Document sans titre  
الـعـربية Español Français English Deutsch Русский Português Italiano
الخميس 25 أبريل 2024
دورات المجلـس

خليهن: حالة اللا حل التي تتبناها جبهة البوليساريو هي مناورة لاستدامة النزاع

 انطلقت يوم الاثنين بمدينة السمارة أشغال الدورة العادية الثانية للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (كوركاس) التي تنعقد تحت عنوان "الحكم الذاتي , حل نهائي لتحقيق المصالحة والعودة الكريمة"



وقد ترأس الجلسة الافتتاحية لهذه الدورة رئيس المجلس السيد خليهنا ولد الرشيد, بحضور السادة شكيب بنموسى وزير الداخلية, وكريم غلاب وزير التجهيز والنقل, واحمد لخريف ولطيفة اخرباش كاتبي الدولة في الخارجية والتعاون.

وأبرز السيد خليهنا ولد الرشيد في كلمة ألقاها بالمناسبة أن هذه الدورة, وهي الثانية التي تنعقد في المنطقة بعد الدورة الاستثنائية التي أمر جلالة الملك بانعقادها بمدينة العيون يوم 29 يونيو الماضي لتدارس نتائج اللقاء الأول في منهاست , ستخصص لمناقشة عدد من المواضيع من بينها على الخصوص الحكم الذاتي كحل نهائي لتحقيق المصالحة والعودة الكريمة والنقل الجوي والشبكة الطرقية بالأقاليم الجنوبية

وأشار إلى أن المسلسل المتعلق بالحكم الذاتي وحل مشكل الصحراء بصفة نهائية انطلق بعد الزيارة الخالدة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس للعيون وخاصة بعد خطابه التاريخي ل25 مارس2006 الذي أسس بموجبه المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية.

وذكر رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية بالمراحل التي قطعها مسلسل الحكم الذاتي والترحيب والتقدير الواسع من معظم الدول في القارات الخمس الذي لقيته المبادرة المغربية التي قدمت إلى الأمين العام الأممي بتاريخ11 ابريل2007 .

كما ذكر بمصادقة مجلس الأمن على قراره التاريخي رقم 1754 الذي نوه من خلاله بجدية ومصداقية وأهمية المبادرة المغربية. وقال إن هذا القرار أرسى مقاربة جديدة لحل النزاع في الصحراء بنيت على أساس التخلي عن جميع المقاربات غير الواقعية السابقة والمخططات العقيمة السالفة وأكدت على التشبث بالمفاوضات المبنية على حسن النية كوسيلة وحيدة للحل النهائي لهذا النزاع الذي طال أمده.

وأضاف قائلا" نعتبر بحق أن القرار1754 صار انطلاقة جديدة وكفيلة بحل مشكل الصحراء المغربية في اقرب الآجال...إذا توفرت النية الحسنة عند الإطراف الأخرى"

وذكر بمفاوضات منهاست في جولتيها الأولى والثانية ودخول الأطراف في مرحلة جديدة لمعالجة القضية بأسلوب حضاري يمكنه أن يفضي إلى حل نهائي يرضي الجميع.

ولاحظ أن هاته المفاوضات أربكت جبهة البوليساريو ومن معها, لأنها تعتبر قطيعة تامة مع المساطر الماضية وأسست لمسلسل جديد بدايته القرار1754 الذي يطالب بل ويلح على تنظيم مفاوضات مباشرة تفضي إلى حل نهائي متفق عليه وينال رضا الجميع

وذكر السيد خليهنا ولد الرشيد بأن مجلس الآمن أكد في قراره الأخير رقم 1783 على اتباع نفس المقاربة الجديدة التي سنها لحل النزاع في الصحراء .كما جدد الاعتراف بمصداقية وجدية المبادرة المغربية

وأوضح أن المملكة المغربية أبت إلا أن تعبر عن حسن نيتها بتأسيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية الذي يعتبر المشاركة المباشرة لأبناء المنطقة في تحديد معالم مستقبلهم وتقديم مشروع الحكم الذاتي , أداة راقية لحل هذه  القضية على أساس لا غالب ولا مغلوب

