Document sans titre  
الـعـربية Español Français English Deutsch Русский Português Italiano
الثلاثاء 30 أبريل 2024
ملفـات

 قام السيد ماء العينين بنخليهنا ماء العينين ، الأمين العام للمجلس بزيارة لبلجيكا بتاريخ 25 أبريل 2007، التقى خلالها  بعدد من المسؤولين البلجيكيين تباحث معهم تطورات قضية الصحراء، في ضوء المباردة المغربية لحل الأزمة التي دامت طويلا




 مباحثات ببروكسيل بين الأمين العام للمجلس ومسؤولين بلجيكيين سامين


أجرى الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية السيد ماء العينين ماء العينين بن خليهن ، يوم الثلاثاء ببروكسيل، مباحثات مع مسؤولين بلجيكيين سامين .

فقد التقى الأمين العام للمجلس بالمستشار الدبلوماسي للوزير الأول البلجيكي السيد غي فرهفسطاد والمدير المساعد لديوان وزير الشؤون الخارجية السيد كارل دو غوش الذي كان مرفوقا بمدير الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومسؤولين بمديرية الأمم المتحدة .


وخلال هذه اللقاءات ، استعرض السيد ماء العينين ماء العينين بن خليهن  أمام مخاطبيه مهام المجلس وكذا صلاحياته ومساهماته في عملية التنمية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، وأيضا دور المجلس في إعداد المقترح المغربي القاضي بتخويل الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا .

وأبرز الدينامية التي خلقها المقترح المغربي المعروض مؤخرا على الأمم المتحدة ، مشيرا الى أن هذه المبادرة ، التي تستجيب بشكل واسع لتطلعات السكان الصحراويين ، هي الوسيلة الوحيدة للتسوية النهائية لمشكل الصحراء .

وكانت مباحثات السيد ماء العينين ماء العينين بن خليهن  ببروكسيل ، أيضا مناسبة لإبراز عملية التنمية الجارية بالأقاليم الجنوبية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، ومناخ الحرية والطمأنينة والهدوء السائد بها .

كما أشار الأمين العام للمجلس الى موقف الجزائر، وضرورة أن يساعد هذا البلد الجار في إيجاد حل نهائي لهذا النزاع ، بتبني موقف إيجابي أو محايد .

وأكد السيد ماء العينين ماء العينين بن خليهن  في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب هذه اللقاءات، على أن المسؤولين البلجيكيين تابعوا باهتمام كبير عرض الوفد المغربي، وعبروا عن استعدادهم للمساعدة في إيجاد حل نهائي لقضية الصحراء.

وأشار الى أن مخاطبيه تلقوا بشكل إيجابي المبادرة المغربية من أجل التفاوض بشأن تخويل جهة الصحراء حكما ذاتيا ، معبرا عن استعداد بلجيكا ، العضو غير الدائم بمجلس الأمن منذ يناير الماضي ، للاضطلاع بدور إيجابي في تسوية هذا المشكل.

لقاء بأعضاء لجنة العلاقات الخارجية والدفاع بمجلس الشيوخ البلجيكي

أكد السيد ماء العينين ماء العينين بن خليهن  أن المبادرة المغربية بشأن التفاوض من أجل تخويل جهة الصحراء حكما ذاتيا , تعد مقترحا شجاعا يستجيب لتطلعات السكان الصحراويين.

وأشار الأمين العام للمجلس, خلال لقاء يوم الأربعاء ببروكسيل مع أعضاء لجنة العلاقات الخارجية والدفاع بمجلس الشيوخ البلجيكي التي يرأسها السيد رولانت دي فيفيي فرانسوا , إلى أن المبادرة المغربية تنبثق من إرادة "صادقة وأكيدة لفائدة جميع الصحراويين" .

وأضاف السيد ماء العينين أن الأمر يتعلق بمشروع يندرج في إطار حركة من الاصلاحات العميقة , والمشروع المجتمعي الشامل الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس .

وبعدما قدم لمحاوريه لمحة تاريخية عن قضية الصحراء, أشار الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية إلى أن الأمر "لا يتعلق بقضية تصفية استعمار ولكن بمشكل سياسي لا يمكن حله إلا سياسيا ".

وأطلع السيد ماء العينين كذلك أعضاء اللجنة التابعة لمجلس الشيوخ البلجيكي على صلاحيات المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية , وإسهاماته في العمل التنموي الجاري بالأقاليم الجنوبية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس, بالإضافة إلى دور المجلس في إعداد المقترح المغربي.

وأبرز الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية كذلك الانجازات الكبرى التي تحققت في الأقاليم الجنوبية وجو الحرية وحقوق الانسان والطمأنينة السائد بها .

وفي أعقاب هذا اللقاء تم فتح نقاش شارك فيه العديد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ البلجيكيين الذين عبروا عن اهتمامهم الخاص بالآفاق التي يفتحها المقترح المغربي بالنسبة لمستقبل المنطقة .

وأضاف الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية أن الأمر يتعلق بمشروع حكم ذاتي يتوافق مع النماذج المعمول بها على الصعيد الدولي .

خطاب الأمين العام للمجلس أمام لجنة العلاقات الخارجية ولجنة الدفاع بمجلس الشيوخ البلجيكي

المحتويات:

1 - الديباجة
2-  المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية: التأسيس والمهام
2-1- المصالحة
2-2- تنمية منطقة الصحراء
2-3- إعداد مشروع الحكم الذاتي
3- لماذا هذا الاقتراح؟
4- جذور الأزمة
5- استحالة تنظيم استفتاء
6- الخروج من المأزق

1- الديباجة

إن أزمة الصحراء الغربية ليست مسألة تتعلق بتصفية الاستعمار. هذه ليست تصفية استعمار غير مكتملة، لسبب بسيط ومعقول جدا وهو أن هذه القضية تم حلها وفقا لقواعد الشرعية الدولية في عام 1975 بين السلطة الاستعمارية، المملكة الإسبانية وبين المملكة المغربية صاحبة المطلب المشروع، وذلك بالطريقة نفسها التي حل بها البلدان الجاران مشاكلهما. وسجل الاتفاق بوصفه وثيقة رسمية لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وبذلك فإن عملية تصفية الاستعمار في المغرب في مواجهة اسبانيا كانت عملية طويلة وصعبة، ولكنها كانت كذلك عملية سلمية مبنية على أساس التفاوض.

