Document sans titre  
الـعـربية Español Français English Deutsch Русский Português Italiano
الثلاثاء 30 أبريل 2024
ملفـات

قام المجلس منذ تأسيسه في مارس 2006 بنهج سياسة تصالحية للقضاء على مخلفات الماضي في مجال المس بحقوق الإنسان بالصحراء، وانكب على حل مجموعة من القضايا الحقوقية التي ظلت تتسبب في نوع من الاحتقان الاجتماعي وتستغل كحصان طروادة لأعداء الوحدة الترابية لخلق الاضطرابات الاجتماعية وزعزعة الاستقرار وحرمان الصحراويين من الطمأنينة في الأقاليم الجنوبية، في وقت حقق المغرب نقلة نوعية كبرى في مجال الحقوق الإنسان، لاسيما في الصحراء.



العفو الملكي عن 46 سجينا صحراويا خطوة حكيمة للتصالح النهائي بين جميع الصحراويين
24-04-2006

أكد السيد خليهن ولد الرشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية أن العفو الملكي الذي أصدره صاحب الجلالة الملك محمد السادس لفائدة 46 سجينا خطوة حكيمة تعبر عن حب جلالة الملك لأبناء المنطقة وتستهدف التصالح النهائي بين جميع الصحراويين.

تصريح رئيس المجلس لتلفزة العيون الجهوية بالمناسبة

وابرز السيد خليهن في تصريح للمحطة الجهوية للتلفزة المغربية بالعيون على أن هذه الخطوة التي تعبر عن الجدية والمصداقية والشفافية " تدخل في نطاق السياسة الحكيمة والمتبصرة التي سنها جلالة الملك محمد السادس يوم25 مارس الماضي بمدينة العيون والتي تستهدف أساسا التصالح النهائي بين أبناء الأقاليم الصحراوية والإدارة المغربية".

وأضاف أن هذه السياسة الحكيمة تهدف إلى " طي صفحة ملف الصحراء بصفة نهائية في جميع جوانبه الحقوقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية" وكذا " تهيئ الأجواء العامة لإقامة المشروع الملكي التاريخي الفريد من نوعه والمتعلق بالحكم الذاتي بتراضي حميع أبناء الصحراء".

وقال" إن جلالة الملك يريد أن يدخل السرور والبهجة والسعادة على جميع البيوت وان لا يبقى بيت واحد إلا ودخلت عليه البهجة والمسرات لتشمل جميع الناس ليس فقط اولئك الذين حظوا بالعفو الملكي وافرج عنهم بل أيضا أولئك القاطنين بالمخيمات والمفصولين عن أهاليهم".

ومضى رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية قائلا إن جلالة الملك " يريد أن تكون لهؤلاء نفس الحرية( ....) وان يكون الحكم الذاتي هو الحل النهائي برضانا نحن الصحراويين".

ووصف هذا المشروع بأنه مشروع تاريخي لبناء مغرب جديد على أسس ديمقراطية وعلى أسس الحرية والكرامة وبمشاركة الجميع مؤكدا أن " صفحة قد طويت وان صفحة جديدة فتحت بهذه الخطوات الملكية المباركة وهي صفحات يجب أن نكتب عليها الخير والسعادة والتنمية والحرية والتصالح...".

وقال "كفانا من الخصومات ومن الأمور التي تفرق بين الاخوة والأخوات والتي لا ينتج عنها شيء يحمد عقباه... فنحن نريد إلى جانب جلالة الملك بناء هذا الصرح الذي اقره جلالته وان يكون ذلك بموافقة ومساعدة الجميع".
وأكد السيد خليهن ولد الرشيد أن مشروع الحكم الذاتي هو المشروع الوحيد والاختيار السياسي الوحيد الذي يرضي جميع الأطراف مشيرا إلى انه بحل قضية الصحراء برضى الجميع" سنقيم الأسس المتينة والقوية لبناء المغرب العربي".

تصريح الأمين العام للمجلس للقناة الثانية ووكالة الأنباء الإسبانية أوروبا بريس
 
 ثمن الدكتور ماءالعينين ماء العينين بن خليهن، أمين عام المجلس الملكي لشؤون الصحراوية القرار الملكي بإصدار عفوه عن بعض المعتقلين الصحراويين  كانوا في السجون.

تصريح للقناة الثانية/ دوزيم

العفو الملكي " يعتبر خطوة أكثر من إيجابية تعتبر خطوة زيادة على أنها تدخل السرور والفرح والنشاط تدخل الطمأنينة على قلوب كثير من المواطنين سكان الأقاليم الجنوبية."

مضيفا: " تعتبر كذلك خطوة إلى الأمام بعد 25 مارس الماضية، التي أعلن فيها جلالة الملك على ان كل الظروف ستتاح لسكان الأقاليم الجنوبية للصحراويين أينما كانوا و أينما حلوا وارتحلوا سيكون لهم مبادرات تلو المبادرات حتى يحسوا بأنهم مواطنين مغاربة كامل المغربية وحتى يحسوا كذلك بأن لهم الكلمة المثلى والعليا في ما يخص المغرب ككل و المنطقة الجنوبية بصفة خاصة".

تصريح لوكالة الأنباء الإسبانية أوروبا بريس:

اعتبر السيد ماء العينين بن خليهن ماء العينين الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية أن العفو الذي أصدره صاحب الجلالة الملك محمد السادس لفائدة مجموعة من المعتقلين بالأقاليم الجنوبية للمملكة "خبر سار" من شأنه أن يمنح "مزيدا من السكينة للمنطقة".

