فيما يلي النص المكتوب والتسجيل الصوتي لحوار رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية مع

تقديم المذيع : مرحبا بكم سيداتي سادتي، و أسعد الله أوقاتكم إلى هذا اللقاء الخاص. 
توجت الزيارة الملكية التاريخية الأخيرة للأقاليم الجنوبية بإعلان جلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي يوم 25 مارس الماضي عن تنصيب الأعضاء الجدد للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، وبهذا الخطاب أصبح المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية يعتبر قوة اقتراحية للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة وتنمية الأقاليم الجنوبية. وقد أكد جلالة الملك في خطابه السامي على ضرورة أن يضفي المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية بتركيبته الجديدة الدينامية اللازمة، كما خوله اختصاصات ليساهم على جانب السلطات العمومية في الدفاع عن مغربية الصحراء.
وقد عين جلالة الملك على رأس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية السيد خليهن ولد الرشيد. وهو ضيفنا في هذا اللقاء من أجل تقريب المستمعين من المهام التي خولها إياه الظهير الشريف والاضطلاع على نتائج أولى جلسات المجلس التي عقدت يوم 4، 5 و 6 أبريل الجاري بالرباط.

مرحبا بك السيد خليهن ولد الرشيد.

خليهن ولد الرشيد : أهلا وسهلا، مرحبا بك

سؤال: طيب، الزيارة الملكية الأخيرة للأقاليم الجنوبية التي توجت بالإعلان عن المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، وتشكيل أعضاءه الجدد، شكل بلا شك منعطفا تاريخيا في تاريخ المنطقة، وبالنسبة كذلك لقضيتنا الوطنية.
ما هي المهام التي سيطلع بها المجلس أولا والتي حددها الظهير الشريف؟

خليهن ولد الرشيد : فعلا القرار الملكي السامي الذي اتخذ من طرف جلالة لمك محمد السادس نصره الله يوم 25 مارس الماضي بمدينة العيون، كان قرارا تاريخيا وجاء ليطوي صفحة الماضي في هذا الموضوع ويفتح صفحة جديدة لحل هذا المشكل بصفة نهائية، وتعتبر هذه الخطوة تاريخية ليس بالنسبة لمنطقة الصحراء وإنما تاريخية كذلك  لتاريخ المملكة المغربية، التي لم يسبق أن أعلن بها مشروع مثل هذا، أي إعطاء حكما ذاتيا لجزء من المملكة لتمكن سكانه من تسيير شؤونهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في إطار الوحدة الوحدة الوطنية والسيادة المغربية. والهدف المرصود من طرف جلالة الملك لهذا المجلس واضح في الظهير الشريف المؤسس وهو مساعدة جلالة الملك محمد السادس على الحفاظ على الوحدة الوطنية للمملكة المغربية والاهتمام بالمجال التنموي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لهذه الأقاليم، كما وضع الظهير الشريف جميع الأشياء محددة والمتعلقة باختصاصات هذا المجلس ومجالات تدخلاته وإعطاءه القوة الاقتراحية المساندة من جلالة الملك لحل جميع القضايا المرتبطة بقضيتنا الوطنية سواء كان الأمر على الصعيد الداخلي أو كان الأمر يتعلق بالصعيد الخارجي. في هذا الإطار اجتمع المجلس في دورته الأولى يوم 4 و5 و6 من أبريل الحالي وتدارس جدول الأعمال الذي يتضمن وضع النظام الداخلي للمجلس الذي ينبثق من الظهير الشريف وانتخاب النواب التسع للرئيس، والحمد لله تمت هذه الدورة في ظروف جيدة وطنية ومطمئنة وناقش الأعضاء جميع نقط جدول الأعمال في جو من الديمقراطية والشفافية و التصالح العام، وترتب عن ذلك أولا الموافقة على مشروع النظام الداخلين ثم انتخاب النواب التسع للرئيس بطريقة ديمقراطية سريو وشفافة أعطت المصداقية والثقة المطلوبة لدى الجميع أولا لأعضائه ثم للساكنة.