إن أزمة الصحراء هي مشكلة سياسية داخلية مغربية- مغربية، وخاصة بين الصحراويين. وقد اتخذت هذه الأزمة في ظل ظروف الحرب الباردة أبعادا إقليمية ودولية بعد ذلك. ومن أجل حل هذه القضية الشائكة، تم إنشاء المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية .

2- المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية: التأسيس والمهام

يوضح النص التأسيسي للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية أن المجلس يساهم، بجانب ملك المغرب، في جميع المسائل المتعلقة بالدفاع عن الأمن الإقليمي للمملكة، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في منطقة الصحراء والحفاظ على هويتها الثقافية.

وراعى المجلس مسألة التمثيل الفعلي لجميع قبائل الصحراء. كما أنه أخذ في الاعتبار تمثيل مختلف الأجيال: الشباب والكبار، والنساء.

 المهام الأساسية الثلاثة للمجلس:

2-1- المصالحة

موضوع المصالحة يتعلق أولا بالصحراويين في ما بينهم، وبين الصحراويين والإدارة المغربية. هذا النهج هو جزء من المصالحة العامة التي يقوم بها المغرب.
إن المؤشر على هذه المصالحة يتجلى في إصدار جلالة الملك في شهر ماي 2006 مباشرة بعد نحو شهرين من إنشاء المجلس عفوه عن 46 من المعتقلين السياسيين الذين كانوا في السجن.

الآن جميع الأشخاص أحرار في التعبير عن آرائهم، بما في ذلك آراء أطروحات الانفصاليين. ويجد بعض الناشطين الذين يدعون  للانفصال في أوروبا وأمريكا وأماكن أخرى أنهم يمارسون حقهم في التنقل من المغرب إلى الخارج، والعودة إليه، في حين أن بعض هؤلاء الأشخاص ليسوا حتى من أبناء المنطقة.

الحد الوحيد القائم هو نفسه الحد المتخذ في أي بلد ديمقراطي لمكافحة أعمال العنف، وحماية الممتلكات والأشخاص، وهذا يتطابق وبلد مفتوح كالمغرب، متصالح مع نفسه، متعدد وديمقراطي.

لنر ما يحدث على الجانب الآخر. لدينا تنظيم سياسي-عسكري ذو قيادة وحيدة، أحادية لتفكير والتوجه، تهيمن في المخيمات بواسطة الكلاشنيكوف واحتجاز مخازن الإمداد الرئيسية. وبعبارة أخرى، فإن البوليساريو باعتبارها حركة شمولية لا تحل خلافات مع منتقديها إلا بالقوة، وأحيانا بالتصفيات الجسدية. لذلك، لا يمكنها أن تعطي دروسا في مجال حقوق الإنسان لأي كان.

من جانب آخر، وحدها جبهة البوليساريو من يشرف على توزيع المساعدات الإنسانية الممنوحة من قبل  برنامج الغذاء العالمي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمات غير الحكومية الدولية.

كيف لنا أن نتحدث في هذه الحالة عن التمثيلية، إلا إذا اعتقدنا أن السجان قد يمثل يوما ما سجينه؟ ولكن على الرغم من هذا، وبروح من المصالحة، ونحن نمد أيدينا للبوليساريو، لأننا نعتبرهم قبل كل شيء آباؤنا وإخواننا وأبناء عمومتنا، وبالطبع مواطنونا.
 
2-2- تنمية منطقة الصحراء

للمجلس أيضا دور في تشجيع وتوجيه مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في منطقة الجنوب، ودعمها لحين إنجازها الكامل.

ويقترح المجلس على جلالة الملك حلولا لجميع المشاكل والعقبات التي غالبا ما تكون تربة خصبة لنمو الاستياء الاجتماعي الذي يستغل تعبيراته أصحاب النظرية الانفصالية ويقدمون الأحداث على أنها مظاهرات مساندة لمطالبتهم.

2-3- إعداد مشروع الحكم الذاتي

شكلت مهمة إعداد مشروع الحكم الذاتي أهم المهام التي اضطلع بها المجلس. وقد عقد المجلس لأجل ذلك دورة استثنائية لمدة ثلاثة أيام ابتداء من 26 مايو 2006. واستغرقت الاجتماعات والمناقشات وتبادل وجهات النظر مدة ستة أشهر حيث تم تمديد العمل حتى شهر  دجنبر 2006.

وهكذا، نظم المجلس العديد من الاجتماعات في كافة مدن وقرى منطقة الصحراء، لكي يشرح للصحراويين السياسة الجديدة للمملكة، والاستماع إلى مطالبهم في أجواء مطبوعة بالحرية والشفافية.

كما نظم المجلس زيارات عمل إلى بلدان سباقة إلى تطبيق الحكم الذاتي الإقليمي، وضمنها اسبانيا وفرنسا وبلجيكا.

إن نتيجة كل هذه الجهود هو ما مكن مشروع الحكم الذاتي من الخروج إلى الوجود وعرضه على أنظار جلالة الملك في 6 دجنبر 2006. إنه مشروع ثوري بالنسبة لبلد مثل المغرب، يندرج تماما مع المشاريع الاجتماعية والاقتصادية الهامة التي أطلقها جلالة الملك منذ توليه العرش.

يجب ألا ننسى أن المغرب، وهو من أقدم الأمم، يتوفر على إرث تاريخي مهم في مجال مركزية الدولة تعزز بالثقافة اليعقوبية إبان إدارة الحماية الفرنسية.

هذه الخاصية تجعل مشروع الحكم الذاتي بحق مشروعا ثوريا في العالم العربي والإسلامي والأفريقي، وتدرجه في مصاف أكثر البلدان ديمقراطية. مشروعنا للحكم الذاتي لا يقل عن غيره من النماذج المعتمدة في بلدان أخرى، كإسبانيا على سبيل المثال.

مشروع الحكم الذاتي هو ليس حلا معدا على عجل وتحت ضغط الوقت لاستخدام الأطراف الفاعلة في أزمة متفجرة. إن مبادرة المغرب للبدء في مفاوضات للخروج من الأزمة ووضع حد لقضية الصحراء، علاوة على أنها مبادرة صادقة وحازمة موجهة إلى جميع الصحراويين حيثما وجدوا، فهي مشروع يندرج في حركة إصلاح عميقة وشاملة في إطار مشروع مجتمعي شامل أطلقه جلالة الملك محمد السادس.

