Document sans titre  
الـعـربية Español Français English Deutsch Русский Português Italiano
الأربعاء 15 ماي 2024
صحـافـة مكتوبة

منذ 1975 أنفقت الجزائر ما لا يقل عن 600 مليون دولار في قضيتها الإستراتيجية في الصحراء

ماذا يجري حقيقة في المغرب العربي؟ ما هو المشكل الحقيقي في هذه المنطقة من إفريقيا؟هل يتعلق الأمر فقط بتأثيرات "جانبية" للإرهاب وانعدام الأمن بمنطقة الساحل وشمال إفريقيا أم هو نتاج لمصالح جزائرية محددة؟ بلا شك، قضية الصحراء لا ترهن فقط المستقبل والأمن في المنطقة ، بل إن الصراع بين المغرب والجزائر والذي يعود إلى "حرب الرمال" المشهورة سنة 1963، يضيف شيئا من التعنت في الموقف الجزائري، حيث تسعى الجزائر إلى ليّ ذراع المغرب وعزله من خلال اللعب بأوراقها الرابحة مستعينة بأموال البترول.



منذ عام 1975 وحتى الآن، أنفقت الجزائر ما لا يقل عن 600 مليون دولار في قضيتها الإستراتيجية في الصحراء، ثمن باهظ لإيجاد منفذ للنفط الجزائري إلى المحيط الأطلسي. لا بد من الأخد بالحسبان من جهة ،  أن الحدود البرية بين البلدين مغلقة منذ سنوات، وبالتالي  تحاول الجزائر مضايقة المغرب من خلال الرفض المنهجي لفتح الحدود، بالرغم من الأضرار التي يلحقها  بالمصالح التجارية، والذي يسعى  من خلال دبلوماسية نشطة لتقليل الآثار الضارة الناجمة عن الحصار والعزلة التي تخضع لهما ا لمملكة المغربية  من طرف الجزائر، خصوصا  منذ مجيئ عبد العزيز بوتفليقة الى السلطة.


 رئيستا المنظمتين الأمريكيتين في زيارة لبلدية العيون الأسبوع الماضي

كما لا يخفى على أي محلل،  الصورة  حول نزاع الصحراء الغربية هي أولوية بالنسبة للجزائر، المتحكمة  في دميتها المسماة جبهة البوليساريو والتي تحاول ايهام الرأي العام الدولي  بوجود هدوء واستقرار في مخيمات تندوف الشيئ الذي لا يتوافق تماما مع انعدام الأمن في المنطقة.

في هذا المناخ من التوتر، ومن اجل التصدي لتلك الصورة المنتشرة حول انعدام الأمن في المنطقة، جاءت زيارة كيري كيندي للعيون وتندوف ، زيارة انتقدت بشدة من طرف المنظمات الموالية للمغرب بسبب تجاهلها بشكل مفضوح.

وفقا للصحيفة الاليكترونية الجزائر تايمز،  فقد كلفت إقامة رئيسة مركز روبرت كيندي، كيري كينيدي، الجزائر تكاليف  مذهلة وصلت إلى 140 مليون دولار لأربع وعشرين ساعة فقط خصصتها لزيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف. كما ذكرت الصحيفة ، أن المفاوضات بين النظام الجزائري  وكيري كينيدي اشترطت اعداد تقرير مناوئ للمغرب . وقد كانت كيري كيندي مصحوبة اثناء زيارتها بمجموعة من الدعاة الإنجيليين الذين ينتمون إلى كنيسة أمريكية تدعى "صخرة كنيسة يسوع"، والذين تم تقديمهم  إلى وسائل الإعلام كنشطاء حقوق الإنسان وأصرت كيري كيندي على حرية دخولهم الى  المخيمات "كشرط لا غنى عنه".

 وقد تم استقبال هؤلاء المبشرين الانجيليين من طرف رئيس الجمهورية الصحراوية المزعومة  محمد عبد العزيز . وتم الاتفاق على السماح لأزيد  من 500 طفل من المخيمات  لقضاء عطلة في الولايات المتحدة الأمريكية بإشراف وتأطير من طرف الكنيسة المذكورة.  وقد  سئلت كيري كيندي ورفاقها إن كانوا، باعتبارهم مشرفين على برنامج لتعليم الانجليزية في المخيمات، سيستعملون كتب دراسية وتربوية معدة من طرف الكنيسة الامريكية المعروفة بنشاطها التبشيري ودعايتها للمذهب الانجيلي.