سؤال: يوم الخميس الماضي اختتمت بالرباط أشغال الجلسة الأولى للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية الذي يضم 140 عضوا خضروا الجلسة الأولى لتدارس جدول اعمال يتضمن مناقشة النظام الداخلي للمجلس وانتخاب تسعة نواب للرئيس والذين انتخبوا وهم : خداد الموساوي ، أبا عبد العزيز، عمر بوعيدة، علي سالم الشكاف، كلثوم الخياط، حسن الدرهم ، عيلة عثمان، ابريكة الزروالي و الشريف حسنا.
فكيف مرت أجواء اقتراع تسعة نواب للرئيس؟

خليهن ولد الرشيد : هو في الحقيقة اقتراع حر وسري ونتج عنه توازن يعبر عن مدى تعلقهم بالحفاظ على هذا التوازن، لأنه طبيعة المجتمع، لكنه انطبق تماما على العملية الديمقراطية والممارسة الديمقراطية، أي الصوت السري الحر الذي يعبر في الصندوق عن إرادة حقيقية، فانطباقها على التوازنات القبلية أو العشائرية ما هو إلا صدفة تعبر عن النضج وعن المسؤولية لأعضاء المجلس الذين انتخبوا هؤلاء النواب التسعة.

سؤال: في تصريح للإذاعة الوطنية بعد اختتام الجلسة الأولى يوم الخميس الماضي، تحدثتم السيد خليهن ولد الرشيد عن ضرورة تجاوز الخلافات العائلية الموروثة المتعلقة بالخصومات ما بين الصحراويين.
كيف ستعملون على المصالحة بين أبناء الصحراء من خلال المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية في إستراتيجية عملكم المقبلة؟   

خليهن ولد الرشيد : صحيح، لأنه قلت بأن مشكل الصحراء ناتج عن خصومات ما بين الإدارات المتلاحقة والمواطن الصحراوي. وهذه الخصومات ترتب عنها عواقب وخيمة في بعض الأشياء. فبعض الناس نظرا لهذه الخصومات صاروا يطالبون بالانفصال، والبعض الآخر صار يتخاصم مع الوطن والبعض الآخر انعزل.
المبادرة الملكية جاءت لطي هذه الصفحة السلبية وجاءت لتقول بأن الملك محمد السادس يريد بناء مغرب حديث مغرب ديمقراطي مغرب يعطي الحقوق الكاملة لجميع أطرافه ومكوناته، وبان خصومات الماضي قد انتهت، وبأن الحكم الذاتي الذي سيمكن الصحراويين من ممارسة و من تدبير شؤونهم بأنفسهم من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية هو بديل عن الانفصال، هو بديل نهائي، هو يجعل نهاية تاريخية تامة لكل الخصومات التي ورثت من الماضي، ويفتح صفحة جديدة للتصالح العام، لتصالح الصحراويين في ما بينهم، وتصالح الصحراويين من جهة والإدارة المغربية بقيادة جلالة الملك المساند من طرف الشعب المغربي .
إذن هذه الخطوة هي الخطوة التي سنعمل في إطارها، والتي سنفسرها لجميع الصحراويين المستهدفين من هذا البرنامج سواء كانوا في مخيمات تندوف أو موريتانيا أو المهجر،  بأن ما كانوا يطالبون به تاريخيا قد أصبح اليوم محققا بالإرادة الملكية، و بأنه يجب أن نعمل على تحقيقها على الأرض و في التراب، لمصلحة الجميع وأن يحس الجميع أنه لم يبق مهمشا، وأن يحس الجميع أنه أصبح الهدف الأساسي للتنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية و بأن جميع الصحراويين هم جوهر هذه القضية و هم الهدف الأساسي لهده السياسة، وهم الذين سيعملون وسيكونون فعالين في أولا إنجازها ثم إعطاء نتائجها، ثم يصبحون كما يريدون وكما كانوا يطالبون جزء لا يتجزأ بكامل معنى الكلمة من المملكة المغربية، أي أصبحوا ركيزة أساسية من المملكة المغربية بإرادتهم. وأن جميع عراقيل الماضي قد انتهت ونطوي صفحة هي صفحة المغرب الجديد الذي يريد جلالة الملك في جميع القطاعات الأخرى، ليس فقط في موضوع الصحراء، وإنما في المواضيع الاقتصادية السياسية والاجتماعية وحقوق المرأة و حقوق الشباب، وبناء مغرب حداثي جديد يجعل المغاربة يرتبطون ارتباطا ذات أواصر متينة، ونحن سنعمل في هذا الإطار لنحقق الهدف الذي رسمه جلالة الملك إنشاء الله.
سيستفيد الصحراويون من هذه السياسة ولكن ستستفيد كذلك البلاد بعمومها. إن التصالح هو إرادة ملكية لطي صفحة الماضي بما فيها، وبناء صفحة جديدة تكون تعبيرا على المغرب الجديد. تكون نموذجا للمغرب الجديد، والصحراويون معنيون أكثر من ذي قبل بهذه القضية. وأنا متيقن ومتفائل بأنهم سيؤازرون لا محالة هذا الموضوع، لأنه أصلان أصلا، أصلا في الأصل لا يجد صحراوي واحد يمكن أن يقول بأن أبويه أو أجداده انفصاليين، أو كانت هناك قطيعة مع المملكة، أو كانوا ينادون في يوم من الأيام بشكل مختلف عن المغرب. وإنما كانوا ينادون دائما بمكانة في البلاد في المملكة، مكانة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية مضمونة، وهذا ما حققه جلالة الملك محمد السادس وهذا ما كلفنا بإنجازه وتحقيقه إلى جانبه إنشاء الله.

