Document sans titre  
الـعـربية Español Français English Deutsch Русский Português Italiano
الإثنين 20 ماي 2024
صحـافـة مكتوبة

خليهن: على الجزائر أن تخرج من نزاع الصحراء بشرف

التجديد:
قال خليهن ولد الرشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء إن هذا الأخير بصدد تهيئ حصيلة المداولات التي جرت بين أعضاء المجلس، إيجاد القواسم المشتركة وبناء مشروع تصور للحكم الذاتي، وأضاف في حوار مع "التجديد" بأن المجلس سيكون مستعدا في أكتوبر المقبل لتقديم حصيلة عمله لجلالة الملك.



وأوضح ولد الرشيد أن جولات المجلس في الخارج التي ستستمر في الأيام المقبلة، تهدف بالأساس إلى أن تشرح للدول فلسفة تأسيس جلالة الملك للمجلس الملكي الاستشاري، والتطرق لحقيقة النزاع حول الصحراء ومختلف جوانبه التاريخية والدبلوماسية والسياسية، وكذلك تفسير مشروع الحكم الذاتي الذي يشتغل عليه المغرب. وأكد رئيس المجلس في الحوار أن الأطراف التي التقاها وفد المجلس، ومنها أطراف وصفها بالنافذة تلقت بتفهم وترحيب مشروع الحكم الذاتي، كحل ديمقراطي للنزاع يناسب جميع الأطراف.

وبخصوص الجزائر، شدد خليهن على أن المغرب يتوجه إليها بخطاب تصالحي، بناء على تصريحها بكونها ليس لها دخل في القضية، معتبرا أن الوقت كفيل بتغيير الموقف الجزائري في إطار مرحلة انتقالية تمر منها الدولة الجارة. من جهة أخرى اعتبر رئيس المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء أن الأحداث الأخيرة التي عرفتها مخيمات البوليساريو أحداث خطيرة، وفيها خرق سافر لحقوق الأنسان، ودليل كبير على أن الناس تريد الرجوع لأرضها وديارها وتريد حلا سريعا، وأن الحل هو ما طرحه جلالة الملك، كما اعتبر رئيس المجلس تلك الأحداث دليل على ''ضعف جبهة البوليزاريو وعدم تهيئها للانفتاح''، مشيرا في الوقت نفسه إلى رغبته في الحوار بقوله ''نريد الحوار ونحن أقوياء فيه، ونريد التفاوض والذي يرفضه ويرفض الحوار حالياً هو جبهة البوليزاريو لأنها ضعيفة''. وفيما يلي نص الحوار:

س: عقد المجلس دورته الاستثنائية التي ما تزال مفتوحة، ماهي الخلاصات التي انتهى إليها؟

ج: مداولات الدورة التي انعقدت يوم 27-26-25 ماي الأخير كانت مخصصة لدراسة مشروع الحكم الذاتي، وهذه الدورة ارتكزت على تدخل جميع الأعضاء وكلهم تقدموا باقتراحات وتصورات للحكم الذاتي وبعد نهاية الدورة المفتوحة، نحن الآن نهيأ حصيلة تلك التدخلات، أي إيجاد القواسم المشتركة وبناء تصور

س: فما هو الأفق الزمني لاشتغال المجلس على هذا الموضوع؟

ج: أنت تعرف، كما يعرف الجميع، أن موضوع الحكم الذاتي موضوع جديد من الناحية السياسية ومن الناحية القانونية والتنظيمية، هو شيء جديد ولا يمكن أن يؤخذ بنوع من الاستخفاف أو التسرع، نحن سنعطي الوقت اللازم للدراسة المضبوطة والعميقة، وفي هذا سياق كانت تدخلات أعضاء المجلس تدخلات شفافة وديمقراطية وجميع الأعضاء تدخلوا في هذا الموضوع وبالوقت الكافي لأبراز رأيهم، ونحن إن شاء الله سنكون موجودين عند الموعد الضروري لذلك.

س: ما هو الوقت المحدد للانتهاء من صياغة المجلس لتصور حول الحكم الذاتي؟

ج: سنكون في أكتوبر مستعدين لتقديم حصيلة أعمالنا لجلالة الملك.

س: ولكن أليس المغرب مطالب بتقديم فيه مقترحه في موعد محدد؟

ج: لا أنت تعرف أن المشروع المغربي في شكله النهائي سيحدده جلالة الملك في نهاية المطاف، جلالة الملك استشار مع الأحزاب السياسية، والمجلس الملكي الاستشاري يشتغل في الموضوع نفسه، وحينما تتم كل هذه الاستشارات سيحدد جلالة الملك المشروع النهائي.

