Document sans titre  
الـعـربية Español Français English Deutsch Русский Português Italiano
الثلاثاء 07 ماي 2024
ملفـات

اتسمت الجولة الثالثة من مفاوضات مانهاست حول الصحراء التي جرت ما بين 7 إلى  9 يناير 2008  تحت إشراف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدةبالنقاش الدائر حول دور الجزائر في ملف الصحراء واتفق غالبية المتدخلين  حول الدور الذي يمكن أن تلعبه الجزائر لتحقيق انفراج وفتح أفق جديد في مسار المفاوضات السياسية بين المغرب والبوليساريو.



بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية بشأن الجولة الثالثة من مفاوضات الصحراء

ذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون أنه بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة, تشارك المملكة المغربية من 7 إلى 9  يناير بمانهاست في الجولة الثالثة من مسلسل المفاوضات المتعلق بالخلاف الإقليمي حول الصحراء المغربية, وذلك وفقا لقراري مجلس الأمن الدولي رقم 1754 و1783 .

وقد كرس هذان القراران بذلك الخيار الذي تفضله المجموعة الدولية من أجل التوصل إلى حل سياسي ونهائي لهذا النزاع. وأوضح البلاغ أن القرارين أكدا أيضا رجاحة المبادرة المغربية للحكم الذاتي, من خلال وصفهما للجهود التي بذلها المغرب بهذا الشأن ب"الجادة وذات المصداقية", ودعوتهما إلى أن تأخذ المفاوضات بعين الاعتبار الجهود المبذولة منذ 2006 , وهو ما يحيل على الخصوص على المبادرات التي قامت بها المملكة من أجل إعداد وتطوير وعرض مبادرتها

وأكد البلاغ أنه على غرار اللقائين الآخرين, يعرب الوفد المغربي عن عزمه الانخراط بحسن نية في مفاوضات جوهرية وجادة بهدف تنفيذ فعلي لقرارات المجلس. كما يواصل بهذه المناسبة عرض مختلف جوانب المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي تشكل السبيل الوحيد الكفيل بإيجاد حل نهائي لهذا المشكل وتأمين الاستقرار في المنطقة

ويتكون الوفد المغربي من السادة شكيب بنموسى وزير الداخلية, والطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون, وخليهن ولد الرشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية ( المجلس), ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات ويرافق الوفد المستشارون السادة محمد صالح التامك والي جهة وادي الذهب-لكويرة, وماء العينين ماء العينين بن خليهنا الأمين العام للمجلس..

وفي كل الأحوال, فإن المغرب, إذ يجدد التعبير عن حسن نيته وإرادته الصادقة بالانخراط في المفاوضات, لا يسعه إلا أن يؤكد أن هذه المفاوضات لا يمكن أن تكون إلا في إطار مقترح الحكم الذاتي, الذي حصل على تأييد المنتظم الدولي وعلى إجماع داخلي.

وفي هذا الصدد, يجدر التذكير أن المجلس الذي يشارك في مفاوضات مانهاست, قد أصبح المخاطب الممثل للساكنة الصحراوية على المستوى الدولي, في الوقت الذي تزيد فيه النزاعات الداخلية والإنشقاقات داخل جبهة البوليساريو هذه الأخيرة ضعفا..

ويجدر التذكير في هذا السياق, بما قاله صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطاب موجه للأمة بمناسبة الاحتفال بعيد العرش في يوليوز الماضي حيث أكد" عزم المغرب الصادق على التفاوض الجاد, على أساس أمرين: أولهما أن بلادنا قد شاركت بحسن نية في الجولة الأولى من المفاوضات, والمغرب على استعداد دائم للتفاوض على الحكم الذاتي فقط, كل الحكم الذاتي, ولاشيء غير الحكم الذاتي" كما أكد جلالته أنه" مهما يكن مسار المفاوضات شاقا وطويلا, فإن يدنا ستبقى ممدودة إلى كل الأطراف الحقيقية المعنية بالتسوية السياسية لهذا النزاع المفتعل, لإقناعها بالفرصة التاريخية التي تتيحها"

ووعيا منه بقوة مقترحه الذي يوجد موضع تطبيق في العديد من النماذج بأوروبا على الخصوص, فإن المغرب لا يسعه إلا أن يعرب عن فخره, كونه كان سباقا إلى وضع تصور ومقاربة جديدين في تاريخ الدبلوماسية, من أجل تسوية هذا الملف

