وأضافت الصحيفة أن السيد ولد الرشيد، الذي انتقد "التعتيم التام في مخيمات تندوف"، أعرب عن دعمه "لإرسال مساعدة إنسانية لهذه المخيمات، شريطة ألا يتم استغلالها لأغراض أخرى".

في ما يلي نص الحوار

الممثل المغربي قضى بضعة أيام في الجزر، عاقدا اجتماعات مع مؤسسات وأحزاب ونقابات، من أجل شرح مخطط المغرب في الصحراء القاضي بمنح حكم ذاتي للمنطقة، والذي يفترض أنه بواسطته سيضع حدا ل30 عاما من الصراعات والمواجهات والإشكاليات. ولد الرشيد يعتقد أن دعم جزر الكناري أساسي.

لابروفينثيا: متى ستقترحون الحكم الذاتي في الصحراء، وعلى أي مدى تخططون له؟

خليهن ولد الرشيد: لقد بدأنا للتو في الاشتغال على هذا الموضوع. إنه موضوع جديد سياسيا،  ونحن نريد أن نستلهم من الحكم الذاتي القائم في جزر الكناري، من أجل وضع نظام يستجيب لخصوصيات المغرب لكنه يستلهم الأنظمة التي نجحت، سنتبع المعايير الدولية المعترف بها في أنظمة الحكم الذاتي الحقيقية، بالتعليمات الملائمة، والوسائل المناسبة والإمكانيات التي تمكن من إنجاح تدبير شؤون المنطقة.

لابروفينثيا:  يوجد حاليا شرخ وسط السكان الصحراويين. هل تطمحون إلى جمع المواقف غير المتصالحة تاريخيا تحت غطاء هذا الحل القاضي بالحكم الذاتي؟

خليهن ولد الرشيد:  نريد أن يكون الحكم الذاتي هو الحل النهائي. حاليا هناك انقسام.  علينا أن نقنع أولئك الذين يوجدون في مخيمات تندوف مع جبهة البوليساريو بأن يساندوا هذه الفكرة.  إنها الإمكانية الوحيدة لحل هذا المشكل، بما أن الاستقلال غير ممكن.

لابروفينثيا: لماذا تستبعدون بشكل مطلق إمكانية استفتاء تقرير المصير؟

خليهن ولد الرشيد: من المستحيل تحقيق استفتاء. الأمم المتحدة قالت إن الشعب الصحراوي ينبغي أن يعبر في استفتاء لتقرير المصير عن رغبته النهائية، والمشكل هو أن هذا الشعب لا يوجد وحسب في المغرب، وإنما هو موجود أيضا في  جنوب شرق الجزائر، وفي أقصى شمال مالي، وفي شمال غرب موريتانيا. ولكي ينجز استفتاء حقيقي، نزيه، حر ، ديمقراطي وعادل، يتعين تغيير الحدود.  لهذا لم تستطع الأمم المتحدة إكمال الاستفتاء. وهكذا لا يمكننا معرفة ما يفكر به مجموع الصحراويين،
أمامنا خياران، البقاء على ما نحن عليه، الوضع الجامد، بكل ما يجر معه من وضعية غير إنسانية في مخيمات تندوف وتشتت شمل العائلات، أو خيار الحكم الذاتي.
الحكم الذاتي يستوعب الجميع، ويستجيب لمجموع المطالب التاريخية للصحراويين، سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، ويسمح بتدبير الشأن المحلي في الصحراء.  هذا ما  طالب به الصحراويون، وهو هدف الحكم الذاتي. إضافة إلى ذلك، نحن نريد حكما ذاتيا في إطار المصالحة وبدون مؤاخذات، لتجاوز مثبطات الماضي.

لابروفينثيا: في انتظار ذلك، وصلتنا أخبار أنه قد تكون وقعت خروقات لحقوق الإنسان على يد قوات الأمن المغربية

خليهن ولد الرشيد: هناك مبالغات كثيرة في هذا الاتجاه، لأن جبهة البوليساريو تسعى إلى استغلال بعض الأحداث الطارئة في العيون. من المؤكد أنه وقعت أحداث بين الشرطة وبعض الشباب، لكن ذلك كان نتيجة لجوء أولئك الشباب إلى استعمال العنف. لا وجود لخرق ممنهج لحقوق الإنسان المتعارف عليها دوليا. الشباب الذي يريد التعبير عن رأيه لصالح البوليساريو يقوم بذلك بكل حرية وديمقراطية. وإذا لجأ بعضهم إلى العنف، فإنه من الطبيعي أن يقوم أي بلد ديمقراطي بإعمال احترام الممتلكات الخاصة والعامة للمجتمع. لم تحصل تجاوزات، لكن عندما تقوم قوات الأمن بالتدخل، يحصل بعض الضرب، خاصة عندما يكون هناك استفزاز، لكن الأمر كله كان مجرد أحداثا صغيرة. ثم إذا كنا نتحدث عن حقوق الإنسان، فهل يتم احترامها في مخيمات تندوف؟ هل جبهة البوليساريو حركة ديمقراطية؟

لابروفينثيا: أنتم تتحدثون باستمرار عن الديمقراطية، ولكن لا يتفق الجميع على وصف النظام السياسي المغربي بالديمقراطي؟

خليهن ولد الرشيد: لكل بلد خصوصياته ومستواه في التقدم وتاريخه الخاص، المغرب يقود مسلسل دمقرطة متقدم جدا على مستوى العالم العربي، تغيير العقليات ودمقرطة المؤسسات، الجمع بين الإسلام كدين الدولة والديمقراطية، والحكم الذاتي من شأنه أن يدفع المغرب أكثر فأكثر في هذا الطريق.

لابروفينثيا:  كيف تنظرون إلى الهجرة التي تفد على جزر الكناري بعد أن صارت القوارب تنطلق من نقط ساحلية أخرى؟

خليهن ولد الرشيد: هذه الهجرة السرية سوف تتزايد، ولدي تخوف كبير من أنه إذا استمر الوضع جامدا في الصحراء، فإن  آلاف الأشخاص القادمين من دول جنوب الصحراء قد يستولون على أسلحة البوليساريو.
---------------
بورتريه:
أجندة عمل مضغوطة

ولد الرشيد يجيد التحدث بالإسبانية، وفوق ذلك يتحدث بها ببلاغة وفصاحة، فضائل تضعه اليوم في امتحان بأجندة عمل مضغوطة، تتضمن اجتماعا بممثل الحكومة الكنارية، وآخر بخوسي مانويل صوريا. و بالأمس التقى عبر عدة اجتماعات خوسي سيغورا، كارولينا دارياس وألفريدو بيلدا. 

لابروفينثيا- 03/06/2006