وقد قام ملك المغرب الشاب، الشجاع والمتبصر، وصاحب القناعات الديمقراطية والاجتماعية القوية، منذ اعتلائه العرش، بوضع برنامجه، والشروع في تنفيذه.

ويعد توسيع الحريات والتسوية السلمية لماضي انتهاكات حقوق الإنسان من خلال عمليات العدالة الانتقالية تقوم كمثال بارز.

جانب الحقوق السياسية في هذا الإصلاح المؤسساتي الكبير كذلك خطا خطوات كبيرة، وخاصة مع إصلاح القانون الجنائي ومعالجة جميع قضايا انتهاكات حقوق الإنسان من دون أي قيود أو محظورات.
 
هناك أيضا إصلاح قانون الأحوال المدنية الذي تم من خلاله تسجيل المساواة التامة بين الرجل والمرأة في الزواج والطلاق ومسؤولية الأسرة في القانون المغربي.

هذا القانون المثير للدهشة في المنطقة الجغرافية التي تنتمي إليها المملكة المغربية جاء كذلك بترسانة كبيرة من التدابير لتحسين أوضاع المرأة ومكافحة العنف ضدها.

ومع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تم الشروع في تكريس الحقوق الاجتماعية والاقتصادية.

إن مبادرة التفاوض بشأن نظام للحكم الذاتي في منطقة الصحراء هي الجزء الثالث من مجموع هذه الإصلاحات. ومن الواضح أن الصحراويين قد استفادوا، على غرار مواطنيهم في مناطق أخرى من المملكة، من الجوانب السابقة، وهو أمر منصف للجميع، بيد أن خصوصية منطقتهم والإرادة الوطنية في الاستمرار في توسيع نطاق الحريات، لاسيما في منطقة الصحراء، تشكل إطارا لوضع المبادرة المغربية.

وقد تم تصميم المبادرة المغربية الخاصة بالصحراء في إطار الروح الديمقراطية التي تدعو للتشاور ومشاركة المواطنين المعنيين في إعداد المشروع.

وبالتالي، ناقش المواطنون الصحراويون باستفاضة من خلال ممثليهم في المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية شكل ومضمون هذا الحكم الذاتي. وكان نتاج مناقشاتهم هو ما شكل أساس المبادرة، بالطبع إلى جانب نتيجة عملية التشاور واسعة النطاق مع جميع الهيئات الأخرى المعنية، وهي : الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني... الخ.

 3-  لماذا مقترح الحكم الذاتي؟

 للسؤال مشروعيته  المغربية، بعد كل شيء، فالصحراء توجد فوق تراب المملكة وغالبية المواطنين، خاصة منهم الصحراويين، يجمعون على الوحدة الترابية للمملكة وولائهم للعاهل المغربي.

 ومن الناحية العسكرية، تم حسم ملف الصحراء لصالح المغرب، والطرف الآخر الذي يعيش تحللا لا يمتلك اليوم أية قدرة على العودة للمواجهة العسكرية.

غير أن هناك سببان مهمان دفعا المملكة المغربية  نحو إعداد هذه المبادرة، السبب الأول هو القيم الإنسية والضرورة الإنسانية، وخاصة الاضطلاع بالواجب الملقى على عاتق الدولة والأمة إزاء جميع مواطنيها، ويتعلق الأمر أساسا بالصحراويين الموجودين في مخيمات تندوف، الذين يوجدون في وضع لا يسمح لهم باختيار العودة إلى وطنهم بشكل فردي، لأنهم من الناحية المادية وبسبب حاجتهم للبقاء خاضعون للقيادات المتصلبة والعتيقة في جبهة البوليساريو.

وهذه الوضعية الصعبة المستمرة منذ أكثر منذ 30 عاما، لم يعرف ضمنها جيلان كاملان غير وضعية المأزق داخل المخيمات، على الرغم من أن عددا من أولئك الذين تم اقتيادهم إلى تندوف عام 1975 مكرا وتحايلا وخداعا، استطاع العديد منهم العودة إلى المغرب أو الاستقرار في موريتانيا أو الهجرة إلى دول أخرى كإسبانيا.

وفي هذا السياق، ورغم أن العدد الحقيقي  لسكان المخيمات لا يعرفه أحد بسبب القبضة الحديدية للبوليساريو والجزائر على المخيمات واحتفاظهما بالرقم كسر عسكري، فإن أقل من ثلث سكان الصحراء يتوزعون بين مخيمات المحتجزين وإسبانيا وموريتانيا، بينما تشير تقديرات بعثة المينورسو في إطار الإحصاء الذي أجرته بين 1997 و2001 إلى أن أزيد من ثلثي الصحراويين متشبثون بوطنهم الأم، المغرب ويعيشون فوق ترابه.

السبب الثاني هو سبب سياسي واستراتيجي، فمنطقة الساحل في أعماق الصحراء التي توجد بها مخيمات تندوف هي منطقة خطر ، تمتد على مساحة شاسعة ( أكثر من 3 ملايين متر مربع) عبر عدة دول، وتتميز هذه المنطقة خاصة بكونها معبرا ومسرحا للعديد من شبكات المافيا والأنشطة الإجرامية.

وتقوم عصابات تهريب البشر بتمرير ضحاياهم من المرشحين للهجرة عبر منطقة الساحل، وتشهد حكايات المهاجرين بوقوع المرشحين للهجرة في عدد من أيدي العصابات على امتداد صحراء الساحل.

 والعديد من المجموعات المنشقة في بلدان المنطقة اتخذت منذ مدة طويلة منطقة الساحل ملاذا، حيث هامش التحرك كبير دون مراقبة وفي منأى عن متناول دولهم.

 ومنذ ظهور تنظيم القاعدة واستقراره في المنطقة، تعاطت هذه المجموعات لتجارة السلاح والمخدرات، وتشكل المجموعات الإرهابية التي ترهب الجزائر حاليا نواة هذا التهديد القائم في منطقة الساحل.