ويشكل الدعم الدولي الذي لقيه هذا المقترح اعترافا بجهود المغرب لطي هذه الصفحة المؤلمة من تاريخ المنطقة المغاربية, والتي لا تخفى على أحد, من يتحمل مسؤولياتها وقد بدأ المغرب الذي يتطلع إلى انخراط الأطراف الأخرى في هذا المسلسل في إطار رؤية مستقبلية, يستعد لاستقبال الأسر الصحراوية المغربية المحتجزة بتندوف, باذلا كل جهده لوضع آليات تدبير العودة الجماعية لهذه الأسر إلى وطنها الأم

وتدفع مجموعة من المؤشرات في اتجاه ترجيح التصور المغربي, لاسيما تزايد حركة الانشقاقات داخل البوليساريو في الأسابيع الأخيرة, والاحتجاجات التي تسود مخيمات تندوف, فضلا عن حالة اليأس التي تعم ساكنة المخيمات التي تعاني الإهمال لأزيد من ثلاثة عقود

جلسة عمل بنيويورك قبل انطلاق جولة المفاوضات الثالثة
06-01-2008
 المغرب يجدد رغبته في المضي قدما لتنفيذ القرارات الأممية

عقد الوفد المغربي الذي يشارك في الجولة الثالثة من مسلسل المفاوضات المتعلقة بالنزاع الاقليمي حول الصحراء المغربية جلسة عمل, مساء يوم الاحد بنيويورك, مع الاعضاء الاخرين المرافقين للوفد تم خلالها التأكيد على رغبة المغرب في المضي قدما في تطبيق القرارات الاممية بهدف التوصل الى حل سياسي نهائي لهذا النزاع.

كما شدد الوفد المغربي على أهمية المبادرة المغربية بخصوص الحكم الذاتي، مؤكدا أن المغرب, وعلى غرار اللقائين السابقين المنعقدين في يونيو وغشت الماضيين, يشارك في هذه الجولة الثالثة المرتقبة من7 الى9 يناير الجاري يحدوه نفس العزم ونفس حسن النية على خوض مفاوضات جادة, بهدف التنفيذ الفعلي لقرارات مجلس الأمن, مسجلا في هذا السياق, أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الكفيل وحده بالتوصل الى حل نهائي لهذا المشكل وبالتالي ضمان الاستقرار في المنطقة.

وفي ختام هذه الجلسة ذكر الأعضاء الآخرون المرافقون للوفد في تصريحات للصحافة الوطنية بالجهود التي ما فتئ المغرب يبذلها من أجل وضع حد لهذا النزاع, وهي الجهود التي توجت- يقول السيد إبراهيم حكيم, المسؤول السابق في قيادة البوليساريو, بالمبادرة المغربية المتمثلة في الحكم الذاتي والهادفة, أولا وقبل كل شئ الى تحقيق تطلعات السكان الصحراويين.

وأبرز أن قادة الانفصاليين سوف يتحملون مسؤولية أي فشل محتمل لهذه المفاوضات, مشككا في رغبتهم في التفاوض حقيقة, كما تدل على ذلك تهديداتهم بالعودة إلى حمل السلاح على بعد أيام من انطلاق الجولة الثالثة. وتساءل في هذا الصدد كيف يمكن التحدث أمام العالم أجمع عن البحث عن السلام وفي الوقت نفسه ترديد عبارات الدعوة الى الحرب؟""

وبدوره قال السيد الدليمي الغيلاني سفير المغرب في بلغاريا أن المغرب ملكا وحكومة وشعبا اختار طريق المفاوضات للخروج من المأزق الذي طال أكثر من اللازم والذي" يمكنه مع الأسف, أن يؤدي بنا الى وضعية خطير جدا, متمثلة في الارهاب الذي يتهدد المنطقة برمتها"

ومن جهته, قال السيد صالح التامك إن المغرب يدخل هذه الجولة الثالثة من المفاوضات قويا بتفاؤله وبقناعته وبمشروعه الذي يشكل أفضل وسيلة لتسوية المشاكل التي تعرفها المنطقة.

وسجل السيد التامك أن التطورات التي حدثت خلال الأشهر الأخيرة أكدت من جديد عدالة الموقف المغربي, مذكرا في هذا الصدد بالقرارات التي تمت المصادقة عليها على صعيد مجلس الأمن واللجنة الرابعة والجمعية العامة.

