وقال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب هذا اللقاء الذي حضرته إيزابيل دوران عضو مجلس الشيوخ والإدارة الجماعية للحزب وسفير المغرب ببلجيكا واللوكسمبورغ السيد مصطفى صلاح الدين " نأمل أن تساعد الجزائر على التوصل إلى تسوية وإيجاد حل ".
وفد المجلس يجتمع برئيسة غرفة المستشارين بالبرلمان البلجيكي ومسؤولين حزبيين
استقبلت رئيسة مجلس الشيوخ البلجيكي السيدة آن ماري ليزين يوم الثلاثاء ببروكسيل وفدا عن المجلس. وقدم السيد خليهن ولد الرشيد الذي قدم عرضا حول مشروع الحكم الذاتي في الصحراء والمهام التي أوكلها جلالة الملك محمد السادس إلى المجلس.
وأكد السيد خليهن ولد الرشيد أن مشروع الحكم الذاتي الموسع الذي اقترحه المغرب يتلاءم وموقف المجموعة الدولية الهادف إلى إيجاد حل توافقي ويضع الأسس لتسوية نهائية ترضي جميع الأطراف.
كما أجرى الوفد المغربي محادثات مع السيد أندري كيرتون، المسؤول عن الشؤون الدولية بجزب الوسط الديمقراطي الإنساني (أحد أهم الأحزاب الفرونكوفونية) الذي أشاد بدوره بالمبادرة الملكية بشأن الحكم الذاتي.
وقال إن هذه المبادرة " تسير في الاتجاه المناسب لتجاوز الصور النمطية لنزاع طويل اندلع خلال الحرب الباردة ".
.
يوم الأربعاء 21-06-2006
وفد المجلس يستقبل في مقر الحزب الاشتراكي البلجيكي
التقى وفد المجلس بمقر الحزب الاشتراكي البلجيكي ببروكسيل بجون بول باراس، الكاتب العام للحزب والسيد غودان الكاتب الدولي للحزب والسيناتور بيير غالاند، وتميز اللقاء بوجهة النظر التي عبرا عنها حول المبادرة المغربية لحل نزاع الصحراء.
وذكر المسؤولان الحزبيان في مداخلتهما ما يلي:
• تشجيع المبادرة المغربية التي جاءت بنظرة شمولية لحل نزاع الصحراء، وتقر بلا غالب ولا مغلوب
• التفاوض والحوار هو الوسيلة الوحيدة من أجل حل النزاع
• الإشادة بالتطور المسجل في موقف المغرب اتجاه النزاع
•العولمة تتطلب مغربا غنيا وكبيرا
• موقف الاشتراكيين من أجل إعطاء دفعة مناسبة لحل النزاع طبقا للتوجهات العامة للأمم المتحدة
• وعد بتقريب وجهات النظر بين أطراف النزاع، وإقناعهم بهذا الشأن
ومن حزب البيئة البلجيكي، التقى وفد المجلس كذلك السيدة إيزابيل ديران رئيسة الحزب والسيناتور جوصي ديبيي من نفس الحزب.
وفد المجلس يستقبل في مجلس النواب البلجيكي
استقبل رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب البلجيكي السيد ريك دايمز ببروكسيل وفد المجلس..
وأكد السيد ولد الرشيد خلال هذا اللقاء أن الحكم الذاتي في الصحراء في إطار السيادة المغربية يمثل "حلا واقعيا ووحيدا ونهائيا " لإنهاء هذه القضية طبقا للشرعية الدولية، موضحا أن الحكم الذاتي يقدم أجوبة لمطالب الصحراويين كما يضمن مصالح كافة الأطراف المعنية. وأضاف أن الحكم الذاتي يمثل الحل السلمي الذي تبنته العديد من الدول الأوروبية كشكل من أشكال تقرير المصير في أقاليم بأكملها.
ومن جانبه أتكد السيد ريك دايمز أنه يؤيد جميع المقترحات التي من شأنها أن تضع حد لهذا النزاع الذي عمر طويلا. وكان وفد المجلس قد التقى صباح اليوم بمقر الحزب الاشتراكي كلا من السادة جان بول باراس الكاتب العام للحزب (عضو حكومة الائتلاف الفدرالي) واتيان غودان الكاتب الدولي للحزب.
وأشار السيد غودان إلى أن المقترح المغربي الذي يتلاءم مع الإصلاحات المنجزة خلال السنوات الأخيرة في البلاد ، يعبر بوضوح عن إرادة المغرب المضي قدما لحل هذه القضية ، معبرا عن تأييده لكل حل متفاوض بشأنه ودائم. كما عقد الوفد أيضا اجتماعا مع السادة أوليفي هينين المسؤول بديوان وزير المالية ، وديدي ريندرز رئيس حزب الحركة الإصلاحية ( عضو الائتلاف الحكومي).
لقاء ببروكسيل مع صحيفة "دي ستاندارد" الفلامانية (De standaard)
رئيس المجلس يطالب جبهة البوليساريو بنهج الواقعية السياسية
قالت الجريدة الناطقة بالهولندية (دي ستاندارد) إن صاحب الجلالة الملك محمد السادس عهد إلى المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية بمهمة "تعبيد الطريق نحو الحكم الذاتي".
وأوضحت الجريدة الفلامانية في حديث مع رئيس المجلس بعد أن أنهى زيارته لبروكسيل على رأس وفد مهم، أن مشروع الحكم الذاتي للصحراء أصبح ممكنا بفضل إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس "المؤيد للاصلاحات" .
وأبرزت الجريدة، نقلا عن السيد ولد الرشيد، أن الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية يشكل "الحل الوحيد الواقعي والنهائي" الذي يستجيب لمطالب الصحراويين مع ضمان مصالح كافة الأطراف المعنية بهذا النزاع .
وأضاف السيد ولد الرشيد أن هذا الحل مفيد أيضا لبروز "مغرب عربي مستقر" ومتطلع نحو المستقبل .
