Document sans titre  
الـعـربية Español Français English Deutsch Русский Português Italiano
الثلاثاء 07 ماي 2024
أنشطة دولية


خليهن ولد الرشيد: المصالحة ثم السلام
أكد السيد خليهن ولد الرشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحرواية في حديث لصحيفة (لالزاس) الفرنسية، أن الأمم المتحدة استنتجت، من خلال تقرير الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان حول الصحراء أن "مخطط بيكر غير قابل للتطبيق"، وأنه "من غير الممكن إجراء الاستفتاء".



وقال السيد خليهن ولد الرشيد، أن "المأزق الحالي، كونه غير مقبول على الصعيد الإنساني، يدفعنا في اتجاه حل لا يمكن أن يكون سوى الحكم الذاتي"، تحت السيادة المغربية. وأشار بهذا الصدد " الصحراء تندرج ضمن العزم الكبير لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على إحداث تغيير عميق في المملكة، بفضل الإصلاحات التي يباشرها جلالته على المستويين المجتمعي والاقتصادي"، وعلى "هذا المستجد الضخم الذي سيكون ممثلا في اللامركزية".
واعتبر السيد ولد الرشيد أن 2006 ستكون سنة مناسبة لإيجاد الحل التوافقي.
وأكد من جهة أخرى أن البوليساريو" حركة دوغمائية لها فكر وحيد، وذات منظومة واتجاه وحيدين منذ 30 سنة"، مسجلا أنه يلزمها المزيد من الوقت لتصبح براغماتية وتقبل بالواقع. وقال: "نعتقد أنه بإمكاننا مساعدتها عن طريق النقاش (...) نريد إقناع أعضاء البوليساريو أنه لم ينهزموا، وأن الإرادة التي تحذوهم منذ أمد بعيد في أن يكونوا جزءا من المغرب، تتحقق".
ومن جهة أخرى، دعا السيد ولد الرشيد الجزائر" إلى عدم عرقلة الأمم المتحدة والصحراويين، بل على العكس أن تساعدنا، نحن الصحراويون، وتنصت لنا، لإيجاد حل سياسي لهذا النزاع، الذي هو نزاع مغربي داخلي". وقال إن" الجزائر بلد شقيق، وأكثر قربا من المغرب. يجب طي الصفحة، وتفعيل البناء المغاربي".

وفي ما يلي نص الحوار:

سؤال
: كيف تنظر لقرار مجلس الأمن الذي يرضي جميع الأطراف ؟

خليهن ولد الرشيد: هذا القرار يرضي ظاهريا كل العالم، لأنه يدعو الأطراف لإيجاد حل سياسي متوافق عليه، وهو النهج الممكن. والأمم المتحدة خلصت من خلال تقرير كوفي عنان المبني على توصيات مبعوثه الشخصي بيير فان والسوم، إلى أن مخطط بيكر غير قابل للتطبيق، وأن الاستفتاء غير ممكن.
 وبما أن المأزق الحالي مرفوض من الناحية الإنسانية، فنحن ندفع في اتجاه حل سياسي، وهذا الحل لا يمكن أن يكون إلا الحكم الذاتي، ولأمم المتحدة لا يمكن أن تفصح بوضوح عن هذا الاتجاه حتى لا تتهم بالانحياز لطرف ما، ولكن من البديهي أنها تميل إلى الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
و مهما اختلفت القراءات بشأن القرار الأممي، فإن الرضا المعبر عنه يعتبر في حد ذاته إشارة جيدة.

سؤال: ألم يغير المغرب توجهه لمقاربة أزمة الصحراء؟

خليهن ولد الرشيد: بلى، لقد أعيدت الحياة للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، الكوركاس،   وقد أراد جلالة الملك إحداث تغيير سياسي، وطي صفحة سوء التفاهم مع الصحراويين.
 إن السياسة الجديدة تنبني على المصالحة وإرادة تصديق ما تعلن عنه الجزائر، كونها ليست طرفا معنيا، بل أنها بكل بساطة تحمي لاجئين فوق أرضها.
أريد أن أفكر في أن الرئيس بوتفليقة له نية حسنة، وعندما تكون الظروف ملائمة، وهذا يتطلب أولا تهدئة العقول والأعصاب، سأطلب اللقاء به، وسأشكر الجزائر على ما فعلت وقدمت لإخواننا، وألتمس منها  عدم وضع العراقيل في الأمم المتحدة وأمام الصحراويين، ومساعدتنا، نحن الصحراويين، على إيجاد حل سياسي لهذا النزاع الذي هو نزاع داخلي بالمغرب، رغم التداخلات الدولية.
وفي هذا الاتجاه، ولأن كل الصحراويين إخوة وأبناء عمومة، قلت لمحمد عبد العزيز، رئيس البوليساريو، بأنني أقبل أن يصير رئيسا مستقبليا لمنطقة الحكم الذاتي، طبعا بعد تقديم البيعة لمحمد السادس.
الجزائر دولة شقيقة مهمة، الدولة الأقرب إلى المغرب والأكثر تكاملا معه، ولذلك، ينبغي طي الصفحة، والانطلاق نحو بناء المغرب العربي
.