وأضاف أن المغرب يظل" مرتاحا وواثقا ومتفائلا ومسؤولا, ونعتبر أن الخاسرين هم من يوجدون في مواجهتنا, أي الجزائر ومن تحميهم, لأنه ليس للمملكة ما تخفيه, ومبادرتنا هي التي كانت في الحقيقة وراء إطلاق كل هذه الدينامية التي نعيشها والتي تعرفها المنطقة"

ومن جهته, شدد السيد محمد ماء العينين, سفير المغرب بالأردن, على روابط البيعة التي كانت حاضرة على الدوام بين سكان الصحراء والملوك المغاربة.

وبعدما ذكر بأن المغرب بلد مستقل وذو سيادة منذ قرون خلت, وبأن البيعة ربطت على الدوام السكان بمختلف ملوك المغرب, أشار إلى أنه من خلال هذا الرابط كانت تتجسد الوحدة الترابية للمغرب.

وبخصوص تهديد البوليساريو بالعودة إلى حمل السلاح, قال السيد ماء العينين إنها ليست المرة الأولى التي تبدو فيها هذه الحركة" كمنظمة إرهابية"

وبدوره قال السيد إبراهيم حسين موسى, سفير المغرب بفنزويلا, إن المغرب عمل على الدوام من منطلق حسن النية.

وشدد على أن الصحراء"مغربية منذ الأزل", منددا في المقابل بسوء نية البوليساريو الذي يرفض دوما إحصاء السكان المحتجزين بتندوف, ومستنكرا انتهاكات حقوق الإنسان بهذه المخيمات.

وفي هذا السياق, أعرب عن الأسى لأن هؤلاء السكان ليس بمقدورهم لا التعبير ولا التنقل بحرية ولا حتى زيارة عائلاتهم, معبرا عن استنكاره لعمليات تحويل المساعدات الإنسانية الموجهة لهؤلاء السكان.

وخلص إلى أن" المغرب يدخل المفاوضات بحسن نية, وأن مبادرة الحكم الذاتي تعد فرصة تاريخية يتعين على الانفصاليين استثمارها, وأنا شخصيا, باعتباري صحراويا مغربيا, أناشد قادة البوليساريو السماح للسكان بالعودة بكرامة إلى وطنهم الأم"

تصريح صحفي في اليوم الأول من  المفاوضات:

خليهن: الجزائر والبوليساريو مدعوان لإظهار حسن النية والجدية لإنجاح الجولة الثالثة

07-01-2008
قال السيد خليهن ولد الرشيد, رئيس المجلس يوم الاثنين إن الجزائر والبوليساريو مدعوان لإظهار حسن النية والجدية المطلوبتين لإنجاح الجولة الثالثة من المفاوضات حول الصحراء.

وأضاف في تصريح للصحافة بمدخل إقامة "كرين تري" بمانهاست حيث تنعقد هذه السلسة الجديدة من المفاوضات" أن الوفد المغربي المشارك في هذه الجولة يحدوه نفس الحماس وحسن النية والجدية كما كان الشأن خلال الجولتين السابقتين"

وأشار إلى أن المغرب" ينتظر من الجزائر والبوليساريو, مباشرة هذه المفاوضات بنفس الروح"

ولاحظ السيد خليهن ولد الرشيد أن الجزائر لم تبذل جهدا من أجل إنجاح هذه المفاوضات لإيجاد تسوية لهذا النزاع, مبرزا أن البوليساريو يواصل من جانبه استفزازاته من خلال مواقف متناقضة على الدوام

وخلص إلى أنه" يتعين على الجزائر التعاون بهدف تأمين نجاح هذه المفاوضات من خلال ممارسة الضغط على البوليساريو من أجل أن يكف عن المطالبة بحلول مستحيلة"

المغرب يتوقع من الأطراف الأخرى التحلي بنفس روح حسن النية والجدية لحل نزاع الصحراء



 تتواصل في مانهاست يوم الأربعاء أشغال مفاوضات الجولة الثالثة حول ملف الصحراء التي انطلقت يوم الاثنين بنيويورك، وفقا لقراري مجلس الأمن الدولي رقم 1754 و1783،وعبر المغرب عن استعداده قبل انطلاق الجولة وخلالها عن عزمه على المضي قدما في طريق إيجاد الحل السياسي والنهائي لملف الصحراء، في وقت حقنت البوليساريو أجواء المفاوضات بتهديدات العودة لحمل السلاح، في تناقض واضح مع موقف التفاوض بحسن نية الذي تعلن عنه، وعدم انخراط الجزائر بالتزاماتها المعلنة كطرف في النزاع ببذل جهود التقريب بين المواقف والدفع بها نحو المخرج المنطقي للأزمة من خلال تبني حل الحكم الذاتي في الصحراء.