وأضاف السيد ماء العينين في تصريح  لوكالة الأنباء الإسبانية (أوروبا بريس) أن العفو الملكي "إجراء جد رحيم" اتخذه جلالته عقب الطلب الذي تقدم به المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية.

وأكد أن هذا العفو سيمكن ساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة من التفكير بهدوء أكبر في مشروع الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية، ومن "استشراف المستقبل أيضا بهدوء وشغف".

رئيس المجلس يتباحث مع وفد من المفوضية السامية لحقوق الإنسان
16-05-2006

 أجرى رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية السيد خليهنا ولد الرشيد، بحضور عدد من أعضاء المجلس، يوم الثلاثاء بالرباط، مباحثات مع وفد من المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الذي يزور المغرب حاليا. وتم خلال هذه المباحثات التطرق إلى أوضاع حقوق الإنسان بالأقاليم الجنوبية المغربية، وإبراز أهمية المبادرة الملكية بإحداث المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وصرح السيد كريستوف جيرود،  رئيس البعثة بأن الزيارة تتواصل "حسب البرنامج على ما يرام، وأنا أظن أنها ستستمر كذلك".

 و من جانبه, قال السيد خليهن ولد الرشيد، عقب انتهاء هذه الزيارة:" كانت في اعتقادي جلسة مثمرة جدا وصريحة جدا وديمقراطية جدا، بحيث أنهم تحدثوا بدون تحفظ في جميع الأشياء، ونتمنى أن تنتج عن هذه البعثة نتائج تساهم في بناء التصالح النهائي الذي كلفنا جلالة الملك أيده الله ونصره ببنائه وإرسائه نهائيا".

وأفادت القناة التلفزية الأولى (ا.ت.م) في نشرتها المسائية اليوم، بأنه تم خلال هذه المباحثات التطرق إلى أوضاع حقوق الإنسان بالأقاليم الجنوبية المغربية، وإبراز أهمية المبادرة الملكية بإحداث المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية من أجل إنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وبخصوص الوضع الحقوقي بالأقاليم الجنوبية للمملكة، أشارت القناة إلى أن السيد ولد الرشيد أكد خلال هذا اللقاء "على عدم معاقبة الأفراد بسبب أفكارهم السياسية مع وجوب حفظ الأمن".

وفي هذا الصدد، أوضح السيد ولد الرشيد في تصريح للقناة أن "كل دولة ديمقراطية أينما كانت سواء في أوروبا أو أمريكا أو عندنا، لا تسمح بالمساس بالأمن"، مضيفا أن المملكة تحترم حق التعبير عن الرأي وحق ممارسة النشاط السياسي.

وأضاف السيد ولد الرشيد أن مباحثاته مع الوفد تطرقت أيضا إلى "مهمة الأمم المتحدة النبيلة التي تدخل في إطار التصالح ليس فقط مع الشبان الموجودين بالعيون أو في جهة أخرى بل التصالح أيضا" مع الجميع "من أجل بناء مجتمع صحراوي مزدهر يشارك سياسيا واقتصاديا واجتماعيا في بناء الوطن داخل السيادة المغربية".

من جانبه، قال رئيس وفد المفوضية السامية لحقوق الإنسان السيد كريستوف جيرود في تصريح مماثل للقناة "إن المهمة متواصلة وفق ما خطط لها، ولحد الآن فإن الأمور تسير بشكل جيد".

  وتضمن برنامج الوفد الأمامي لقاء مع فعاليات المجتمع المدني بالعيون وزيارة إلى تندوف للوقوف على أوضاع حقوق الإنسان بالمخيمات. وكان وفد المفوضية السامية لحقوق الإنسان قد أجرى مباحثات مع عدد من المسؤولين المغاربة انصبت بالخصوص حول ما حققته المملكة في مجال حقوق الإنسان.

كلمة رئيس المجلس بمناسبة مرور 60 عاما على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
10-04-2008


شارك المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية يوم الخميس بالرباط في لقاء نظمه المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ60 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وفي ما يلي نص  كلمة رئيس المجلس، خليهن ولد الرشيد، ألقاها بالنيابة، السيد خليهن ماء العينين بن خليهن، أمين عام الكوركاس.

بسم الله الرحمان الرحيم
السيد الوزير الأول
السيد رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان
أيها السادة والسيدات

إن احتفال المملكة المغربية بهذه المناسبة، مناسبة مرور ستين سنة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لدليل على أن بلدنا حقق مكاسب لا يستهان بها في هذا الميدان مما أهله إلى أن يضاهي الدول الراقية وذات الباع الواسع في ميدان حقوق الإنسان.
لقد حقق المغرب في هذا الباب منذ استقلاله، وخاصة منذ استرجاع الأقاليم الصحراوية، مكاسب جمة، يحق لنا أن نفتخر
بها ونبرزها ونظهر ما حاول خصوم وحدتنا الترابية طمسه منها.

فاسمحوا لي بهاته المناسبة التي نتشرف بحضورها، أن القي كلمة السيد خليهن ولد الرشيد، رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، الذي اضطره القيام بمهمة خارج الوطن  إلى عدم الحضور شخصيا لهذا الجمع الفاضل.

