Document sans titre  
الـعـربية Español Français English Deutsch Русский Português Italiano
الجمعة 26 أبريل 2024
دورات المجلـس

خليهن: القرار الأممي 1813 نصر دبلوماسي وتاريخي كبير للمغرب

خص السيد خليهن ولد الرشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية  قناة العيون الجهوية بلقاء صحفي خاص، أجاب من خلاله السيد رئيس المجلس عن مجموعة من التساؤلات الملحة حول ملف الصحراء وافاق المفاوضات والحلول المطروحة لفض هذا النزاع.



 تقديم المذيعة.السيدة فاتحة لمين: السيد خليهن ولد الرشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، أهلا وسهلا بكم معنا في هذا اللقاء الخاص مع قناة العيون الجهوية

السيد خليهن ولد الرشيد: شكرا

المذيعة: أولا، السيد الرئيس بالنسبة للقرار ألأممي الأخير 1813 بنظركم ألا يشكل نصرا للموقف المغربي؟

السيد خليهن ولد الرشيد: فعلا هذا القرار ألأممي يعتبر نجاحا كبيرا وتاريخيا للمملكة المغربية على الصعيد الدبلوماسي، وبدون افتخار المغرب حقق منحى تاريخيا فيما يتعلق بهذا النزاع على مستوى مجلس الأمن،
القرار 1813 يقول للأطراف بطريقة مباشرة يجب عليكم أن تتسموا بالواقعية، وبروح التوافق لحل هذا النزاع، ويعترف بأن المشروع المغربي، ذو جدية، وذو مصداقية، وبأنه يخول لسكان الصحراء ما يكفي من الصلاحيات التي تعتبر تحقيقا لتقرير المصير،
الصلاحيات التي يخولها المشروع المغربي تعتبر في درجة تقرير المصير لأنه يخول لهم صلاحيات أساسية في مجال الحكم الذاتي، من الناحية التنفيذية، من الناحية التشريعية، من الناحية القضائية ومن ناحية المؤسسات المالية والأمنية والاقتصادية،
ولكن يجب علينا بأن نعرف أن هذا القرار جاء نتيجة لتجربة المجتمع الدولي، ومقاربة جديدة للمجتمع الدولي،
قرار 1754 سن مقاربة جديدة للمجتمع، بالتخلي عن جميع المخططات الماضية، مجلس الأمن تخلى عن كل ما سبق، تخلى عن الاستفتاء، تخلى عن تحديد الهوية، تخلى عن مخطط التسوية، تخلى عن مخطط بيكر، تخلى عن كل ما فات وسن مسطرة جديدة، هذه المسطرة الجديدة مبنية على المشروع المغربي لأنه هو الذي حرك المجتمع الدولي، ومبنية على حسن النية، ومبنية على التفاوض المباشر للوصول إلى حل،
هذا القرار 1813 يقول أولا، بأنه يجب على الأطراف، أن يتسموا بالواقعية وروح التوافق، ثانيا يجب أن يدخلوا في مفاوضات معمقة، ومفاوضات مكثفة للحصول على هذا الحل السياسي في أسرع وقت ممكن، ويعطي بطبيعة الحال الوقت لذلك، بحيث أنه مدد بعثة المينورسو لسنة، وهذا لم يسبق له مثيل كذلك لمجلس الأمن بأن مدد ذلك،
حيث أن مجلس الأمن يحس بأن هناك إيجابية، وبأن هناك مواضيع موضوعة على الطاولة كفيلة بأنها تحرك الأشياء من الجمود إلى الإيجابي بناء على ما قدمه المغرب، وبرهن عليه بحسن نية وبرغبة سياسية ودبلوماسية أكيدة، في حل هذا النزاع الذي طال أمده، جاءت هناك بصفة مواكبة لهذا المشروع تصريحات للدول الأعضاء الأساسية في مجلس الأمن، وخاصة تلك الدول التي تتسم بوزن دولي ثقيل، الولايات المتحدة الأمريكية التي قالت بلغة لا مجال فيها للشك أو الجدل أو التفسير بأن الحل الوحيد الممكن هو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية،