وفي هذا السياق، توالت التصريحات المناشدة بعدم التخلي عن الجدية وحسن النية المطلوبتان لإنجاح المفاوضات، وقال خليهن ولد الرشيد, رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية يوم الاثنين إن الجزائر والبوليساريو مدعوان لإظهار حسن النية والجدية المطلوبتين لإنجاح الجولة الثالثة من المفاوضات حول الصحراء"، ملاحظا أن الجزائر لم تبذل
جهدا في اتجاه" الضغط على البوليساريو من أجل أن يكف عن المطالبة بحلول مستحيلة".

  وأكد السيد الطيب الفاسي الفهري, وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن" المغرب الذي تم التمكن بفضل جهوده المعترف بجديتها ومصداقيتها, من خلق مسلسل جديد للتفاوض يعتزم صيانته من أجل التوصل إلى الحل السياسي الذي ينتظره المجتمع الدولي, يظل, كما في الماضي, حريصا للغاية من أجل الحفاظ على مصالحه العليا وعازما على التصدي لأي محاولة لخرق أو محاولة للمس بوحدة مجموع أراضيه الصحراوية, وبشكل أدق بشرق الحزام الأمني".

ومن جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، خلال ندوة صحافية بمقر الأمم المتحدة يوم الاثنين، الأطراف المعنية بملف الصحراء إلى" التوجه نحو مرحلة من المحادثات أكثر عمقا وتركيزا"، معربا عن الأمل في أن يتم تحقيق تقدم جوهري خلال الجولة الثالثة من المفاوضات، مفضلا عدم التعليق على تهديدات البوليساريو وتصريحاته "القطعية والجازمة في الآن ذاته".

تصريح صحفي في اليوم الأخير من المفاوضات
خليهن: على البوليساريو أن يختار ما بين الحكم الذاتي أو البقاء في تندوف 

 استبعد رئيس المجلس  السيد خليهن ولد الرشيد مساء يوم الأربعاء بمنهاست بضواحي نيويورك أي فكرة للاستفتاء حول تقرير المصير بالصحراء, موضحا أن البوليساريو يوجد اليوم أمام خيارين، إما قبول الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب، وإما البقاء في مخيمات تندوف بالجزائر .


وقال السيد ولد الرشيد، في تصريح للصحافة في ختام الجولة الثالثة من المفاوضات حول الصحراء التي جرت من7 الى9 يناير الجاري بنيويورك، " لقد طرحنا على البوليساريو السؤال الموضوعي التالي: " هل تريدون حلا أم تريدون البقاء في تندوف ، غير أن البوليساريو كان عاجزا عن الجواب عن هذا السؤال"

وبعد أن وصف النقاشات وتبادل الرأي مع الأطراف ب" الصريحة"، أكد السيد خليهن ولد الرشيد على الطابع المتجاوز للاستفتاء الذي يطرحه الانفصاليون، مشيرا إلى أنهم لا يتوفرون دائما على حرية التصرف للنقاش بشكل معمق وبالتالي اتخاذ القرارات التي يتطلبها الموقف

وفي هذا الصدد، أوضح رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، أن الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب يهم أيضا قادة البوليساريو حيث يكون بوسعهم تحمل المسؤوليات في إطار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، ويمكن أيضا الانخراط في التدبير شريطة أن ينجحوا في وضع الآليات الضرورية من اجل تطبيق الحكم الذاتي طبقا لما تقتضيه الشرعية الدولية .