وكان السيد ولد الرشيد، الذي ترأس وفدا عن المجلس، قد أجرى خلال زيارته لبروكسيل مباحثات مع العديد من المسؤولين الاوروبيين والبلجيكيين استعرض خلالها مبادرة صاحب الجلالة والمهمة المناطة بالمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية في هذا الصدد .
حوار في بروكسيل مع الموقع الالكتروني البلجيكي-المغربي "وافين.بي"
خليهن: أدعو الجزائر إلى أن تكون منسجمة مع تصريحها بأنها غير معنية بقضية الصحراء
قال رئيس المجلس إن الجزائر مدعوة للمساعدة في إيجاد حل لقضية الصحراء بتيسير الحوار مع الصحراويين "الذين يتواجدون فوق ترابها" معتبرا أن الحكم الذاتي "سيكون مفيدا للجميع". و أبرز ولد الرشيد في حديث نشر على الموقع الإلكتروني المغربي البلجيكي (وافين. بي) " إنني أدعو الجزائر إلى أن تكون منسجمة مع ما دأبت على التصريح به من أنها غير معنية بقضية الصحراء ، وأن هذه القضية تخص الصحراويين والمغرب والأمم المتحدة . إننا ندعو الجزائر إلى مساعدتنا على إيجاد حل يكون مفيدا للجميع."
و أوضح أن هذا الحل "سيمكن الجزائر من مخرج مشرف من هذه الأزمة كما سيمكن المغرب العربي من الخروج من المأزق الذي يوجد فيه حاليا " مضيفا أن" الجزائر تعتبر الممر الأساسي للحوار مع (البوليساريو) " وأشار السيد ولد الرشيد أيضا إلى أن مشروع الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية الذي أعلن عنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس "غير موجه فقط لحركة لبوليساريو) إنه موجه لجميع الصحراويين (...) إنه مشروع كل صحراوي وعليه أن يساهم فيه لأنه يهم مستقبله. البوليساريو لا يمكن أن يشكل حاجزا "
وأضاف أن مشروع الحكم الذاتي بالصحراء سيكون "مشروع حكم ذاتي مغربي مستوحى من نماذج ناجحة في العالم"
. وقال " بما أن المغرب بلد منفتح على العالم فمن الطبيعي أن يستفيد من التجارب التي لاقت النجاح في بلدان أخرى " غير أنه ، يضيف السيد ولد الرشيد ، " سنقترح حكما ذاتيا يتماشى مع المصالح والخصوصيات بالمملكة المغربية"
واعتبر السيد ولد الرشيد ، الذي أدلى بهذا الحديث للموقع الالكتروني المغربي البلجيكي بمناسبة الزيارة الاخيرة التي قام بها الى بروكسيل وفد المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية ، أنه يمكن للجالية المغربية " أن تقدم الكثير لقضية الصحراء" وقال إن الجالية المغربية بالخارج "نشطة وندعوها لمواصلة الدفاع عن قضيتنا الوطنية حتى تحقيق النصر النهائي".
كما أكد أن الجزائر مدعوة للمساعدة في ايجاد حل لمشكل الصحراء بتسهيل الحوار مع الصحراويين المتواجدين فوق أراضيها"، هكذا صرح السيد خليهن ولد رشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراوية (كوركاس) في حوار نشر يوم 4 يوليوز 2006، على الموقع الالكتروني البلجيكي –المغربي
"وافين.بي"، مشيرا الى أن الحكم الذاتي سيكون حلا مربحا للعالم كله."
و في ما يلي النص الكامل للحوار:
وافين.بي: من هو السيد رئيس المجلس؟
خليهن ولد رشيد: من مواليد مدينة العيون، أكملت فيها دراستي الأولية والثانوية، ثم تابعت دراساتي العليا في مدرسة المهندسين بمدريد. وفي سن 23 سنة، أسست حزب الوحدة الوطنية الصحراوي، الذي كان موجها لتأسيس الدولة التي كان يزمع الأسبان تأسيسها في الصحراء، وكنت مرشحا لرئاسة هذه الدولة.
لكن تربيتي منعتني من ذلك، ورفضت أن أشارك في هذا المشروع، التي اقترحه الأسبان، و توجهت مباشرة إلى جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه. ومنذ ذلك الحين أي ما بين ماي 1975 و16 أكتوبر 1975، الوقت التي أعلن فيه جلالته المسيرة الخضراء، كنت المتعاون الأكثر قربا من جلالة الملك الحسن الثاني، في التحضير للمسيرة الخضراء، سواء على المستوى السياسي، الدبلوماسي، الاستراتيجي والتقني، وشاركت في انطلاق المسيرة الخضراء، وفي نجاحها النهائي...خلال هذه الفترة، أتيحت لي أيضا فرصة القيام بعديد من المهام من خلال مجموعة من البعثات حول العالم، في أمريكا، أوروبا، إفريقيا و آسيا، وكان لي شرف الاختيار من طرف جلالة الحسن الثاني لي للدفاع عن اتفاقية مدريد أمام مجلس الأمن في نونبر 1975.
بعد استرجاع الأراضي الصحراوية في 28 فبراير 1976، أمضيت طيلة سنة 1976، في وضع ركائز الإدارة الوطنية فوق التراب الوطني المسترجع، وفي بداية 1977، كان لي ولأول مرة شرف دخول الحكومة، حيث بقيت فيها إلى سنة 1992، و شغلت مناصب مختلفة
ففي البداية تكلفت بالقضايا الصحراوية، حيث عينت في منصب وزير مكلف بتطوير الأقاليم الصحراوية حتى غشت 1992. وقد تزوجت بمدينة العيون سنة 1983، وشغلت منصب نائب برلماني عن العيون طيلة 25 سنة، منذ 1977 الى غاية 2002.