إذن هذا اعتراف من الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية، واعتراف بأن الحكم الذاتي هو حل ممتاز، واعتراف كذلك بأن هذا الموقف الأمريكي ليس موقفا موسميا وإنما هو موقف قومي للأمم المتحدة،
نفس الشيء وقع لفرنسا وبريطانيا العظمى، وبطبيعة الحال يمكن أن نقول أن الصين وروسيا ودول أخرى لها نفس الموقف فيما يتعلق بحل قضية الصحراء،
إذن، نعم نعتقد ونعتبر ونحس أن هذا القرار 1813 يؤسس لفترة تاريخية في نزاع الصحراء ويفتح فترة جديدة، الدورة الخامسة للمفاوضات ستكون مبنية على روح هذا القرار وفي نصه ويجب لها أن تستجيب لمتطلبات هذا القرار، أي الاتسام بالواقعية وبروح التوافق، ماذا تعني الواقعية وروح التوافق في قاموس الأمم المتحدة؟
يجب على المواطنين أن يعلموا بأن البوليساريو يطالب بأشياء غير قابلة للتنفيذ، الاستفتاء، تبين هذا الاستفتاء مستحيل لأسباب موضوعية، توزع القبائل على دول مختلفة، موروث استعماري مشكوك فيه، عدم إمكانية الوصول إلى لائحة انتخابية ترضي الأطراف كلها، إذن موضوع نزاع، موضوع لا يمكن للأطراف أن تتفق فيه أبدا. وإذا لم يتم هذا، لا يمكن للاستفتاء أن يتم، إذن الأمم المتحدة وصلت إلى أن الواقعية تعني بأنه يجب الخروج من المطالبة بالمستحيل إلى الأخذ بواقع الأشياء كما هي عليه، واتخاذ سبل الحل بالتوافق، التوافق يعني ضرورة تنازل الأطراف على المطالب التي لا يمكن تحقيقها، بحيث أنه كل الأطراف، المغرب نفسه، الحكم الذاتي ومشروع الحكم الذاتي هو تنازل مغربي، وهي مبادرة تاريخية ما كان للخصم الظن بأن المغرب قادر على أن يفعلها، ولكنه تجرأ وتزود بالشجاعة الكافية، الشجاعة السياسية والدبلوماسية لأخذ زمام الأمور وتقديم مبادرة الحكم الذاتي، جبهة البوليساريو ما زالت متخندقة في مفاهيم قديمة، في مفاهيم متجاوزة، ولهذا مجلس الأمن يقول لها يجب أن تتسم بالتوافق والتنازل عن المستحيل للوصول إلى نقطة وسط، وهذه النقطة الوسط هي الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب، بطبيعة الحال أن هذا الحكم الذاتي هو موضوع على طاولة التفاوض، ويمكن للبوليساريو أن يدخل في نقاشه.
الولايات المتحدة قالت بأنه إذا لم تكن المبادرة المغربية للحكم الذاتي ترضي البوليساريو في مضامينها، يحق لجبهة البوليساريو أن تقدم مشروعا للحكم الذاتي، لكن فقط مشروعا للحكم الذاتي، تظن هي أنها أحسن طريقة لتفسر الحكم الذاتي،
هذه الأشياء الإيجابية التي أتى بها القرار الجديد هو نعم، وأقولها من جديد هي مكسب للمغرب ولحق المغرب، ومكسب للمنطقة لأنه يؤسس لدفع الأطراف إلى التوافق، وهذه سياسة جديدة لمجلس الأمن، بينما اتخذ سياسة لا تبنى على التفريق بين الأعضاء أو التشنج، وإنما سياسة تقرب الأطراف وتجعلهم تصل إلى ما هو ممكن، ولهذا أصبح يفصح أكثر ويوضح أكثر الهدف الذي يريد الوصول إليه وهو قضية الحكم الذاتي.
نعم، بكل تواضع، أعتقد أن جبهة البوليساريو والجزائر يحاولان التغطية على هذا النجاح بالكلام عن أشياء ليست موضوعية، هذا يجب على الجميع أن يعلمه، لا يوجد لدى البوليساريو ولا لدى الجزائر شيء يمكن أن يقولانه حول هذا القرار وبأنه ليس في صالح المغرب ومشروع الحكم الذاتي، نعم .
......