 وفي هذا الصدد، نورد هنا أقوال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة التي يوردها الأمين العام السابق كوفي عنان في تقريره الصادر بتاريخ 19 أبريل 2006 : " الاستمرار في المأزق الراهن يشجع بروز العنف، وهذا العنف لن يقود إلى استقلال الصحراء الغربية، بل سيحكم على جيل آخر من الصحراويين بالعيش في مخيمات تندوف"
أبعد من هذه الحجج التي يفرضها المنطق والمعطيات الموضوعية، هناك أيضا حجة الشرعية الدولية، التي يشهد بها المنتظم الدولي وتقارير الأمناء العامون للأمم المتحدة، وهم يطالبون منذ زمن الأطراف المعنية بالنزاع بالجلوس إلى طاولة المفاوضاتـ، واقتراح ما يمكن من التقدم في حل الملف.

 وهذا بالضبط ما تقدمت به المملكة المغربية بعرض التفاوض حول مقترحها للحكم الذاتي الصحراء كحل ملموس يفتح آفاقا جديدة للحل المنصف والعادل والمقبول.

4 -  جذور الأزمة
4 -1-
  تشكل الصراع وتاريخه

من الضروري توضيح الوضعية المعقدة التي واجهها المغرب أثناء استعماره، لفهم أفضل لأسباب هذه الطريق المسدود والتطور الذي قاد إلى الوضعية الحالية، فقبل الاستعمار وفرض الحماية على المغرب، كان المغرب بلدا ذا سيادة تامة، مستقلا وموحدا، وكانت الصحراء تحت السيادة المغربية. ولم يكن أثناء هذه المرحلة أي كيان في الصحراء منفصل عن المغرب.

وقد مارس سلطان المغرب سلطته عبر تعيين بعض المسؤولين، مثل القياد أو ممثله الشخصي، وتدل الوثائق الموجودة أنه كلما حاولت قوة أجنبية الدخول إلى الصحراء، أو تم أسر بعض رعاياها، كان سلطان المغرب يسوي المشاكل مع القوى المعنية.

وكانت المفاوضات تجري عبر وساطة السفراء. وهذا مبرهن عليه من خلال الوثائق الرسمية المغربية والأجنبية. وهذه الوثائق الموجودة في الرباط وباريس ولندن ومدريد ولشبونة وبرلين، تدل على ذلك جيدا. ويكفي فقط الرجوع إليها وتصفحها، للتأكد من السيادة التي مارسها المغرب دائما على منطقة الصحراء

ومع الاستعمار، ستتعقد القضية بما أنه وفقا لمؤتمر برلين 1884، سيقسم المغرب بين 3 قوى: قوى دولية في طنجة، وتجزيء لمناطق منفصلة بين الحماية الاسبانية في الشمال والجنوب، والحماية الفرنسية في الوسط
   وقد اتبعت سيرورة إزالة الاستعمار مع القوتين، فرنسا واسبانيا، مسارين مختلفين:
الجزء الذي كان تحت الحماية الفرنسية تم استرجاعه مرة واحدة عام 1956
أما مع اسبانيا، فكانت تصفية الاستعمار طويلة وصعبة، لكن كان دائما في إطار سيرورة سلمية اتبعت طريق الحوار والتفاوض.

   وكانت الأراضي تحت الحماية الإسبانية موزعة بين الشمال والوسط والجنوب. وتم استرجاعها عبر مراحل متتابعة: الشمال في 1956، وطنجة في أبريل 1956، وطان طان وطرفاية في 1958، وسيدي إفني في 1969 والصحراء في 1975.

   وتولد المشكل الحالي في الفترة الزمنية الفاصلة بين عودة سيدي إفني والصحراء. ولا تختزل تصفية الاستعمار إلى اتفاقيات بين الكيانات الدولتية الناشئة والكيانات المستعمرة العقلانية، فهناك على الأرض أناس يطالبون، وفي حالة المغرب، كان هناك رجال يطالبون بضرورة استرجاع جميع الأراضي الوطنية، وكان المواطنون المغاربة في الصحراء من أعضاء جيش التحرير الوطني في الجزء الجنوبي، كان من بينهم آباء حوالي ثلاثين شابا ممن سيؤسسون البوليساريو في 1973 في موريتانيا.

   وقد تم إبعاد هؤلاء المحاربين من أجل الوحدة الترابية الذين حاولوا إكمال استقلال المغرب من الشمال إلى الجنوب، بعد مقاومة بطولية ضد عملية مشتركة بين القوات الفرنسية والإسبانية. و حملت هذه العملية الاسم السري "عملية "إيكوفيون".
   كانت العملية مشتركة بين فرنسا التي كانت تحتل آنذاك الجزائر وموريتانيا والتي أحست أن عمل جيش التحرير المغربي يشكل تهديدا جديا لممتلكاتها في شمال إفريقيا، ليتم إبعاد المقاتلين الصحراوين مع عائلاتهم، وكذا جزء كبير من قبائلهم نحو الجزء المستقل للمغرب

4 -2 - نشأة البوليساريو

في منطقة طانطان لم يحتمل شبان هذه العائلات رؤية منطقتهم تتأخر في التحرير، فحاولوا خلال سنوات 1971 و1972 التظاهر للتذكير بهذه الوضعية. قاموا بذلك في سياق المرحلة، حيث تفرض الحرب الباردة والحركية التقدمية للمعارضة الداخلية والخارجية على الدولة المغربية صراعا من اجل وجودها الخاص.

   والمفارقة الكبيرة لمرحلة السبعينيات أن الشبان المتظاهرين بطانطان، من بينهم كذلك مؤسسو جبهة البوليساريو، سيسجنون بأمر هؤلاء أنفسهم، الذين سيقومون بمحاولتين انقلابيتين ضد السلطة المركزية شهورا بعد ذلك. ويجب أن نوضح هنا أن هؤلاء الشبان المتظاهرين الذين سيؤسسون البوليساريو كانوا يدرسون آنذاك في جامعة محمد الخامس في الرباط.

   في هذا السياق، كانت ليبيا والجزائر في المعسكر الشرقي في حين كان المغرب حليفا مهما للغرب، ولم يفهم الشبان المتظاهرون بطانطان الذين خضعوا لتعذيب ممنهج وإهانة في السجن، شيئا عما وقع، لان جنحتهم الوحيدة أنهم تظاهروا لكي يسترجع المغرب صحراءه.