سؤال: تم تمكين المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية من صلاحيات واسعة للنهوض بهذه المهام، وهي صفة استشارية متمثلة في إبداء الرأي في القضايا الكبرى التي يستشير فيها جلالة الملك، وإنجاز المهام المسندة إليه، وقوة اقتراحية للنهوض بأوضاع الشباب والمرأة و التعبير عن طموحاتهم عبر إنعاش التربية والتكوين والتشغيل وتقوية التضامن الجهوي والوطني وتعزيز حقوق الإنسان في نطاق سيادة القانون وكذا صيانة الخصوصيات الثقافية للمنطقة والوحدة الترابية لصحرائنا المغربية
على مستوى الاستراتيجية الإعلامية السيد خليهن ولد الرشيد، كيف هي الرؤية المستقبلية للاشتغال سواء على المستوى الوطني أو الدولي؟

خليهن ولد الرشيد : نحن سنبدأ إستراتيجية إعلامية داخلية وخارجية لإثبات حقنا وقضيتنا في جميع الأصعدة،وستكون هذه الإستراتيجية مبنية على المهنية على المصداقية على الصحراء لا بالنسبة للصحراويين الموجودين في الداخل والخارج، ولا بالنسبة كذلك للدول الأجنبية المعنية بهذا الأمر سنفسر لهم كصحراويين حقيقيين يطالبون بحقوق مشروعة، سنفسر لهم أن هذا الحل هذا المشروع الملكي هو أفضل حل للصحراويين المطالبين بحقوق، هو أفضل حقن أحسن حل للدولة المغربية التي تريد بناء أسس جديدة لدولة غير ممركزة حديثة عصرية على النمط الأوربي، وهو كذلك أحسن مثل للمغرب العربي الذي يحتاج للطمأنينة والاستقرار والسلام لبناء أسسه المستقبلية التي يتطلبها الوقت، وهو الماضي المشترك و الحاضر المشترك والمستقبل المشترك، أن ينحل هذا النزاع إنشاء الله نهائيا لمصلحة شعوب هذه المنطقة من القارة الإفريقية

المذيع:باسمكم جميعا سيداتي سادتي نشكر السيد خليهن ولد الرشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، نشكركم على المتابعة ونلقاكم في فرصة أخرى بحول الله
إلى اللقاء لكم تحية محمد صابر وكان معكم الحسين الخباشي

(خبر يهم ملف الصحراء الغربية / كوركاس)