المذيعة: نعم السيد الرئيس ذكرتم قبل قليل بأن الأمم المتحدة دعت في غير ما مرة جميع الأطراف إلى اتخاذ أو إيجاد حل واقعي متفاوض بشأنه لحل نزاع الصحراء، ألا ترون أن تصريحات المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد بيتر فان فالسوم، ألا ترون بأنها جاءت كحل لإنهاء هذا النزاع، إذا أمكن القول بين قوسين الأمم المتحدة تعبت من هذا النزاع وتريد إيجاد حل، وربما الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب هو الحل لهذا المشكل.

خليهن ولد الرشيد: لا، يعني أن الأمم المتحدة لا تتعب، الأمم المتحدة لا تتعب أولا، لكن الأمم المتحدة وصلت إلى نتيجة عن طريق التجربةّ، وكما يقال عندنا اسأل المجرب ولا تسأل الطبيب.
هذا السيد فان فالسوم هو "شيباني" يعني عنده خبرة كبيرة في السلك الدبلوماسي، أولا في بلاده هولندا، ثم في الأمم المتحدة كانت له مهام في قضايا دولية مهمة واكتسب خبرة في موضوع الصحراء، لأنه منذ 2005 عين مبعوثا خاصا للأمين العام، واتصل وزار المنطقة ثلاث مرات، زار المغرب وزار الجزائر، وزار تيندوف، وزار موريتانيا، ثلاث مرات وترأس الجولات الأربعة للتفاوض،
إذن خلاصته جاءت نتيجة تجربة، تجربة أولا، إنسان مسن، يعني أنه يتسم بالخبرة الضرورية، وإنسان ذو تجربة في الميادين الدولية وخاصة إنسان ألم بقضية ملف الصحراء كاملا، استمع إلى البوليساريو واستمع إلى المغرب واستمع إلى الجزائر واستمع إلى موريتانيا، واستمع إلينا جميعا نتفاوض، وخلص إلى أن هذا المشكل لا يمكن أن يحل إلا إذا تنازل البوليساريو عن المطالبة بالانفصال، وقالها صراحة، حل قضية الصحراء يكمن في أنه: أولا الاستقلال غير واقعي، أريد أن يعرف المواطنون ماذا يعني غير واقعي؟ يعني بأنه لا يمكن أن يكون، مستحيل، لأنه يحتاج لإجراء استفتاء، والاستفتاء معقد، والاستفتاء لن يكون أبدا، يعني هذا أنه لن يكون هناك أبدا استقلال، إذن المطالبة به أمر غير واقعي، لأن المطالبة بالمستحيل يعني المطالبة بالعدم.
ثانيا: لا يقف (فالسوم) فقط عند أن الانفصال غير واقعي، يقول يجب على البوليساريو أن يتنازل، أن يتخلى عن المطالبة بالانفصال للوصول إلى حل، ما معنى هذا؟
إذا لم يكن هناك مطالبة بالانفصال والاستقلال، يعني أن الحل هو حل وسط، لا غالب ولا مغلوب، والذي هو الآن موقف الأمم المتحدة، هذا هو صميم المبادرة المغربية، هذا هو صميم الحكم الذاتي.
الحكم الذاتي هو حل وسط، حل يرضي الصحراويين لأنه يلبي لهم كل شيء، بماذا يطالب الصحراويون؟ يعتبرون أنفسهم أقلية ويريدون أن تكون لديهم الأسبقية في تسيير هذا الحكم الذاتي، المبادرة تضمن ذلك بصفة أبدية، إن الأسبقية ستكون دائما للصحراويين في المؤسسات، الحكومة، البرلمان والمؤسسات الأخرى، الصحراويون يطالبون بأن يسيروا أنفسهم بأنفسهم، هذا مضمون في الحكم الذاتي، مضمون فيما يتعلق بالحكومة الجهوية، فيما يتعلق بالبرلمان، فيما يتعلق بالهيئة القضائية، فيما يتعلق بالمؤسسات الأمنية والاقتصادية في المنطقة.
