ورسم بنشيكو, في تعليق نشرته صحيفة (لوسوار دالجيري) التي فتحت له صفحاتها بعد إغلاق جريدته, لوحة سوداء حول الفشل الذي راكمته الجزائر, خاصة في ملف الصحراء, معتبرا أن المغرب عرف كيف "يحول الأمور لصالحه".
وأكد بنشيكو أن حلم القادة الجزائريين, خلال السنوات الأخيرة كان "ينطوي على أوهام, ترتبط بعالم قديم, آخذ في الإنهيار تحت أنظارنا, لكن الجزائر لم تقدر حجم انهياره", مشيرا إلى "وفاة معاهدة وهمية للصداقة مع فرنسا, كحلم سيأخذه معه الرئيس شيراك إلى تقاعده, وكذا للفشل الديبلوماسي الذريع في ملف الصحراء الغربية, وتفاقم التذمر الإجتماعي وإستفحال البطالة في صفوف الشباب".
واعتبر المدير السابق لصحيفة (لوماتان) أن الجزائر لم تتمكن من التواؤم مع الخطاب السائد حاليا, خاصة في فرنسا, في سياق الإنتخابات المقبلة, ومغادرة جاك شيراك للسلطة.
وأضاف المصدر ذاته, أن هذا "الخطاب الذي ينتمي لجيل جديد, لا يفهمه النظام الجزائري غير المنسجم مع الواقع, لكن الملك محمد السادس تمكن ببراعة من إلتقاطه لكي يستخدمه بدوره, ويحظى بالإستماع, ويحسن صورة المغرب, ويقلب الوضعية الديبلوماسية حول الصحراء الغربية لصالحه".
ولاحظ بنشيكو أن "اصطفاف إسبانيا الى جانب الأطروحات المغربية, يمثل إلى هذا الحد فشلا ذريعا تجرعته الجزائر".
وعلى صعيد آخر, صرح السيد محمد بنشيكو أنه لا يقتسم مع عبد العزيز الرحابي, الديبلوماسي الجزائري السابق المقال منذ سنوات من منصبه كوزير للاتصال والذي انتقل اليوم الى عالم الأعمال, تحليله حين يتحدث عن "استراتيجية ترمي الى عزل الجزائر".
واعتبر كاتب المقال بهذا الخصوص أن "النظام الجزائري عرض نفسه, بذاته, للعزلة, بسبب انطوائيته وجموده وتخلفه وتسلطه".
وشدد السيد بنشيكو على "أن العصر لم يعد عصر ديبلوماسية بومدين, وأن عالما قد انهار", مشيرا إلى أنه "ضمن العالم الجديد, فإن مغرب محمد السادس المنفتح أكثر, والدينامي, وأيضا الحداثي على نحو أكبر, وربما الأكثر ديمقراطية, يسجل نقطا".
ولاحظ أنه في "المغرب العربي حيث تمنح موريتانيا نموذجا بناء مع دور ثان للانتخابات الرئاسية, تمعن الجزائر في تخلفها".
المصدر: صحيفة (لوسوار دالجيري)