س: قمت بعدة جولات أضفت على المجلس دينامية، ماهي الخلاصات التي أسفرت عنها الجولات؟

ج: نحن في بداية الجولات، بحيث أننا كما تعلم زرنا كل من فرنسا واسبانيا ثلاث مرات، وسنقوم في الأسبوع القادم بزيارة للبرلمان الأوروبي /الاتحاد الأوروبي وبلجيكا وفرنسا مجددا، والمقصود من هذه الزيارات هو أولا تقديم المجلس الملكي وأهدافه ودواعي تأسيسه من طرف جلالة الملك محمد السادس، وبطبيعة الحال التطرق لقضية الصحراء المغربية وحقيقة النزاع حولها ومختلف جوانبه التاريخية والدبلوماسية والسياسية، وكذلك تفسير مشروع الحكم الذاتي الذي يشتغل عليه المغرب، وكان انطباعنا أن جميع الأطراف التي التقيناها وهي أطراف نافذة أنها لقاءات ناجحة وتم تفهم وترحيب بمشروع الحكم الذاتي، كحل ديمقراطي للنزاع يناسب جميع الأطراف، والاعتراف بالمجلس الملكي كمخاطب ذي مصاقية.

س: كنتم وجهتم نداء للجميعات المساندة للبوليزاريو هل لقي استجابة ؟

ج: فيما يتعلق بزيارتنا لجهات في اسبانيا والتي ستستمر في المستقبل ، وجدنا بأنه لم يكن هناك رد فعل سلبي على النداء أو الرسائل بل هناك ترحاب، ولكن لا شك أنها اربكت الاسترتيجية المتبعة من لدن الآخرين، لأنها رؤية جديدة.

س: هل لمستم استجابة عملية، وهل يمكن أن تقدم لنا أمثلة؟

ج: طبعا لأننا نلتقي في هذه الزيارات مع الأحزاب السياسية أغلبية ومعارضة، ومع الفرق البرلمانية ومع الحكومات المحلية ومع الصحافة ومع المجتمع المدني؟ ما نقدمه لهؤلاء خطاب جديد واستراتيجية ورؤية جديدتين لم تكن لهم في الحسبان، إذا المغرب أصبح يتوفر على مبادرة جديدة بمشروع جلالة الملك المتعلق بالحكم الذاتي، وهذا لقـي صدى إيجابيا على هذا المستوى، بطبيعة الحال الأمر ما يزال يتطلب مجهودا وعملا كبيرا.

س: كيف ترى مواقف الجزائر من مبادرة المغرب؟

ج: أنت تعلم الحكمة العربية التي تقول السكوت حكمة أو السكوت رضا، بمعنى نحن نتوجه للجزائر بخطاب تصالحي وهو مبني على ما تصرح به الجزائر الدولة الجارة والشقيقة للمغرب، هي تقول ليس لها دخل في القضية؟

س: لكن تعاملها الأخير مع المبعوث الأممي فالسوم وتحركاتها في الأمم المتحدة ودواليبها يناقض ماتقول به؟

ج: لا شك بأن هناك مرحلة انتقالية، فالأمورلا يمكن أن تتغير بين عشية وضحاها؟

س: هل مازلت تعتبر أن قضية الصحراء المغربية مشكل مغربي مغربي وأن الجزائر ليس طرفا؟

ج: طبعا مشكل الصحراء مشكل داخلي مغربي اتخذ أبعادا دولية لأسباب معروفة، وهو النزاع الذي كان قائما في الحدود مع الجزائر والنزاعات العربية العربية والحرب الباردة، وهو مشكل داخلي ولهذا قدم جلالة الملك حلا داخليا مغربيا لأصلاح هذا المشكل بشكل نهائي، بطبيعة الحال يجب على الأطراف التي كانت داخلة في هذا الموضوع من قريب أوبعيد، كالجزائر أن تخرج بشرف.

س: وكيف تقرأ مواقف الجزائر الأخيرة؟

ج: قلت لك عملية انتقال المواقف لا يمكن أن تتحول بين عشية وضحاها

س: بمعنى أنك تتوقع مع المدة تحول في الموقف الجزائري؟

ج: أنا اتمنى وأرغب في ذلك.

س: لكن هناك فرق بين الرغبة ومسار الأمور عمليا؟

س: لا المسار الطبيعي هو أن نعمل ونجتهد، وأن يكون التيسير من الله سبحانه وتعالى، نحن نعمل ونظن أن نوايانا صادقة في المسار التصالحي، ونتمنى أن تكون نوايا الجزائر كذلك صادقة حينما تصرح للجميع بأنها ليست معنية بقضية الصحراء، فالقضية لها علاقة بالنوايا.

س: ولكن النية تحتاج لسلوكات عملية توافقها والحال أن المسجل في الميدان هو عكس ما تصرح به الجارة الجزائر؟

ج: نحن نتمنى أن تسير الأمور في اتجاه تصالحي.

س: لم تقوموا لحد الآن بزيارة لبعض الأحزاب السياسية الجزائرية وبعض الجمعيات التي تناهض فكرة الانفصال وترفض التجزيئ ؟

ج: أنت تعرف هناك حساسيات فيما يتعلق بين المغرب والجزائر، ولهذا لا نريد إثارة أي نوع من الحساسيات. نحن نريد الحل مع الدولة ونريد تهييئ جو نفساني لإقامة حوار مع الجزائر، ونحطم الحواجز النفسية السلبية القائمة منذ 30 سنة.

