Document sans titre  
الـعـربية Español Français English Deutsch Русский Português Italiano
الجمعة 03 ماي 2024
ابرز الاحداث

خصصت أسبوعية "لافي إيكو" عددها الأخير الصادر يومه الجمعة لملف خاص حول الصحراء، بعنوان "المغرب-جبهة البوليساريو والحرب الأخرى... على شبكة الانترنت". وتناول الملف حرب المعلومات التي يشنها المغرب عبر الإنترنت للدفاع عن وحدته الترابية، مع تركيز خاص على مساهمة "المجلس" في هذه المواجهة الإعلامية على الشبكة الافتراضية.



واعتبرت الأسبوعية أن الوعي بأهمية الحضور على الانترنت للدفاع عن القضية الوطنية هو حديث العهد نسبيا، فالانترنت ظلت "إلى حدود الأمس القريب فضاء انفصاليا"، مشيرة إلى أن المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية كان في طليعة من فطنوا إلى هذه الحقيقة، وقاموا بقلب هذا الوضع لصالح المغرب.
 
ونقل المقال عن رئيس المجلس، السيد خليهن ولد الرشيد قوله إنه" عندما أنشأت الإنترنت في التسعينات إلى العام 2006، لدى تأسيس المجلس، كانت البوليساريو تسيطر على الشبكة، في حين أن المغرب لم يكن له وجود عليها، وليس فقط في ما يتعلق بالصحراء. وقد استطاعت البوليساريو النفاذ حتى إلى الرأي العام المغربي من خلال الإنترنت ، حيث كونت، بمساعدة أنصارها، شبكة دولية من المدونات والمنتديات والمواقع المتأثرة برؤية الجزائر والبوليساريو حول القضية".

ولاحظت الأسبوعية أن المغرب" عرف كيف يستدرك تأخره على الشبكة"، وسردت في هذا السياق التقدم الذي حققه المجلس بفضل إنشائه "باقة إنترنت" تتيح الوصول إلى" موسوعة حقيقية صغيرة" تنشر معلومات عن جميع المجالات ذات الصلة بالصحراء، من التاريخ إلى الثقافة، مرورا بالتنمية الاقتصادية والحضرية والاجتماعية، عبر 6 مواقع ب8 لغات على 48 موقعا.

وعلاوة على ذلك، أشارت الأسبوعية إلى أن المجلس يقوم في نفس الوقت"بإدارة 20.000 مدونة "، وأنه يخطط لرفع هذا الرقم في المستقبل.

أبرزت الأسبوعية جانبا آخر من هذه الحرب الافتراضية التي يقودها المجلس عبر محركات البحث على الانترنت، مما ساعد على تحقيق تحسن ملحوظ في تصنيف المصادر المغربية حول قضية الصحراء، في مجال الشبكات الاجتماعية والمنتديات وغرف الدردشة، حيث بات زوار الانترنت اليوم أمام معلومات أكثر توازنا.

ولاحظت الصحيفة أنه "في حالة المدونات وغرف النقاش أو غيرها، أدت هذه الاستراتيجية  إلى نتائج هامة" ، مضيفة أنه بفضل العمل الذي يقوم به المجلس، "كسب المغرب الميدان، خاصة في موقع غلوبال فويسز أونلاين، وهو موقع خاص بصحفيي ومدوني البلدان النامية، أو في موقع ويكيبيديا".

فصل آخر في هذه الحرب عبر الشبكة يدور حول أسماء النطاقات، وخاصة نطاق eh. الممنوح لمنطقة الصحراء من قب الهيئة الدولية لمنح نطاق الأسماء والأرقام على الانترنت "آيكان"، حيث تم تجميد طلب جبهة البوليساريو بالحصول عليه، بفضل معارضة المغرب، لاسيما عبر الرسالة التي وجهها رئيس المجلس إلى رئيس الهيئة.