سؤال: هل لديك اتصالات مع البوليساريو؟ وما هي وضعية اللاجئين بتندوف؟

خليهن ولد الرشيد: العلاقات لم تنقطع أبدا بصفة مطلقة. نحن نتواصل، وبطريقتنا العربية الخاصة كذلك، ( تناقل الأخبار من شخص لآخر).
البوليساريو التي أنشأها في بداية السبعينات مجموعة من الشباب الجامعي بالدار البيضاء، هي حركة دغمائية، تدين منذ 30 سنة بفكر وحيد، ونظام وحيد وتوجيه وحيد. ومن أجل أن تكون هذه الحركة براغماتية وتقبل بالواقع، يتطلب ذلك وقتا. ونحن نفكر في مساعدتها بالحوار، والحوار بنفس طويل أساس تقاليد البدو الرحل. وكل هذه الأشياء جارية الآن. نحن نريد إقناع أعضاء البوليساريو بأنهم لم يفشلوا، وأن إرادة الأعوام الماضية بالانتماء إلى المغرب النافع تتحقق.  نريد نسيان الماضي و الانطلاق.

سؤال: ماذا يقول السكان المحليون؟ لحد الآن، عملكم ينصب أساسا على الجانب النفسي؟

خليهن ولد الرشيد: نعم، عملنا الحالي ينصب على الجانب النفسي أكثر منه سياسي. ومحمد السادس كلفني بمهمة المصالحة، وهي مهمة نبيلة مبنية على نسيان الماضي، في أفق مغرب جديد تبذل الجهود لبنائه. ويجب أن نتقاسم هذه الإرادة الملكية قصد إعداد النفوس لهذا الاتفاق. وسنعرض أيضا على الملك مشروع الحكم الذاتي الذي سيعتمد على التجارب الناجحة للدول الغربية سواء في فرنسا و إسبانيا وانجلترا وألمانيا أو في إيطاليا.
 قضية الصحراء تندرج ضمن الأهداف الكبرى لمحمد السادس لتثوير تسيير شؤون المملكة، بفضل الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، وبفضل هذا المستجد الكبير، ألا وهو اللامركزية.
 السكان المحليون فرحون جدا، لأنه أصبح بإمكانهم أخيرا أن يبصروا هذا النور في منتهى النفق، فقد أنهكهم هذا النزاع الذي دام طويلا،ومن الحدود المغلقة، وهم يرون الآن أن الملك في طريق حل مشاكلهم و الاعتراف بحقوقهم.

سؤال: هل بات موعد إرساء السلام قريبا؟

خليهن ولد الرشيد: منذ أن أنشأ الكوركاس، لاحظنا تحسنا في الوضعية النفسية داخل المخيمات، السكان تسمع وتشاهد برامج التلفزة، وهي راضية عن خطابنا. أنا متفائل، ولست بساذج، وأظن أن سنة 2006 ستكون سنة خير من أجل الوصول إلى حل توافقي. ونحن نعتمد علي سكان المخيمات لتغيير الأمور.
البوليساريو منظمة سياسية عسكرية تستمد قوتها من تنظيماتها العسكرية، لها أيضا ميزانية، وهي من يوزع الماء والغذاء.... ونحن نأمل أن السكان لن يرغبوا أكثر في استمرارها بالتحكم في مصيرهم.
 الجميع قد يرتكب أخطاء، أو ارتكبها في وقت من الأوقات، كل من البوليساريو والمغرب إزاء الصحراويين. ومن هنا الحاجة إلى المصالحة

 

 الموقع لا يتحمل مسؤولية سير عمل ومضمون الروابط الإلكترونية الخارجية !
جميع الحقوق محفوظة © المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية 2024