 وهذا هو حق تقرير المصير من منظور المغرب المطابق لمضمون القرار الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة,.
ودعا في هذا السياق الجزائر لكي تلعب دورا أكثر ايجابية والسماح للبوليساريو بهامش للتحرك حتى يكون له خيار التفاوض بحرية حول مبادرة الحكم الذاتي ،باعتبار أن البوليساريو يوجد فوق التراب الجزائري, مؤكدا أن الجزائر هي التي تقوم بتمويل البوليساريو وبالتالي فان لها دائما الكلمة الأخيرة

وعبر السيد ولد الرشيد عن أمله في أن يكون البوليساريو قادرا على تحريك الوضع الحالي في اتجاه إيجاد حل لهذا النزاع، وأن تتبنى الجزائر موقفا أكثر انسجاما مع ما تقرر على الصعيد الدولي، و ما تقوم به على أرض الواقع من جهة أخرى، أشار السيد خليهن ولد الرشيد إلى تهديدات البوليساريو بالعودة مجددا إلى حمل السلاح معربا عن أسفه لهذا الموقف اللا مسؤول الذي يتناقض مع دعوة المنتظم الدولي من خلال مجلس الأمن

وأضاف قائلا: " كنا واضحين بخصوص هذه المسألة، حذرنا البوليساريو من ان المغرب لن يقبل، تحت أي ظرف من الظروف، أي تهديد ضد أمنه ووحدته الترابية، وان البوليساريو يدرك الآن أن المغرب لن يقبل بذلك، واعتقد انه من خلال تصريحاته، يبدو انه البوليساريو قد تراجع إلى حد ما عن مثل هذا التهديد، ويبدو أيضا انه استوعب الرسالة "

وبخصوص الجولة المقبلة للمبعوث الخاص للأمين العام الأممي في المنطقة في أفق الجولة الرابعة المرتقبة من11 الى13 مارس المقبل، أشار رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحرواية إلى أن" هذه الجولة ستمكنه من الاطلاع على مواقف الأطراف الأخرى, وخاصة موقف الجزائر والبوليساريو اللذين نأمل في أن يغيرا موقفهما, وينخرطا بالتالي في مفاوضات جادة في أفق تسوية هذا النزاع"

 وزير الداخلية بنموسى: المغرب يرفض أي" محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع"

أكد السيد شكيب بنموسى وزير الداخلية أن المغرب يرفض أي محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع، أو المساس بالوحدة الترابية للمملكة داخل دائرة حدودها الحقة، وسيادتها غير القابلة للمساومة أو التنازل أو أدنى تفريط




وقال السيد بنموسى، في كلمة باسم الوفد المغربي يوم الثلاثاء بمنهاست ( نيويورك) في افتتاح جلسة الجولة الثالثة من المفاوضات التي تجري تحت رعاية الأمم المتحدة، أن" المغرب قد تصدى عبر التاريخ لكل محاولات النيل من وحدته الترابية، ولن يقبل أبدا بأي أمر واقع بهذا الخصوص، لا اليوم ولا غدا، صيانة لسيادته ولوحدته الوطنية والترابية، وتحصينا للمنطقة برمتها من مخاطر البلقنة التي لن تبقي ولن تذر، وسيكون مدبروها أول المكتوين بنارها"
 
وفي ما يلي النص الكامل لكلمة السيد شكيب ينموسى:

 " الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله سعادة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، حضرات السادة، تشارك المملكة المغربية في هذه الجولة الثالثة، بنفس روح الثقة والأمل وحسن النية، والإرادة الحازمة في التفاوض الجاد، التي طبعت مشاركتها في الجولتين السابقتين من مفاوضات مانهاست

والمغرب بذلك، إنما يؤكد من جديد، التزامه المبدئي، وتجاوبه الصادق مع مقررات مجلس الأمن، واستجابته للدعوة الكريمة للأمين العام للأمم المتحدة، معالي السيد بان كي مون، وللمساعي الحميدة لمبعوثه الشخصي، السيد بيتر فان فالسوم.

لقد أقدم المغرب بحكمة وشجاعة، وتجاوبا مع التوجه الأممي الجديد، على القيام بالمبادرة الأساسية الجريئة والحاسمة، المتمثلة في بلورة اقتراح متجدد وخلاق، اقتراح واعد للتفاوض بشأن الحكم الذاتي لمنطقة الصحراء المغربية، في إطار سيادة المملكة ووحدتها الوطنية والترابية غير القابلة للتصرف.

وإن المملكة المغربية بعد أخذها لزمام مبادرة الحكم الذاتي، لتنتظر من إخواننا الماثلين أمامنا، وكذا من بلدان الجوار المعنية حقيقة، التي دعاها مجلس الأمن إلى إبداء تعاونها، أن تعمل على المساهمة في خلق الأجواء الكفيلة بإنجاح التفاوض.
كما أن المغرب، بل والعالم أجمع، ليتطلع إلى أن تتحرك الأطراف الأخرى بدورها، وتنخرط في تعزيز الدينامية المحركة التي أطلقها المغرب.