منذ تأسيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية من طرف جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده يوم 26 مارس 2006، قام المجلس بنهج سياسة تصالحيه طبقا لما يتوخاه جلالة الملك من اجل القضاء على مخلفات الماضي فيما يخص المس بحقوق الإنسان بأقاليمنا الجنوبية؛ وذلك كيف ما كانت هاته الحقوق سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو إدارية
وهكذا انكب المجلس على حل مجموعة من القضايا الحقوقية التي ظلت تضع مشاكل شتى في ميادين التظلمات؛ وكانت تعتبر كحصان طروادة لأعداء وحدتنا الترابية ليتسللوا من خلالها إلى خلق أنواع من الاضطرابات الاجتماعية وعدم الاستقرار وبث براثين الفتنة وانعدام الطمأنينة داخل مدننا في الجنوب.

وهكذا نهج المجلس في حل هذه الرواسب طريقة التصالح الشامل خاصة بين كل الإدارات وبعض من هضمت لهم حقوق طوال السنوات الماضية التي تلت استرجاعنا لأراضينا في الصحراء.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، وبعد اقتراح تم رفعه من طرف المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية إلى السدة العالية بالله، تفضل جلالة الملك وأعطى أوامره لحل نهائي لكل هاته المشاكل بصفة تدريجية ومع كل إدارة على حدة.
وقد كان أولها العفو الملكي الشامل الذي تمتع به جميع معتقلي الرأي في الصحراء، كما أعطى أوامره بتوقيف المتابعات عن مجموعة من المبحوث عنهم منذ مدة طويلة، في قضايا مختلفة، وكانت سببا في احتقان شديد في صفوف الشباب، حيث كان لهاتين المبادرتين وقع خاص على نفوس هؤلاء المفرج عنهم وكذا على أفراد عائلاتهم وكافة الأسر التي تضررت من وضعية ذويهم.

أما فيما يتعلق بجانب الحقوق الاجتماعية، وتحسين وضعية فئات من المواطنين كانت لهم مشاكل اجتماعية عالقة خاصة منهم أولئك الذين ظلت مشاكلهم بين أخذ ورد مع إدارة فوس بوكراع حتى أتى أمر جلالة الملك بطلب من المجلس لتتم تسوية هذا المشكل الذي كان يعتبر من أعرق المشاكل التي ظلت طوال سنين من أصعب ما واجهته أقاليمنا الجنوبية كمس مباشر بحقوق اجتماعية أعطت فرصا لكثير من المظاهرات والوقفات والاحتجاجات.

وقد تمت تسوية هذا المشكل باتفاق أبرم بين العمال وإدارة المؤسسة برعاية المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، مكنت العمال من تعويضات كانت أساسا للاتفاق الشامل والحل النهائي لهاته المعضلة التي نغصت عيش المواطنين لسنوات طوال، حيث إن هذه القضية أثارت تدخلات أجنبية من جمعيات ونقابات على طول الثلاثين سنة.
 من جانب آخر، والذي لاتقل أهميته من الحقوق الاجتماعية، ويتعلق الأمر ببعض مستخدمي اتصالات المغرب، حيث أن هذا الملف كان يعرف هو أيضا تعثرات في حقوق مجموعة من العمال والمستخدمين المنحدرين من منطقة الصحراء لا من حيث التعويضات ولا من حيث الالتحاق بالعمل، فقد تمت تسوية هذا الملف أيضا بالتي هي أحسن؛ فغادر من غادر عن طواعية واختيار بعد أن توصل بكل حقوقه التي كان يطالب بها، والتحق بالعمل من بقي في ظروف كريمة وصيانة لحقوقهم بتراض تام بين المستخدمين، والشركة المعنية.

ملفات أخرى عرفت انفراجا ايجابيا بعد تأسيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، نخص بالذكر منها؛ منح الظهائر الشريفة لشيوخ تحديد الهوية للقبائل الصحراوية، الذين ساهموا في الدفاع عن الوحدة الوطنية بجرأة ورباطة جأش، حيث ظلوا يطالبون بتسليمهم هذه الظهائر الشريفة منذ مدة، اعترافا لهم بالدور الذي قاموبه، وقد تكرم جلالة الملك محمد السادس نصره الله، بطلب من المجلس، وأعطى أوامره السامية لتسليمهم هذه الظهائر.

كما سويت وضعية المستشارين السابقين في المجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية السابق، وذلك بمنحهم تعويضات كانوا يطالبون بها كحق مكتسب حرموا منه لأزيد من عقد من الزمن، وكانت مشكلة تثار في كل مناسبة.
 أما ملف الأساتذة الموروثين عن الاستعمار، فقد طويت صفحته في الأيام الأخيرة بمنحهم كل مستحقاتهم التي كانت بذمة إدارة التعليم، بما فيهم ذوي الحقوق.

وفيما يتعلق بعملية جبر الضرر الفردي والجماعي للمواطنين بالأقاليم الصحراوية والذين كانوا عرضة لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، فإن مسطرة تعويضهم في الطريق إلى حلها طبقا لما هو متبع وجاري به العمل على الصعيد الوطني في إطار عمل المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان.