الصحراويون يطالبون بأن ياتي هذا الحل بازدهار اقتصادي واجتماعي وثقافي ويحترم هويتهم وثقافتهم، هذه المبادرة تأتي بكل ذلك، إذن لم يبق شيء آخر لا يحتوي مطالب الصحراويين.
والبوليساريو نفسه في المفاوضات لا يقول بأن مشروع الحكم الذاتي المغربي ليس مشروعا جيدا، لا، هو يعترف بأنه مشروع جيد، والمطلوب من جبهة البوليساريو أن تستمع إلى الناس العقلاء
 وأن تستمع إلى الأمم المتحدة، وأن لا تتخذ هذه المواقف كمواقف عابرة، أو كأنها مواقف موسمية، أو كأنها ماضي، لا، هذا تحول يجب على جبهة البوليساريو أن تحترمه وأن تدخل مع المغرب في إطار المفاوضات، في مفاوضات جدية تلبي قضايانا، ما هو الواقع الآن؟
الخيارات المفتوحة أمام البوليساريو، خيار إما أن يختار أن يدخل في مفاوضات جدية تبعا لما ينادي به الآن الجميع، مجلس الأمن، فان فالسوم،الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، بريطانيا العظمى، اسبانيا، الدول الأسيوية، الدول العربية، الدول الإسلامية، وإما أن يعرض إخواننا الموجودون بتندوف إلى الضياع، لأنه لا يوجد خيار آخر، لا يوجد حل آخر، البوليساريو مارس الحرب مدة 16 سنة وكانت كارثية، كارثية على كل أسرة صحراوية.
البوليساريو مارس البحث عن استفتاء مستحيل، ورأى بأم عينيه أن هذا الاستفتاء، أيا كان الأمين العام للأمم المتحدة، وأيا كان المبعوث الخاص لا يمكن أن يتم، إذن لماذا العناد؟ لماذا يعاند البوليساريو في المطالبة بشيء هو متيقن تيقنا تاما بأنه مستحيل؟
لكن الآن حينما تجلت الأشياء، وأصبح الجميع يعرف مواقف الجميع، مواقف الأمم المتحدة، مواقف فان فالسوم، مواقف الدول الكبرى، بأن الاستقلال غير ممكن وغير واقعي ويجب التخلي عنه والتنازل عن المطالبة به، وبأنه يجب أن نذهب إلى حكم ذاتي تحت السيادة المغربية.
ماذا سيفعل البوليساريو؟ هل البوليساريو سيخاطر لمصلحة أهالينا؟ وبمستقبل أبناء المنطقة ككل؟ وبمستقبل أبنائنا،
أو سيظل العناد على موقف سبق وأن اتخذه في الماضي ولا يريد التنازل عنه الآن؟
هنا يوجد التحدي الموضوع أمام البوليساريو، الآن هو أصبح محاصرا، محاصرا من مجلس الأمن، محاصرا من فان فالسوم، محاصرا من الولايات المتحدة، من اسبانيا، ومحاصرا من الحكم الذاتي، لا يمكن أن يحارب قضية فيها مصلحة آنية للصحراويين، فيها مصلحة مستقبلية للصحراويين، نحن ننتظر الآن، ما سمعناه لحد الآن عن موقف البوليساريو هو سلبي، ما سمعناه الآن لا يتسم بالنضج ولا يتسم بالمسؤولية، لا يتسم بالحكمة الضرورية في هذه المواضيع، أمامنا سنة، مجلس الأمن جدد لسنة، أتمنى إنه في الشهور المقبلة تراجع قيادة جبهة البوليساريو أوراقها، إذا كانت جبهة البوليساريو تتوفر على حرية القرار، هذا لغز كبير، هذه جبهة البوليساريو الموجودة على التراب الجزائري، والمعولة من طرف الجزائر، والتي لا يمكن أن تتحرك إلا عن طريق الجزائر، والتي تنتقل بجوازات سفر جزائرية وبميزانية جزائرية، هل لديها الحرية أن تختار الحكم الذاتي؟