 وهذا ما يفرض النهوض بدور القوة الاقتراحية البناءة، في المسار التفاوضي الجاد، الهادف لإيجاد حل سياسي، واقعي ونهائي، مقبول لقضية الصحراء. سبيلنا الجماعي إلى ذلك، الحكم الذاتي باعتباره النمط الأنجع والأنسب لتمارس كافة قبائل وسكان الصحراء ، حيثما كانوا ، من جديد تقرير مصيرهم، طبقا للمواثيق الدولية، وذلك بعد أن تأكد لمجلس الأمن والمنتظم الأممي أن الحلول التجريدية المطروحة من قبل، كانت عقيمة وغير قابلة للتطبيق، ولا تراعي خصوصيات المنطقة والنزاع

ولقد كان مجلس الأمن، على اختلاف مكوناته، على صواب عندما أشاد في قراره 1754 بالتطورات الحاصلة لبلورة حل سياسي عادل ودائم، وكذا وصفه المجهودات المبذولة من قبل بلادنا، دون غيرها، بالجدية والمصداقية.

هذا ما يلزمنا في مفاوضاتنا، مهما كان مخاضها، بأن نجعل من هذه المبادرة، كل من جهته، وسويا ومعا، وليس من جانب المغرب لوحده، منطلقا ومنتهى لهذا المسار التفاوضي الذي أطلقه ويرعاه المنتظم الدولي. وبذلك، فإن انطلاق مسلسل المفاوضات الذي نحن بصدد جولته الثالثة يرجع الفضل فيه إلى المملكة المغربية.

و لقد عزز مجلس الأمن هذا التوجه في قراره الموالي رقم 1783، داعيا الأطراف إلى أن تستحضر في المفاوضات، الجهود المبذولة منذ سنة2006 ، في إشارة صريحة إلى المراحل التي اجتازها المقترح المغربي منذ بلورته إلى غاية تقديمه إلى المنتظم الدولي.

كما تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة توجها جديدا بتوضيح مرجعيتها بخصوص مبدإ تقرير المصير المتعلق بهذا النزاع، واصطفافها التام مع المقاربة الجديدة لمجلس الأمن.

وارتباطا بكل هذا، واصل المغرب مساره الديمقراطي والتنموي، ونكتفي في هذا الإطار بذكر ما أنجزته المملكة من تعزيز لمسلسلها الديمقراطي الواعد، بإجراء انتخابات تشريعية، أجمع الملاحظون الدوليون على مصداقيتها ونزاهتها، فضلا عن وضع آليات محلية وجهوية لاحترام حقوق الإنسان، وتوسيع ممارسة الحريات، في نطاق سيادة القانون.

وبموازاة ذلك، ضاعف المغرب المجهود التنموي الدؤوب والفعلي والملموس بأقاليمه العزيزة بالساقية الحمراء ووادي الذهب، جاعلا من كل صحرائه ورشا شاملا للبناء والنماء، وكل ذلك في إطار خطة تنموية محكمة ومندمجة، هادفة إلى ضمان العيش الكريم لفائدة كافة ساكنة الصحراء.
ولن يكترث المغرب بالمغالطات والاستفزازات والدسائس المعمقة لمعاناة السكان، والمنافية لمناخ التفاوض، بل سيضاعف مجهود التضامن الوطني الذي بدأه منذ ثلث قرن، للتنمية الشاملة لكل شبر من أقاليمه الصحراوية، إلى أبعد نقطة في حدودها، شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، من غير تفريط في أدنى حبة رمل من صحرائه، وفي دائرة الحدود الحقة للمملكة.

السيـد ممثـل الأميـن العـام للأمـم المتحـدة، حضـرات السـادة، إن المغرب يشارك، عن حسن نية، في هذه الجولة من المفاوضات، بيد ممدودة، وإرادة في تغليب منطق الحوار والتفاهم، بغية تحقيق المصالحة بين الأشقاء وأبناء العمومة، ووضع حد لمعاناة إخواننا الذين يعيشون في مخيمات تندوف، جنوب الجزائر، وذلك بالحوار الملتزم، والروح الحضارية البناءة.

