وأوضح السيد بركة، في كلمة ألقاها خلال لقاء عقده المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بالعيون لتقديم الخطوط العريضة لمشروع النموذج الجديد للتنمية بالأقاليم الجنوبية، أن هذه الرؤية يحركها الوعي بضرورة ترسيخ أسس تنمية الأقاليم الجنوبية في سياق الدينامية التي تعرفها المملكة، مع إبراز الخصوصية والمؤهلات التي تزخر بها واستيفاء شروط التفاعل والتكامل والانسجام مع باقي الجهات المجاورة.
وأضاف أن هذه الرؤية تثمن البعد الاستراتيجي للأقاليم الجنوبية بجعلها جسرا للتبادل والنمو المشترك مع دول الجوار والفضاء الإفريقي والأطلسي، لاسيما في مجالات التجارة واللوجيستيك والطاقات المتجددة والخدمات الأساسية من تعليم وصحة، وأيضا مصدرا للسلام والاستقرار والازدهار في ظل التوترات واحتدام المخاطر التي تتهدد منطقة الساحل ودول جنوب الصحراء.
وأبرز السيد بركة أن الهدف الأساس لهذا النموذج يتمثل في خلق دينامية سوسيو-اقتصادية تستثمر مؤهلات المنطقة ومميزاتها بمشاركة فعالة لساكنة الأقاليم الجنوبية، من خلال تحقيق تنمية مسؤولة ومستدامة تعتمد التوازن بين هدف خلق الثروات، وأساسا إحداث فرص الشغل لفائدة الشباب وحاملي الشهادات من جهة، والتهيئة الترابية المستدامة وحماية البيئة.
من جهة ثانية، مشيرا إلى أن هذه الرؤية ترتكز أيضا على مبدإ التماسك الاجتماعي والنهوض بالثقافات الجهوية والمحلية. وخلص رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي إلى أن أجرأة هذه الرؤية ستتم على مرحلتين اثنتين؛ الأولى على المدى القصير وتتعلق بمرحلة تأهيل واستدراك تستهدف الاستغلال الأفضل للمؤهلات القائمة من أجل تنمية المنطقة وساكنتها، وبالتالي تعبيد الطريق أمام خلق شروط كفيلة لإقلاع اقتصادي حقيقي واندماج أفضل وتماسك اجتماعي أمتن.
أما مرحلة المدى المتوسط والطويل فهي مرحلة تنموية متقدمة تستغل خلالها مجالات تنموية جديدة وكل ذلك في خدمة تنمية بشرية مندمجة ومستدامة.
-- خبر يهم ملف الصحراء الغربية / كوركاس