الأكثر نشاطا ضمنهم، مروا إلى الفعل وقاموا بتأسيس الجبهة، وكان من الطبيعي بالنسبة لهؤلاء الشبان الذهاب إلى الاستقرار في الجزائر التي كانت آنذاك محج جميع النشطاء ضد الامبريالية في إفريقيا، وفي هذه اللحظة بدأت صيرورة إضفاء طابع الإقليمية على مشكل الصحراء

4 -3- حزب الاتحاد الوطني الصحراوي

من الجهة الأخرى لهذه الحدود التي تفصل الطرفين، في نفس الوطن، المغرب، كان هناك شبان آخرون يعيشون بشكل مفارق تجربة مماثلة، لكنها كانت تسير في الاتجاه المعاكس، بمعنى اتجاه الوحدة. هؤلاء الشبان الوطنيون كانوا ينتمون جميعهم لنفس المجموعات القبلية كأمثالهم.

 وقد ظنت السلطات الاستعمارية الإسبانية أنها قادرة على استخدامهم لخلق كيان انفصالي في الصحراء، في حين كان وهؤلاء الشبان المجتمعين في تشكيلة مسماة حزب الاتحاد الوطني الصحراوي، من بينهم أعضاء في المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، خاصة زعيمهم والرئيس الحالي للمجلس، خليهن ولد الرشيد، لا يسمعون إلا صوت الوحدة الوطنية كما عاشها آباؤهم، ورأوهم يطالبون بها ويدافعون عنها.

 لقد ذهبوا إذن إلى شمال البلاد للمشاركة في المجهود الوطني للدفاع عن وحدة بلدهم دائما المعرب، هكذا قدم السيد خليهن ولد الرشيد بيعته وبيعة الصحراويين لجلالة الملك الحسن الثاني في 1975

4- 4- استرجاع منطقة الصحراء

  في هذه الأثناء، حاول المغرب القيام بخطوة جديدة مثل تلك التي تعود القيام بها تجاه إسبانيا لاسترجاع الجزء الجنوبي من أراضيه.  وهذه المرة،  قام جلالة الملك الحسن الثاني بالقيام بخطوة سابقة على خطوته بعمل لدى المحكمة الدولية للعدل في لاهاي. بطرح سؤالين:

1-  الصحراء المسماة إسبانية هل كانت أرضا خلاء؟
2- وإلا، ماذا كانت روابطها مع المملكة المغربية؟

   والأجوبة على السؤالين إيجابية بالنسبة للمغرب:
 1- لا، هذه الأرض لم تكن أرضا خلاء
2- كان هناك رابط قانوني للبيعة يوجد بين السلطان والقبائل الرحل لهذه الأرض. بالنسبة للمغرب كما بالنسبة لإسبانيا، وقد تم قول المهم ، بما أن أجوبة عن السؤالين الجوهريين كانت واضحة، فالمغرب قوي بدعم حكم محكمة العدل الدولية وأمام تعنت السلطات الاسبانية أطلق المسيرة الخضراء التي مكنت من استرجاع الأراضي الصحراوية دون مصادمات، وتمت المفاوضات والاتفاقيات من أجل إغلاق هذا الملف لإزالة الاستعمار ستكون مصادقا عليها

 4 -5- بداية الحرب

   لم تكن هناك أية تظاهرة ضد قدوم السلطة المغربية، أو  أي عمل من أعمال ميليشيات إلى هذه اللحظة. وطبع عمل واحد هذه المرحلة، وهو أن آلاف الأشخاص المجمعين بعناية من طرف البوليساريو من أجل تجمعات وجدوا أنفسهم بعد بعض التنقلات إلى أماكن الاجتماعات المتوقعة في تيفارتي ببير لحلو في تندوف حيث كانت المخيمات معدة سلفا.
وكانت ليبيا والجزائر البلدان الأساسيان الحليفان للمعسكر الشرقي في هذه المرحلة المكثفة للحرب الباردة في إفريقيا الشمالية.

   ولذلك بدأت ليبيا العمل على تمويل وتسليح البوليساريو بالأسلحة الأكثر تطورا في تلك المرحلة والتي لم تكن بعض الجيوش النظامية لبعض البلدان النامية تتوفر عليها.

   وكانت الجزائر، وعلى رأسها الرئيس هواي بومدين تدعم الحقوق المشروعة للمغرب في بداية الصراع. وأعلن بومدين أمام الملأ موقفه المتمثل في دعم المغرب في استرجاع أقاليمه الجنوبية خلال القمة العربية في 1974.
   لكن بومدين سيغير موقفه لعدة أسباب، من بينها الخلاف الحدودي الذي نشب بين المغرب والجزائر. ولذلك سيشارك في خلق الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الوهمية في 1976 قبل أن يأخذ المشعل تماما للتمويل والتعهد الكامل بالبوليساريو بعد التخلي الليبي عن دعمها في 1983 .

على المستوى العالمي، ونظرا لوضعية الصراع بين المعسكرين، مر ملف الصحراء من البعد الإقليمي إلى مرتبة أزمة دولية تحت تأثيرات الحرب الباردة.  والمسالة هي تقييم خطورة الوضعية وتفادي التقليل من التأثير المتواصل للصراع على الأمن واستقرار البحر الأبيض المتوسط.

4- 6-  موقف سلطات الجزائر

   أخذت الجزائر العاصمة المشعل، واندلعت الحرب في 1976 وتواصلت حتى عام 1991، لكن في الميدان، ستضعف الجزائر في نهاية 1989، بالضبط بعد شهري أكتوبر ونونبر من نفس السنة التي تمت خلالها المعارك الأخيرة المهمة، وساهم الحزام الأمني الذي بناه المغرب كثيرا في تأمين الصحراء.

لكن، ليس مدهشا أن تكون نهاية العمليات العسكرية وتدعيم وضعية الطريق المسدود بالنسبة للبوليساريو متزامنة مع انهيار جدار برلين، الحدث الأكثر قوة ورمزية لنهاية الحرب البادرة.

   و تجدر الإشارة أنه خلال المسار الطويل لملف الصحراء، لاحظ المراقبون الموضوعيون والمحايدون أن كل عمل ايجابي قام به المغرب في اتجاه التهدئة، عارضته الجزائر بعمل معاكس سلبي منهجي.هكذا، عاكست الجزائر حق المغرب في صحرائه

. في 1975، لدى تنظيم المغرب للمسيرة الخضراء، ردت الجزائر العاصمة بإبعاد 52 ألف مغربي شاركوا في تحرير الجزائر، وهم لا يزالوا يواصلون المطالبة بتعويضهم عقب الأضرار التي وقعت لهم

. بعد تصفية الاستعمار من منطقة الصحراء وعودتها للمغرب عام 1975،  كان رد الجزائر العاصمة بإعلان قيام الجمهورية الصحراوية، الكيان المحدث بدون شرعية دولية، مع حد أقصى من الساكنة في تندوف الذي لم يؤخذ مشقة في استشارة وإخفاء إرادة السكان الصحراويين، كيان لا يوجد بالفعل إلا على أراضي الجزائر وعلى الانترنت.