وفي ما يلي النص الكامل للمقال:

المغرب والبوليساريو: حرب الإنترنت

 لافي إيكو- هدى الفيلالي الأنصاري

مواقع رسمية، منتديات، شبكات اجتماعية، مدونات: معركة يومية يخوضها المواطنون العاديون والمسؤولون على حد سواء. الهدف: إقناع الرأي العام الدولي.
17 000 عضو ضد أمينتو حيدر على فايس بوك. 20000 مدونة وعشرات المواقع الإلكترونية يديرها المجلس.
المغرب يعمل جاهدا لاستدراك ما فاته على الانترنت بعدما فطن متأخرا
.

 يوم الخميس 17 ديسمبر، وصلت أمينتو حيدر إلى مطار العيون، قدمت جواز سفرها المغربي للجمارك، وامتثلت للمعايير الدولية المعمول بها على الحدود لدخول التراب الوطني، دون ضجة. بعد شهر من بدء إضرابها عن الطعام في مطار لانزاروتي الإسباني، هل أغلق الحادث أخيرا؟ ليس على شبكة الإنترنت على أي حال. بحث بسيط على موقع فيس بوك كاف  للتأكد من ذلك. في الأيام الأخيرة، تشكل ما لا يقل عن أربعين مجموعة حول هذه القضية. من بين هذه المجموعات من يساند  المناضلة الانفصالية، مثل مجموعة Free Aminatou Haïdar ( أطلقوا سراح أمينتو حيدر) وتضم 6400 عضو.     غير أن منتقديها أكثر من ذلك بكثير: مجموعتا "Anti-Aminatou Haidar Propaganda ! " (ضد دعاية أميناتو حيدر)، و "Tous contre Aminatou Haidar" (جميعا ضد أميناتو حيدر)  تضمان لوحدهما أكثر من 17000 عضو. في هذه المجموعات، ينتقد مستخدمو الانترنت المناضلة الانفصالية بشدة، كما ينتقدون السلطات المغربية التي يؤاخذونها على السماح لها بالعودة إلى البلاد، وعلى إدارتها للقضية بشكل عام.

فيس بوك، ساحة المعركة

من المثير للاهتمام أن حفنة من مستخدمي الانترنت في إسبانيا انضموا هم الآخرون إلى المنتقدين، وذهبوا ضد الاتجاه العام للرأي العام السائد لدى الجار الشمالي. تتميز مجموعاتهم بتواضع عدد أعضائها، ولكن رسائلها ذات مغزى، مثل" أنا أيضا أعتقد أن أميناتو حيدر تطلب الطعام من محل تيليبتزا وتأكل في الخفاء"، 55 مشجعا، "إضراب أميناتو حيدر عن الطعام بات مملا"، 192 مشجع. مؤسس المجموعة الأخيرة قال إن مجموعته ليست منحازة للمغرب، لكنها تعتزم الاحتجاج على الدعاية المفرطة التي أقيمت حول هذه القضية.
بحث جديد على فايس بوك دائما، وتبرز مجموعات أخرى. مجموعة "الصحراء الحرة"، شعار انفصالي جديد، يرسم كذلك صورة للانفصالية، وتضم المجموعة 6800 عضو. مجموعة أخرى تدعى ببساطة "الصحراء"، 285 عضو محدثة من وراء الحدود كما يظهر، تعرض صورا من مدن الأقاليم الجنوبية المأخوذة على ما يبدو من مواقع مغربية رسمية، وكذا صورا مركبة تسعى إلى مقارنة المغرب بالنظام النازي. ومع ذلك، ومرة أخرى، ورغم عداء المجموعتين، فإن عدد أعضائهما يظلان أقل بكثير من عدد مناهضي الانفصاليين. وهكذا، والصحيفة ماثلة للطبع يوم الأربعاء 23 ديسمبر، كان ما يقرب من 000 43 من مستخدمي الانترنت قد لبوا نداء"مليون توقيع ضد استبعاد الصحراء المغربية من الخريطة" على فيس بوك. لا بد من الإقرار بأن مليون مغربي في فيس بوك يمنحنا التميز العددي.
لكن المناقشات التي دارت حول قضية حيدر، وبشكل أعم، حول قضية الصحراء، لا تقتصر فقط على فيسبوك، فهناك: تويتر، يوتيوب، ديلي موشن، ماي سبيس، برس ماروك، جماعة بيلاشياو... (Twitter, Youtube, Dailymotion, Myspace, Presse-Maroc, Collectif Bellaciao) بعيدا عن المواقع الرسمية المغربية والانفصالية والجزائرية، تكتسح وجهات النظر ورسائل الدعاية والمناوشات الافتراضية شبكة الإنترنت.

