وقال رئيس الغرفة بعد لقاء بوفد الكوركاس الذي يقوم بجولة في جزر الكناري يوم السبت: "نحن مرتاحون بعد المحادثات التي أجريناها مع رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، ومقتنعون بشكل كبير أن المستقبل الحقيقي لحكومة الكناري سيكون بالحكم الذاتي لجنوب المغرب".

وأعرب مسؤولو الغرفة التجارية بجزر الكناري عن ارتياحهم بشأن مجريات معبرين عن رغبتهم في نجاح مشروع الحكم الذاتي الذي سيكرس المزيد من التفاهم و التواصل بين الأشقاء في الضفتين.

ورحب رئيس الغرفة التجارية بجزر الكناري، خيسوس سواريس خيل، في بداية اللقاء باسمه وباسم مكوناتها بوفد الكوركاس وعلى رأسهم السيد خليهن ولد الرشيد الذي خاطبه بصفة الرئيس والصديق، متناولا في كلمته أهمية جزر الكناري على مستوى الموقع الجيوستراتيجي الذي تتميز به، والذي وضعها في قلب العولمة، حيث تعتبر ملتقى تجاريا لثلاث قارات فهي تمثل الجنوب الأوروبي وحلقة وصل بيه وبين القارة الإفريقية و الأمريكية، وتتوفر على ميناء تجاري يلعب دورا محوريا بين هذه القارات وحتى القارة الأسيوية .

وانتقل بعد ذلك إلى الإشادة بالعاهل المغربي الذي يولي أهمية خاصة لتوطيد علاقات التفاهم مع محيطه الدولي وخاصة الجارة الإسبانية و الدفع بالعلاقات بين الجنوب المغربي و جزر الكناري . وحيا رئيس الغرفة إرادة المغرب جعل المناطق الجنوبية تتمتع بالحكم الذاتي، وعمق الروابط التي تجمع ساكنة الأقاليم الصحراوية بجزر الخالدات والتي شهدت ازدياد عدد من أبناء الصحراء بمصحاتها الطبية

كما اعتبر تطبيق نظام الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية سيزيد من تمتين هذه الروابط في مستوياتها التجارية والثقافية

وذكر السيد خليهن في كلمته بأن زيارة الجزر جاءت بإذن من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بعد الزيارة التي قام بها الكوركاس في أوائل شهر ماي إلى العاصمة الاسبانية مدريد التقى خلالها بالفاعلين السياسيين والبرلمانيين والهيئات النقابية والمؤسسات الإستراتيجية. وقال: " كانت بالنسبة لنا مسألة عادية أن تحظى حكومة الكناري بأول زيارة للحكومات المحلية، بحكم أنها الجارة القريبة للجنوب المغربي وبحكم كذلك ما نتقاسمه معها من علاقات تاريخية وعائلية وتجارية.ولم يكن الدعم الذي لقيناه بها مفاجئة بل كان تجسيدا للمشترك بيننا."

وانتقل بعد ذلك إلى الحديث عما سيتيحه تطبيق نظام الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية، فهو من جهة يشكل حلا نهائيا للنزاع الذي عمر طويلا ومن جهة ثانية يمنح فرص كبيرة للتبادل التجاري والسياحي والبحري. إنه يفتح آفاق واسعة على المستقبل. مؤكدا أن الكناري تمثل الشريك الأساسي ويمكنها أن تلعب دورا أساسيا في خلق قنوات الحوار .إنها المستفيد الأول من تحقيق هذه الآفاق بما سيضمنه من استقرار في المنطقة و الآثار الإيجابية للتنمية.

وأكد السيد الرئيس أن هذه الزيارة تعبر بالملموس عن إرادة جلالة الملك و معه الصحراويون في تعزيز عمق العلاقات بين المغرب وإسبانيا والتي دخلت في أبعاد متعددة تمس الجوانب الاقتصادية والإستراتيجية والأمنية باعتبار المغرب شريكا حيويا لإسبانيا. وستزداد هذه العلاقات بين الصحراويين و جزر الكناري الذي نعتبر علاقاتنا معهم عائلية، إن الحكم الذاتي يعطي للصحراويين فرصة تحقيق أحلامهم وتحويلها إلى حقيقة بادية عبر إنجاز مشاريع تجيب على حاجياتهم المادية والمعنوية. كما سيسمح نظام الحكم الذاتي من تحقيق مصالحة تقطع مع سلبيات الماضي، مصالحة كذلك ستشمل إخواننا في الجزائر وجبهة البوليساريو وحتى الأمم المتحدة .مؤكدا أنه الحل الذي يضمن الشرف و الكرامة و الانتصار للجميع.

إن منطقة الصحراء حسب السيد الرئيس تزخر بخيرات لا تزال لم تستغل بعد وستشكل عاملا مساعدا للاقتصاد الكناريي ومجالا سياحيا سيزيد من تفعيل الدور الحيوي لجزر الخالدات في المحيط الأطلسي .

المصدر: كوركاس
(خبر يهم ملف الصحراء الغربية / كوركاس)