وأوضح السيد خليهنا ولد الرشيد أن المجلس الذي يضم "جميع الحساسيات" الصحراوية، يشكل "صورة تعكس بكل أمانة طبيعة المجتمع الصحراوي ".
ودافع السيد ولد الرشيد بقوة عن وضع الحكم الذاتي بالصحراء، باعتباره الحل "الوحيد القابل للحياة"، مشيرا إلى أن "قيام دويلة سوف يؤدي إلى نزاعات مستمرة بين القبائل حول الموارد"، مما سيخلق "دارفور ثانية في افريقيا".
ورأى رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية أن القرار الاخير لمجلس الأمن الدولي اقترح "حلا سياسيا توافقيا"، وهو ما ينسجم تماما مع حل الحكم الذاتي، مواضحا أن هذا الحل "يقع في منزلة بين منزلتي الاستقلال والاندماج التام، وهو لهذا السبب يقوم على مبدإ لاغالب ولا مغلوب".
وأعرب السيد ولد الرشيد عن أمله في"معرفة الرأي الحقيقي للاجئين" الموجودين على الطرف الآخر، مشيرا إلى أن"حرية التعبير والتظاهر موجودة في الصحراء"، بحيث أن قوات الأمن لا تتدخل سوى في اللحظات التي تتخذ فيها المظاهرات طابعا عنيفا.
وقال السيد ولد الرشيد في هذا السياق إن" هناك بعض الأشخاص لديهم أفكار انفصالية، وهم يفتعلون الكثير من الضجيج باللجوء إلى عنف الشوارع، لكنهم أقلية".
وفي ما يلي نص الحوار:
وفي ما يلي النص الكامل للحوار:
إلباييس: تم تفعيل المجلس الملك يالاستشاري للشؤون الصحراوية عدة مرات من قبل الملك، هل ستكون هذه المرة جدية؟
خليهن ولد الرشيد: المجلس السابق لم يكمل مهمته، والمجلس الحالي يستجيب للإرادة الملكية لإيجاد مجال واسع للصحراويين في حضن المغرب، وسنحل المشكل بكرامة.
إلباييس: ألن يكون من الأفضل، من أجل تقديم الأفكار، الاستماع للصحراويين في العيون بدل أن يكون مقركم في الرباط؟
خليهن ولد الرشيد: هذه مسألة ثانوية. هذا المجلس منبثق من الإرادة الملكية وينبغي أن يكون قريبا من العاهل، لأنه تابع له، وإليه يرفع أفكاره
إلباييس: أنتم رئيس المجلس البلدي للعيون منذ 23 عاما، ولكنكم بشكل مفاجئ تقطنون بالرباط؟
خليهن ولد الرشيد: أنا أعيش بين المدينتين. كنت وزيرا مدة 17 عاما في عهد الحسن الثاني، ما أجبرني على الاستقرار في الرباط، لكنني من الصحراء، وأعرف بالتفصيل مشاكل تلك المنطقة.
إلباييس: أعضاء الكوركاس عينوا، ولم ينتخبوا، ألا تبدأ الديمقراطية والحكم الذاتي من انتخابات حرة؟
خليهن ولد الرشيد: مجتمعنا لا يزال مجتمعا قبليا. والكوركاس ليس هيئة منتخبة، إنما هو نسخة طبق الأصل للمجتمع الصحراوي، يوجد فيه رؤساء المجالس والبرلمانيون والشيوخ وأعضاء المجتمع المدني الأكثر تمثيلية. المهم أنهم ينتمون لجميع الحساسيات.
إلباييس: لماذا لا يستطيع الصحراويون الاختيار بين الحكم الذاتي والاستقلال؟
خليهن ولد الرشيد: إنه مشكل معقد. لا يمكن تطبيق النماذج المنتشرة في مناطق أخرى من العالم على الصحراء. الصحراء لا تنسحب على المجال القبلي الصحراوي، فالقبائل الصحراوية ال34 تنتشر على امتداد مساحة مليون كيلومتر مربع، انطلاقا من كلميم جنوب المغرب إلى شمال موريتانيا، مرورا بالجنوب الغربي للجزائر، وجزء من مالي. لماذا يسمح لصحراويي المغرب بالحكم الذاتي دون صحراويي الجزائر؟ سيكون ذلك أمرا غير عادل بالنسبة للمغرب.
إلباييس: لماذا تم القبول في افريقيا بالحدود الموروثة عن الاستعمار، على عبثيتها؟
خليهن ولد الرشيد: ولهذا قامت عشرات الحروب وهو بالذات ما نريد تجنبه. إن نشوء دويلة سيجر ما لا يحصى من الصراعات بين القبائل على الموارد. وسنكون إزاء دارفور أخرى في افريقيا. الحل الوحيد الممكن في الصحراء هو الحكم الذاتي
إلباييس: التقرير الأخير الصادر عن الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، تجنب، مع ذلك، الإلحاح على المغرب والبوليساريو على مناقشة الحكم الذاتي، لأن ذلك يساوي الاعتراف بالسيادة المغربية.
خليهن ولد الرشيد: والقرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن يقترح حلا سياسيا متفقا حوله، وذلك لا يعني سوى الحكم الذاتي، كما يستشف من بين سطوره. الحكم الذاتي يقف في منتصف الطريق بين الاستقلال والاندماج الكامل. ولن يكون هناك لا غالب ولا مغلوب.
إلباييس: يبدو أنكم تؤكدون بأن ثلث الصحراويين فقط الموجودين في مخيمات اللاجئين هم انفصاليون، ألا يوجد آخرون في الداخل؟
خليهن ولد الرشيد: يهمني أن أعرف ما يفكر فيه حقيقة اللاجئون. في المقايل، يوجد في الصحراء حرية تعبير، وحرية تظاهر قد تتعرض للقمع فقط عندما تتخذ أبعاد عنف – وربما حصل أحيانا نوع من التجاوزات- البعض لديه أفكارا انفصالية، وصوتهم يسمع كثيرا لأنهم يعمدون لاستخدام العنف في الشارع
إلباييس: إذن، علي سالم التامك لا تمثيلية له؟
خليهن ولد الرشيد: إنه شاب صحراوي منحدر من آسا ( وهي منطقة أعادتها إسبانيا للمغرب عام 1958)، وقد تم إطلاق سراحه مؤخرا. اتصلت به لتهنئته، وأود أن أحاوره، لأني متأكد أنه سيقتنع في النهاية.
إلباييس الدولية- 05/05/2006