الهدف: 48 موقعا و000 100 مدونة للمجلس

وعلى الرغم من ذلك، وخلافا للمظاهر، ليس المواطنون العاديون اللاعب الوحيد على الانترنت. بضع نقرات ويبرز أمام مستخدم الانترنت مشهد مختلف. على موقع www.corcas.com ، يدعو خليهن ولد الرشيد، رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، صراحة، محمد عبد العزيز، الأمين العام لجبهة البوليساريو للاحتكاك بالإدارة المحلية في الأقاليم الجنوبية... في إطار الحكم الذاتي على النحو الذي اقترحه المغرب. هذا المقطع وكثير غيره، يتم بثه من قبو للفيلا في حي السويسي بالرباط، على غرار مواقع www.sahara-online.net  ، www.sahara-culture.com  ، www.sahara-villes.com  ، www.sahara-developpement.com ، www.sahara-social.com   ومجموعة من أسماء النطاقات الأخرى التي تحتوي على كلمة "كوركاس".  في هذه الباقة الإلكترونية كما تسمى هناك، بإمكان مستخدمي الانترنت الوصول إلى سلسلة من الوثائق التي تقدم المجلس وخطة الحكم الذاتي المغربية، وتعطي أيضا لمحة عامة عن الأقاليم الجنوبية في المجالات الاقتصادية والثقافية الاجتماعية، الخ. إنها موسوعة حقيقية حيث نعثر على عروض تقدم وصفات مطبخية إلى جولات جوية فوق المدن، مرورا بتسجيلات الأمداح الدينية، وكلها تدار من لدن عشرين شخصا تقريبا، ومترجمة إلى 8 لغات الأكثر استخداما على الانترنت: العربية، الاسبانية، الفرنسية، الإنكليزية، الألمانية، الروسية، البرتغالية والإيطالية (سيتم قريبا إضافة اللغة الصينية، وهي الثانية من حيث المحتوى على الإنترنت، إلى القائمة). " لدينا
صحفيين متخصصين يعملون على هذا الموضوع بشكل يومي. وعلاوة على ذلك، فإن هذه المواقع التفاعلية، مترجمة، وتخضع للتغيير والتجديد يوميا. لدينا أيضا نظام مراقبة خاص للتعرف على المواقع أو الباقات الأكثر متابعة. كل هذا ساعد في دفع الكثير من الناس لدعم الموقف المغربي"، يقول السيد ولد الرشيد.
لا بد من القول إن هذه المواقع التي تبث كذلك الإذاعات الهرتزية للداخلة والعيون وكذا القناة الوطنية وتلفزيون العيون، بالإضافة تلفزيون الويب (Web TV)، تجذب ما بين 30 ألف و 50 ألف زائر يوميا. إضافة إلى ذلك، فإن النسخ العربية لهذه المواقع هي المواقع الأكثر زيارة في العالم العربي حول الصحراء. في موازاة ذلك، يدير المجلس داخليا 20 ألف مدونة، ولا ينوي التوقف عند ذلك بحسب مصدر بداخله: في نهاية عام 2010، يسعى إلى 100 ألف مدونة. علما بأن موقع المجلس والمواقع المتفرعة منه يتم استضافتها في الخارج. غريب؟ لا، فقط المسالة عملية لإتاحة سرعة الربط، فالوصول السريع إلى المعلومات هو أحد أسلحة الانترنت أيضا، ناهيك عن التأثير الإيجابي المؤكد لذلك على الترتيب في محركات البحث.
المجلس مع ذلك ليس مؤسسة الدولة الوحيدة التي استثمرت الانترنت. "في وزارة الشؤون الخارجية، ندرك أن الحرب على الانترنت قائمة، وأننا نواجهها. أخذنا الأمر على محمل الجد: الآن، نسهر على قراءة كل ما يكتب على المغرب تقريبا"، يقول مصدر من وزارة الطيب الفاسي الفهري. أكثر من عشرة أشخاص في وزارة الشؤون الخارجية يتناوبون على مراقبة المعلومات المتزايدة أكثر فأكثر على الانترنت،  وعلى رأسها قضية الصحراء، على مدى 20/24 ساعة، وخلال نهايات الأسبوع وأيام العطل. ليس هذا الأمر من قبيل المفاجأة: فمنذ سنوات، والوزارة تراقب كل ما ينشر في الصحافة الدولية حول المملكة. اليوم، مع ذلك، وبسبب التعمق في البحث على الانترنت، صارت المراقبة تشمل أيضا مواقع إلكترونية مثل    www.hespress.com   أو www.backchich.info، والشبكات الاجتماعية، وحتى المدونات، ناهيك عن المواقع التي تحمل دعاية انفصالية!