وفي المقابل، فإنه يسجل ببالغ الأسف، أن الطرف الآخر مازال متماديا في موقفه المتطرف والجامد، ومتمسكا بطروحات فاشلة وعقيمة، أقر المنتظم الدولي بعدم قابليتها للتطبيق، ويتم عبثا وبتعنت محاولة بعث الروح فيها، لمجرد عرقلة الوصول إلى حل سياسي أكثر واقعية، بل ما يزال يلوح بخيار الحرب، والتهديد الرخيص والمرفوض باللجوء إلى المواجهة المسلحة.

وكيفما كان الحال، فإن المغرب المتواجد على أرضه، الواثق من حقوقه، الملتزم بالشرعية الدولية، وبالتسوية السياسية على أساس الحكم الذاتي، يرفض مثل هذه المواقف الجامدة، ويعتبرها نوعا من الهروب إلى الأمام.

وبهذه المناسبة، نجدد دعوتنا للمنتظم الدولي لوضع حد لهذا التوجه الذي يتناقض مع مبدإ المفاوضات، ويعاكس الإرادة الأممية في ضرورة خلق الظروف الملائمة لإجراءات الثقة اللازمة لكل تفاوض جاد.

ومن حقنا، بل ومن واجب المجتمع الدولي، التساؤل عن مدى وجود إرادة حقيقية لدى أطراف تهدد بإشعال فتيل الحرب. وكل ما هنالك، أنها قد تشجع المخططات الرهيبة الهادفة لجعل منطقتنا قاعدة للإرهاب والهجرة غير الشرعية، والتهريب والاتجار المحرم في البشر والسلاح، وهو الأمر الذي ستكون له عواقب وخيمة، لن ينجو منها بلد من البلدان المغاربية الخمس، التي هي أحوج ما تكون إلى التنمية المستدامة، وتنسيق جهودها لضمان الأمن والاستقرار وبناء الديمقراطية، تحصينا لشعوبنا من الإرهاب، بل لمنطقة الساحل والصحراء وشمال افريقيا وغرب أوربا.

لذلك نتوجه إلى المتحكمين منذ عقود في رقاب إخواننا بتندوف، داعين إياهم لتحكيم منطق العقل، وعدم إخلاف هذا الموعد المتاح مع التاريخ. فتحقيق مبتغاهم الأصلي بالإسهام في التدبير الحر لشؤونهم الجهوية، في ظل الديمقراطية الواسعة، يكفله مشروع الحكم الذاتي، في نطاق مغرب جديد، ديمقراطي وموحد، ومتقدم وقوي.

كما ندعوهم لاستخلاص الدروس من التجاوب المتزايد لإخواننا المغاربة الصحراويين المغتربين، حيثما كانوا، مع مبادرة الحكم الذاتي التي تكفل لهم كل شروط المواطنة الكاملة والعزة ولم شمل العائلات. ونغتنم هذه المناسبة، للإعراب عن اعتزازنا بهذا التجاوب الواعي، المقوي للإجماع الوطني والدعم الدولي الواسع للمبادرة المغربية.

وبنفس الروح الصادقة، نتوجه إلى الشقيقة الجزائر التي هي أدرى بهذا النزاع وظروفه وخلفياته المفتعلة، لنعرب لها عما ننتظره منها، من الانخراط الإيجابي في مسلسل التفاوض السياسي في هذه الفرصة التاريخية التي يجب أن نرتقي فيها جميعا لمستوى تطلعات شعوبنا الشقيقة، إلى بناء اتحاد مغاربي واعد بالتقدم والازدهار، وفي مستوى انتظارات المنتظم الدولي، لإيجاد حل توافقي ديمقراطي لهذا النزاع الإقليمي الذي طال أمده

وفي هذا السياق، نؤكد بصراحة أخوية، على شجبنا ونبذنا أي محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع، أو المساس بالوحدة الترابية للمملكة داخل دائرة حدودها الحقة، وسيادتها غير القابلة للمساومة أو التنازل أو أدنى تفريط. فقد تصدى المغرب عبر التاريخ لكل محاولات النيل من وحدته الترابية، ولن يقبل أبدا بأي أمر واقع بهذا الخصوص، لا اليوم ولا غدا، صيانة لسيادته ولوحدته الوطنية و الترابية، وتحصينا للمنطقة برمتها من مخاطر البلقنة التي لن تبقي ولن تذر، وسيكون مدبروها أول المكتوين بنارها.

