Document sans titre  
الـعـربية Español Français English Deutsch Русский Português Italiano
الثلاثاء 30 أبريل 2024
صحـافـة مكتوبة

 البوليساريو في امتحان أمام المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية

أكد السيد خليهن ولد الرشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية في حديث نشرته اليوم الجمعة صحيفة "أوجوردوي لوماروك أن مشروع الحكم الذاتي في الاقاليم الجنوبية يهدف إلى "تسوية نزاع الصحراء بطريقة سلمية ،دون غالب أومغلوب وفي إطار احترام كرامة كافة الاطراف."



أوجوردوي لوماروك: هل المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، مفوض حقا لمناقشة ملف الصحراء؟ ما هي النتائج التي حققتها هذه المؤسسة التي أحدثها جلالة الملك يوم 25 مارس 2006؟ الحصيلة مع السيد خليهن ولد رشيد رئيس الكوركاس.

 أوجوردوي لو ماروك: ماهي المهام التي تقومون بها كرئيس للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية؟

خليهن ولد رشيد:
خلال 3 أشهر، استطعنا تحقيق نتائج جد ايجابية. في البداية، وضعنا هيكلة للمجلس،  ودعونا الى دورة لانتخاب الأعضاء، يعني نواب الرئيس، أضف إلى ذلك، تأسيس القانون الداخلي، بعدها جاءت دورة استثنائية  تتعلق بمشروع الحكم الذاتي. وبعد ذلك كانت هناك حملة تواصلية داخلية أكثر منها خارج البلاد.
على الصعيد الداخلي، قمنا بجولة عبر الأقاليم الجنوبية لشرح الأهداف والمهمة التي أسندها جلالة الملك للكوركاس. التقينا بالسكان الصحراويين لمناقشة المشكل من الناحية السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، وكذلك حقوق الإنسان. تدخلنا لدى جلالة الملك لطلب العفو عن المعتقلين على هامش الأحداث التي شهدتها الأقاليم الجنوبية. هذه الجولة كانت بهدف خلق ارتياح عام. شرحنا للناس حقهم في حرية التعبير، و حرية الرأي، وقلنا لهم بأنه لا يجب خلط هذه الحرية مع العنف. كانت شروحات ضرورية.
 هذا العمل يهدف بالأساس إلى زرع الأمل لدى الناس خصوصا عند تغيير الوضعية مع مشروع الحكم الذاتي، والحقوق التي يضمنها... كل هذا يجعل الناس ينظرون إلى المستقبل بكثير من  الأمل والتفاؤل. ليس هناك فراغ سياسي. الناس يعلمون، بأن هناك مؤسسة قرب جلالة الملك الذي يفكر في مشاكلهم الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية و الثقافية. وهذا بالضبط ما خلق الأمل لديهم. وأهم الأشياء الضرورية التي ساهمت في ترسيخ هذا الأمل هو العفو الملكي الذي قرره جلالة الملك
.

أوجوردوي لو ماروك:  بالحديث عن الدورة الاستثنائية التي تتعلق بالحكم الذاتي، هل المقترحات التي طرحت من طرف أعضاء المجلس كانت في مستوى انتظاركم؟

خليهن ولد رشيد: كانت أول مرة يتحدث فيها أناس الجنوب على مشروع الحكم الذاتي. كانت حقيقة أول مرة. ومن خلال جميع التدخلات، ولدت مجموعة من الأفكار والمقترحات الواسعة التي ستؤدي إلى وضع الأسس الأولى. وهذه الوثيقة ستوضع تحت إشراف مجموعة عمل.لازلنا نعمل دائما على إعطاء شكل محدد لهذه التدخلات. وفريق العمل سيهتم بهذا الموضوع. نحن مازلنا هنا. أشير إلى  أن التدخلات مرت بثمانية محطات أيام : 25، 26 و27ماي 2006. صحيح أن الأيام الأولى كان الجميع يتردد في الحديث على أشياء جديدة. لأجل ذلك مداخلات الأيام الأولى كانت خجولة، ولكن مباشرة بعد اليوم الأول، حلت جميع العقد التي كانت تحيط بالألسن.