صحوة رسمية حديثة

من الواضح أن بلدنا بدأ يحسن حضوره على شبكة الإنترنت. ولكن بالأمس القريب، كانت الإنترنت أراضي انفصالية. يقول خليهن ولد الرشيد: "عندما تم إنشاء الإنترنت في التسعينات، إلى حدود العام 2006، لدى تأسيس المجلس، كان البوليساريو يسيطر على  الشبكة، في حين لم يكن للمغرب وجود، وليس فقط في ما يخص قضية الصحراء. لقد توصل البوليساريو حتى إلى التأثير على الرأي العام المغربي عن طريق الإنترنت، حيث خلق، بمساعدة مؤيديه، شبكة دولية من المدونات والمنتديات والمواقع المتأثرة برؤية الجزائر وجبهة البوليساريو للقضية". هذا ما تؤكده وزارة الطيب الفاسي الفهري. "ظهرت الانترنت في عام 1993 تقريبا، ولكن بحلول عام 1997، كانت الجبهة المعارضة حاضرة عليها بشراسة. وفي 1998، كانت الجبهة قد أدركت فائدة الاستثمار فيها. في المغرب، كنا نعمل على عدة جبهات كلاسيكية: وسائل الإعلام، التلفزيون، السفارات والقنصليات. كنا نعتقد في البداية أن هذا كان كافيا، ولكن مع الوقت أدركنا أن الأمر لم يكن كذلك"، يوضح أحد أطر وزارة الشؤون الخارجية. ويضيف: "اليوم، يوجد عدد كبير من القراء الذين لا يقرأون الصحف، ولكنهم يستقون المعلومات مباشرة من الإنترنت، في حين أنه على الإنترنت، لا نعثر بالضرورة على الصرامة المتوفرة في الصحافة المكتوبة". ولم يُلاحظ وعي حقيقي حول الأمر بين المسؤولين المغاربة سوى ما بين عامي 2002 و2003. وكان المجلس بالمرصاد. "قبل عام 2006، كانت المواقع المؤيدة للبوليساريو مستأسدة على الانترنت. فهمنا على الفور الأسباب التي أدت إلى انعدام الأطروحات المغربية حول نزاع الصحراء المغربية على شبكة الإنترنت: وكان يتوجب نشر مواقع عديدة متكاملة على الإنترنت من شأنها تسليط الضوء على الحقائق السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية في الصحراء بعدة لغات". كما أن هذا تطلب إنشاء مواقع ذات محتوى مماثل ولكن بامتدادات مختلفة، مثل www.corcas.es  ، www.corcas.be   أو www.corcas.tv  لبث التلفزيون على الإنترنت.