وافين.بي: مع أي حزب؟
خليهن ولد رشيد: في أحزاب مختلفة، في سنة 1977، كنت من المؤسسين للتجمع الوطني للأحرار مع السيد أحمد عصمان، بعد ذلك حدث انشقاق في هذه الحركة سنة 1980... كانت مجموعة كبيرة تضم 200 نائبا، انفصلنا عن التجمع و أسسنا آنذاك الحزب الوطني الديمقراطي الذي ساهمت أيضا في تأسيسه، واستمررت فيه إلى غاية اللحظة التي انسحبت فيها من الحياة السياسية.
وفي سنة 2000، كان لي شرف الاختيار من طرف صاحب الجلالة محمد السادس لأتكلف بجميع المفاوضات مع السيد جيمس بيكر، كما شاركت في اللقاءات الثلاث التي تمت في لندن وبرلين.
وافين.بي: من فترة هادئة لم يحدث فيها شيء، الى المفاجأة ، كان هناك إعلان محمد السادس عن المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (كوركاس) الذي ترأسونه، كانت هناك بالتأكيد بعض الاستشارات قبل تثبيت هذا المجلس، أين وصلت حاليا وما هي مهام المجلس؟
خليهن ولد رشيد: سوف لن أتكلم عما قبل المجلس... في 25 مارس، أسس جلالة الملك المجلس، وكلفه بمهمة كبيرة وشريفة، مهمة منصوص عليها في الظهير الشريف (ظهير ملكي) الذي يؤطره، والذي يتألف من ثلاث محاور:
1- المحافظة على الوحدة الوطنية
2- مساعدة جلالة الملك على المحافظة على الوحدة الوطنية
3- اقحام جميع القياسات اللازمة من أجل التطوير الاقتصادي، الاجتماعي والسياسي للصحراء. مع التأكيد على وضع مشروع جلالة الملك فيما يخص الحكم الذاتي في مكانه الصحيح.
وا فين.بي: نعلم أن المجلس يتكون من 141 عضوا، يمثلون جميع فئات المجتمع الصحراوي، أطر، شيوخ القبائل، شباب، مع إعطاء المرأة حصة 10 في المائة، هل تستطيعون أن تصفوا لنا تركيبته؟
خليهن ولد رشيد: المجلس هو مؤسسة ملكية، مرتبطة مباشرة بجلالته، تتألف من 141 عضوا يمثلون المجتمع الصحراوي. هو إذن جهاز غير منتخب ولكنه معين. و أعضائه هم النخبة الحالية للصحراء، المنتخبون، المفكرون، المميزون، المجتمع المدني، النساء، الشباب، الشيوخ، الجميع....إنه تمثيل واقعي للمجتمع الصحراوي، كما كان يتم تقليديا، عن طريق الاختيار.
مهمتنا بدأت يوم 25 مارس 2006 في العيون، ومنذ ذلك الحين ونحن نشتغل على قدم وساق. موازاة مع عملنا الدبلوماسي، الاقتصادي والاجتماعي في الجنوب، نعمل من أجل تحقيق مشروع الحكم الذاتي الذي هو مشروع مهم.
نعمل على تحقيقه قانونيا، تنظيميا وإداريا، وهو مشروع سيغير المغرب. زيارتنا إلى بروكسيل، تدخل في إطار مجهوداتنا الدبلوماسية مع الخارج من أجل توضيح مهمتنا وعرضها لأنها تدخل في إطار مشروع الحكم الذاتي.
وافين.بي: انطلاقا من مجموعة أفكار ، سيكون هناك عمل سيقدم إلى الملك قبل أن يعرض على الأمم المتحدة؟
خليهن ولد رشيد: التاريخ الذي سيعرض فيه المشروع على الأمم المتحدة سيحدده جلالة الملك، و الإجراءات ستكون كالتالي: سيقوم جلالة الملك بالتشاور مع الأحزاب السياسية، ثم سيتشاور مع المجلس الذي بصدد تحضير مشروع الحكم الذاتي. و انطلاقا من هذه المشاورات المختلفة، سيقوم جلالة الملك بصياغة المشروع النهائي الذي سيقدم في التاريخ المحدد.
وافين.بي: ما هو التاريخ الذي ستقدمون فيه نتائجكم ومشروع الحكم الذاتي؟
خليهن ولد رشيد: أكتوبر 2006.
وافين. بي: أليس وقتا قصيرا؟
خليهن ولد رشيد: نعمل بجد وسنصل إلى نتيجة
وافين.بي: ما يلاحظ في المغرب، هو أنه كلما كانت أزمة ما، يتم الإعلان عن خلق جهاز مستقل أو استشاري، لاحظنا ذلك مع هيئة الإنصاف والمصالحة، مع المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، مدونة الأسرة، ونستطيع أن نعدد الأمثلة..حتى أصبح الأمر بمثابة ميزة مغربية لتجاوز الأزمات ؟
خليهن ولد رشيد: الأمر لا يخص المغرب وحده ، حتى في الغرب أسسوا مجموعة من الهيئات من أجل المشاكل الخاصة. و رأيتم بوضوح مثلا بالنسبة للمنظمة الأوروبية، عقدوا معاهدة من أجل المشاكل الخاصة، يجب أن تكون هناك حلول خاصة.
مشكل الصحراء، مشكل جد مهم، لدرجة أن جلالة الملك أنشأ المجلس، الذي هو المجلس الوحيد الملكي بالمملكة. و مهمتنا بالأساس ليس فقط أن نكون كيانا، أو نكون جهازا إداريا، هي مهمة استشارية، ولكنها ليست برلمانا ولا مجلسا تنفيذيا، إنه أداة جلالة الملك، كلفنا بمهمة دبلوماسية، لتحضير مشروع الحكم الذاتي، و إشراك أي جهة لها علاقة.
