغربية.

وقد شدت هذه المعلمة التاريخية أنظار العالم بطابعها السلمي وأسلوبها الحضاري في الدفاع عن حياض الوطن واستكمال وحدته الترابية وتحطيم الحدود الوهمية بين أبناء الوطن الواحد والتمسك بالفضيلة وبقيم السلم والسلام في استرداد حق مشروع.

لقد استطاعت المسيرة الخضراء أن تظهر للعالم بالحجة والبرهان مدى التلاحم الذي جسدته عبقرية ملك مجاهد وشهامة شعب أبي وتصميم كافة المغاربة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب على استكمال استقلالهم وتحقيق وحدتهم الترابية, وأن سلاحهم في ذلك يقينهم بعدالة قضيتهم وتجندهم وتعبئتهم للدفاع عن مقدساتهم الدينية والوطنية والذود عن كيانهم.

لقد وقف المغرب دائما بالمرصاد للأطماع التوسعية للاستعمار الأجنبي الذي جثم بثقله على التراب الوطني قرابة نصف قرن وقسم البلاد إلى مناطق نفوذ موزعة بين الحماية الفرنسية بوسط المغرب والحماية الإسبانية بشماله وجنوبه فيما خضعت منطقة طنجة لنظام دولي, وهذا ما جعل مهمة تحرير التراب الوطني صعبة وعسيرة.

وقد تمكن العرش والشعب بعد كفاح مستميت متواصل الحلقات طويل النفس ومتعدد الأشكال والصيغ, من تحقيق الحرية والاستقلال والوحدة والخلاص من ربقة الاستعمار بنوعيه والمتحالف ضد وحدة الكيان المغربي بعد أن تكللت ثورة الملك والشعب المجيدة بانتصار الشرعية ورجوع بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس والأسرة الملكية الشريفة من المنفى إلى أرض الوطن منصورا مظفرا في 16 نونبر 1955 حاملا لواء الحرية..

 ثم انطلق جيش التحرير بالجنوب سنة 1956 لاستكمال الاستقلال في باقي الأجزاء المحتلة من التراب الوطني, واستمرت مسيرة التحرير, بقيادة جلالة المغفور له محمد الخامس, ليتحقق استرجاع إقليم طرفاية سنة 1958.

وواصل المغرب في عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني ملاحمه النضالية حيث تم استرجاع مدينة سيدي افني سنة 1969, وتكللت التحركات النضالية بالمسيرة التاريخية الكبرى في 6 نونبر 1975 مجسدة عبقرية الملك الموحد الذي استطاع بأسلوب حضاري سلمي فريد يصدر عن قوة الإيمان بالحق, استرجاع الأقاليم الجنوبية في 28 فبراير 1976 وإنهاء الوجود الاستعماري في الصحراء المغربية. وفي 14 غشت 1979 استرجع المغرب إقليم وادي الذهب.

واليوم, بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس, يواصل المغرب الدفاع عن حقوقه الراسخة مبرزا بإجماع تام استماتته في صيانة وحدته الثابتة ومؤكدا للعالم أجمع من خلال مواقفه الحكيمة والمتبصرة إرادته القوية وتجنده التام دفاعا عن مغربية صحرائه وعمله الجاد لإنهاء كل أسباب النزاعات المفتعلة وسعيه إلى تقوية أواصر الإخاء بالمنطقة خدمة لشعوبها وتعزيزا لاتحادها واستشرافا لآفاق مستقبلها المنشود.

وفي سياق هذا التوجه, تندرج المبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الصحراوية المسترجعة في ظل السيادة الوطنية, وهو المقترح الذي خلف مواقف إيجابية على صعيد الأمم المتحدة والبلدان الشقيقة والدول الصديقة.

وتعتبر هذه المناسبة الوطنية المجيدة فرصة سانحة يؤكد ويجدد فيها المغاربة تجندهم تحت القيادة الحكيمة لعاهلهم جلالة الملك محمد السادس. وهي مناسبة للاعتزاز بمواقف جلالته لتوطيد الصرح المغاربي ومباركة دعوة جلالته لفتح الحدود مع القطر الجزائري والسماح بحركية الأشخاص والبضائع والحد من الجمود الذي طال العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين من جراء تمسك الحكام بالجزائر بأطروحة وهمية واهية تجاوزتها التحولات المتلاحقة التي جاء خطاب جلالته بمناسبة الذكرى العاشرة لعيد العرش, مؤكدا من جديد إرادة المغرب في توطيد دعائم الصرح المغاربي ورسوخ مواقفه في الدفاع عن وحدته الترابية المقدسة.

المصدر: و م ع
(خبر يهم ملف الصحراء الغربية / كوركاس)

 

 الموقع لا يتحمل مسؤولية سير عمل ومضمون الروابط الإلكترونية الخارجية !
جميع الحقوق محفوظة © المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية 2024