كل هذه الملفات وقضايا فردية وجماعية ذات صبغة اجتماعية ومطلبية، تمس حقوق المواطنين في ربوع أقاليمنا الجنوبية عالجها المجلس بكل حكمة وتبصر طبقا لسياسة جلالة الملك وتوخيا للأهداف التي من اجلها أنشئ هذا المجلس.
وهكذا عمت الطمأنينة والسكينة أقاليمنا الجنوبية وانطفأت نار الغضب وسحب البساط من تحت أرجل خصوم وحدتنا الترابية الذين ما انفكوا يستعملون كل هاته المطالب والتذمرات كوسيلة للنيل من كرامة الوطن وبث سموم التفرقة وتشويه الحقائق وإظهار المغرب كبلد لا تحترم فيه ابسط حقوق الإنسان حتى الاجتماعية منها وذلك لمدة ثلاثين سنة وقد بنوا عليها سياستهم الدعائية المهولة كلها، لم يبقى لهم ما يركبون عليه من هاته القضايا التي كانوا يهيجون بها المجتمع ويكذبون بها على الأجانب والتي استمروا في استعمالها لمدة طويلة.
أما فيما يخص تحسين الأوضاع في كل الميادين في مناطقنا الجنوبية، فقد خصص المجلس كل دوراته العادية لتدارسها بعمق وتمحيص بناء على التوجيهات الملكية السامية، وتم وضع الأصبع على الداء والدواء في جو من المسؤولية الملقاة على عاتق هذا المجلس من اجل طي صفحة الماضي، والنظر إلى غد مشرق، وإلحاق جهة الصحراء بركب النمو والتقدم الاقتصادي لمملكتنا العزيزة.

وهكذا انكب المجلس في دورته العادية الثانية لسنة2006على دراسة مشكل شائك الا وهو مشكل السكن بالمناطق الجنوبية بجانبيه؛-السكن غير اللائق
-والسكن الذي يلبي متطلبات الساكنة للحصول على بقع أرضية مجهزة تضمن لها إقامة مسكن مشرف.
لقد أقيمت منذ سنة1991 في جميع مدن منطقة الصحراء مخيمات الوحدة؛ ومع مرور الزمن أصبحت هذه المخيمات تكون مشكلا سياسيا واجتماعيا أضحى أرضا خصبة لكثير من الانزلاقات والتذمرات، استغلها خصوم الوحدة في بعض الأحيان، وكانت تلك الأحياء العشوائية داخل المدن تعتبر وصمة عار في جبين المعمار المغربي بتلك المدن.

فقد كلف جلالة الملك المجلس لدراسة هاته المعضلة، فكانت الدورة المخصصة لها دورة ناجحة، وبها اقترح المجلس حلا نهائيا صادق عليه جلالة الملك ؛ حيث تقرر انجاز أكثر من65000بقعة أرضية مجهزة للقضاء النهائي على السكن غير اللائق من جهة، ومن جهة أخرى فقد وزعت بقع على كل الساكنة التي لم يسبق لها أن استفادت من قبل، وتم بذلك إرضاؤهم وإرضاء جميع من كان يخيل إليه انه عرضة للتهميش في هذا الباب، فكان الحل النهائي التام والشامل ولم يبق أي مخيم ولا سكن غير لائق، وانتهت بذلك تظلمات السكان الذين ظلوا يطالبون ببقع يقيمون عليها منازل تضمن لهم كرامتهم في سكن لائق.

وقد تتبع المجلس انجاز هذا المشروع مع السلطات الحكومية والمنتخبة المعنية وذلك منذ البداية حتى النهاية، ولم تتجاوز مدة انجازه سنة ونصف.

وخصصت الدورة العادية الأولى لسنة2007 ، لتدارس مشكل الصيد البحري في السواحل الجنوبية وتم الاتفاق على خلق ما يزيد عن ألف مقاولة صغيرة لتشغيل الشباب .

وفي نفس الإطار خصصت الدورة العادية الثانية لسنة2007 بالسمارة، المدينة المجاهدة، لحل جميع المشاكل المتعلقة بالطرق والمواصلات الجوية؛ حيث تم الاتفاق على خلق شركة وطنية للنقل الداخلي 

أما الدورة الأولى لسنة 2008، فقد خصصت لحل مشاكل الصحة في الأقاليم الجنوبية، وقد تم الاتفاق فيها على توفير كل التجهيزات التقنية وتوفير الموارد البشرية حتى تكون في مستوى تطلعات المنطقة.

لقد قام المجلس بمعية السلطات الحكومية وغير الحكومية المعنية بكل هاته الأعمال داخل المناطق الجنوبية في إطار التصالح الشامل والحل النهائي للقضايا والمشاكل العالقة وذلك في جو من الشفافية والوضوح والصراحة وتحمل المسؤولية.
مواقف أعطت لبلدنا رصيدا من المصداقية على المستويين الداخلي والخارجي وأظهرت أن الديمقراطية في المغرب تسير بخطى ثابتة حتى تعطي لكل ذي حق حقه وفي كل الميادين.

وهناك الحق في الإخبار الموضوعي بكل ما أنجز في الصحراء منذ استرجاعها سنة 1975، والذي ظل مطموسا على الشبكة العنكبوتية، التي استحوذ عليها خصوم وحدتنا الترابية طيلة عقد من الزمن.

فقد قام المجلس بخلق ستة مواقع، ناطقة بثمان لغات، لإظهار هذا الواقع الذي لا يجادل فيه إلا منكر، ووضع على شاشات العالم عبر الانترنيت حقائق التطور الاقتصادي والمعماري والثقافي والاجتماعي والسياسي حتى يتسنى لمن يريد أن يتصفحها أن يطلع على هذه المنجزات، ويدمغ حقها بذلك باطل الخصوم.

وعبر هذه البوابات نخوض يوميا معارك مع خصوم وحدتنا الترابية في كل بقاع العالم وذلك عبر المدونات-blog- والمنتديات –Forum-التي يستعملها أصدقاء البوليساريو لبث سمومهم واكتساب العطف على المستوى العالمي بإظهارهم كضحية، وبالتالي لم يبقوا لوحدهم في هذا الميدان.

