Document sans titre  
الـعـربية Español Français English Deutsch Русский Português Italiano
الجمعة 19 أبريل 2024
دورات المجلـس

 رفع رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية برقية ولاء وإخلاص إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس وذلك على إثر اختتام الدورة الدورة الاستثنائية للمجلس. وفي ما يلي نص هذه البرقية :




نص البرقية
الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على سيد الأنبياء
والمرسلين و على آله وصحبه أجمعين
مولاي أمير المؤمنين، صاحب الجلالة والمهابة الملك محمد السادس، أدام الله عزكم وعلاكم
نعم سيدي أعزكم الله
يتشرف خديم الأعتاب الشريفة، رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، باسمه الخاص ونيابة عن كافة أعضاء المجلس، بعد تقبيل يديكم الكريمتين، و تقديم ما يجب من فروض الطاعة و الولاء و مكين الوفاء و التشبث بعرشكم المنيف، والإعراب عن التعلق الدائم بشخصكم الكريم، بأن يرفع إلى مقام جلالتكم الشريفة هذه البرقية بمناسبة اختتام أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون  الصحراوية،  المنعقدة  في آخر  جلساتها  بالرباط  أيام  الاثنين والثلاثاء، 12 و 13 ذو القعدة سنة 1427، الموافق ل 4 و 5 دجنبر 2006، حيث يتابع فيها المجلس، يا مولاي، مناقشة النقطة الثانية لجدول أعمال هذه الدورة، والمتعلقة بمشروع الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية.
مولاي صاحب الجلالة،
فبعد أشغال الجلسة الأولى لهذه الدورة الاستثنائية لمجلس جلالتكم الاستشاري للشؤون الصحراوية، المنعقدة بالرباط أيام الخميس، الجمعة والسبت 27، 28 و29 ربيع الثاني عام 1427 الموافق لـ: 25 26 و27 مايو سنة 2006 و التي تناولت فيها مداخلات أعضاء مجلس جلالتكم دراسة مشروع الحكم الذاتي، من كل جوانبه القانونية، و المؤسساتية، في جو طبعته الموضوعية، و النقاشات الجادة البناءة التي عبرت عن مدى غيرتهم الوطنية، و تقديرهم حق قدرها للمسؤولية الملقاة على عاتقهم، من طرف جلالتكم بشأن تصوراتهم و مقترحاتهم بخصوص مشروع الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية، في إطار السيادة المغربية ووحدتها الوطنية ووحدتها الترابية، فكانت لهم مناسبة فريدة من نوعها، و لأول مرة في تاريخ المملكة المغربية، أتاحت للجميع فرصة إبداء رأيه و مقترحاته و تصوراته بكل حرية و شفافية  تامة نهجها الجميع بكل صدق و أمانة.
انكب مجددا، يا مولاي ، خدامكم الأوفياء، أعضاء المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، خلال أيام الاثنين والثلاثاء، 12 و 13 ذو القعدة 1427 الموافق ل 4 و 5 دجنبر 2006، على متابعة مناقشة مشروع الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية، ووضع اللمسات الأخيرة عليه، حيث تميزت أشغالها ، يا مولاي ، مجددا بالجدية وحدة النقاش الإيجابي الشفاف، مستحضرين طيلة أشغالهم نفحات ما جاء في خطاب جلالتكم السامي، بمناسبة تخليد الذكرى الواحدة والثلاثين للمسيرة الخضراء المظفرة، الذي نوهت فيه جلالتكم بما يبذله المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، رئاسة وأعضاء، كل حسب موقعه في خدمة القضية الوطنية، حيث أضفى، يا مولاي، تنويهكم هذا، دينامية وحماسا في عمل كل أعضاء المجلس، وزادهم فخرا واعتزازا وتشجيعا وتشريفا للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية ككل، للسير وفقا للنهج الذي رسمتموه له وعملا بالتوجيهات السامية لجلالتكم.
فبعد نظر جلالتكم، يا مولاي، و سداد رأيكم لمنح رعاياكم الأوفياء لهذه المناطق، حق المذاكرة في شأنهم المحلي بكل شفافية، و حرية، داخل إطار مجلس جلالتكم الاستشاري للشؤون الصحراوية، إذ أبيتم جلالتكم إلا أن تعطوا لهذا المجلس من الرفعة، والرشد والحكمة ، ما جعله، يا مولاي، يقوم بالمهام التي أنطتموه بها  بكل نزاهة و أمانة و صدق.