. بعد قبول المغرب عن طريق صوت جلالة الملك الحسن الثاني تنظيم استفتاء تقرير المصير في 1981 في نيروبي، ردت سلطات الجزائر بإقحام تدليسي للجمهورية الصحراوية في منظمة الوحدة الإفريقية.

وعندما قبل المغرب مخطط بيكر الأول، نسفت الجزائر ذلك باقتراح تقسيم الصحراء

. ومؤخرا، عندما أكمل المغرب مبادرته للحكم الذاتي للصحراء، لم تتأخر سلطات الجزائر عن محاولة تدميرها باقتراح ما يمكن اعتباره مشروعا لا يحمل جديدا يمكن أن يحل الصراع ويرضي جميع الأطراف والتي لا هدف لها إلا بث الفتنة والخلط في ذهن الرأي العام العالمي. ونذكر في معرض الحديث الاهتمام الذي توليه العواصم الشرقية والغربية لمشروع الحكم الذاتي في المغرب.

   حاليا، نطلب من الجزائر البلد الشقيق والصديق وجار المغرب أن يمسك باليد الممدودة له، من أجل تسهيل المصالحة بين الصحراويين من جميع الأطراف بإقناع البوليساريو والتحلي بمرونة أكبر، والحفاظ على الحياد التي تدعو إليه في خطابها الموجه سواء لشعبها أو الشعب المغربي وشعوب العالم الذي فيه يصرح فيه المسؤولون الجزائريون بقوة وعاليا أن "الجزائر ليست متورطة، لأنه ليس لها ما تطالب به أو تعطيه"

   وبذلك تعمل الجزائر على مطابقة أفعالها بأقوالها، وستكون هكذا قد ساهمت في تسوية قضية الصحراء.

5-  استحالة تنظيم الاستفتاء

بعد اتفاق إطلاق النار في 1991 وعقب قبول المغرب تنظيم استفتاء ينهي صراع الصحراء في 1981 في نيروبي، شرعت الأمم المتحدة في الاستعدادات للمرحلة الأساسية لتحديد هوية الهيئة الناخبة.

لكن اتضح أن عملية تحديد الهوية مستحيلة بسبب معيقات متواصلة للبوليساريو الذي كان يرفض بشكل منهجي تحديد هوية ساكنة الصحراء، رغم توافقهم مع معايير تحديد الهوية المحددة مسبقا من طرف الأمين العام للأمم المتحدة.

   وفي هذا الصدد، يجب أن نعرف أن الأمم المتحدة لم تستطع أبدا تنظيم استفتاء مبني على سيرورة تحديد الهوية منذ إحداث هيئة الأمم المتحدة في 1945.

   ولتنظيم مثل هذه الاستشارة، كان ضروريا تحديد هوية جميع الساكنة الصحراوية، أينما كان مكان سكنهم. هنا أيضا، عقدت ظروف تحقيق الاستعمار وتبعاتها أثناء إزالة الاستعمار الوضعية.

وخلال مؤتمر برلين 1884، تم رسم حدود الممتلكات المستقبلية للقوى الاستعمارية المشاركة بالمسطرة
   وقد حددت مكاتب القيادات الفرنسية والإسبانية الاتفاقيات على خرائط، لم تأخذ بعين الاعتبار إلا المجال الجغرافي بإهمال الجوانب الإنسانية والاجتماعية.

نتيجة لهذه الوضعية، وجدت قبائل وحتى عائلات نفسها موزعة بين العديد من الدول التي تتقاسم الفضاء الحيوي والطبيعي للقبائل الصحراوية، وهي المغرب والجزائر ومالي وموريتانيا.
   ولكي يكون للاستفتاء المبني على تحديد هوية القبائل معنى، ويكون ديمقراطيا، من الضروري تنظيمه بالنسبة لجميع القبائل في فضائها الممتد
.
   في هذه الحالة، كيف العمل؟ هل يجب تجميع جميع هذه القبائل في جزء الصحراء الذي يعود للمغرب؟ وجعل أعضاء نفس العائلة يصوتون وحرمان الآخرين من التصويت؟

   الحل الوحيد العادل والديمقراطي والذي يحترم حقا المعايير القانونية والدولية في المجال كان سيكون هو تجميع المجال الجغرافي التاريخي للقبائل، لتمكين جميع الصحراويين من التصويت على جميع أراضيهم.

وكان بإمكان الاستفتاء أن يكون إلى تلك اللحظة نزيها وعادلا وديمقراطيا ومنصفا. لن نكون أبدا محتاجين بان نطلب "من هو  من؟" و"من أي قبيلة هو؟ لكن للقيام بذلك، كان يجب قلب الحدود المعترف بها لجميع البلدان المذكورة آنفا. بالإضافة إلى استحالتها، هذه الخطوة هي زيغ سياسي قد يخاطر بقيادة المنطقة إلى  وضعية اللا استقرار لا احد في العالم يمكن أن يتمناه.

حاولت الأمم المتحدة إذن خلال أزيد من 10 سنوات تجاوز مصاعب المشكل.  وحاول الأمناء العامون المتوالون بالأمم المتحدة منذ السيد بيريز ديكويليار إيجاد مخرج لهذه البلبلة لتحقيق هذه السيرورة باستدعاء عشرات الخبراء عبر العالم.

ووصلت المنظمات الدولية إلى الاستحالة التقنية والسياسية لتنظيم هذا الاستفتاء المبني على تحديد الهوية.

6- الخروج من الطريق المسدود

كان الطريق المسدود إذن، وهذا ما قاد الأمم المتحدة إلى استكشاف طريق آخر لإيجاد حل للمشكل الذي لم يعمل إلا على التطويل. وعين الأمين العام للأمم المتحدة وزير الخارجية الأمريكي السابق جيمس بيكر ممثلا خاصا.