هذا تحدي موضوع على البوليساريو، هل البوليساريو ستخاطر بمصلحة الصحراويين ولا تدخل في مفاوضات جدية وتماطل، تماطل من أجل مراهنة على أشياء غير مؤكدة في المستقبل على موقف هؤلاء أو هؤلاء، لا، الآن أصبح هناك مكسب، مكسب موقف مجلس الأمن، مكسب موقف المبعوث الشخصي الذي سيصبح وديعة، ومكسب فيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة، ومكسب فيما يتعلق بالمشروع نفسه لمبادرة الحكم الذاتي المحبب لدى الصحراويين، بما في ذلك الموجودون المنضوون تحت جبهة البوليساريو في المخيمات،
أنا متيقن، وهذا ما قلته لهم منذ البداية، بأن الصحراويين عموما، يؤيدون الحكم الذاتي لأنهم ملوا من الويلات، ملوا من المعاناة، وملوا من التفرقة، وملوا من الوعود التي لا تتحقق، البوليساريو خيب آمال جميع الصحراويين المنضوين تحت البوليساريو في مؤتمره الأخير،
في مؤتمره الأخير قال للناس بأنني كنت قد وعدتكم بالاستقلال، سيأتي الاستقلال، الجواب هو جواب فالسوم، الاستقلال غير ممكن، البوليساريو قال للناس بأنهم، قاب قوسين أو دنى للحصول على حل، هذا غير موجود لحد الآن،
إذن أعتقد أننا نواجه ظرفية مهمة جدا تضع تحديات ليس للمغرب، التحدي الذي كان موضوع للمغرب هو ما قبل 2006، المغرب واجه هذا التحدي، ووضع برنامجا ومشروعا، وقدمه للمجتمع الدولي ويريد تطبيقه، ويريد التفاوض عليه، ولديه حسن نية، وجعل أبناء المنطقة يشاركون في هذا المشروع، ما يبين على حسن نيته ورغبته التاريخية، وإرادته التاريخية بقيادة جلالة الملك محمد السادس، وتأييد الشعب المغربي كافة، في الخروج من هذه الأزمة،
الآن نحن نرى أن الطرف الآخر هو الذي يوجد الآن أمام تحديات صعبة، هل سيزيد من تخييب آمال إخواننا، أو هم سيراجعون أوراقهم بطريقة إيجابية، هذا هو السؤال الكبير الموضوع الآن لإخواننا، هناك كذلك، وهذه قضايا إيجابية رغبة من دول أعضاء المغرب العربي الخمسة في إعادة الروح في هذا الكيان، إلى هذا المنتظم الواعد، الذي تنتظره أوروبا، وتنتظره الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التعاون، نتمنى أن اجتماع طنجة الذي انعقد بمشاركة البلدان الخمسة، وبمشاركة جزائرية ملحوظة وثمينة ومهمة أن يساهم في دفع الأمور إلى الأمام من أجل التوافق، ومن أجل اغتنام الفرصة الموضوعة أمامنا والتي لا تسمح لأي طرف بأن يمس بكرامته أو من سيادته أو ينقص من شرفه، هو الحصول على حل يرضي الكل، يرضي المغرب فيما يتعلق بسيادته ووحدته الترابية، يرضينا نحن الصحراويين كافة، ليس فقط البوليساريو، الصحراويين كافة، يرضي الجزائر التي ساندت طرف، ويرضي بلدان المغرب العربي.