س: كيف يبدو لك الموقف الأمريكي من القضية إلى حدود اليوم؟

ج: تشرفنا بزيارة سفير الولاياة المتحدة الأمريكية هنا في مقر المجلس، والولايات المتحدة دولة كبير ومهمة، ولها نفوذ في العالم، وهي تريد حلا مبنيا على التفاوض وحل واقعي.
ولكن البعض يعتقد بأن كوفي عنان في تقريره لما قال بأنه من العوائق التي حالت وأخرت معالجة ملف الصحراء، كونه ليس في أولويات الدول الكبرى والتي تحرص على علاقة طيبة مع الطرفين ويقصد المغرب والجزائر، إنما كان يعني دولا من بينها الولايات المتحدة
لا الولايات المتحدة لها موقف تقوله وتصرح أنها تريد حل مشكلة الصحراء في أسرع وقت ممكن، وأن يكون حلا سياسيا، وعندما تدرس إمكانيات الحلول، تجد بأن الحل السياسي يعني الحكم الذاتي، وليس هناك غيره، أما فيما يتعلق بما قاله عنان، فأعتقد أن الملف مطروح، ولكن لا يمثل أزمة كبرى عالمية لكنها أزمة مزمنة إذا صح التعبير، والولايات المتحدة مهتمة بايجاد حل لهذا الصراع، وتثمن الجهود المغربية.

س: وقعت أخيرا أحداث خطيرة وقمع للمحتجزين داخل مخيمات البوليزاريو، كيف تقرؤون ذلك؟

ج: هذه الأحداث من نتائج إحداث المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء، حيث أثر ذلك في الوضع بالمخيمات حيث الناس تريد الرجوع إلى أرضها وديارها وتريد حلا سريعا، هناك ملل في مخيمات البوليزاريو، وأود أن أؤكد أن الأحداث الأخيرة في مخيمات تندوف أحداث خطيرة لأنها تبين ضعف جبهة البوليزاريو، وعدم تهيؤها للانفتاح فهي قامت بخرق حقوق الانسان، ومنعت الديمقراطية، ومنع تجول المحتجزين في المخيمات، وقطعت المكالمات التلفونية لفترة معينة من الزمن وأخفت المعلومة وأرادت أن تدور تلك الأحداث في دائرة مغلقة وألا يصل أي خبر عنها للخارج وهذا مخالف لكل الأعراف، ابتداءا من الآن لن تكون هناك فرصة للتغطية واخفاء الحقائق والواقع لأن الناس تريد أن تخرج من الوضعية الحالية، ولا أحد يريد البقاء في لحمادة يريدون حل والحل موجود، مشروع الحكم الذاتي.

س: هل استطعتم أن تفتحوا حوارات مع أشخاص من البوليزاريو؟

ج: نعم طبعا ليس بعض الأشخاص بل مع كثير من الأشخاص.

س: نداءاتك التي وجهتها من خلال ''برنامج حوار'' لقيادات من البوليزاريو كيف استقبلت برأيك؟

ج: زين.

س: لكن تصريحات بعضهم، وخاصة عبد العزير المراكش ''مش زينة''

ج: اسمع التصريحات شيء والواقع شيء ثان، والواقع لا يرتفع، نحن في حوار مع إخواننا، والحوار حوار شعبي أي مع كافة الناس بدون قيود، وهو مع زعماء البوليزاريو، وهذا الحوار ليس رسميا، وأنا أطالب ومازلت أطالب أن أتحاور مع محمد عبد العزيز وقادة جبهة البوليزاريو الآخرين.

س: حوار مباشر؟

ج: نعم مباشر، نحن نريد الحوار ونحن أقوياء في الحوار، ونريد التفاوض والذي يرفض التفاوض والحوار حاليا هو جبهة البوليزاريو لأنها ضعيفة.

س: ولماذا لا تقول إنها لا تملك قرارها؟

ج: نحن سنبين من يملك القرار فيما يتعلق بالتنظيم السياسي العسكري للبوليزاريو، أما فيما يتعلق بقرارالصحراويين كأشخاص وكمجموعات فلا يوجد عليهم أي نوع من السيطرة.

س: هناك حديث قوي عن وجود انشقاق داخل صفوف البوليزاريون وظهور ما يسمى بخط الشهيد، هل هوانشقاق فعلا أم لعبة جديدة من الانفصاليين؟

ج: سمعت وقرأت عن هذه المعارضة الجديدة داخل البوليزاريو المسماة خط الشهيد، وهذا معطى جديدا، هذا كل ما يمكن أن أقوله في هذا الموضوع.

حاوره: محمد عيادي

 

 الموقع لا يتحمل مسؤولية سير عمل ومضمون الروابط الإلكترونية الخارجية !
جميع الحقوق محفوظة © المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية 2024