معركة ويكيبيديا (Wikipédia)

  كانت هناك استراتيجية يتعين وضعها في حقل يعرف تغيرا مستمرا. الصراع على الانترنت بالمعنى التقليدي، عن طريق مواقع إلكترونية موسطة، رحّلت المعارك إلى أراض جديدة. لا حاجة للدبابات أو الطائرات المقاتلة: أهداف جديدة تسمى محركات البحث، والشبكات الاجتماعية والمنتديات وغرف الدردشة و...المدونات. الهدف؟ مستخدم الإنترنت، مقيم غالبا في الدول الغربية، وهو طالب، عضو من المجتمع المدني أو باحث. إنه يلج شبكة الإنترنت لمعرفة المزيد حول نزاع الصحراء. والسلاح؟  المعلومات. يوضح مصدر من المجلس بأن" الاتصال عبر الانترنت يمكن من تصويب بعض المعلومات غير الصحيحة المتناقلة عبر الإنترنت حتى الآن حول تاريخ الصراع، وخرائط المنطقة، وهوية الصحراويين باعتبارها مكونا من مكونات الهوية المغربية، والأخبار السياسية والاجتماعية والاقتصادية". من خلال الاستثمار في المجال الالكتروني، وشبكة الإنترنت، يتم تشكيل بنك معلومات افتراضي. مجرد الحضور هناك، والظهور في محركات البحث آلاف المرات يجعل من هذا البنك مرجعا. وقد أدت هذه الاستراتيجية إلى نتائج هامة، لكنها تبقى ذات حدود، في حالة المدونات والمنتديات أو غيرها من الفضاءات. وإذا كان بالإمكان دفع مدونة مستقلة إلى تغيير موقفها بفضل  معلومات صحيحة، فإن مدونة يتحكم فيها الانفصاليون تظل على مواقفها المعادية. هكذا كسب المغرب الميدان، خصوصا  على موقع GlobalVoicesOnline الخاص بالصحفيين والمدونين من البلدان النامية أو في موقع ويكيبيديا (Wikipédia). في الواقع، موسوعة الانترنت التي شهدت معركة حقيقية دارت حول التعريفات في الصفحة المخصصة للصحراء قبل بضعة أشهر، تضم اليوم  مقالات أكثر توازنا من ذي قبل، على الرغم من استمرار وجود بعض الاختلافات بين النسخة الفرنسية المحايدة، وبين النسخة الإسبانية التي لا تزال متأثرة بالطرح الانفصالي للحقائق، وبين النسخة الانجليزية الواقعة في مرتبة وسطى بينهما. اليوم، تتحدث النسخة الفرنسية أكثر عن خطة الحكم الذاتي، بينما تركز النسخة الاسبانية أكثر على فشل خطة بيكر الثانية.