وأبرز أن قبول التفاوض المباشر مع جبهة البوليساريو يعد تعبيرا صادقا وشجاعا عن حسن نية المغرب لوضع حد نهائي لهذا النزاع الذي طال أمده عبر الحوار والتفاوض والتصالح

ولاحظ أن الطرف الآخر الذي هو في نفس الوقت عدة أطراف مازال غامض الأهداف ولم يتوفر لديه حسن النية بعد. وذكر في سياق متصل بتشبث تلك الأطراف بالمطالبة باستفتاء مبني على أساس تحديد الهوية, ظهر أنه غير قابل للتطبيق مشيرا إلى أن تلك المطالبة ليست في الحقيقة سوى" إرادة مبيتة لإطالة النزاع لأسباب أخرى غير معلنة"

وقال رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية" لم يكن هناك أبدا عبر التاريخ أي كيان منفصل عن المغرب في هاته المنطقة", مبرزا أن الصحراويين" ظلوا عبر هذا التاريخ مكونا أساسيا وجوهريا من الأمة المغربية, ولم يخضعوا أبدا لأية سلطة غير سلطة السلاطين المغاربة عبر البيعة المقدسة"

واستعرض السيد خليهنا ولد الرشيد عددا من المحطات التاريخية التي تجسد هذه الحقيقة وما اضطلع به أبناء المنطقة من دور أساسي في الكفاح من اجل الاستقلال واستكمال الوحدة ومشاركة الصحراويين كقبائل وكأفراد في صنع تاريخ المغرب البعيد والقريب

وقال إنه" من العبث أن يحاول أحد أن يؤسس الانفصال ابتداء من1973 لأنه لا يمكن لأي كان أن يدعي أن هناك تاريخا يفصل بأي شكل من الأشكال بين المغرب وصحرائه"

وذكر في هذا السياق بأن هناك ارتباطا دينيا عبر البيعة وآخر إنسانيا عبر الروابط العائلية وارتباطا جهاديا عبر المقاومة والمشاركة في القضايا الوطنية الكبرى وارتباطا اقتصاديا وتجاريا أيضا

ولهذه الأسباب , يضيف السيد خليهنا ولد الرشيد, يعتبر نزاع الصحراء نزاعا بني على أساس مخلفات الحرب الباردة وعلى مطالب أخرى غير معلنة لا تمت من قريب ولا من بعيد للصحراويين

وأبرز انه نظرا لعمق تلك الروابط التي كانت وما زالت وستظل تربط بين الصحراويين وملك المغرب, وتجذرها المتين وتشبثها بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها, لا يمكن لأية محاولة أيا كانت وكيف ما كانت المدة التي تستغرقها أن تنال من هذه الوحدة ولا من رابطة البيعة التي هي في أعناق كل الصحراويين

وانطلاقا من ذلك , يضيف السيد خليهنا ولد الرشيد" نقول للجماعة التي تقود جبهة البوليساريو بأنه لا فائدة من وراء الشعارات ولا طائلة من وراء التشبث بالمستحيل ولا نتيجة من العناد الغير المعقول"

ولاحظ أن جبهة البوليساريو" ليست جبهة ديمقراطية, ولم تكن كذلك في يوم من الأيام, لأنها بنيت على أسس نظام شمولي دكتاتوري هدفه هو السيطرة التامة على المواطنين والمراقبة الكاملة لهم ولتصرفاتهم وإحصاء أنفاسهم"

وأكد السيد ولد الرشيد أنه" من الضرورة الملحة التفكير جليا في تغيير أسلوب هذه الجماعة التي تراهن على السراب وتحلم بأمر لن يتحقق أبدا", مبرزا أنه "حان الوقت لكي تعيد جبهة البوليساريو النظر في حساباتها وترتب أوراقها وتعلم (...) بأن الاستفتاء الباطل المبني على تحديد الهوية المزورة لن يتحقق أبدا وبأن انفصال الصحراء عن المغرب لن يتحقق كذلك أبدا, وأن إطالة هذا النزاع لا فائدة من ورائها"

وقال إنه" حان الوقت لهاته القيادة أن تعلم أن وجود المخيمات في تندوف يعتبر كارثة إنسانية وأخلاقية ومجتمعية", مشددا على أن الأوضاع المزرية في هذه المخيمات سببها البوليساريو, لأنها هي التي خططت لوجودها في تندوف وهي التي حاصرت سكان هذه المخيمات هناك لأزيد من ثلث قرن, في خرق سافر لحقوق الإنسان.

وأبرز في هذا السياق أنه إذا كان تشتت العائلات قد أضر بالصحراويين, فسبب ذلك هو جبهة البوليساريو التي أرادت التشرذم والتفرقة لهذه العائلات

وأكد أن الجبهة ,ومن يحركها, لاعتبارات الهيمنة على حساب معاناة فئة من سكان الصحراء المحتجزين وخليط من المرتزقة وضحايا مآسي منطقة الساحل, ارتكبت خطأ فادحا باستغلالها لسكان مخيمات لحمادة بتندوف كورقة سياسية خاسرة كانت انعكاساتها على الساكنة وخيمة

وأوضح رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية أن المغرب جاء بمقاربة جديدة لحل قضية الصحراء, وهي مقاربة شجاعة ومقدامة مبنية على المصالحة والمسؤولية ونسيان مخلفات الماضي وفتح صفحة جديدة من التراضي والتآخي, وذلك بإقرار الحكم الذاتي.

وقال إنه أضحى من الواجب على قادة جبهة البوليساريو أن يغتنموا فرصة المقترح المغربي الذي يتيح لهم الخروج من الورطة التي وقعوا فيها, وذلك من خلال قبولهم لمشروع الحكم الذاتي في أسرع وقت ممكن والتخلي عن المواقف المزدوجة وعن الأحلام الكارثية, إذا كانوا فعلا, يسعون إلى مصلحة أبناء الصحراء.

وأكد السيد خليهنا ولد الرشيد في سياق متصل أن" جميع المؤشرات تشير إلى أن هناك انفصاما يجري حاليا بين سكان مخيمات تندوف والقيادة المفروضة والمعزولة والمتجاوزة لجبهة البوليساريو

وأبرز أن سكان المخيمات يريدون العودة إلى ديارهم بطريقة مشرفة وكريمة للمساهمة في المسيرة التنموية في المنطقة والتمتع بحياة طبيعية مثلهم في ذلك مثل باقي السكان

ولاحظ أن "حالة اللا حل" التي تتبناها جبهة البوليساريو  تمثل مناورة لاستدامة النزاع, على اعتبار أن المطالبة بالمستحيل, هي إرادة واضحة لاستدامة النزاع, وهي ما يعني الخضوع لأجندة غير معلنة تأسست عليها تلك الجبهة

وأعرب السيد خلي هنا في ختام كلمته خلال الجلسة الافتتاحية , التي حضرها أيضا الأمين العام للمجلس السيد ماء العينين ماء العينين بن خليهنا, عن الأمل في أن تكون الجولة القادمة من المفاوضات التي تنطلق في الأسبوع الأول من يناير المقبل بمنهاست, مناسبة لإظهار حسن نية الطرف الآخر, تكون مبنية على الصدق واحترام إرادة الصحراويين ورغبتهم في العيش داخل الوطن الأم المملكة المغربية, وفي ظل الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

وخلص إلى القول أن المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية, وسيرا على النهج الملكي الراسخ باقتران الوحدة بالتقدم والديمقراطية والتنمية, سيتدارس في هذه الدورة إشكالية النقل الجوي والشبكة الطرقية بالأقاليم الجنوبية, لما لهذا القطاع من أثر على انفتاح الأقاليم الصحراوية وتقدمها وتحفيز الاستثمار.

المصدر: و م ع
( خبر يهم ملف الصحراء الغربية)

 

 الموقع لا يتحمل مسؤولية سير عمل ومضمون الروابط الإلكترونية الخارجية !
جميع الحقوق محفوظة © المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية 2024