في هذا السياق، من المهم تسليط الضوء على زيارة المنظمة الأمريكية غير الحكومية "مؤسسة تعليم الأطفال عبر العالم" (Teach the Children International) إلى  الصحراء الغربية حيث صرحت رئيسها، نانسي هوف، بان استمرار مخيمات اللاجئين في تندوف هو مضيعة للوقت، وبأن الوقت قد حان من أجل السماح للصحراويين بالعودة إلى وطنهم.

نشطاء حقوق الإنسان نانسي هوف وكاثرين بورتر كاميرون أشارو أيضا إلى أن عودة الصحراويين من تندوف إلى الوطن الأم، المغرب حاجة ملحة لوضع حد لمعاناتهم. خلال لقاء مع زعماء القبائل والشيوخ و النشطاء الصحراويين بالعيون من 12 إلى 14 شتنبر بمناسبة الزيارة التي قامت بها المنظمة غير الحكومية للاطلاع عن الانجازات الاقتصادية والاجتماعية ووضعية حقوق الإنسان في المدينة  التي تقع جنوب المغرب، تم التشديد على  أهمية الحكم الذاتي والتجربة الناجحة في العديد من البلدان، وتمت الاشارة  إلى أن هذه المبادرة ستسمح بجمع شمل الأسر الصحراوية و العيش بكرامة في بلدهم المغرب .

 السيدة هوف التي عملت في مهمة انسانية  طويلة في مخيمات تندوف قالت خلال لقاء مع رئيس وأعضاء المجلس البلدي لمدينة العيون، انها وجدت  خلال زيارتها للمخيمات  انتهاكات خطيرة  وعديدة لحقوق الإنسان، بما في ذلك سرقة وتحويل المساعدات الإنسانية الدولية الموجهة  للصحراويين في  المخيمات. وأكدت انه  بعد هذه الزيارات،  سيعمل الوفد الامريكي على إعداد تقرير لعرضه على الكونغرس الأمريكي والبيت الأبيض ووزارة الخارجية وأعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة .

ولكن كما كنا نقول، الجزائر هي المتهم  الأكبر فيما يحدث في المنطقة المغاربية. مع وصول  بوتفليقة الى السلطة كرئيس للجمهورية الجزائرية، اتخذت سياسة الخارجية للولايات المتحدة منعطفا 180 درجة (لا بد من التذكير بأنه إبان  الحرب الباردة كانت الجزائر مع الاتحاد السوفيتي السابق وحلف وارسو). ومن ثم، فسياسة بوتفليقة تجاه الولايات المتحدة لها وجهان بارزان: الاول ،السياسة الرسمية، والثاني سياسة المنظمات غير الحكومية  والتي تلعب فيها الدبلوماسية الأمريكية  دورا حاسما . لا يجب نسيان أن الوجود الأميركي في أفريقيا هو سيئ السمعة، وبهذا المعنى فمن المهم أن نلاحظ أنه، في عام 2013، ربع النفط والمواد الخام التي تستهلك في الولايات المتحدة الأمريكية سوف تأتي من أفريقيا، وخاصة من الجزائر.

بناء على هذه الملاحظة، دعا  "مركز الأبحاث" الإسرائيلي ومعهد الدراسات الاستراتيجية والسياسية إلى إنشاء القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا، أفريكوم، و التي قالت الدعاية الجزائرية " بأنها تقع "في طانطان (المغرب) ولكن في الواقع هي  تقع في تمنراست (الجزائر). و على وجه التحديد تحدثت الصحفية ايمي غودمان في التلفزيون الأمريكي في برنامج "الديمقراطية الآن" حول أفريكوم الذي دشن من قبل الحكومة الجمهورية للرئيس الأمريكي بوش في نهاية ولايته، تحت قيادة المنسق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية سابقا . أدى الإعلان عن هذا الجهاز الى معارضة  قوية في أفريقيا ولم توافق أي من الحكومات على استضافة القيادة العامة والتي بقيت في نهاية المطاف ضمن القواعد الامريكية المشتركة في إيطاليا وألمانيا.

رامون مورينو -- صحيفة "إل ديا"




خلال زيارتها لمخيمات تندوف، تجاهلت مؤسسة كينيدي الانتهاكات الخطيرة والعديدة لحقوق الإنسان-- روبورتاج دوزيم



(خبر يهم ملف الصحراء الغربية / كوركاس)

 

 الموقع لا يتحمل مسؤولية سير عمل ومضمون الروابط الإلكترونية الخارجية !
جميع الحقوق محفوظة © المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية 2024