الكلمات المفاتيح وأسماء النطاقات

مع ذلك، فإن البحث عن المعلومات في شبكة الانترنت يعني أيضا الكلمات المفتاح. وللوصول إلى نتائج أفضل في محركات البحث، لم يعد هناك تردد في استخدام الكلمات المفاتيح التي ترد في مصطلحات العدو. وهكذا فالبحث عن كلمة "الصحراء الغربية" على شبكة الانترنت لم يعد يؤدي تلقائيا إلى المواقع المؤيدة للانفصاليين من الآن فصاعدا.  ويوضح مصدر مقرب من ملف الصحراء بأن كون الطالب الأوروبي اعتاد على رؤية "الصحراء الغربية" على خريطة العالم، يجعل منطقيا استخدام هذا الاسم عند البحث على الشبكة، ويضيف: "إذا قمنا بالبحث عن "الصحراء الغربية" فيما موقعك يسمى ب"الأقاليم الجنوبية"، فلن يظهر أبدا في نتائج البحث. في حين إذا أطلقت عليه اسم www.sahara-online.net ، سيظهر في المرتبة الثالثة أو الرابعة بعد مواقع الجبهة الانفصالية، وعند هذه النقطة، تكون قد أحرزت الفوز، لأنها تصبح مرجعا، بمضمون خاص بك". إنه منطق  يقول برفع التحدي أعلى عبر أسماء نطاقات من قبيل www.droit- humains.org ،-www.droit-au-retour.com ، www.lavage-de-cerveau.com، www.endoctrinement.com، وكل هذه المواقع مضادة للانفصاليين، لكن هوية مسييرها تظل مجهولة.
أخيرا،  ليست الكلمات المفاتيح المفاجأة الوحيدة في ساحة الانترنت، فحتى وقت قريب، كان قراء الصحافة في الجزائر يعثرون في نفس صفحة الويب على مقال مؤيد للأطروحة الانفصالية وإعلان يحيل إلى... خطة الحكم الذاتي المغربية. "الإعلان على الإنترنت جزء من سياسة الاتصال التي اعتمدناها منذ البداية. كنا أول من استخدم الروابط التجارية على غوغل (Google)، بعد ذلك، قمنا بالتواصل عبر 120 ألف موقع تحت يافطة غوغل (Google). بل إن مواقعنا تسربت إلى الصفحات الرئيسية لمواقع الصحف المعروفة في الجزائر ومواقع أخرى في العالم"، بحسب المجلس الذي أكد أن العديد من المواقع الجزائرية اضطرت لتغيير خرائط مواقعها لتجنب الإعلانات المؤيدة للمغرب على صفحات الاستقبال لديها... شيء واحد مؤكد، وهو أن المغرب عرف كيف يلحق بالركب على الانترنت، فهل سيعرف كيف يحول هذا التطور إلى إنجازات ملموسة في صفوف الرأي العام الدولي؟ من المحتمل أن يستغرق ذلك بعض الوقت، بل الكثير من الوقت لتحقيق الأمر. ومع ذلك، فالمغربي العادي لديه دور يلعبه في هذه القضية أيضا. 

التشويش: عندما يخترق  هاكرز (hackers) مغاربة الموقع الالكتروني لجبهة البوليساريو

يوجد على الانترنت نوعان من المتدخلين لصالح الأطروحات الانفصالية: الأول هو الجمعيات الأجنبية الداعمة لجبهة البوليساريو، مزودة بمعلومات يومية وصور وأشرطة فيديو من الجبهة، ولديها معرفة محدودة وغير صحيحة أو مضللة حول تاريخ النزاع، ولكنها تتقن الأداة المعلوماتية. والنوع الثاني ليس بالمفاجأة، فهو المخابرات الجزائرية التي تشرف على إدارة قسم الدعاية لدى البوليساريو، وقائمة بريدها وبعض المدونات والمنتديات والشبكات الاجتماعية.
مقابل ذلك، لا تقف المؤسسات الرسمية المغربية معزولة، فقد كانت هجماتها على المواقع الإسرائيلية، ومؤخرا  على المواقع السويسرية متميزة، ويحدث أيضا أن يقوم الهاكرز (hackers) المغاربة بالهجوم على مواقع الانفصاليين، الأمر الذي يثير استياء بعض الذين يشعرون بأن ذلك يعزز مصداقية أطروحة الخصوم. حدث هذا يوم 13 ديسمبر المنصرم في موقع وكالة الأنباء الانفصالية SPS. وفي يناير 2008، أدى الموقع الرسمي لجبهة البوليساريو ثمن الهجوم المغربي عليه. غير أن المعسكر الانفصالي لم يبق مكتوف اليدين، ففي فاتح أبريل، تعرض موقع جمعية الصحراء المغربية لاختراق من قبل قراصنة جزائريين.
كما تتعرض مواقع المجلس لعشرات الهجمات اليومية من قبل عناوين إلكترونية مجهولة. في أكتوبر 2008، وجهت لقرصان مغربي كذلك تهمة الهجوم على موقع "Tout sur l’algerie"، بينما تشير قصة أخرى لنفس الحادث إلى أن مسيري الموقع أغفلوا تجديد تسجيل اسم النطاق الذي تم شراؤه من قبل طرف آخر. أمر واحد مؤكد: فبسبب لغز معلوماتي غامض، تقود كتابةwww.toutsurlalgerie.com  مباشرة إلى البوابة المغربية www.hespress.com...

