فقد أعرب السيد خليهن ولد الرشيد رئيس المجلس، الذي ترأس الوفد، عن ارتياحه الكبير للمحادثات التي شكلت مناسبة سانحة له وللوفد المرافق له، لشرح، لمختلف مخاطبيهم، طريقة تشكيلة المجلس والمهام الموكولة له، بالإضافة إلى تقديم إيضاحات حول عدد من المواضيع خاصة منها الانخراط الذي يتطلبه مشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب.

   وأكد أن مسؤولي الإدارة الأمريكية وأعضاء الكونغريس، بمن فيهم الجمهوريون والديمقراطيون، أبدوا "تفهمهم" لموضوع مشروع الحكم الذاتي، الذي اعتبروه مطابقا "للضوابط والمعايير" الدولية المطبقة في بعض البلدان الغربية مثل ألمانيا وإسبانيا أو إيطاليا.

   وخلال المحادثات التي جرت بمقر الكونغريس والتي وصفها السيد ولد الرشيد بأنها كانت "ودية وصريحة"، عبر أعضاء من الكونغريس ذوي النفوذ الكبير، لوفد المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية عن تقديرهم لمشروع الحكم الذاتي المقترح من طرف جلالة الملك، مؤكدين أن هذا الأسلوب يتطابق مع الأفكار والمبادئ الديمقراطية المعترف بها دوليا، ويشكل "مساهمة إيجابية" لتسوية قضية الصحراء.

   وخلال مختلف الاجتماعات، التي شارك فيها سفير المغرب بالولايات المتحدة السيد عزيز مكوار، وعقدها وفد المجلس مع أعضاء من الكونغريس ينتمون إلى الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ومسؤولين بالإدارة الأمريكية، من بينهم السيد إليوت أبرامس مساعد المستشار الرئاسي للأمن القومي، والسيد غوردن غراي نائب مساعد كاتب الدولة للشرق الأوسط مكلف بالمغرب العربي، ومسؤولي منظمات غير حكومية أمريكية من بينها "بروكينغ إنستيتوسيون" ومركز الدراسات الاستراتيجية الدولية، شرح السيد خليهن ولد الرشيد فلسفة الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب.

   وأشار، في هذا الصدد، إلى أن مقترح الحكم الذاتي سيمكن السكان الصحراويين من الاستفادة من كافة حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما سيسمح للمغرب بترسيخ، وبدون منازع، سيادته على أقاليمه الجنوبية طبقا للشرعية الدولية.

   كما أكد السيد ولد الرشيد أن الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب والذي يعتبر مشروعا فريدا من نوعه في إفريقيا وفي العالم العربي، من شأنه أن يعبد الطريق لبناء المغرب العربي، الذي تطمح إليه شعوب المنطقة، والذي تأخر كثيرا جراء نزاع مفتعل من مخلفات الحرب الباردة.

   وأكد السيد خليهن ولد الرشيد، الذي أوضح كيف اندلع هذا النزاع والمبادرات التي قامت بها الأمم المتحدة من أجل إيجاد تسوية له والأسباب التي جعلت استفتاء تقرير المصير في الصحراء غير قابل التطبيق، أن مشروع الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية هو مشروع يروم تحقيق الوحدة والوفاق وليس التفرقة، ويرتكز على الحوار والتفاوض والتوافق.

   وأوضح أن الحكم الذاتي المقترح سيكون مفيدا ليس فقط بالنسبة للصحراويين والبلدان المغاربية الأخرى ولكن كذلك لمجموع المنطقة وكل القارة الإفريقية.   كما شارك وفد المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، الذي يضم الى جانب السيد خليهن ولد الرشيد، الأمين العام للمجلس السيد ماء العينين بن خليهن ماء العينين، والسيدتين كلثوم خيطي وكجمولة بنت أبي والسادة مولاي حسنا الشريف وعبد العزيز أبا وعثمان عايلة وعمر بوعيدة وسيدي خداد الموساوي وعلي سالم الشكاف ومولاي
 أحمد مغيزلات، في مائدة مستديرة نظمها مركز المغرب العربي التابع لمركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورج تاون.

كما عقد اجتماعات مع أفراد الجالية المغربية بمنطقة واشنطن الكبرى.   وخلال هذه الزيارة للعاصمة الفيدرالية الأمريكية، خص السيد خليهن ولد الرشيد العديد من وسائل الإعلام الأمريكية وكذا صحافيين أجانب معتمدين بواشنطن بأحاديث صحافية.