المذيعة: إذن الدورة العادية الأولى للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية برسم هذه السنة، ناقشت محورين رئيسيين، من بينهم قطاع الصحة، مواصلة تنمية قطاع الصحة بالأقاليم الجنوبية، ماذا يمكن لكم أن تقولوا لنا في هذا المجال، قطاع الصحة بالأقاليم الجنوبية؟

خليهن ولد الرشيد: يعني إلى جانب دور المجلس السياسي والدبلوماسي، منذ البداية الأولى، أي منذ مارس 2006، تدخلات المجلس، مساهمته في إنجاح المبادرة المغربية دبلوماسيا وسياسيا، ومساهمة المجلس في القيام بسياسة تصالحية، في ميدان حقوق الإنسان، في ميدان حل القضايا، القضايا الموروثة، يعني نواقص في ملفات معينة، المجلس بادر بحلها.
يقوم المجلس في كل دوراته كذلك بالاهتمام بالقضايا التنموية، سبق لنا أن درسنا ثلاثة قضايا تنموية أساسية، القضية الأولى هي السكن الذي أصبح يدخل في حيز التنفيذ في الأقاليم بعد مرور سنة واحدة منذ اتخاذ قرار المجلس في دجنبر 2006،
والذي سيحل جميع القضايا لأصحاب المخيمات والزماك، ولكل الذين يطالبون بسكن من المدن ولم يتوفروا عليه في الماضي، 68 ألف بقعة أرضية مجهزة في كل الأقاليم بدون استثناء هذا أولا،،
ثانيا درسنا موضوع الصيد البحري في المستويات كلها، ولكن خصوصا فيما يتعلق بالبرنامج الموجه إلى تشغيل الشباب، وتوجه الشباب إلى الصيد البحري،
ثم بعد ذلك في الدورة الأخيرة في السمارة درسنا موضوع قطاع النقل الجوي والنقل الطرقي ووضعنا برنامجا لجميع الأقاليم تمشي عليه،
والآن في الصحة الذي هو موضوع يمس مباشرة حياة المواطنين اليومية، هذا البرنامج الذي أبرم اليوم في هذه الدورة، هو برنامج يريد الرقي بمستوي الصحة في المنطقة، ولكن نوعيا،
الدولة أنجزت الكثير من المشاريع في المنطقة، من مستشفيات ومراكز صحية ومستوصفات وأطر طبية عالية المستوى في كل الأقاليم، لكن المستوى المعماري والمستوى المعيشي والتطور الاقتصادي والاجتماعي الذي وصلت له الجهات الثلاثة، أصبح يتطلب مستوى آخر من الصحة، وعلى هذا الأساس أبرمنا اتفاقية برنامج مع وزارة الصحة ووزارة الداخلية، الجماعات المحلية، ووكالة التنمية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ب 22 مليار سنتيم، 220 مليون درهم، بالإضافة إلى غلاف مالي قدره 5 ملايير سنتيم، 50 مليون درهم الموجود حاليا في طور الانجاز من طرف وزارة الصحة، أي ما مجموعه 27 مليار،ماذا يراد بهذا الغلاف؟
نحن اعتبرنا في هذا البرنامج البعد الجغرافي للمنطقة، وضرورة الاكتفاء الذاتي فيما يتعلق بالميادين العلاجية ووضعنا مع الوزارة المعنية بالأمر برنامجا يلبي أولا الحاجيات المحلية، أينما يوجد نقصان،مثلا هناك نقصان فيما يتعلق بالزاك، طرفاية في بير كندوز بناحية أوسرد،
ولكن خاصة للمراكز الاستشفائية للجهات الثلاثة، كلميم مثلا يوجد فيها مستشفى محلي، سيرقى مباشرة إلى مستشفى جهوي يتوفر على جميع الاختصاصات، وحينما نقول جميع الاختصاصات بجميع الاختصاصيين، بحيث إنه سيصبح مستشفى يساوي مستشفى أكادير فيما يتعلق بالاختصاصات، هذا لم يعرفه كلميم من قبل، فيما يتعلق بالجراحة الكبرى بما فيها جراحة العظام وجراحة المفاصيل، فيما يتعلق بجراحة الأطفال، وطب القلب، وطب العيون والأنف والحنجرة، وطب الأمراض العقلية، وجراحة الدماغ وطب النساء والمواليد والتجهيزات الأساسية، سيصبح في كلميم الذي لا يتوفر إلا على تجهيزات أشعة متواضعة إلى سكانير،
يعني بأنه سيصبح مستشفى يلبي حاجيات المنطقة المحيطة بكلميم كلها من جميع النواحي ولن يحتاج مستقبلا في آجال ثلاث سنوات ساكنة المنطقة إلى الذهاب إلى الرباط أو الدار البيضاء أو مراكش أو أكادير.
بطبيعة الحال أن هناك إعادة نظر في تجديد مستشفى طانطان وإعادة تجهيزه، والسمارة تجديد مستشفاها وإعادة تأهيله، وبوجدور كذلك، ورفع المستشفى الإقليمي للداخلة إلى مركب استشفائي جهوي بنفس النمط الموجود في كلميم كذلك بالسكانير والجراحة المعقدة لجميع التخصصات.