هذا ويعتبر أن أهم عمل سياسي قام به المجلس، زيادة على التعريف بقضيتنا الترابية والدفاع عنها على المستوى الخارجي، وإبطال الأضاليل التي حيكت حولها من طرف خصوم وحدتنا الترابية، أقول أهم عمل هو المشاركة الفعالة في انجاز مشروع الحكم الذاتي.
فقد خصصنا وبتوجيهات ملكية سامية ، دورات استثنائية ابتداء من شهر ماي 2006 إلى غاية شهر دجنبر 2006، وقد تم خلالها نقاش مستفيض وعام لكل ما يتصوره أبناء المنطقة حول الحكم الذاتي وقدموا بكل حرية وشفافية وديمقراطية اقتراحاتهم وأرائهم وكيفية تخيلهم لما يمكن أن تكون عليه الصحراء داخل المملكة المغربية الموحدة.

فتم وضع مشروع يضمن لساكنة الصحراء تسيير أمورهم بأنفسهم ويضمن لهم كافة الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، المشروع الذي تمخض عن نقاشات مستفيضة جادة ومسؤولة وحرية مطلقة لم يسبق لها مثيل في الماضي، حيث قدم أعضاء المجلس، الذين يمثلون حقا المجتمع الصحراوي بكل مكوناته ، تصوراتهم ومقترحاتهم معبرين عن اعتزازهم وافتخارهم بالمكسب السياسي الذي حققه لهم جلالة الملك، ولأول مرة، حيث وضع جلالته حل ملف الصحراء في يد أبنائها ومنحهم فرصة تاريخية من أجل وضع أسس مشروع الحكم الذاتي طبقا للخصوصيات الثقافية والعادات والتقاليد الصحراوية، الشيء الذي أضفى على هذا المشروع صفة الإجماع ومباركته من طرف كافة طبقات ساكنة الصحراء، والالتفاف حوله باعتبار أن لا بديل له، كحل لملف الصحراء.

إن المبادرة المغربية التي وصفها المجتمع الدولي بالجدية والمصداقية هي فعلا تحول كبير في معادلة قضية الصحراء لان المشروع يحظى بتأييد كبير من طرف الصحراويين أينما كانوا لأنه يضمن لهم كل الحقوق ويطوي صفحة المؤاخذات ويعطي طريقة فذة في حل المشاكل عن طريقة لا غالب ولا مغلوب.

وهكذا لما شعرت ساكنة المخيمات بتيندوف بما يضمنه لهم مشروع الحكم الذاتي من حقوق قاموا بعمل جبار من داخل المخيمات وأعلنوا ولأول مرة في تاريخ النزاع وبواسطة مؤتمر اكجيجيمات الشهير الذي فرض نفسه أمام مسؤولي البوليساريو وفضح ادعاءاتهم وأباطيلهم وأكاذيبهم، أعلنوا أنهم لا يريدون عن المبادرة المغربية بديلا وأنهم ملوا من الحرمان والغربة والعذاب والاضطهاد، فأعلنوها صيحة مدوية أسمعت العالم كلمة الحق في مكان كان فيه الخصم يصول ويجول، وقالوا جهارا ما لم يستطع النطق به غالبية سكان المخيمات في تيندوف، وعادوا إلى ارض الوطن جماعة منتصرة وناصرة لحق كل الصحراويين في العيش الكريم.

وتشبثا بهذا الحق السياسي ساهم المجلس في مفاوضات مانهاست التي رعتها الأمم المتحدة ، ومرت في أربع جولات. حيث أن هذه الدورات أثبتت شيئين أساسيين؛

أولهما أن مشروع الحكم الذاتي جاء مطابقا للقانون الدولي ولمفهوم تقرير المصير، لان الحكم الذاتي نوع من أرقى أنواع تقرير المصير، وأما إعطاء تسيير ذاتي لمنطقة الصحراء، فهو فعلا سيمتعها بتقرير المصير كما هو الشأن في جميع البلدان العريقة في الديمقراطية والمحافظة على حقوق الإنسان.

وثانيهما أن هذه المفاوضات أظهرت أن جبهة البوليساريو ليست إلا حزبا وحيدا يسيطر على بعض أبنائنا وإخواننا ظلما وعدوانا في مخيمات الحمادة، ونظرا لوجودها على ارض أجنبية فهي لا تتمتع بهامش ولو قليل من حرية القرار.
إن جبهة البوليساريو لبعيدة كل البعد عن مفهوم المصلحة العليا للوطن وللمواطنين لأنها الحزب الوحيد في العالم الذي لم يتغير منذ نشأته لان كيانها بني على مغالطات وعلى هضم حقوق الإنسان في ابسط مفاهيمها ولأنها قامت بتضليل سكان مخيمات تيندوف وأعمت بصائرهم بالأضاليل والأكاذيب ومنعتهم من كل الحقوق الفردية والجماعية لأنها لا تؤمن إلا بدكتاتورية الحزب الواحد والتنظيم الواحد والفكر الواحد، فمنعت بذلك سكان المخيمات من وثائق تثبت هويتهم ومنعتهم من حرية التنقل ومن حرية الإقامة أينما يشاءون ومنعتهم أيضا من صلة الرحم، وصادرت حقوقهم حتى في المأكل والمشرب وأذلتهم واستباحت حرماتهم.

