من جهته، رأى السيناتور الاندونيسي لجهة أتشيه ذات الحكم الذاتي، فشرول رازي، الناشط الحقوقي البارز وأحد المساهمين في إرساء السلام بالإقليم، أن جهة الصحراء تتوفر على إمكانيات كبيرة للتنمية يتعين استثمارها في إطار حكم ذاتي موسع يكون موضوع توافق. وبعد أن أشار الى التجربة الناجحة للحكم الذاتي بجهة أتشيه، أعرب رازي عن أمله في توصل الاطراف الى توافق حول المبادرة لأجل إشراك كافة الصحراويين في مسلسل التنمية الجاري بالمنطقة، مبرزا نجاعة المبادرة المغربية التي وصفها بأنها تشكل الحل الأفضل بالنسبة للمستقبل.

وتميزت الندوة كذلك بتدخل المنظمتين غير الحكوميتين الدوليتين: الوكالة الدولية للسلام والتنمية بمنطقة البحيرات الكبرى، واللجنة الدولية لاحترام وتطبيق الميثاق الإفريقي، حيث أبرزتا الدينامية التنموية المتزايدة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة، انطلاقا من مقاربة تحترم حقوق الإنسان، مع التنويه بالتقدير الدولي الذي يحظى به المجلس الوطني لحقوق الإنسان ولجانه الجهوية. 

وقال موريس كاتالا، رئيس الوكالة الدولية للسلام والتنمية بمنطقة البحيرات الكبرى، إن أفق الحكم الذاتي يعد بمستقبل أفضل لسكان الجهة، كما يضع حدا لنزعة الانفصال ويحقق المصالحة، مضيفا بأن الخلط الذي ينهجه خصوم المغرب بجعل مفهوم تقرير المصير مرادفا للاستقلال، تسبب في خسائر كبيرة للقارة الافريقية التي فقدت أحد الاعضاء المؤسسين لمنظمة الوحدة الافريقية.

كما كشف المناضل الكونغولي بأن منظمته عرضت ملف "التجاوزات الاجرامية" للبوليساريو مؤخرا على اللجنة الافريقية لحقوق الإنسان، حيث تم إطلاع اللجنة على هذا الموضوع من قبل دول عديدة تتهم البوليساريو بالتواطؤ مع الارهاب الدولي وشبكات إجرامية أخرى.

وتم خلال الندوة أيضا عرض التجربة الايطالية في مجال الحكم الذاتي والجهوية من قبل سارة باريزي رئيسة جمعية (بروتيا) لحماية حقوق الانسان . وركز المتدخلون نقاشاتهم على تلاؤم مشروع الحكم الذاتي بالصحراء المغربية مع المعايير الدولية المتعارف عليها، وأجروا مقارنات بين نماذج للحكم الذاتي. وأكدوا أن هذه المبادرة مستلهمة من مقترحات الامم المتحدة، ومن المقتضيات الدستورية الجاري بها العمل في الدول القريبة من المغرب جغرافيا وثقافيا، كما تستند الى الضوابط والمعايير الدولية المتعارف عليها.

- خبر يهم قضية الصحراء الغربية/  كوركاس -