   وبعدما قام جيمس بيكر بمفاوضات في المنطقة مع جميع الأطراف، قدم اقتراحا أول للحل عرف باسم مخطط بيكر1 حظي بقبول المغرب، لكن الجزائر والبوليساريو رفضاه.  ثم كان مخطط بيكر 2،  ورفضه المغرب فيما قبله هذه المرة الجزائر والبوليساريو.

بعد هذا التعادل الذي لاحظته الأمم المتحدة، تم استخلاص أن الخيار الأخير قد يكون التفاوض السياسي بين أطراف الملف لإخراج الصراع من الطريق المسدود الذي يوجد فيه.

   وأكدت الأمم المتحدة في عدة مرات أن الأطراف في صراع يجب عليها أن تبدأ مفاوضات من اجل الوصول إلى حل عادل ومنصف ومقبول من جميع الأطراف. هذا ما يقترحه المغرب، في إطار عقلية
انفتاح وبتوافق مع قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة.

   وقدم البوليساريو، مدعوما من طرف الجزائر، تحركه نفس عقلية التعارض المثارة سلفا، للامين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون وثيقة لا تحمل أي جديد. ومع ذلك وكما أعلن عن ذك رئيس المجلس السيد خليهن ولد الرشيد خلال اجتماعه الاستثنائي "من الأكيد أن أطفال الصحراء، أينما كان مقر سكنهم، في الأقاليم الصحراوية، أو مخيمات تيندوف، وحتى زعماء جبهة البوليساريو، سيصلون إلى النتيجة، عاجلا أم آجلا، الحل الوحيد الممكن للصراع سيكون هو مشروع الحكم الذاتي".

وليس هناك حل آخر متوقع مرضي لجميع الأطراف. وهذه هي القناعة العميقة والعادلة والمنصفة لكل صحراوي باستقلال عن أعمال الأمم المتحدة وعناصر الملف. ويعتقد الصحراويون أنه بعد 32 سنة من الصراع، لا يوجد حل يضمن حقوق جميع الأطراف، ويضمن السلم والإنصاف، إلا مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

المصدر:  المجلس


السيناتور روالان دي فيفيي: المغرب قدم مشروعا "واضحا ومتكاملا

 قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية والدفاع بمجلس الشيوخ البلجيكي , السيد روالان دي فيفيي فرانسوا يوم الأربعاء , إن المبادرة المغربية لإجراء مفاوضات بشأن تخويل جهة الصحراء حكما ذاتيا , تعد مشروعا " واضحا ومتكاملا ".

وقال السيد روالان دي فيفيي فرانسوا في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب لقاء تم بمجلس الشيوخ البلجيكي ببروكسل مع الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية السيد ماء العينين ماء العينين بنخليهن  , أن المغرب قدم مشروعا "واضحا ومتكاملا " .

وأوضح أن الأمر يتعلق ب " مقترحات دقيقة ومنفتحة على التفاوض والتي ستمكن , بمجرد الموافقة عليها من طرف الساكنة المعنية , من حل هذا المشكل الذي عمر طويلا والذي يؤثر سلبا على العلاقات في المنطقة برمتها " .

وقد أجرى الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية يوم الثلاثاء ببروكسل محادثات مع كبار المسؤولين البلجيكيين الذين رحبوا بالمبادرة المغربية لاجراء مفاوضات بشأن تخويل جهة الصحراء حكما ذاتيا , معبرين عن استعداد بلجيكا , العضو غير الدائم بمجلس الأمن منذ يناير الماضي , للعب دور إيجابي في حل هذا المشكل.

حوار ببروكسيل مع الموقع البلجيكي المغربي "وافين.بي"

الدكتور ماء العينين: الحكم الذاتي هو مشروع الصحراويين لأجل الصحراويين



وافين.بي: ما هو الهدف من زيارتكم بلجيكا؟

 ماء العينين بن خليهن ماء العينين: كما تعلمون، يقوم مجلس الشيوخ البلبجيكي بجلسات استماع لمختلف الأطراف المعنية بمشكل الصحراء،  وآخر طرف يتم الاستماع إليه حاليا هو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية ( الكوركاس)، بصفته ممثلا لأغلبية الصحراويين الموجودين في وطنهم المغرب بطمأنينة وكرامة، والذين لم يسبق أن تم الاستماع إليهم. كان الناس، لاسيما في أوروبا، يعتقدون أن هناك ممثلا وحيدا للصحراويين، في حين أن هذا غير صحيح. أنا أقوم بزيارة إلى بلجيكا لأشرح وجهة نظرنا للبرلمانيين البلجيكيين وأعضاء لجنة مجلس الشيوخ المكلفة بالشؤون الخارجية والدفاع.

وافين.بي: للتذكير، فقد قامت تمثيلية مكونة من مسؤولين رسميين، على رأسهم وزير الشؤون الخارجية ومسؤولون سامون مغاربة، بزيارة بلجيكا، ما هي الإضافة التي أتيم بها بالنسبة لزيارتكم؟

ماء العينين بن خليهن ماء العينين: تلك التمثيلية جاءت لتشرح للسلطات البلجيكية المبادرة المغربية لحل مشكل الصحراء، ولكن أنا لم آت فقط لعرض مبادرتنا والخطوط العريضة للحكم الذاتي المقترح على الصحراويين، لأن التمثيلية المغربية قامت بذلك، بل أساسا لأستعرض نتائج مشكل الصحراء منذ نشأته ونشأة البوليساريو. لقد أوضحنا أن مشكل الصحراء هو أولا مشكل سياسي، وهو ليس مشكل تصفية استعمار، ولا مشكل استعمار غير محدد، أيضا مشكل الصحراء هو مشكل مغربي- مغربي،  والذين يوجدون في الطرف الآخر على الحدود الجزائرية هم مغاربة، يعيشون في مخيمات تندوف، والمغاربة من كلا الجانبين هم من عليهم النقاش في ما بينهم والعثور على حل لهذا المشكل.شرحنا كذلك لماذا تم إنشاء الكوركاس، وكيف تم تشكيله، إلخ، وألححنا على مسألة تمثيلية الكوركاس باعتبارها غير قابلة للشك، بوجود 50 في المائة من المنتخبين وممثلي جميع القبائل، شرحت أيضا مهام الكوركاس وضمنها: المشاركة في التنمية، وقد انطلق المجلس في الاضطلاع بهذه المهمة، المصالحة العامة بين مختلف أطراف الصحراء، بمعنى بين مختلف الصحراويين الذين يوجدون في المغرب وخارجه والمصالحة بين الصحراويين والإدارة المغربية.مشاركة الكوركاس في صياغة وثيقة مقترح الحكم الذاتي التي تم رفعها لصاحب الجلالة محمد السادس في سادس دجنبر 2006، وهي وثيقة كانت أساس المبادرة المغربية التي عرضها المغرب الأمم المتحدة. و يجب القول إن كل ما تقدمنا به إلى صاحب الجلالة تم أخذه بعين الاعتبار، وتسجيله، وتضمينه في المقترح المغربي الذي أصبح اليوم مقترح الأمة المغربية برمتها.