أوجوردوي لو ماروك:  ماهي الفكرة التي لديكم بشأن الحكم الذاتي؟

خليهن ولد رشيد: هناك كفاءات استثنائية للدولة، وبالنتيجة لاتحتاج لمناقسة، سمعت بهذا الخصوص بالمجهودات السامية للسلطة الوطنية (الشؤون الخارجية، الدفاع، العلم، طوابع، الخ). وكذلك هناك الكفاءات الخاصة بمستقبل الحكم الذاتي. وأيضا هناك كفاءات مشتركة خصوصا في مجال الاقتصاد.

أوجوردوي لو ماروك:  هل مازال اقتراحكم هو  تكليف محمد عبد العزيز برئاسة الحكم الذاتي القبل؟

خليهن ولد رشيد: طبعا، مهمتنا هي توفيقية، مشروع الحكم الذاتي موجه لإنهاء صراع الصحراء بطريقة هادئة، بدون غالب أو مغلوب،  وتحت احترام كرامة جميع الأطراف.

أوجوردوي لو ماروك:  لماذا لم يجب عبد العزيز أبدا على هذا العرض؟

خليهن ولد رشيد: أظن أنه بصدد التفكير... ولكن هذا يتطلب منه بطبيعة الحال وقتا.

أوجوردوي لو ماروك:  ألم يحدث أن فكرتم في رئاسة الحكم الذاتي؟

خليهن ولد رشيد: أستطيع أن أجيبكم لو لم أكن مسؤولا على رئاسة المجلس. لكن الآن أي  جواب من جهتي سيفسر على أنه موقف، لذلك لا أستطيع أن أعطيكم جواب ...

أوجوردوي لو ماروك:  صرحتم دائما بأن صراع الصحراء هو مشكل داخلي. الجزائر ليست طرفا مهما في هذا الصراع؟

خليهن ولد رشيد: الصراع حول الصحراء، هو صراع داخل المغرب. أقولها لأنها الحقيقة، وسبب هذا الصراع هو هذه المعارضة الكبيرة بين السلطة ومختلف المعارضات. يمكن أن نفسرها كطرف من أطراف سنوات الرصاص.
إذا أعدنا البحث في الماضي، نجد أن البوليساريو نما من ماضينا منذ 36 عاما، من صراعاتنا واحتكاكاتنا الداخلية.إنها واحدة من الفروع الداخلية التي لم تدخل بعد في المنظومة العامة التي عرفها المغرب منذ تولي جلالة الملك محمد السادس العرش. هذا أعطى فكرة على أن الصراع داخليا. و المشكل استمر لأننا أعطيناه بعدا دوليا، هناك أطراف أخرى أقحمت في الموضوع، لن أعطيكم أسماء هذه الأطراف، علما بأنه لا يوجد هناك فقط الجزائر. وهذا جر بطبيعة الحال العديد من الصراعات الاديولوجية ما بين العرب خلال سنوات السبعينات، علما بأنه للأكاديميين والمؤرخين شرح للجذور الحقيقية لهذا الصراع. ولكن فقط عندما تصحح جميع الأفكار التي كانت وقتها وعندما يستطيع المؤرخون معالجة جميع الأحداث كمادة تاريخية دون جرح أحد
.

أوجوردوي لو ماروك:  قلتم بأن الجزائر ليس طرفا في الصراع، لماذا قررتم عقد اتصالات مع السلطة الجزائرية؟ موقفكم أليس متناقضا؟