  صدق أو لا تصدق: عندما يطلب سكان مخيمات تندوف خدمة من المجلس

 من قال إن مخيمات البوليساريو محرومة من الانترنت في الجانب الآخر من  الحدود؟ " مواقعنا تستقبل يوميا بضعة آلاف من سكان المخيمات".
إنهم يرتبطون بالانترنت عبر الأقمار الصناعية المتصلة بالشبكات الإسبانية أو الأوروبية. في كثير من الأحيان،  يقول مصدر من المجلس، يستخدم الانفصاليون المعلومات المنشورة مثلا على موقع المجلس www.sahara-culture.com  للترويج للثقافة الحسانية".
وإذا كان بالإمكان توقع مثل هذه الانتهازية ، فإن التفاعل عبر الإنترنت مع سكان المخيمات يفاجئ المسؤولين: " يتلقى المجلس طلبات من قدماء المحاربين في جيش التحرير بالجنوب الموجودين حاليا في مخيمات تندوف من أجل الاستفادة من وضعية قدماء المحاربين، كما ترد علينا أيضا طلبات من بعض سكان المخيمات لتنظيم الشؤون الإدارية في مدن الصحراء، وغيرها من الطلبات الشخصية! ".

أسماء النطاقات: لا نطاق ".eh" لجبهة البوليساريو

معلوم أن المغرب ومعسكر الانفصاليين في نزاع شرس على الإنترنت، لكن إذا كانت هناك من معركة تبرز تنامي قوة بلدنا في هذا المجال، فهي قضية نطاق "eh." الذي كانت تطالب به بلاد الباسك (أوسكال هيريا)، دون نجاح، لأنه كان قد حجز  لمنطقة الصحراء.
هذا النطاق، على غرار.ma  بالنسبة للمغرب و.fr  بالنسبة لفرنسا (eh. بالنسبة للساقية الحمراء- وادي الذهب) يطالب به بلدنا ومعسكر الانفصاليين منذ عامين ، لكنه قد يبقى مجمدا لسنوات، طبقا لقواعد الهيئة الدولية لمنح نطاق الأسماء والأرقام على الانترنت "آيكان" (www.icann.org )، طالما أن المتنافسين لم يقررا التعاون. "مع ظهور الإنترنت، قررت "آيكان" الأخذ في الاعتبار معيار Iso-3166 لمنح النطاقات للبلدان والأقاليم، بغض النظر عن  تحديث الخرائط  السياسية للمنطقة.
تم إذن منح  نطاق "eh." لمنطقة الصحراء. وكانت جبهة البوليساريو، بمساعدة من شركة تجارية كاتالونية، تقدمت بطلب منحها هذا النطاق في 2005، قبل إنشاء المجلس.
"عارض المغرب الطلب عن طريق تقديم طلب مماثل في إطار لجنة وطنية  شارك فيها المجلس"، يقول مصدر من المجلس. "ولذا فإن رئيس المجلس بعث برسالة إلى رئيس هيئة "آيكان"، أشار فيها إلى تنمية مرافق الإنترنت في جميع أنحاء منطقة الصحراء، ودعم المجلس لأي طلب لإدارة نطاق "eh.". وقد تلقى رئيس المجلس ردا رسميا من رئيس الهيئة يفيد بالوقف النهائي والصارم لعملية منح النطاق "eh." للبوليساريو وأنصارها.

 المصدر: كوركاس
(خبر يهم ملف الصحراء الغربية / كوركاس)

 

 الموقع لا يتحمل مسؤولية سير عمل ومضمون الروابط الإلكترونية الخارجية !
جميع الحقوق محفوظة © المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية 2024