لكننا نبقى متيقنين أن أبناء المنطقة أينما وجدوا يعرفون مصلحتهم وروابطهم التاريخية بالعرش العلوي المجيد والمملكة المغربية على مر العصور والأزمنة، وكلما يتمنونه هو البقاء في بلدهم والتمتع فيه بحقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولذلك فرغم العوائق التي تضعها جبهة البوليساريو أمام المفاوضات، هذه المفاوضات التي تفوق فيها المغرب وذلك بحسن إدارتها وقوة الحجج التي قدمها وجديتها ومصداقيتها، مما جعل الممثل الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة السيد فان فالسوم يقر بأن جبهة البوليساريو على ضلال وأن مطالبها غير واقعية.

أقول رغم العراقيل فلن يمنع ذلك المغرب من المضي قدما في المشروع القوي لجلالة الملك المتمثل في الإصلاحات الكبرى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعرفها بلادنا وخاصة منها جهة الصحراء، وهذا ما جعلنا اليوم ونحن نحتفل بالذكرى 60 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان بان نفتخر ونثمن كل ما جاء به خطاب جلالة الملك الأخير في سادس نوفمبر 2008، والرسالة السامية التي وجهها جلالته إلى المشاركين في هذا الاحتفال يوم أمس، والتي كان لنا شرف تتبع تلاوتها من طرف مستشار صاحب الجلالة، لأن جلالته وضع المغرب على المسار الصحيح الذي يضمن له، لا محالة، وخاصة في أقاليمنا الجنوبية المزيد من الرقي والازدهار والكثير من الديمقراطية وضمان حقوق الإنسان، متيقنين أن بلدنا سيكون نموذجا يحتذى به في ميدان التقدم وضمان الحريات وصون الكرامة ودوام الأمن والاطمئنان والاستقرار تحت الرعاية الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


 حقوق الإنسان في أشغال الدورة العادية الثانية للمجلس برسم 2008
28-05-2008

تخللت أشغال الدورة العادية الثانية للمجلس مداخلتي السيدين: أحمد احرزني ومولاي امحمد العراقي حول التصدي للتوظيف المغرض لحقوق الإنسان والحكامة الجيدة

السيد احرزني، رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان: تقرير"هيومان رايتس ووتش" يفتقر إلى المعايير العلمية والجرأة السياسية 

ندد رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان السيد أحمد احرزني بالتقرير الأخير للمنظمة الدولية غير الحكومية "هيومان رايتس ووتش" ومزاعمه حول انتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء المغربية.

وقال السيد احرزني في كلمة خلال أشغال الدورة العادية الثانية للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية إن هذا التقرير "المغرض" يفتقر إلى كل المعايير العلمية, وأن خلاصاته سبقت البحث والتحري الميدانيين, مؤكدا أن الهدف منه هو محاولة النيل من سمعة المغرب من خلال توظيف قضية حقوق الإنسان "لأغراض سياسية ضيقة".

واعتبر أن الذين يقفون وراء إعداد هذا التقرير "يفتقرون إلى الجرأة السياسية", لذلك لجأوا إلى موضوع حقوق الإنسان كغطاء لمهاجمة المغرب ومحاولة النيل منه, مبرزا أن التقرير جاء مفتقرا إلى أبسط المعايير العلمية التي يستدعيها أي بحث علمي محايد.

من جهة أخرى, تناول السيد احرزني, في كلمته, حصيلة منجزات حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية, حيث أشار, على الخصوص, إلى ما تحقق في مجال الحكامة الجيدة وسياسة القرب والمفهوم الجديد للسلطة, التي ترجمت على أرض الواقع من خلال الزيارات المتكررة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذه الأقاليم من أجل تتبع سير المشاريع الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة منذ عدة سنوات والرامية الى الرفع من مستوى عيش الساكنة الصحراوية.

كما تحدث السيد احرزني عن تفعيل توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة على صعيد هذه الأقاليم, خاصة المتعلقة منها بالتعويض الجماعي والفردي لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان, وإعادة إدماج أبناء الضحايا في إطار مشروع رد الاعتبار.

وفي هذا الصدد, استحضر التجربة المغربية في مجال جبر الضرر, التي أكد أنها أصبحت رائدة مقارنة بتجارب دولية أخرى من قبيل تجربة جنوب افريقيا فيما يخص ضحايا "الابارتايد", الذين لم يتم تعويضهم حتى الآن عن الضرر الذي لحق بهم جراء الميز العنصري.


السيد العراقي، والي المظالم: إحداث المندوبية الجهوية لمؤسسة ديوان المظالم بالأقاليم الجنوبية لأجل تخليق المرفق العام

أكد والي المظالم مولاي امحمد العراقي أن إحداث المندوبية الجهوية لمؤسسة ديوان المظالم بالأقاليم الجنوبية يعكس الإرادة الحقيقية للنهوض بثقافة المرفق العمومي, وتخليق الإدارة.

وأوضح السيد العراقي , في كلمته أن تنصيب هذه المؤسسة يدخل في إطار الدفاع عن حقوق الإنسان من خلال تكريس مفهوم المواطنة الصادقة والإخلاص في العمل, وخلق نوع من المصالحة بين المواطن والإدارة.

وأضاف والي المظالم أن هذه المؤسسة تترجم , بشكل واضح , سياسة القرب التي انخرطت فيها المملكة, مشيرا إلى أن المؤسسة حققت نتائج جد إيجابية منذ إحداثها, حيث تم البت في أكثر من 80 في المائة من الشكاوى المعروضة على المؤسسة على صعيد هذه الأقاليم.

وأشار إلى أنه من المرتقب أن يعقد ديوان المظالم لقاء بمدينة العيون , خلال الأسابيع المقبلة , من أجل إطلاع ساكنة المناطق الصحراوية على مختلف الأعمال التي قامت بها المؤسسة في هذه الأقاليم.