كما نتوجه إلى الشقيقة موريتانيا لننوه بحضورها في هذه الجولات التفاوضية، وبالدور الذي تلعبه للحصول على حل سياسي توافقي، يضمن الأمن والاستقرار بالمنطقة، ويعمل على تسخير قيادتها الأخوية لطاقات شعبها الأصيل، لتوفير مناخ التنمية المستدامة. وإن لها من الحكمة ما يجعل من حضورها قيمة مضافة، تدعم روح التضامن والإخاء المغاربي، وتساهم في كسب رهان هذه الفرصة التاريخية.

السيد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، حضرات السادة، تتطلع أنظار المنطقة والعالم، إلى أن تشكل هذه الجولة الثالثة، بعون الله، وبحسن إرادتنا جميعا، تحولا للدخول في عمق التفاوض حول تفاصيل وأجندة الحل السياسي التوافقي النهائي، وفق جدولة مضبوطة، وأفق واضح ومتفق عليه.

وإن المغرب على استعداد لبسط مبادرته، ومناقشة تفاصيلها، موضوعاتيا، بما يبرهن على أن الحكم الذاتي القائم على هيآت تشريعية وتنفيذية وقضائية، تمثيلية وديمقراطية، في نطاق سيادة المملكة ووحدتها الوطنية وحوزتها الترابية، هو السبيل القويم للحل المنشود.

كما أن المغرب يعتبر أن نجاح المفاوضات على أساس مبادرة الحكم الذاتي يعد انتصارا لكل الشعوب المغاربية الشقيقة، التواقة للوحدة والتكامل والاندماج، بل إننا نريده انتصارا للقيم الإنسانية المثلى للسلام والأمن والاستقرار، والديمقراطية والكرامة، وحقوق الإنسان، والتنمية والتقدم والازدهار، والتسوية السلمية للمنازعات. وبهذا المعنى، فإنه انتصار للمبادئ السامية والكونية للأمم المتحدة، التي نلتئم في نطاقها، كما أنه بمثابة فوز لمنطق التاريخ، وحتمية المصير المشترك.
إن المغرب سيمضي في طريقه السلمي، الوحدوي والتنموي، بفضل تعبئة شعبه وكل قواه الحية، لما فيه خير قبائل صحرائنا وساكنتها، وشعبنا الصامد، وكافة الشعوب الشقيقة والصديقة.

وفي الختام، أود التعبير عن تشكرات المملكة المغربية لكل من الأمين العام للأمم المتحدة، السيد بان كي مون، والأمين العام المساعد للشؤون السياسية، السيد لين باسكو، والمبعوث الشخصي إلى الصحراء، السيد بيتر فان فالسوم، وإلى مساعديهم الأقربين والأجهزة التابعة للأمم المتحدة، وكذا لكل الدول الشقيقة والصديقة التي ما فتئت تدعم جهود التفاوض والتصالح لإخراج قضية الصحراء من حالة الجمود.

إن المبادرة المغربية للتفاوض حول نظام حكم ذاتي لمنطقة الصحراء، تعتبر الحل الواقعي والمنصف الذي يستجيب لتطلعات أجيالنا الحاضرة والمستقبلية، تلكم التطلعات الهادفة إلى تسخير وتوحيد كل الطاقات، للإسهام وطنيا وجهويا ودوليا، في بناء الديمقراطية، وترسيخ حقوق الإنسان، وتحقيق التنمية، وإنجاز الاندماج، وتوطيد الأمن والاستقرار. هذا الحل النهائي الذي من شأنه جعل منطقتنا واحة للتعايش بين شعوبها الشقيقة، والحفاظ على أخوتها الدائمة، مهما تغيرت الظرفيات، أوفياء في ذلك لتاريخنا المشترك، الذي لا ينسى ولا يرحم، ويحتفظ في سجله الذهبي بالفاعلين فيه، من صناع السلام والوحدة والوئام.

وذلكم هو التوجه الراسخ للمملكة المغربية، الذي ندعو إخوتنا إلى مشاركتنا في صنعه، بالتواصي بالحق والصبر والشجاعة، وتغليب أواصر الأخوة والسكينة، ونبذ التفرقة والفتنة والضغينة، والتوتر والتجافي. وما ذلك على أخوتنا بعزيز، متى صدقت النوايا، وحسنت الإرادات.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ".

 المصدر: و م ع/ الكوركاس
 ( أخبار تهم  ملف الصحراء الغربية)

 

 

 الموقع لا يتحمل مسؤولية سير عمل ومضمون الروابط الإلكترونية الخارجية !
جميع الحقوق محفوظة © المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية 2024