وافين.بي: قبل الحديث عن المجلس، نود أن نعود قليلا إلى الوراء ونتحدث عن قصة الصحراء الغربية. كان هناك ثلاث اتجاهات كبرى عند بداية رحيل الأسبان: اثنان كانا مع الارتباط بالمغرب والتي ينتمي إليها حزبكم بالإضافة إلى التجمع العام، الذي كان يرأسه آنذاك السيد الجماني، ثم اتجاه انفصالي. هذا الأخير استقر في الخارج، تحديدا بالجزائر، الاتجاه الذي كان ولا يزال الأكثر وضوحا. هل تستطيع أن تقول لنا الكثير حول هذه العناصر التاريخية؟
خليهن ولد رشيد: أولا دعوني أوضح لكم أمرا مهما: جبهة البوليساريو لم تأسس من طرف الأشخاص الذين عاشوا تحت الاستعمار الاسباني. إنهم مغاربة من أصل صحراوي درسوا في جامعة محمد الخامس بالرباط، والذين كانوا متأثرين بالوضعية السياسية للمغرب آنذاك، وهم الذين أسسوا البوليساريو.
نحن نعني الأشخاص الذين عاشوا مع الاسبان، والذين قضوا كل دراستهم وتكونوا فوق مدرجات جامعات الاسبان،للإشارة فهم الذي أسسوا الحركة المعاكسةيعني أننا نحن الذين عارضنا تكوين دولة من طرف الاسبان، ونحن الذين دافعنا على وحدة المغاربة، في شكلينا المختلفين: إما (ب ن و س) الذي كان الحزب العصري، أو التجمع العام، (جماعة)، التي تألفت من رؤساء القبائل (الشيوخ). إذن المجموعة الصحراوية التي عاشت تحت الاستعمار الاسباني، تدافع على الوحدة. إنهم طلابنا، إخواننا، بني أعمامنا الذين ينتمون لجهة طان طان، كلميم، أسا، الذين ينتمون لمغرب حر، هؤلاء الأشخاص هم الذين أسسوا البوليساريو سنة 1973.
وافين.بي: ما هي الأسباب التي أدت إلى تكوين البوليساريو ؟
خليهن ولد رشيد: تهميش الجهة آنذاك، كانت هناك مطالب عادية في ذلك الوقت، لم تكن هناك لا شوارع، لا كهرباء، ولا هاتف، وكان من الطبيعي أن يكون هناك شباب يريدون الإصلاح والتغيير.
من جهة أخرى، كانت الموضة آنذاك، إما أن يكون هناك ثوار مثل شي غيفارا، أو هيبي كما أن الحال خلال سنوات السبعينات، أضف إلى ذلك، التكتل العربي، الصراع مع الجزائر، والوضعية الداخلية للمغرب التي لم تكن على ما يرام. كل هذه العناصر مجتمعة ساهمت في تكوين البوليساريو، ودائما أقول أن مشكلة الصحراء، هي مشكلة، مغربية-مغربية، مشكل داخلي بالدرجة الأولى.
حقا أنه أخذ بعدا عالميا، ولكن ذلك بسبب الوضع السائد آنذاك: الصراع مع الجزائر، معارضة ليبيا لنظامنا الملكي، بسبب الصراعات المتعددة بين العرب، ثم خصوصا بسبب الحرب الباردة...المغرب كان ضمن القسم الغربي، الجزائر وليبيا كانا ضمن القسم الشرقي. كل هذه الأشياء أدت إلى ظهور البوليساريو التي كانت مشكلا ملحقا لاشكالية الصحراء، الاسبان وقعوا معاهدة مع المغرب، لم تدخل في الصحراء بالقوة، ولم تسرق أدنى قاعدة في القانون الدولي.
كان هناك طلب للمحكمة العليا بلاهاي، ثم تمت مناقشته مع الأسبان، وأمضى معاهدة وفق قواعد القانون الدولي، وكان لي شرف طرح هذه المعاهدة على مجلس الحماية في نونبر 1975، تشابك إشكالية البوليساريو جاء بعد ذلك، ونتيجة لاسباب أخرى، تم اضافتها الى قضية إسبانو-مغربي. قضية إسبانو-مغربي ليست هي سبب صراع الصحراء، ولا سبب الحرب التي كانت آنذاك.
وافين.بي: بعد ثلاث عقود تقريبا من هذه المحنة السياسية، حرب ومعاهدة لم يتم الاتفاق حولها، أصر المغرب على أن المشكل مغربي-مغربي اكتسى طابعا دوليا
خليهن ولد رشيد: هذا طبيعي، صحيح أنه في وقت الحرب، لا نسمع عن ذلك، لأنه يتم تطبيق سياسة الحرب. المغرب كسب الحرب...عندما كان هناك إطلاق للنار، كانت هناك خطة للتسوية مراقبة من طرف الأمم المتحدة. كان من المرتقب أن تفشل الخطة، لأنه يستحيل أن يكون هناك استفتاء، فقط إذا لم نغير الحدود، ساكنة الصحراء تتجاوز حدود المغرب وتتجاوز حدود الجزائر.
وافين.بي: من أي جاءت إشكالية الاستفتاء؟
خليهن ولد رشيد: مع فشل بعثة السيد جيمس بيكر. اتضح أن لاستفتاء مستحيل في الصحراء، طبعا مستحيل. ليس لأن المغرب لا يريده، ولكن لأنه تقنيا وسياسيا مستحيل أن يقود إلى نهاية. كما أن الأمم المتحدة لم تتحدث أبدا عن استفتاء بهذا الشكل، أبدا لم يكن هناك مجال لاستفتاء قائم على الهوية، هذا هو سبب الفشل.
وافين.بي: بعد ما تم التوجه إلى الاستفتاء، ما الذي غير موقف المغرب؟
خليهن ولد رشيد: المغرب الآن أكثر قوة، وأكثر تجهيزا لوضع اقتراح ثوري، المغرب لم يكن جاهزا لا إداريا ولا سياسيا ولا دبلوماسيا ولا اقتصاديا. الصحراء طورت المغرب بطريقة ايجابية.
