البرقية المرفوعة
إلى حضرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده
بعد اختتام الدورة العادية الثانية لسنة 2007
للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المصطفى الأمين
وآله وصحبه أجمعين.
مولاي صاحب الجلالة والمهابة
أعز الله أمركم وخلد في الصالحات ذكركم.
بعد تقبيل يديكم الكريمتين، وتقديم مايليق بالمقام الشريف من فروض الطاعة والولاء، يتشرف خديم الأعتاب الشريفة رئيس المجلس الملكي الإستشاري للشؤون الصحراوية، أن يرفع إلى جنابكم الشريف أسماه الله وأعزه، برقية الولاء والإخلاص لشخصكم الكريم، بمناسبة اختتام دورة المجلس العادية الثانية لسنة 2007 التي أمرتم جلالتكم بانعقادها بمدينة السمارة يومي 6 و7 ذو الحجة 1428 الموافق ل17 و18 دجنبر 2007، حيث تدارس وتداول، يا مولاي، في نقطتين أساسيتين تتعلقان ب:
. الحكم الذاتي حل نهائي لتحقيق المصالحة والعودة الكريمة.
. النقل الجوي والشبكة الطرقية بالأقاليم الجنوبية.
مولاي صاحب الجلالة،
لقد انكب، أعضاء مجلس جلالتكم الاستشاري للشؤون الصحراوية، طيلة هذين اليومين على مناقشة جميع الجوانب المتعلقة بالنقطتين المدرجتين في جدول أعمال هذه الدورة بشكل جدي وبغيرة وطنية.
وقد تداول خدامكم الأوفياء أعضاء المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، موضوع الحكم الذاتي حل نهائي لتحقيق المصالحة والعودة الكريمة، في جميع جوانبه، وأبعاده المستقبلية، بروح وطنية صادقة، وبقناعة ثابتة على العرى التاريخية، التي ظلت تربط دوما قبائل الصحراء العريقة بالملك وبالعرش العلوي المجيد، وتجديدا لرابطة البيعة الوثقى، التي لا انفصام لها، وقدسية الثوابت الأساسية للأمة، المتمثلة في الوحدة الوطنية والوحدة الترابية، والاحترام الكامل للسيادة التامة للمملكة المغربية على جميع أنحاء ترابها من طنجة إلى الكويرة ، غير القابلة للمساومة.
وبهذه المناسبة، يا مولاي، لا يفوت مجلس جلالتكم الاستشاري للشؤون الصحراوية بأن يثمن ويكتب بمداد الفخر والاعتزاز، انتفاضة العودة في أكجيجيمات بضواحي تيفاريتي، التي دوت من داخل مخيمات تيندوف المحاصرة وصدحت بأعلى صوتها ومن أفواه شبان وشيوخ ونساء بتأييدها لمبادرتكم الفريدة وبتقديم آيات الولاء والإخلاص لشخصكم الكريم متحدين آليات القمع وأغلال الاستعباد، ودووا بها صيحة تنذر بأفول شمس الانفصال الى الأبد وإقرار واقع الوحدة الأزلية في مؤتمر أكجيجيمات التاريخي، بشجاعة أعلنوا فيها، يا مولاي، عن تأييدهم المطلق لمشروع الحكم الذاتي، وذلك بوضع حد نهائي للمعاناة والتفرقة والتشتت.
كما أصدر خدامكم الأوفياء، يا مولاي، نداء السمارة، يحثون فيه سكان المخيمات فوق أرض لحمادة، وقادة جبهة البوليساريو على الانخراط في مسلسل الحل النهائي لهذه القضية والعودة الكريمة، ويجعلون بذلك حدا لحياة اليأس والتشرد وتفريق العائلات.
وبعد ذلك تم التداول، يا مولاي، في النقطة الثانية من جدول أعمال هذه الدورة، المتعلقة بمجال النقل الجوي والشبكة الطرقية بالأقاليم الجنوبية، حيث تداولها خدامكم الأوفياء أعضاء المجلس بكل مسؤولية وفخر واعتزاز، مقدمين تصوراتهم كل واحد من موقعه لكيفية الإنجاز وطرق العمل واليات تطوير هذا القطاع حتى يساير متطلبات المنطقة على جميع المستويات السوسيو اقتصادية، كمؤشر من مؤشرات التنمية المستدامة المندمجة لهذه المناطق.
وإنها، يا مولاي، لمناسبة غالية لخدامكم الأوفياء، أعضاء المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية ليجددوا ولائهم وإخلاصهم للقائد الملهم عاهل البلاد المفدى وضامن وحدتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعزه الله ونصره، معربين لجلالته عن تعبئتهم الشاملة واللامشروطة، وتجندهم الدائم وراء جلالته في جميع مبادراته للدفاع عن الوحدة الترابية والوحدة الوطنية للمملكة المغربية الشريفة.
حفظكم الله يا مولاي وجعل النصر حليفكم وأسدل على جلالتكم رداء الصحة ودوام العافية، وحقق على يديكم الكريمتين ما يصبو إليه شعبكم الوفي من عز ورفعة وسؤدد، داعين المولى جلت قدرته أن يجعلكم ذخرا وسندا لهذه الأمة وقائدا لمسيرتها التنموية، وضامنا لاستقرارها وأمنها ووحدتها وأن يقر عينكم بولي عهدكم صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وأن يشد أزركم بصنوكم صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وسائر أسرتكم الشريفة وإنه سميع الدعاء، والسلام على المقام العالي بالله ورحمته تعالى وبركاته.
حرر بالسمارة، في يومه الثلاثاء 7 ذو الحجة 1428 الموافق لـ18 دجنبر 2007.
إمضاء: خديم الأعـتاب الشريفة
خليهن ولد الرشيد
رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية.