Document sans titre  
الـعـربية Español Français English Deutsch Русский Português Italiano
الجمعة 03 ماي 2024
دورات المجلـس

القي السيد خليهن ولد الرشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية  كلمة افتتاحية شاملة أثناء الدورة الاستثنائية للمجلس، تناول من خلالها آخر مستجدات قضية الصحراء. وفي ما يلي النص الكامل للكلمة:



بسم الله الرحمان الرحيم
السادة الوزراء،
السيد الأمين العام للمجلس
حضرات السيدات و السادة أعضاء المجلس.
باسم الله و على بركة الله نفتتح هذه الدورة الاستثنائية
يسعدني في البداية أن أرحب بكم جميعا في افتتاح هذه الدورة الطارئة، والتي تعقد بموافقة مولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، على جدول أعمالها والمتضمن لنقطتين أساسيتين، الأولى تتعلق بتكوين لجن المجلس طبقا للمادة 33 من النظام الداخلي للمجلس، والنقطة الثانية تتعلق بمناقشة مشروع الحكم الذاتي.

حضرات السيدات و السادة،

تمر اليوم ستين يوما على تاريخ القرار الملكي السامي بإنشاء المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية بمدينة العيون يوم 25-03-2006 بمناسبة الزيارة الميمونة لجلالته للأقاليم الجنوبية، والتي حدد فيها جلالته الإطار العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، والأهداف التي أنيطت به من أجل تحقيقها، وعلى رأسها الدفاع عن الوحدة الترابية والوحدة الوطنية، وإشراك جميع السكان في تدبير شؤونهم على كل المستويات، تعزيزا للخيار الديمقراطي والمهج ألتشاوري الذي ابتغاه جلالته التزاما لا رجعة فيه
وكما تعلمون، عقد المجلس الملكي أول دورة له في الرباط أيام 5-6-7 أبريل 2006، أقر خلالها النظام الداخلي للمجلس، كما كانت دورة عرفت نقاشا بناء، تكلل بانتخاب نواب الرئيس بالاقتراع السري المباشر.
فخلال الفترة التي تفصلنا عن الدورة الأولى للمجلس وجهنا رسالة إلى كافة ممثلي الجمعيات التي تدعم سكان مخيمات تندوف، وقد وافيناكم بنسخ منها في إبانها.
وبعد ذلك راسلنا السيد الأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي عنان وكافة أعضاء مجلس الأمن حول القضية الوطنية كرد فعل على الرسالة التي وجهها السيد المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة بمناسبة زيارة وزير خارجية بلاده إلى نيويورك، مؤكدين فيها على ثوابت قضية وحدتنا الترابية.

حضرات السيدات و السادة،

لقد شكلت زيارتنا للأقاليم الجنوبية أيام 27-28-29 أبريل 2006، أولى محطاتنا التواصلية المباشرة مع ساكنة الجنوب. تناولنا خلالها مختلف الجوانب المحيطة بقضيتنا الوطنية تاريخيا وسياسيا، كما وقفنا عند المبادرة الملكية الخاصة بالحكم الذاتي لهذه المناطق، حيث كانت فرصة سانحة للإطلاع عن قرب على جميع انشغالات رعايا صاحب الجلالة بهذه المنطقة، حيث التقيا خلالها بالهيئات المنتخبة والفعاليات السياسية والمدنية وأعيان وشيوخ القبائل. والشباب والمرأة وعرفت كل هذه اللقاءان الاستماع إلى آراء المواطنين والمواطنات التي تميزت بالوضوح والشفافية والنقد البناء واحترام الاختلاف، التي تنبع من غيرة صادقة وتشبث مطلق بوحدتنا الترابية وارتباط متين بين أبناء وقبائل هذه المنطقة بالعرش العلوي المجيد.
و بعد ذلك قمنا، و بأمر من مولانا المنصور بالله، بزيارة إلى أوروبا شملت كل من فرنسا و أسبانيا من يوم 3 إلى 9 مايو 2006، حيث كانت مناسبة كبيرة للقاء بالأحزاب السياسية والنقابات والبرلمانات ومراكز الدراسات الإستراتيجية وممثلي وسائل الإعلام السمعية والمرئية بكلا البلدين، حيث توجت هذه الزيارة، بنجاح بكل امتياز.

حضرات السيدات و السادة،

بناء على الظهير الشريف رقم 81. 06. 1 المتعلق بإحداث المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية في مادته السابعة، الفقرة الثانية، و المادة 33 من الفصل الثاني للنظام الداخلي للمجلس، و المتعلقة بتكوين اللجن كأداة فاعلة و آلية ناجعة في دينامية عمل المجلس، فإننا سننكب اليوم على خلق هذه اللجن التي تم حصرها في ما يلي:
1- لجنةا لشؤون الاجتماعية و التنمية البشرية و البيئة
2- لجنة الشؤون الخارجية و التعاون
3- لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان و الحريات العامة و سكان المخيمات
4- لجنة الشؤون الاقتصادية و التربية و التكوين
5- لجنة النهوض بالثقافة الحسانية و الإعلام و التواصل

حضرات السيدات و السادة،

أما النقطة الأخيرة من جدول أعمالنا، فإنها تحظى باهتمام خاص، وذلك لأنها ولأول مرة في تاريخ بلادنا سنناقش وكأبناء الصحراء مشروع الحكم الذاتي، هذا المشروع يستوجب إذن إعطاءه الوقت الكافي والجدية المطلوبة، هذه النقطة المتعلقة بمناقشة مشروع الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية، حيث أنها مبادرة ملكية سامية شجاعة يكتب لها بكل فخر واعتزاز بمداد من ذهب في تاريخ المغرب المعاصر، فهي ليست بمناورة ولا ضياعا للوقت للمنتظم الدولي ولا ذرا للرماد في الأعين، بل هي مبادرة ملكية كريمة من أجل غد أفضل، وعيش كريم، في أمن واستقرار لجميع رعاياه الأوفياء بهذه المناطق، وتعبيرا للتغيير الجدري في السياسة المغربية، ستنعكس إيجابيا على الأوضاع المحلية والجهوية و القارية، حيث ستكون نموذجا فريدا من نوعه، باعتبارها مبادرة أولى من نوعها في العالم العربي والإسلامي والإفريقي، ولا توجد إلا بالدول المتقدمة والراقية، يقتدى بها كشكل من أشكال حل النزاعات في مثل هذه القضايا، وهي المخرج الوحيد من المأزق الذي تعيشه المنطقة منذ ثلاثين سنة.
إن مشروع الحكم الذاتي، أيتها السيدات والسادة، يعد طفرة نوعية فريدة لم يسبق لها مثيل لأنها وكما جاء في خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله ليوم 25-03-2006: "إقرار حكامة جيدة، تقوم على توسيع مجال المشاركة في تدبير الشأن المحلي، وانبثاق نخب جديدة، قادرة على تحمل المسؤولية، وتوفير الوسائل القانونية، والإمكانيات المادية الضرورية، لتحقيق هذه الغايات، خدمة لمصالح المواطن، وحفظا لكرامته، وضمانا للصالح العام"، انتهى كلام جلالة الملك.
فهو مشروع إنصاف للصحراويين في مختلف الميادين:
- أولا: فيما يتعلق بالاعتراف الرسمي بمكانتهم في الدولة المغربية كمكون أساسي للأمة المغربية عبر التاريخ.
- ثانيا: أن الحكم الذاتي يعطي للصحراويين حقوقا ليست فقط اقتصادية و اجتماعية، وإنما حقوقا سياسية، أي أن هذا المشروع يفتح أمام أبناء المنطقة أمر تسيير شؤونهم بأنفسهم، ويسمح لهم اقتصاديا بالتمتع بما يحتاجونه من الخيرات، ويحافظ لهم اجتماعيا على كل العادات الخاصة بهم وشخصيتهم، ضمن سياق عام هو المملكة المغربية، لأن سكان الصحراء – وكما هو في علم الجميع – لهم روابط تاريخية ودينية مع أمير المؤمنين الذي هو ملك المغرب، وروابط لآبائهم وأجدادهم لا يمكن تحت أي شرط من الشروط ولا أي ظرف من الظروف ولا تحت أية طائلة، التخلي عنها ألا وهي البيعة.
ومن هذا المنطلق، أيها الإخوة والأخوات، يشكل لقاؤنا اليوم منعطفا مهما على عاتقنا إنجاحه، انتصارا لقيم العقل والحرية ونكران الذات، من أجل تكوين استشارة إيجابية متكاملة، نكون فيها جميعا كمجلس ملكي بكل مكوناته عند حسن ظن الساهر على وحدة هذا الوطن، وضمان سعادة واستقرار رعاياه الأوفياء من طنجة إلى الكويرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
إن هذا المشروع، أيها الكرام، سيطوي نهائيا ملف الصحراء المغربية، طبقا للشرعية الدولية، و بمثابة قمة تقرير المصير وتدبير الشأن العام مباشرة من طرف المواطنين، ومصالحة كبرى بين الصحراويين والإدارة وطيا لصفحة الماضي.

حضرات السيدات و السادة،

لا يفوتني هنا أن أعبر باسمي وباسم جميع أعضاء المجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية، أن أحيي الإخوة ممثلي جميع وسائل الإعلام المرئية منها والسمعية، وطنيا ودوليا، على الدعم الذي قدموه ويقدمونه لنا عبر المواكبة المستمرة لأنشطتنا، ونؤكد لهم أن أبوابنا مفتوحة أمام الجميع كمصدر وحيد للخبر فيما يتعلق بالمجلس وأنشطته.
وفقنا الله لما فيه خير ومصلحة هذا البلد الأمين، وأن يمدنا بالعون لرفع كل التحديات، وأن يكلل أعمالنا بالنجاح، وأن ينصر مولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وأن يشد أزره بصنو ه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


 

 الموقع لا يتحمل مسؤولية سير عمل ومضمون الروابط الإلكترونية الخارجية !
جميع الحقوق محفوظة © المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية 2024