وافين.بي: مع ذلك كانت هناك حربا ثمنها كان باهظا ، الآلام الإنسانية والمبالغ المالية الضخمة، الحرب خلفت الكثير من العواقب.
خليهن ولد رشيد: ليس هذا فقط، ، ولكن كانت هناك أيضا أشياء ايجابية. الصحراء ساهمت في تطور المغرب وانفتاحه على العالم، وداخليا ساهمت في الوحدة المغربية، ساهمت في ظهور المسلسل الديمقراطي المغربي، ساهمت في خلق مؤسسة مغربية جديدة. الصحراء لم تكن ضد المغرب بل كانت في صالحه.
هذا التاثير الكبير للصحراء على المغرب هو الذي مكن المغرب اليوم من احتوائنا، وهو الذي أدى بصاحب الجلالة إلى البدء في مرحلة جديدة باقتراحه الحكم الذاتي. الحكم الذاتي هو تحدي كبير، تحدي مطروح ليس فقط لنا وإنما كذلك للأفارقة وللعرب...
وافين.بي: في أي اتجاه؟
خليهن ولد رشيد: في اتجاه أن نسير بلداننا بطريقة تتماشى ومتمنيات شعوبنا. هذا هو تحدي الحكم الذاتي، سيغير بلدنا جدريا، إداريا، دستوريا، ديمقراطيا، ذهنيا، اقتصاديا... .
وافين.بي: لنضع الأحداث في سياقها التاريخي: بعد فشل بعثة السيد بيكر، كان هناك الوقت للتبصر، هذا من جهة ومن جهة أخرى كاد المغرب أن يدخل في مواجهة مسلحة في بعض الأحيان؟
خليهن ولد رشيد: كانت هناك فعلا تهديدات خطيرة
وافين.بي: هل لديكم في خطتكم الاتصال مع الطرف الآخر..البوليساريو؟
خليهن ولد رشيد: من طبيعة الحال، وهذا أول ما نود القيام به، ولا نقوم الا بهذا، ولكن اعلموا جيدا أن الحكم الذاتي ليس موجها فقط الى البوليساريو، هو موجه إلى مجموع الصحراويين. بعد البوليساريو سنتوجه إلى مجموع الصحراويين.. هو مشروع لكل صحراوي، ويجب أن يدعموه لأنه يتعلق بمستقبلهم. البوليساريو لا يستطيعون أن يعرقلوه.
وافين.بي: هل تم التواصل مع البوليساريو؟
خليهن ولد رشيد: طبعا، ونتصل بهم يوميا، دعوناهم للمفاوضات. البوليساريو ليست حركة ديمقراطية، هي حركة خائفة من الحوار، من مخلفات الماضي،
معقدة، لا تقبل الحوار، تخاف من الانفتاح، ومن المخالفة. لأجل هذا لا تعبر إلا داخل بيئة مغلقة تماما، ولكن سندفعهم بأساليب متعددة للجلوس على مائدة المفاوضات.
وافين.بي: أين هو مكان الجزائر في كل هذا المسلسل؟
خليهن ولد رشيد: الكل يعلم أن الجزائر تساعد البوليساريو، وليس هذا سرا ولا خافيا على أحد، شخصيا لم أسمع شيئا، وفي هذا اليوم، جاء اقتراح من عندهم بشأن المجلس، تكلمت مع الجزائر بشأن ما تقوله، وأكدت على أنها ليست مهتمة بقضية الصحراء.عبرت على أن هذه القضية تهم الصحراويين، المغرب والأمم المتحدة. دعونا الجزائر لمساعدتنا لإيجاد حل يرضي جميع الأطراف.حل يساعد الجزائر على الخروج بشرف من هذه الأزمة، اخراج المغرب العربي من الخطر ومن العطل الذي يعيشه حاليا. يجب على الجزائر ان تعمل شيئا ينقذ ماء وجهها، لا نريد في جميع الاحوال أن ننقص من الجزائر، نريد أن تبقى جارتنا للأبد، ونطلب منها أن تساعدنا على مخاطبة اخواننا الموجودين فوق ترابها. فكما يعلم الجميع، مخيمات اللاجئين توجد بأكملها فوق التراب الجزائري.الجزائر ممر ضروري للحوار مع البوليساريو، وندعوها لتشجيعها للدخول في حوار مباشر مع المجلس.
وافين.بي: هذا الحكم الذاتي، هل سيكون اقتصاديا وإداريا على الشكل الاسباني؟ مثل النظام الفيدرالي؟
خليهن ولد رشيد: أولا النظام لن يكون فيدراليا، كما أنه لا توجد هناك دولة لها حكم ذاتي مفصل حسب دولة أخرى، كل دولة لها حكمها الذاتي الخاص بها. سنعمل مشروع حكم ذاتي مغربي، مستفيد من التجارب الناجحة في العالم. بما أننا منفتحون على العالم، فطبيعي أن نأخذ من اسبانيا، ايطاليا، مما يجري خارجا، ولكننا سنقترح حكما ذاتيا، تتماشى مع مكتسباتنا ومع خصوصية المملكة المغربية. كما لاحظتم، لا أستطيع أن أكشف شيئا عما يحضر له، ولكن اعلموا انها ستكون حكما ذاتيا سياسيا.
وافين.بي: كلمة أخيرة للجالية المغربية المقيمة بالخارج عموما وببلجيكا خاصة
خليهن ولد رشيد: جاليتنا تستطيع أن تعمل الكثير للقضية الصحراوية، فهي نشيطة، وندعوها للاستمرار في الدفاع عن قضيتنا الوطنية حتى النصر النهائي."