خليهن ولد رشيد: الجزائر تقول بنفسها بأنها ليست طرفا في الصراع، وأنا مضطر لتصديقها. و ضروري أن أصدقها من أجل تسوية الصراع. الجزائر هي أيضا ضحية ما حدث، وكان هناك العديد من الجدران السيكولوجية، التي بنيت بيننا. هذه الجدران يجب هدمها من أجل مصلحة المغرب العربي عموما، ومن أجل مصلحة المغرب والجزائر بشكل خاص.  و الآن لا يوجد هناك تناقض. البوليساريو ومخيمات تندوف توجد بالجزائر، والجزائر كما لا يخفى على أحد لها تأثير على زعماء جبهة البوليساريو.
 أتمنى أن أذهب الى الجزائر لأقول لهؤلاء الزعماء بأن جبهة البوليساريو ليست هي الممثلة الوحيدة والقانونية للشعب الصحراوي، وبأن الشريحة الكبيرة للشعب الصحراوي تحترم الجزائر وتتمنى أن تقلل الجزائر من دعمها و تأثيرها المعنوي على زعماء جبهة البوليساريو حتى تجلب أحسن المشاعر وتختصر سلاما نهائيا يحفظ مكتسبات جميع الأطراف حيث سيخرج الجميع منها منتصرا لا غالبا ولا مغلوبا. وهذا الحل هو الحكم الذاتي، الذي اسميه بالحل المعجزة، لأن الجميع سيخرج مكللا بتسوية نهائية، دون الارتباط بالماضي حتى نحقق بناء مغرب عربي من نواكشوط إلى بنغازي، مرورا بطبيعة الحال عبر العيون
.

أوجوردوي لو ماروك:  خلافات ظهرت على صعيد المجلس بخصوص موضوع مهام العمل في الخارج، وتحديدا على مستوى تحديد أعضاء البعثة. كيف تفسرون هذه الخلافات؟

خليهن ولد رشيد: تكوين البعثات هي من مهام الرئيس. الرئيس يحدد الأشخاص الذين يرى أنهم الأقدر على النجاح في المرحلة المعينة. وأستطيع أن أنادي على أشخاص ليسوا أعضاء في المجلس إذا دعت الضرورة الى ذلك.

أوجوردوي لو ماروك:  ما هي التقييمات التي تقومون بها لاختيار الأعضاء الذين يقومون بالمهام الدبلوماسية للمجلس في الخارج؟

خليهن ولد رشيد: عمقنا هذه المهمة بلقاء مع رئيس الجمهورية الشعبية الصينية، عند زيارته للمغرب. و كانت أول نشاط دبلوماسي. ثم بعد زيارة فرنسا ومدريد، استقبلنا في الرباط بعثة المندوبية السامية لحقوق الإنسان للأمم المتحدة. زرنا أيضا بلجيكا ومؤسسات أوروبا ( مجلس أوربا، اللجنة الأوروبية والبرلمان الأوروبي)، واستقبلنا بالرباط سفير الولايات المتحدة الأمريكية. خلال هذه الأسفار، التقينا مسئولين سياسيين وبرلمانيين، رؤساء أحزاب سياسية (أغلبية ومعارضة مندمجة). شرحنا لمحاورينا المهمة التي كلف بها صاحب الجلالة المجلس، ومشروع الحكم الذاتي كحل نهائي وشامل للصراع حول الصحراء.
موازاة مع هذه الزيارات، التقينا وسائل الإعلام، و نشطاء المجتمع المدني والمفكرين الأوروبيين. كل هؤلاء المحاورين استقبلوا جيدا فكرة خلق المجلس، والكل يبحث على مخرج نهائي ومشرف لهذا الصراع الذي دام طويلا. الكل يعتقد أن مشروع الحكم الذاتي يتناسب تماما مع الحل السياسي الناجع الذي كانت تبحث عنه الأمم المتحدة.
الجميع بدون استثناء، يتمنى حقا بأن يسوى هذا المشكل بأسرع وقت ممكن، لأن الجميع يريد أن يرى المغرب العربي واقفا على رجليه، قادر على أن يكون المتحدث المعترف به في باقي دول العالم.

 أوجوردوي لو ماروك:  تصريحاتكم الإعلامية تحدث إزعاجات، في ماذا تزعج تصريحاتكم؟

خليهن ولد رشيد: تصريحاتي تخرج على المعتاد، لا أتحدث لغة الخشب. ولكن لأني أعتقد بقوة أنها أحسن لغة للوصول الى حل نهائي لصراع الصحراء،  مع الحفاظ على كرامة الجميع. ولكن إذا كان أحدهم لديه فكرة حسنة، فأنا مستعد لتبنيها.

 

 الموقع لا يتحمل مسؤولية سير عمل ومضمون الروابط الإلكترونية الخارجية !
جميع الحقوق محفوظة © المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية 2024