Document sans titre  
الـعـربية Español Français English Deutsch Русский Português Italiano
الجمعة 26 أبريل 2024
دورات المجلـس

حث المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية قيادة  البوليساريو على تحكيم منطق العقل والتاريخ بالعودة إلى أرض الوطن وتبني مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد الممكن والواقعي, وانتصارا للحق والكرامة والتصالح ولم الشمل، وفيما يلي النص الكامل لهذا النداء الذي خلص اليه المجلس عقب اختتام الدورة العادية  الثانية لمدينة السمارة.




 نداء السمـارة

عقد المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، يومي 06 و 07 ذو الحجة 1428 الموافق ل 17 و 18 دجنبر 2007، دورته العادية الثانية لشهر دجنبر 2007، بمدينة السمارة، حاضرة العلم والجهاد بالأقاليم الجنوبية للمملكة، خصص جدول أعمالها للتداول في القضايا التي تهم التنمية المحلية للأقاليم الجنوبية، وكذا مسار تطور قضية وحدتنا الترابية تحت شعار: "الحكم الذاتي: حل نهائي لتحقيق المصالحة والعودة الكريمة".

وقد اغتنم أعضاء المجلس هذه الدورة، لتأكيد افتخارهم واعتزازهم بمساهمتهم الكاملة في بلورة المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وفي المواكبة اليقظة لجميع مراحلها، باعتبارها حلا يصون السيادة والوحدة الترابية للمملكة، ويحترم خصوصيات ساكنة الأقاليم الجنوبية، ويراعي المعايير الدولية في مجال الحكم الذاتي، ويضع حدا للمأزق الذي وصل إليه ملف الصحراء، بعد أن تبين للمنتظم الدولي استحالة تطبيق كل المخططات السابقة المتجاوزة.
كما أكد المجلس، على أن هذه المبادرة التاريخية والشجاعة، هي الوسيلة المثلى، لحل هذا النزاع الذي طال أمده، وعلى أنها الخيار الوحيد القابل للتطبيق في إطار الشرعية الدولية.
وإن المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، وهو يؤكد تمسكه بمقترح الحكم الذاتي، ليستحضر مواقف المنتظم الدولي التي تثمن المبادرة المغربية من خلال القرارين 1754و1783، اللذين شهدا للمبادرة المغربية، دون سواها، بالجدية والمصداقية، واللذين وضعا حدا نهائيا، وشكلا قطيعة مع جميع المقاربات الفاشلة السابقة لحل قضية وحدتنا الترابية.
وفي نفس الإطار، فقد تواصل هذا المجهود بالمشاركة الفعلية والفعالة للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية في جولتي المفاوضات، التي جرت بمنهاست بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقد انكب المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، خلال هذه الدورة، على تدارس الوضعية المأساوية التي يعيشها إخواننا في تندوف، في ظروف قاسية ومعاناة الأسر والأطفال للتشرد والتفرقة، واستغلال وضعيتهم المأساوية لاستجداء الإعانات والمساعدات الدولية، والتلاعب بها وتحويلها عن أهدافها الإنسانية النبيلة، وجعلها وسيلة للاغتناء والاستغلال الشخصي.
وأمام هذا الوضع، ومن فوق أرض السمارة الطيبة، التي قدمت تضحيات جسيمة، من أجل الحرية والعزة و الكرامة، ننادي ونقول لإخواننا المتحكمين في رقاب ذوينا الموجودين في مخيمات تيندوف، كفى من المعاناة. كفى من اليأس والتشرد. كفى من تفريق العائلات وخلق أجيال بدون مستقبل ولا هوية. كفى من تكريس هذا الوضع اللا إنساني، الذي يعيشه المحرومون من العودة إلى الوطن الأم، المحتجزين بمخيمات تيندوف. كفى من الشعارات المغرضة، والمواقف والإيديولوجيات المتجاوزة، التي لا تخدم أحدا إلا مصالح الأعداء، الذين يكنون الحقد الدفين للمغرب، ويعملون كل ما في وسعهم من أجل زعزعة استقرار المنطقة.
إننا نناشدكم الله أن تحرروا أنفسكم من الأفكار، التي تجاوزها العصر، وأطروحات الحرب الباردة، المبنية على الفكر الوحيد. فأهلنا يريدون حلا حقيقيا، ويعلمون علم اليقين، في المخيمات وأينما وجدوا، أن الحل الوحيد الممكن والواقع، هو مبادرة الحكم الذاتي، التي تحفظ ماء الوجه للجميع، والتي لا تشكل هزيمة لأي طرف، وإنما هي انتصار للحق و الكرامة والتصالح، ولم الشمل.
لذا ، فإن المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، يناشد إخواننا بمخيمات تيندوف، أن يحكموا منطق العقل والتاريخ، بالعودة إلى أرض الوطن الأم، أرض العطاء والدفء، أرض المصالحة والديمقراطية وحقوق الإنسان.
وبالعودة الكريمة لجميع سكان مخيمات تيندوف، سيعود الأمل للأجيال الصاعدة المضحى بها، والتي هي معقد الأمل في غذ مشرق، تنعم فيه هذه الأجيال بمستقبل مضمون في مغرب قوي بجميع مكوناته.
نناشدكم الله، فرادى وجماعات، لتلبية هذا النداء. نداء الأخوة و الوفاء. نداء الوطن الغفور الرحيم. نداء الأب الحنون، الذي يفتح ذراعيه، ويمد يده لأبنائه ليلتئم الشمل، وتعم الفرحة والخير والبركة والأمن والسكينة. فلا تضيعوا هذه الفرصة التاريخية، لأن الحكم الذاتي حل نهائي لتحقيق المصالحة والعودة الكريمة.
"إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يوتكم خيرا."
صدق الله العظيم

وحرر بمدينة السمارة يوم الثلاثاء 07 ذو الحجة 1428الموافق ل 18 دجنبر 2007

 

 

 الموقع لا يتحمل مسؤولية سير عمل ومضمون الروابط الإلكترونية الخارجية !
جميع الحقوق محفوظة © المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية 2024