حوار ببروكسيل مع جريدة الشرق الأوسط
خليهن: لن نسمح لأحد بإفساد مشروع الحكم الذاتي
بروكسيل: عبد الله مصطفى: غادر بروكسيل أمس وفد مغربي يمثل المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية الذي تأسس في مارس من العام الحالي بقرار من العاهل المغربي الملك محمد السادس لإعداد مشروع الحكم الذاتي في الأقاليم الصحراوية و تقديم تقرير للملك في الخريف القادم حول تصورات المجلس بالنسبة لمشروع الحكم الذاتي كحل بديل لنزاع قضية الصحراء الذي دام أكثر من 30 عاما.
الشرق الأوسط" التقت رئيس المجلس خليهن ولد الرشيد و تحاورت معه حول أسباب الزيارة و أهم ملامح المشروع و العراقيل التي تقف أمام إيجاد حل للنزاع في الصحراء و دور الجزائر في هذا الملف.
س: ما الهدف من وراء زيارتكم إلى بلجيكا؟
السيد خليهن ولد الرشيد: لقد حضرنا إلى بروكسيل لهدفين رئيسيين أولهما زيارة إلى دولة بلجيكا و الثاني زيارة مؤسسات الاتحاد الأوروبي، و بالنسبة للزيارة الأولى التقينا بالأحزاب السياسية البلجيكية المختلفة معارضة و أغلبية و أعضاء في مجلسي الشيوخ و النواب، و الزيارة الثانية التقينا خلالها بمسؤولين في المفوضية الأوروبية و البرلمان الأوروبي و ممثلين عن الكتل و المجموعات السياسية و الحزبية داخل البرلمان الأوروبي. هدفنا هو شرح مضامين مشروع الحكم الذاتي للجهات الصحراوية و الأسباب التي دفعت الملك محمد السادس إلى اقتراح الحكم الذاتي كحل نهائي في نزاع قضية الصحراء الذي دام لأكثر من ثلاثة عقود.
و جئنا لكي نفسر لكل هذه الأطراف التي التقينا بها سواء على المستوى البلجيكي أو على الصعيد الأوروبي أن سبب اقتراح الحكم الذاتي يعود على عدم نجاح الاختيارات السابقة لحل هذا النزاع سواء فيما يتعلق بمرحلة الحرب التي استمرت 16 عاما ولم تحقق شيئا بل إنها كانت كارثية لأبناء الصحراء و أيضا بالنسبة للمغرب الغربي و القارة الإفريقية.
و أوضحنا للأوروبيين أن هناك طريق آخر اختارته الأمم المتحدة كحل لهذا المشكل عقب و قف إطلاق النار و الذي تزامن مع انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991، لقد بدأت الأمم المتحدة مسلسل التسوية السلمية و لكنها اختارت طريقا غير ملائم لنجاح هذا المسلسل و هو طريق الاستفتاء الذي لم يسبق لها أن حققته في أي مكان آخر في العالم و هو استفتاء مبني على تحديد الهوية و لم تتمكن الأمم المتحدة من تحقيق الاستفتاء رغم محاولاتها لعشر سنوات و السبب أن سكان الصحراء لا يقطنون فقط الصحراء التي كانت تحت سيطرة الإسبان، و إنما هم منتشرون أيضا في مناطق أخرى مثل جنوب شرق الجزائر و في شمال غرب موريتانيا و في أقصى شمال مالي و من أجل تحقيق مثل هذا الاستفتاء كان لابد أولا من تقرير الحدود و كان ذلك غير ممكن و غير منطقي إذن فشلت الحرب و فشل حل الاستفتاء ووصل الجميع إلى طريق مسدود.
س: ماذا طلبتم من الأوروبيين تحديدا؟
السيد خليهن ولد الرشيد: لقد طالبنا من الأوروبيين أن يساندوا الطريق الذي سبق أن ساندوه في حل الكثير من النزاعات ألا و هو طريق الحوار و التفاوض، و هذا أسلوبنا لحل هذه القضية
و لكن لإقناع الجانب الأوروبي بوجهة نظركم كان لابد من تقديم أهم ملامح التقرير الذي من المنتظر أن تقدموه للملك قبل نهاية خريف العام الحالي فهل لكم أن تغطونا فكرة عن أهم هذه الملامح؟
مضامين مشروع الحكم الذاتي لم تتبلور بعد لأننا بصدد دراسته لأن هذا النظام جديد ليس على المغرب فقط بل على العالم العربي كله، ونحن بصدد دراسته من الجوانب الدستورية و القانونية و التنظيمية و سيكون جاهزا فيما يخص المجلس الملكي الاستشاري في الخريف المقبل لتقديمه إلى الملك و لكننا أوضحنا لأصدقائنا الأوروبيين أن الحكم الذاتي سيكون حكما ذاتيا سياسيا ينبني على المعايير المعترف بها دوليا و طبقا لما هو موجود في أوروبا بالفعل و سوف نقتبس من أوروبا تجربتها و خاصة من الدول القريبة إلينا الذين خاضوا تجربة سابقة في الحكم الذاتي و اللامركزية.
و ما ذكرته للأوروبيين أنه حكم ذاتي حقيقي لأن أوروبا تعرف جيدا الفرق بين الحكم الذاتي الحقيقي و الحكم الذاتي الصوري و لكن الذي يقترحه المغرب هو حكم ذاتي سياسي و هذا هو الحكم الذاتي الحقيقي الذي يسمح لمجموعة من المواطنين بتسيير أمورهم بأنفسهم، أقصد الأمور السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية أما تقنيات الحكم الذاتي فهي معروفة للأوروبيين فهناك اختصاصات خاصة بالدولة و أخرى خاصة بالحكم الذاتي و هناك اختصاصات مشتركة.
إذن مشروعنا ذو جدية و مصداقية و حسب المعايير الدولية و ليس مناورة سياسية أو دبلوماسية و سيكون له انعكاس على الدولة المغربية يستوجب
منا ثورة من الجانب الديمقراطي و الإداري و الدستوري لمعالجة الوضع الجديد و تسيير المغرب الجديد و هذا التحدي يجعل المغرب يخطو بثبات نحو دولة المؤسسات و الديمقراطية و الحق و القانون، و هذا لا يكون إلا بإرضاء أهل البلاد و هو ما سيقدم عليه الملك.