فبعد وقت وجيز من زيارتكم الميمونة و خطابكم التاريخي لمدينة العيون يوم 25 مارس 2006 ، ها نحن، يا مولاي، أعضاء المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية نستجيب لأوامركم المطاعة بعز  و افتخار، و نقدم لجلالتكم اقتراح مشروع الحكم الذاتي ، و هو مقترح مشروع حل ذا مصداقية يتماشى و مصالحنا الوطنية الكبرى بالحافظ على وحدتنا الترابية و وحدتنا الوطنية من طنجة إلى الكويرة بكامل السيادة، سيادة لا رجعة فيها، و لا نزاع حولها و يعطي فلذات كبدكم أبنائكم البررة في الصحراء ما تصبون له في حقهم من عز و كرامة و طمأنينة و راحة بال تحت ظلال أشجار دوحتكم الشريفة، و يشهد العالم بأسره على قوة عزيمتكم و معرفتكم و سداد رأيكم و جرأة سياستكم حتى يرحب عن اقتناع بالحل الذي ستقترحونه، و ليس ذلك بغريب عليكم فأنتم، يا مولاي، علم سليل أجدادكم الكرام.
و ما قراركم الشجاع هذا، يا مولاي، إلا محطة من محطات إصلاحات جلالتكم الكبرى منذ اعتلائكم عرش أسلافكم الميامين في مختلف المجالات التنموية سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا، فمبادرة جلالتكم، يا مولاي، لمنح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية بما يعنيه من إعطاء رعاياكم الأوفياء حق تدبير شأنهم المحلي، استجابة لما تمليه واجبات العصر لتأكيد أحقية بلدنا التاريخية و القانونية، و الشرعية و البشرية لمغربية الصحراء ، و فرصة ثمينة لإخراج مشروع المغرب العربي إلى حيز الوجود، إنه حل نهائي و عادل و شامل، يا مولاي، لقضيتنا الوطنية و تصالح بين جميع أطراف المجتمع المغربي، و إنها لخطوة جبارة كسبتم بها قلوب رعاياكم الأوفياء بهذه المناطق العزيزة على جلالتكم.
مولاي صاحب الجلالــة،
إن إشراككم، لرعاياكم الأوفياء بالمناطق الصحراوية في رسم إطار نظام الحكم الذاتي، قد أعطى بحروف بارزة وصورة واضحة ، لما تريدونه من خلالها، و كما هو معهود في جنابكم الشريف، في وضع حد نهائي للماضي حتى تطمئن قلوب و ترتاح نفوس رعاياكم الأوفياء بهذه المناطق، إنها وثبة ميمونة عملاقة نحو مستقبل أفضل ينعمون فيه بالأمن و الاستقرار و الديمقراطية، و يؤثرون فيه بشكل إيجابي قاطع في ترسيخ الشخصية المغربية، و النهوض بها وطنيا و إقليميا. إنه ، يا مولاي، نموذج يقتدى به عربيا إسلاميا و قاريا، وشكل من أشكال الحكامة الجيدة في تدبير الشأن المحلي وتجربة حكيمة في حل مثل هذه القضايا.
وإن خدام أعتابكم الشريفة، يا مولاي، ليعربون لجلالت كم في اختتام هذه الدورة الاستثنائية، عن امتنانهم العميق للثقة المولوية التي شملتموهم بها، والعرفان على ما تفضلتم به من عطاءات مستمرة لصالح رعاياكم الأوفياء بالأقاليم الجنوبية المشمولة دائما بكريم عنايتكم و عظيم رعايتكم و فائق اهتمامكم.
نسأل الله العالي القدير، أن يطيل في عمر جلالتكم، ويديمكم علينا نبراسا منيرا نهتدي به في جميع قضايانا الآنية والمستقبلية، و يبارك في خطواتكم الرشيدة ومواقفكم السديدة ويقر عينكم بولي العهد المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، ويشد أزركم بشقيقكم السعيد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة إنه سبحانه سميع الدعاء ومحقق الرجاء.
والسلام على مقامكم السامي و رحمة الله تعالى وبركاته.
وحرر بالرباط يوم الثلاثاء 13 ذو القعدة 1427 الموافق

لـ 5 دجنبر سنة 2006.
إمضاء : خديم الأعتاب الشريفة، خليهن ولد الرشيد، رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية.

 

 الموقع لا يتحمل مسؤولية سير عمل ومضمون الروابط الإلكترونية الخارجية !
جميع الحقوق محفوظة © المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية 2024