وافين.بي: مقترح الحكم الذاتي الذي تم عرضه على الأمين العام للأمم المتحدة، عن طريق السفير المغربي لدى المنظمة، هل يمكنكم أن تستعرضوا لنا الخطوط الكبرى لمبادرة مشروع الحكم الذاتي؟

ماء العينين بن خليهن ماء العينين: المشروع في حد ذاته يتسم بالثورية وبديمقراطية عالية ( انقر هنا للاطلاع على نص المبادرة المغربية للتفاوض حول وضع الحكم الذاتي في منطقة الصحراء).تعلمون أن المغرب دولة مركزية، وما يقترحه هو نوع من الحكم الذاتي الذي لا يوجد سوى في الدول المتقدمة، مثل إسبانيا مثلا.  إنه حكم ذاتي من شأنه أن يمنح منطقة الصحراء مؤسسات مستقلة، برلمان منتخب عبر صناديق اقتراع عامة، وإمكانية وجود تمثيلية منتخبة من قبل القبائل الصحراوية، وأخرى منتخبة من قبل سكان المنطقة.  هذا البرلمان ستتولد عن حكومة، برئيس يعين وزراءها، والذي سيكون بطبيعة الحال معتمد من قبل جلالة الملك، وهذا أمر عادي. هذا الرئيس سيكون أيضا ممثلا للدولة المغربية ومسؤولا أمام البرلمان الصحراوي، وسيكون هناك ممثلون للحكم الذاتي في غرفتي البرلمان، وهو شيء طبيعي.وكمثال على توسع آأفاق مشروع الحكم الذاتي، إذا أراد المغرب توقيع اتفاق مع أي دولة، وتضمن ذلك الاتفاق بنودا تمس منطقة الصحراء، يتعين على المغرب مراجعة الحكومة والبرلمان الصحراويين وكل ما هو سياسي واقتصادي واجتماعي في المنطقة سيتم تدبيره من قبل الصحراويين، ولن يبقى تحت وصاية الحكومة المغربية سوى  السيادة، وهي العلم الوطني والعملة والطابع البريدي والشؤون الخارجية والدفاع، ولاسيما الركائز الدينية لجلالة الملك، بصفته أميرا للمؤمنين. عدا الأمور، كل ما تبقى سيخضع للتدبير المستقل التام، بتمويل إقليمي ( الضرائب)، وبالموارد الطبيعية للمنطقة. و سيسهم المغرب دائما بجهوده ، في إطار التضامن الوطني، من أجل ال سير المؤسسات التابعة للحكومة المستقلة ورفاهية السكان الصحراويين.

وافين.بي:  وماذا بشأن البوليساريو؟ هل يعلمون بتفاصيل هذه المبادرة؟ وهل توجد اتصالات معهم؟ وهم هم موافقون؟

ماء العينين بن خليهن ماء العينين: يجب القول إن البوليساريو يتشكل من ثلاث فئات: هناك الأشخاص الخاضعون للمخابرات الجزائرية، والذين لا يريدون الاستماع إلى أي شيء، وقاموا أصلا بتشكيل جمهوريتهم.
 وهناك الفئة الثالثة المكونة من الأطر، وهم  أشخاص أصابهم الإحباط جراء نتائج 30 عاما من تدبير قياديي البوليساريو، إنهم أشخاص رأوا أوهامهم تتبخر، يعيشون في كابوس بلا اسم، وهم من نطلق عليهم نعت المشككون. هم أناس يريدون العودة، يريدون حكما ذاتيا، لكنهم لا يضعون كامل ثقتهم في المغرب بعد، وهم يريدون أن يخرج الحكم الذاتي للوجود حقيقة للانخراط فيه.هناك الأغلبية العظمى التي تتجاوز 80 في المائة من السكان الصحراويين بتندوف، وهم أشخاص معدمون، متذمرون من العيش في منطقة خارج المغرب، وكل أملهم أن يعودوا إليه. وللإجابة على سؤالكم، نحن بالطبع نتناقش مع إخواننا وأبناء عمومتنا الصحراويين، و فقط اتصالات بالفئتين الأخيرتين اللتين ذكرتهما للتو. أتعلمون؟ هناك جزء من الناس لا يطلبون سوى أن توافيهم المنية في وطنهم، على التراب المغربي.الحكم الذاتي هو مشروع الصحراويين من أجل الصحراويين، وهم يصفقون لهذا المشروع، لأنه بالتأكيد المخرج الوحيد الذي يرضي جميع الأطراف، بما فيها الهيئات الدولية والحكومة الجزائرية إذا كانت بالفعل تريد الخير للصحراويين.

وافين.بي: ماذا عن التوقيت، ومتى سيتم إجراء الاستفتاء المشار غليه في البند 27 من مشروع مبادرة الحكم الذاتي؟

ماء العينين بن خليهن ماء العينين: هذا حل مقترح من أجل النقاش، ومن خلال النقاش سوف يمكن التوصل إلى تحديد  التوقيت. من جانبنا، المغرب عرض مبادرته، وإذا كنا قد أشهدنا العالم كله، وكنا متسلحين بالإرادة الحسنة والنية الراسخة، لا يمكن لمشكل الصحراء إلا أن يجد حلا.التوقيت لا يتوقف علينا حاليا، لكننا لن نظل مكتوفي الأيدي، سنشهد العالم، وسنرى إن شاء الله ما ستتمخض عنه الأمور.

 المصدر: موقع وافين.بي:

 

 الموقع لا يتحمل مسؤولية سير عمل ومضمون الروابط الإلكترونية الخارجية !
جميع الحقوق محفوظة © المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية 2024