و طلبنا من الأوروبيين أن يساندوا الأمم المتحدة لإنهاء هذا النزاع الذي لا يخدم أيا من الأطراف التي دخلت فيه لأن هذا المشكل لم يمنع ظهور الحرب الأهلية في الجزائر و لم يمنع انقسام القارة الإفريقية و لم يسمح بظهور المغرب العربي الواعد الذي كان حلما لسمان هذه المنطقة المتكاملة سياسيا و جغرافيا و اقتصاديا و تاريخيا، و لم ينتج عن هذا النزاع أيضا أي شيء إيجابي للصحراويين بل نتج عن نزاع الصحراء انقسام الصحراويين فضلا عن معاناتهم في المخيمات و هو تقسيم للأهالي و الالجزائر التي نتقاسم معها التاريخ و الحاضر و بإذن الله المستقبل، نطالبها بأن تلتزم بما تقوله لشعبها و شعبنا و الأمم المتحدة و المجتمع الدولي بأسره و تأكيدها المستمر على أنها ليست طرفا في النزاع و ليست لها مطالب في قضية الصحراء و أن نزاع الصحراء هو شأن داخلي مغربي بين المغرب و بين جبهة البوليساريو في إطار الأمم المتحدة، و نحن نريد من الجزائر أن لا تضع عقبات أمام الأمم المتحدة و أمام الدول الراغبة في حل هذه المشكلة و أن لا تضع عراقيل أمام الحوار الصحراوي-الصحراوي لحل هذه القضية و أن نشجع إخواننا الموجودين على أراضيها على الدخول في حوار معنا حتى نستطيع أن نخرج من هذه الورطة التاريخية التي لا تخدم مصالح الجزائر و لا مصلحة باقي العرب و المسلمين.
س: ولكن ماذا إذا جاء الرفض من جانب البوليساريو؟
السيد خليهن ولد الرشيد: أنا لا أؤمن بالرفض كما أن مشروع الحكم الذاتي ليس موجها لحزب أو هيئة أو تنظيم مثل البوليساريو، و هو تنظيم سياسي عسكري على النمط الاشتراكي القديم و هو يعتمد على الحزب الواحد و الفكر الواحد و الإستراتيجية الواحدة، و أنا لا أؤمن بهذا لأن الواحد هو الله و لا يمكن أن تقول أنها الممثل الشرعي أو الوحيد، و أنا أخاطب الصحراويين من وراء البوليساريو و أقول لهم أن مشروع الحكم الذاتي هو مشروعنا كصحراويين ولا نسمح لأيا كان أن يفسده، إنه خطوة تقاس بمقياس تحقيق الحلم.
س: وماذا ينقص الجزائريين حتى يقتنعوا بهذا الأمر و يعملوا على مساندة أسلوب الحوار و التفاوض؟
السيد خليهن ولد الرشيد: أرجو أن يهديهم الله إلى ذلك و أنا أؤكد أنه لا توجد بيننا و بين الجزائريين خلافات عميقة فالقواسم كثيرة بين المغرب و الجزائر، و في نفس الوقت هناك نقاط خلاف لا شك في ذلك، ولكنها خلافات نفسية و تراكم الخلافات جعل هناك سد نفسي و نحن نريد تحطيم هذه السدود النفسية بيننا وبين الإخوة الجزائريين.
س: لنعد إلى عمل المجلس الملكي الاستشاري هل فترة عمله مرتبطة بالانتهاء من تقديم مشروع الحكم الذاتي أم يمكن له أن يستمر؟
السيد خليهن ولد الرشيد: مدة عمل المجلس حسب القرار الملكي هي أربع سنوات، إذن يتعدى فترة إعداد تقرير عن الحكم الذاتي و الملك هو الذي خطط و أنشأ هذا المجلس وهو الذي يحدد متى ينتهي عمله. وبعد إتمام اتفاق حول الحكم الذاتي و إنهاء النزاع سيكون لكل مقام مقال، و بالطبع إذا جرى تطبيق الحكم الذاتي سوف تتغير الأوضاع.
س: على أي أساس جاء اختيار أعضاء المجلس؟
السيد خليهن ولد الرشيد: المجلس بدأ في 25 مارس الماضي و أعضاؤه معيننون من طرف الملك و الاختيار جاء بناء على المعايير العربية الأصيلة، و المجلس يضم شخصيات من جميع المستويات يمثلون جميع قبائل الصحراء، و هي شخصيات تتمتع بسمعة طيبة على دراية و محترمة في قبيلتها، و يضم المجلس 141 عضوا و تمثل النساء نسبة 10% منهم، و هناك الشباب و الشيوخ و يضم كوادر مختلفة و هو صورة فوتوغرافية للمجتمع الصحراوي.
س: وإذا أراد البعض من البوليساريو العودة و الانضمام إلى المجلس فهل تقبلونه؟
السيد خليهن ولد الرشيد: هناك بالفعل أعضاء داخل المجلس يمثلون ما نسميهم "العائدين" و نحن لا يوجد بيننا و بين من يوجدون في البوليساريو أي مركب، يكفي أن والد محمد عبد العزيز، زعيم البوليساريو، هو عضو في المجلس الملكي الاستشاري و نحن نفتح الأبواب أمام إخواننا ليس فقط لعضوية المجلس و لكن للدخول في مفاوضات مباشرة لحل النزاع و عودتهم ليس باعتبارهم مهزومين ولكن منتصرين ومكرمين، و أن لا يعتبروا الحكم الذاتي أنه حل "قالب على مقلوب" بل حل بلا غالب و لا مغلوب.
