Document sans titre  
الـعـربية Español Français English Deutsch Русский Português Italiano
الأربعاء 01 ماي 2024
صحـافـة مكتوبة

 من  المؤكد أن عودة  جماعية  للمواطنين  الصحراويين  إلى  أرض  الوطن  تسببت  في  حالة  ارتباك  كبيرة  جدا  في  صفوف  جبهة  البوليساريو،  خصوصا  وأن  توقيتا  دقيقا  اختير  لها،  صادف  احتفال  هذه  الجبهة  بذكرى  التأسيس.  كما  أنه  شوش  بشكل  كبير  جدا  على  محاولات  استقطاب  انتباه  الرأي  العام  إلى  منطقة  تيفاريتي



وعكست  ردود  الفعل  الأولية  حالة  الارتباك  بجلاء  كبير،  وسقطت  جبهة  البوليساريو  في  تناقضات  كبيرة  عرت  على  وقائع  وحقائق.

 فقد  ردت  أبواق  الجبهة  بأن  الأمر  يتعلق  بمواطنين  موريتانيين  تم  ترحيلهم  من منطقة  الزويرات،  ولا  علاقة  لهم  بالصحراء  دعنا نبحث في ثنايا الموضوع، لنكتشف ارتدادات الجبهة

نعم  إن  42  من  العائدين  جاؤوا  من  موريطانيا،  وهم  نفس  الأشخاص  الذين  كانت  الجبهة في  السابق  تدافع  عن  شرعيتهم  للتصويت  في  الاستفتاء  غير  المأسوف  على  رحيله،  ويتضح  الآن  من  خلال  الموقف  الجديد  أنها  كانت  تدافع  عن  مواطنين موريتانيين،  فماذا بقي من مصداقية لموقف يرتبط  بجغرافية  الأشخاص  وليس  هويتهم

ومع  ذلك  نسعف  جبهة  البوليساريو،  لنؤكد  أن  الأمر  يتعلق  بمواطنين  صحراويين  تدرك  قبل  غيرها  أنهم  مسجلون  في  لوائح  الإحصاء  الإسبانية  لسنة  1974،  والأكثر  من  ذلك  أن  مجموعة  منهم  كانوا  مسؤولين  مدنيين  وعسكريين  سابقين  في  جبهة  البوليساريو

ثم  ماذا  يمكن  القول  فيما  يتعلق  بالمجموعة  الثانية  التي  تضم  53  مواطنا  الذين  غادروا  مخيمات  لحمادة  ليلة  واحدة  قبل  تنظيم  مؤتمر  تيفاريتي  وانتظموا  في  مؤتمر  لكجيجيمات  المناهض  لمؤتمر  تيفاريتي؟  طبعا  ردود  الفعل  المرتبكة  للبوليساريو  لم  تتطرق  إلى  هذا  الشق،  لأن  الشوكة  انغرست  فعلا  في  عمق  الحلق  ولم  يعد  الكلام  ممكنا

إن  مجموع  العائدين  ينتمون  فعلا  إلى  قبائل  صحراوية  كبيرة  ومتجذرة ،  وضمنهم  أطر  عسكرية  ومدنية  وشيوخ  قبائل  كانت  جبهة  البوليساريو  تستند  إلى  خدماتهم  إلى  وقت  قريب،  وبينهم  آباء  وأمهات  عادوا،  بيد  أن  أبناءهم  لا يزالوا  يدرسون  في  كوبا  والجزائر  ضمن  وفود  دراسية  بعثتها  الجبهة  إلى  هناك

إن  عامل  المباغتة  في  هذه  الضربة  دفعت  قيادة  البوليساريو  إلى تشديد  الخناق  على جميع  المحتجزين  في  مخيمات  لحمادة،  وضيقت  بشكل  خطير  على حرية  التجول  وسارعت  إلى اعتقال  من  اشتبهت  في  »تورطهم«،  وهي  أقدمت  على  كل  هذه  الإجراءات  لإدراكها  أن  العودة  الجماعية  تمثل  نزيفا  حقيقيا  لها،  خصوصا  وأنها  متيقنة  بأن أفواجاً  أخرى  من  العائدين  تنتظر  الفرصة  للتخلص  من  واقع  البؤس  والشقاء  والظلم  المسلط  على جميع  المحتجزين.

والأسابيع  القليلة  القادمة ستؤكد  هذا  الأمر، لإدراك  النازحين  والمحتجزين  أن  العودة  الجماعية  هي  الحل  الوحيد  المتبقي  أمامهم  لإيجاد  تسوية  عادلة  ونهائية  لهذا 

المصدر: صحيفة العلم
( خبر يهم ملف الصحراء الغربية/ الكوركاس)

 

 الموقع لا يتحمل مسؤولية سير عمل ومضمون الروابط الإلكترونية الخارجية !
جميع الحقوق محفوظة © المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية 2024