في العيون، مستشفى العيون سيصبح مركب مرجعي، أي سيصبح كمستشفى ابن سينا في جميع التخصصات، بمستعجلات تساوي مستعجلات الرباط المستقبلية، سنضيف إلى العيون الذي هو موجود فيه سكانير حاليا، سنضيف إليه IRM. هو جهاز متطور عن السكانير، والذي هو بطبيعة الحال صعب توفره، ويتطلب أطر لتسييره كبيرة جدا،
وكذلك وبموافقة جمعية للا سلمى لأمراض السرطان، بناء مستشفى السرطان بالعيون، الانكولوجيا، ليواجه جميع الحاجيات للمنطقة بحيث أنه سيصبح هناك اكتفاء ذاتي في ميدان الصحة لا فيما يتعلق بالصحة الوقائية، هناك مراكز سيتم فيها بناء مراكز صحية فيها محلات للولادة، ومحلات علاجية، وبطبيعة الحال سنخلق بالعيون SAMU الذي سيكون جهاز فيه للتنقل، لنقل الأمراض، كما هو موجود في الدار البيضاء حاليا،
بالإضافة إلى هذا سيكون في كل إقليم، الأقاليم الثمانية التي هي منضوية تحت اختصاصات المجلس، لكل إقليم سيارات رباعية الدفع، تسمى في وزارة الصحة ببرنامج الصحة القروية، هذه السيارة المجهزة، ستقوم بصفة شهرية بنقل الأطباء إلى البادية، وعلاج الناس القاطنين في الخيام والدواوير، أو علاجهم بصفة دورية أي لمدة كل شهر، أي 12 مرة في السنة،
وستكون هناك 8 سيارات من هذا النوع في كل إقليم، كلميم، طانطان، اسا الزاك، السمارة، العيون، بوجدور، الداخلة، أوسرد، بالإضافة إلى ذلك ان هذا البرنامج يضم ثلاث وحدات طبية متنقلة: كلميم، العيون، الداخلة، التي هي وحدات مجهزة بكل ما يكفي، كذلك للتنقل إلى الجماعات التي لا تتوفر على مستشفيات،
إذن نقول بأن هذا البرنامج، هو برنامج يهيئ لترقى المنطقة إلى الحكم الذاتي لأنه سيزودنا بثلاثة مراكز أساسية ستجعل العلاج قريبا من المواطنين، وهو علاج مثل المقدم في الرباط والدار البيضاء، العلاج الذي هو في مستوى المستشفيات الطبية الجامعية، وحينما نقول أن هذا البرنامج وضع من الناحية المادية فيما يتعلق بالبنايات والتجهيزات، نقول إن وزارة الصحة ستضع مواكبة له كذلك من حيث البرنامج البشري، فلا يمكن فتح اختصاص طب القلب إلا إذا كان هناك أطباء القلب في عين المكان، لا يمكن فتح قطب طب الدماغ والأعصاب إلا إذا كان هناك أطباء في هذا التخصص..
في العيون كذلك سنقيم شيئا مهم جدا في المستشفى وهو وحدة طبية خاصة بعلاج إصابات الحروق، وهي وحدة لا توجد في الجنوب كله، حيث أن كل الناس الذين سيتعرضون لحروق طفيفة أو متوسطة أو خطيرة إلى آخره، يمكن أن يعالجوا في مركز جديد سيفتح بمدينة العيون، والذي سيكون في الحقيقة في مستوى عالي،
هذا البرنامج إذا أضفناه إلى البرامج الأخرى سيرقى بالمنطقة إلى مستوى صحي هائل جدا وسيزيد من تحسين مستوى صحة المواطنين، وسيكون كذلك كفيلا بتطبيق السياسة الحكومية المتعلقة بالضمان الصحي، لا فيما يتعلق بالناس المتوفرين على شغل أو الذين لا يتوفرون على مدخول، إذن سيتوفرون كذلك على مراكز قابلة لإيوائهم وعلاجهم والتكفل بصحتهم.
أريد أن أقول أنه كذلك بمناسبة هذه الدورة، أن المجلس قام بحل قضية من القضايا كانت مستعصية تخص فئة من فئات مجتمعنا ألا وهي الأساتذة الموروثين من عهد الاستعمار، فالحمد لله استطعنا أن نحل المشكل، واتفقنا مع الإدارات المعنية فيما يتعلق بطرق التعويضات الواجبة لهم، وهذا المشكل الحمد لله تمت تصفيته وسندخل في قضايا أخرى إن شاء الله.

المذيعة: السيد خليهن ولد الرشيد، رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، كنتم معنا في هذا اللقاء الخاص مع قناة العيون الجهوية، شكرا جزيلا لكم.

خليهن ولد الرشيد: شكرا، الله يبارك فيك.

 

 الموقع لا يتحمل مسؤولية سير عمل ومضمون الروابط الإلكترونية الخارجية !
جميع الحقوق محفوظة © المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية 2024