تصريح صحفي لرئيس المجلس عقب انتهاء أشغال الدورة العادية الثانية 2008
26-12-2008
تطور نوعي في الصحراء في مجال الحقو ق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية

 أبرز رئيس المجلس في تصريح للقناة التلفزيونية الأولى عقب انتهاء أشغال الدورة العادية الثانية لسنة 2008 بالرباط أهم أوجه المقاربة الحقوقية والديمقراطية التي يعتمدها المغرب في مجال حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية
 
تصريح الرئيس:
نعتقد أن ما أنجز لحد الآن كما وكيفا في منطقة الصحراء يعتبر تطورا نوعيا يلبي الحاجيات الأساسية لقحقوق الاقتصادية والاجتماعية لمواطني  الصحراء، وبأن ما تحقق في الجانب السياسي في ما يتعلق بالشفافية في موضوع معالجة جميع القضايا بدون استثناء، القضايا السياسية، أي أن ضمان حرية الرأي وحرية التعبير أصبح واقعا معاشا، الجميع يستطيع التعبير عن رأيه دون أن يخاف من أي العقاب، لكن في إطار دولة الحق والقانون، بما معنى أن الفرد يمكن أن يعبر عن رأيه، بطريقة كتابية أو شفوية، ولكن لا يسمح له أن يتخطى أو يمس بحقوق الآخرين، خصوصا بالمقومات الأساسية: الوحدة الترابية والوحدة الوطنية والمقدسات الأخرى.
نعتقد كذلك أن هذا الموضوع أصبح الآن مفهوما من خلال الممارسة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بحيث، سواء من كان يوافق على الوحدة الترابية أو لا يوافق عليها يتمتع الآن بحرية التعبير داخل الوطن وخارج الوطن، والدليل على ذلك السماح لكل أولئك الذين لا يوافقون على الخطة الرسمية للدولة بالسفر إلى الخارج واللقاء بجميع المنظمات... ثم يرجعون إلى مدنهم آمنين مطمئنين، وهذا أحسن دليل على الديمقراطية ممارسة نظرية وفعلا، لكن هناك ضوابط، هي أنه لا يسمح لأي أحد بأن يتخطى الخطوط الحمراء المتعلقة باستخدام العنف بأي صفة من الصفات، وعدم محاولة بلوغ أي هدف من الأهداف بطريق العنف، لكي لا يلجأ الناس إلى العنف أو لاتباع الادعاءات المغرضة والمضلة والكاذبة التي تقال هنا وهناك  والتي تم دحضها في الخارج في منظمة الأمم المتحدة على صعيد حقوق الإنسان بجنيف. أصبح المغرب اليوم دولة لها اعتبارها ولها تقديرها في ما يتعلق بالاحترام الكامل لحقوق الإنسان، بما في ذلك المناطق الجنوبية، وأصبح ممكنا لكل المنظمات أن تتكلم عن المغرب كما تشاء، لكن يجب ألا يكون ذلك عبر قضايا كاذبة.

المغرب يثير انتباه المؤسسات البلجيكية حول استغلال "البوليساريو" لقضية حقوق الإنسان
24-04-2009
 
أثار المغرب انتباه المؤسسات التشريعية البلجيكية الفيدرالية والجهوية حول استغلال " البوليساريو" لبعض حالات السجن المرتبطة بجنح الحق العام في محاولة لإضفاء الصدقية على أطروحة " انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان ".

أكد سفير المغرب ببلجيكا واللوكسمبورغ السيد سمير الدهر، في رسالة موجهة للنواب الفيدراليين ولأعضاء مجلس الشيوخ وكذا لبرلمانيي المجموعة الفرنسية ببلجيكا ووالونيا وفلاندريا، أن الجزائر و"البوليساريو" لا يتوانيان أمام أية مناورة لتغليط الرأي العام الدولي ومحاولة تشويه صورة المغرب عبر استغلال ، بصورة خسيسة ودنيئة، للقضية النبيلة لحقوق الإنسان .

وأوضحت الرسالة أن استراتيجية الجزائر و البوليساريو تتمحور أساسا حول استغلال بعض حالات السجن المرتبطة بجنح الحق العام، لمواطنين مغاربة ينحدرون من الأقاليم الجنوبية ، لمحاولة إضفاء المصداقية على الأطروحة المتعلقة بانتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان مرتكبة من قبل المغرب، وذلك في وقت ترحب فيه المجموعة الدولية بالتقدم الاستثنائي الذي حققته المملكة في هذا المجال .

وأكد السفير أنه في سياق هذه الاستراتيجية الدنيئة ، وفي محاولة لكسر الآمال التي ولدتها المبادرة المغربية للحكم الذاتي ، فإن " البوليساريو" والجزائر ، اعتمادا منهما على حفنة من النشطاء وتحريضهم لتنظيم ما يسمى ب" تظاهرات عفوية " هدفها استفزاز قوات الأمن ، على أمل الوقوع في انزلاق من شأنه إضفاء المصداقية على أطروحتهما .

وأضافت الرسالة أن هذه المناورات التي لاتجد وصفا لها ، لا يمكنها إلا أن تثير " الاستنكار والإدانة القوية من قبل المغرب الذي سيواصل التشبث برباطة الجأش والتحلي بالمسؤولية، متفاديا بذلك الانسياق وراء مثل هذه المناورات، التي تعاكس الدينامية التي أطلقتها المملكة والتي تحظى بدعم المجموعة الدولية قصد البحث عن حل سياسي، عادل وواقعي لقضية الصحراء.