س: التقيتم بممثلي الجالية المغربية في بروكسيل، فهل يعني ذلك أنكم تتوقعون دورا مهما للجالية في نزاع الصحراء؟
السيد خليهن ولد الرشيد: الجالية المغربية في الخارج تلعب دورا مهما و أساسيا في إثبات حقنا في موضوع الصحراء و خاصة الجالية المقيمة في أوروبا، فهي جالية مهمة و مناضلة، خاصة أن قضية مغربية الصحراء موضوع إجماع من جانب المغاربة، و لهذا جئنا إلى هنا و التقينا بالجالية المغربية لإطلاعها على تفاصيل الأمور و توعيتها، و سبق لنا أن زرنا فرنسا و اسبانيا و سنزور دول العالم الأخرى للالتقاء بالجاليات المغربية هناك و بالأحزاب المختلفة ووسائل الإعلام و توضيح الرؤية للعالم كله.
تصريح شامل لوسائل الإعلام السمعية البصرية الوطنية حول جولة المجلس في بلجيكا
خليهن: تلقينا تأييدا حقيقيا وتشجيعا للمضي قدما في تطبيق مشروع الحكم الذاتي
أدلى السيد خليهن رئيس المجلس بتصريحات لوسائل الإعلام السمعية البصرية الوطنية:قدم فيها تقييما شاملا لحصيلة جولة وفد المجلس إلى بلجيكا والمؤسسات الأوروبية.
تصريح لقناة العيون الجهوية
" نعم قمنا بزيارة على رأس وفد مهم من المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية إلى كل من بلجيكا والمؤسسات الأوروبية أي البرلمان الأوروبي واللجنة الأوروبية والمجلس الأوروبي وهذه الزيارة تم استقبالنا من المسؤولين جميع مسؤولي الأحزاب البلجيكية في الحكومة وفي المعارضة وكذلك بالبرلمان بغرفتيه مجلس النواب ومجلس الشيوخ.
كما كذلك تم استقبالنا من طرف المسؤولين المكلفين بالمغرب العربي والسياسة الخارجية في كل من المجلس الأوروبي واللجنة الأوروبية والبرلمان الأوروبي وأجرينا محادثات مع جميع هؤلاء المسؤولين حول موضوع الصحراء وتوصلنا أولا بعد شرح كافي وواضح حول مشروع الحكم الذاتي وضرورة وضع حد نهائي لهذا النزاع بتراضي الأطراف، وعبرنا لهذه الأطراف بأن الحكم الذاتي يطابق ما هو موجود في الاتحاد الأوروبي من حل القضايا الجهوية والقضايا المتعلقة بالمجموعات الجهوية وبأنه يتطابق هذا الحل مع المعايير الدولية ومع رغبة الأمم المتحدة في إيجاد حل نهائي لهذا الموضوع عن طريق التفاوض.
وبينا لهذه الأطراف كلها التي استقبلتنا بحفاوة وبتفهم أن هذا الحل هو يطابق الشرعية الدولية ويدخل في نطاق مساعي الأمم المتحدة في إيجاد حل نهائي للنزاع في الصحراء، كما أن حل الحكم الذاتي يتطابق كذلك مع إعطاء الحقوق للمجموعات الجهوية كما يجري به العمل في أوروبا عن طريق الحوار والتفاوض والتفهم وحل الأمور بالطرق السلمية.
و طالبنا من هذه الأطراف وشجعونا على ذلك، أن يشجعوا الأطراف الأخرى وأن يساعدوا الأمم المتحدة في إنهاء هذا النزاع سريعا واعتبروا قيم هذه الزيارة بأنها زيارة إيجابية جدا ومرضية جدا، وصححنا جميع المفاهيم الموجودة لدى هؤلاء المسؤولين وتلقينا التأييد حقيقي وتشجيع حقيقي للمضي قدما في تطبيق مشروع الحكم الذاتي".
تصريح في اتصال هاتفي بقناة العيون الجهوية
الزيارة التي نقوم بها اليوم بوفد من المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية تتعلق بلقاء المسؤولين على صعيد أولا اليوم وغدا إن شاء الله في اللجنة الأوروبية يعني اللجنة التنفيذية الأوروبية وكذلك الاتحاد الأوروبي المسؤولين على العلاقات الخارجية لكل من المؤسستين وكذلك لقاء فرق برلمانية في البرلمان الأوروبي وكذلك لقاء مع الساسة أو اللجنة المختصة في شؤون المغرب العربي في البرلمان الأوروبي وكذلك اللجنة الخاصة بالموضوع المتعلق بقضيتنا الترابية.
إذن سيكون فيما يتعلق بلجنة الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي لقاءات مع المسؤولين في هذا الميدان، وستكون لنا بطبيعة الحال لقاءات مع المؤسسات البلجيكية خصوصا الأحزاب السياسية وكذلك مع رئيسة مجلس الشيوخ وكل الهيئات المسؤولة في مجلس الشيوخ والبرلمان البلجيكي، هذه الزيارة لقاءات أولية وإن شاء الله ننتظر أن تكون انطلاقة ناجحة بإذن الله.
تصريح للإذاعة الوطنية
هم لهم تجربة كبيرة فيما يتعلق بتطبيق التراضي كوسيلة ديمقراطية، كوسيلة حقيقية في التغلب على مشاكلهم نحن سنهيئ مشروع الحكم الذاتي يطابق خصوصيات المغرب ويعتمد المصلحة العليا للمملكة المغربية وسنقتبس ما فيه فائدة سواء كان من بلجيكا أو من إسبانيا أو من فرنسا أو من إيطاليا أو من بريطانيا العظمى في الجوانب المتعلقة بجوانب الحكم الذاتي متنوعة تتعلق بالاقتصاد تتعلق بالأمور الاجتماعية، تتعلق بالقضايا السياسية، يتعلق بالمؤسسات، إذن لا شك بأن وسيلة طريقة البلجيكيين في الوصول إلى حل قضاياهم عن طريق التراضي يهمنا كثيرا.