وعن تساؤل للصحافي عبد الهادي متوكل عن نتائج مفاوضات منهاست في المساهمة في حل مشكل الصحراء، والآفاق المستقبلية لهذه المفاوضات، قال السيد خليهن ولد الرشيد:
" فعلا مسلسل منهاست فتح آمالا جديدة لحل هذا النزاع، لأنه جاء بعد توقف طويل في مواجهة هذا المشكل، والطريق مسدود من جميع الجهات. ومنهاست لم تفتح فقط آمالا جديدة لهذه القضية، وإنما وضعت مقاربة جديدة، فمجلس الأمن أسس بالقرار 1754 منهجية جديدة للأمم المتحدة، تقوم على أساس أن نزاع الصحراء لا يمكن أن يتم حله إلا عبر التفاوض، والحوار غير المشروط. هذه المفاوضات التي جرت في الجولات الأربع لمسلسل منهاست، كانت رغم كل شيء ايجابية، لأنها أولا يسرت للجميع بان يستمع إلى المشروع المغربي، وان يكون الحوار مع البوليساريو مباشرة لتفسير المشروع المغربي بصفة معمقة ومفصلة، وكذلك لوضع الأمم المتحدة في المفهوم الجديد لهذا المعطى.
في اعتقادي بان هذه الجولات الأربع كان لها صدى إيجابيا، لان الأمم المتحدة تغيرت لحد بعيد، فكما تعلمون، المبعوث الخاص للامين العام السيد فان فالسوم، خلص بعد هذه الجولات الأربع إلى نتيجة تاريخية بالنسبة للأمم المتحدة، وهو أنه لا يمكن حل هذا النزاع إلا بشرط أساسي، وهو أن تتخلى جبهة البوليساريو عن مطلب الاستفتاء والانفصال، إذن هذا هو الجانب الأساسي الذي كان، وبطبيعة الحال ننتظر أن يتواصل هذا المسلسل الآن بانعقاد الجولة الخامسة لمواصلة الحوار والتفاوض حول وضع الأسس التي تمكن من تطبيق مشروع الحكم الذاتي في أسرع وقت ممكن، وحل هذا النزاع الذي هو طال أمده".
وعن سؤال حول تعيين المبعوث الجديد للامين العام السيد كريستوفر روس، والآفاق المستقبلية للجولة الخامسة من المفاوضات، والنقط الأساسية التي يجب توفرها لإنجاح هذه الجولة، قال السيد خليهن ولد الرشيد:
" المبعوث الجديد السيد كريستوفر روس، يسير في نفس الطريق، وهو تطبيق توصيات مجلس الأمن بالبحث عن حل توافقي بين الأطراف، مبني أساسا على التفاوض والحوار والواقعية. جبهة البوليساريو والجزائر كانتا تطالبان بعد استقالة السيد فان فالسوم، بالرجوع إلى نقطة الصفر والتخلي عن مكتسبات الجولات الأربع، ولكن الأمم المتحدة رفضت هذا المنهج، والمغرب رفض ذلك. هناك تراكمات مهمة في الجولات الأربع، والمبعوث الجديد روس له طريقة أخرى، يحاول أن يهيئ الظروف النفسية لمواصلة الحوار للجولة الخامسة، ولهذا عقد لقاء غير رسمي في فيينا في شهر غشت الماضي، وهو الآن باتجاه التحضير لانعقاد الجولة الخامسة.
التراكمات التي حصلت هي، كما قلت، بأننا نتحاور، ونتكلم حول ما هو ممكن وما هو غير ممكن، تبين بان كل الأمور المتجهة إلى التشنج والى التوتر والى عدم الحوار هي غير صالحة للحوار، كالبحث عن الاستفتاء، الاستفتاء أصبح متجاوزا، فلابد أن نبحث عن حل واقعي ممكن، وفي نظرنا، وفي نظر غالبية المجتمع الدولي حاليا، الحل الوحيد الممكن يجب على الأطراف أن تتفق عليه، وهو الحل الوسط الذي لا يوجد فيه لا غالب ولا مغلوب، ألا وهو الحكم الذاتي.
إذن نحن قطعنا أشواطا مهمة فيما يتعلق بالحوار، يجب على الجميع أن يساهم في أن تتم هذه الشروط بالتفاوض على عمق الحكم الذاتي، ومضمون الحكم الذاتي، لكي نخرج في النهاية باتفاق ينهي النزاع.
شكرا لكم
المصدر: كوركاس
(خبر يهم ملف الصحراء الغربية / كوركاس)