وبعد أن ذكر بان المسلسل الراسخ لتعميق الديمقراطية ودولة الحق والقانون ، ، والنابع من الإرادة القوية والمخلصة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ومن ورائه الشعب المغربي قاطبة ، أكد سفير المغرب أن المسؤولين الحقيقيين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان يجدر البحث عنهم في تندوف حيث يتم تحويل المساعدات الإنسانية وإسكات أي صوت معارض وترحيل الأطفال القاصرين إلى كوبا و شحنهم بأفكار ايديولوجية وممارسة الرق وفرض الحصار على الأشخاص المحتجزين في المخيمات قصد استعمالهم لأغراض جيو-سياسية وهو ما يشكل الممارسة اليومية للجهاز القمعي ل"البوليساريو".

وتسجل الرسالة أيضا إلى أن نزاع الصحراء هو مصدر عدم استقرار جيو-سياسي بالنسبة لأوروبا، وهو الأمر الذي يصب في صالح تنامي مختلف أنواع التهريب في منطقة الساحل والصحراء للاسلحة والمخدرات ، والأكثر خطورة من ذلك ، تشكيل قاعدة خلفية للإرهابيين في تنظيم القاعدة.

وأضاف ان "البولساريو" من خلال تمسكه بموقفه المتطرف ومطالبته باستقلال هذا الجزء من التراب المغربي ورفضه المفاوضات كما توصي بذلك الأمم المتحدة على أساس التطورات الأخيرة، والمتمثلة في مقترح الحكم الذاتي الموسع، بصدد الانغلاق في اطار ضيق يدفع به بصورة لا مراء فيها وأكيدة في انزلاقات خطيرة وهو ما يشكل العوامل الأساسية لعدم الاستقرار في منطقة تكتسي أهمية استراتيجية .

وجدد السيد سمير الدهر تمسك المغرب القوي بالنهوض بكافة حقوق الإنسان وضمان ممارستها بشكل كامل على مجموع ترابه الوطني ، بما في ذلك ، بطبيعة الحال، أقاليمه الصحراوية ، وذلك في ظل الاحترام التام لالتزاماته الوطنية والدولية ، بل وأيضا مع تحمل كامل مسؤولياته بخصوص متطلبات حفظ النظام العام وحماية ممتلكات الآخرين ، في احترام تام للعدل والقانون.

وذكر ، في هذا الصدد ، أن المغرب اقترح مبادرة للتفاوض حول نظام للحكم الذاتي بجهة الصحراء ، وذلك انطلاقا من إرادته القوية والمخلصة في وضع حد للمأزق الذي يواجهه ملف الصحراء منذ ثلاثين عاما، والتقدم بذلك في اتجاه إيجاد حل سياسي واقعي وذي مصداقية ومقبول من قبل الأطراف ، يحترم سيادة المغرب ووحدته الترابية ويستجيب بشكل بناء لمختلف النداءات الصادرة عن الأمم المتحدة والمجموعة الدولية .

وأكدت الرسالة أن هذا المسعى يشكل في حد ذاته فرصة تاريخية لتسوية هذا النزاع ويضمن لسكان الصحراء سواء في الداخل أو في الخارج إمكانية تدبير شؤونهم بأنفسهم بطريقة ديمقراطية ومن خلال هيئات تشريعية وتنفيذية وقضائية تتوفر على صلاحيات حصرية .

وأضاف السفير ان الآمر يتعلق بحل ، توافقي شجاع خلاق ومسؤول ، يحقق في محتواه وهدفه النهائي مبدأ تقرير المصير من خلال تعبير حر وديمقراطي وعصري قائم على نظام الحكم الذاتي ، وبالتالي فهو بذلك مطابق للشرعية الدولية وللمبادئ والمعايير الدولية في هذا المجال ، ويضمن احترام حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها عالميا ومتضمنة في دستور البلاد.

وأضاف الدبلوماسي المغربي ان المملكة مقتنعة أشد ما يكون الاقتناع ان هذا المقترح ، الذي يظل مفتوحا أمام المفاوضات مع كل الأطراف المعنية ، يوجد الان في قلب دينامية جديدة على مستوى الأمم المتحدة والمجموعة الدولية حيث ينظر إليه بوضوح كتعبير مخلص لاستعداد المغرب والتزامه بكل عزم الانخراط في مفاوضات جدية وجوهرية من اجل التوصل الى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من قبل الأطراف لهذا النزاع المصطنع الذي تعاني منه مجموع منطقة المغرب العربي .

كما يرتكز المقترح المغربي ، يضيف المصدر ذاته ، على الإرادة الصادقة والراسخة لإعطاء أمل لشعوب المنطقة في تطلعاتها المشتركة نحو الوحدة ورص الصفوف وتجميع الجهود في إطار المغرب العربي الموحد بعيدا عن كل عوامل التوتر والانقسام وعدم الاستقرار في ظل ظرفية دولية تتميز بمجموعة من التحديات المرتبطة بمكافحة الفقر والإرهاب الدولي ، وكذا متطلبات ترسيخ الديمقراطية ودعم جهود التنمية والتضامن الدولي.


المصدر:  كوركاس / و م ع
( خبر يهم ملف الصحراء الغربية/ كوركاس)

 

 

 

 

 الموقع لا يتحمل مسؤولية سير عمل ومضمون الروابط الإلكترونية الخارجية !
جميع الحقوق محفوظة © المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية 2024