Document sans titre  
الـعـربية Español Français English Deutsch Русский Português Italiano
السبت 11 ماي 2024
أنشطة دولية

قدم وفد هام من المجلس مكون من ستة أعضاء مداخلات حول قضية الصحراء أمام اللجنة الرابعة التابعة للأمم المتحدة بنيويورك التي انطلقت أشغالها في 8 اكتوبر على هامش الدورة 67 للجمعية العامة للامم المتحدة. وعززت عروضهم شهادات العديد من المتدخلين من أنحاء العالم الداعمين لحل سياسي واقعي يفك الجمود الجاثم على نزاع الصحراء المفتعل ويعيد محتجزي مخيمات تندوف إلى وطنهم الأم في إطار حكم ذاتي تحت السيادة المغربية.



* السيدة السعدني، عضو المجلس: نضال مستمر ضد "الإفلات من العقاب" في صفوف قادة البوليساريو

في هذا السياق، تحدثت السيدة السعدني ماء العينين عن حالتها كعائدة من مخيمات تندوف حيث كانت "ضحية النزاع المفتعل" حول الصحراء. وقالت السعدني إنها عاشت في المخيمات أقسى أشكال خرق حقوق الإنسان من طرف قياديي جبهة البوليساريو، وأنها تناضل ضد حالة "الإفلات من العقاب التي يتمتع بها قادة الجبهة حتى اليوم بتواطؤ مع الجيش الجزائري".

واستنكرت السعدني أمام اللجنة رفض مؤسسة روبرت كينيدي خلال زيارتها جهة الصحراء ومخيمات تندوف مؤخرا الاستماع إلى شهادتها وشهادة ضحايا آخرين للبوليساريو، وقالت إن ذلك الرفض يعني وجود "تواطء سياسي مع الجبهة".

كما استعرضت الحقوق السياسية والاجتماعية التي يتمتع بها الصحراويون في الأقاليم الجنوبية للمغرب، مؤكدة أن" الحل الوحيد والعادل والدائم يكمن في إقامة حكم ذاتي في الصحراء الغربية تحت السيادة المغربية".

* أحمد لخريف، عضو المجلس: اتساع نطاق الفكر الارهابي في مخيمات تندوف واقع مقلق

حذر السيد أحمد لخريف، عضو المجلس وعضو مجلس المستشارين في مداخلته من مغبة "الفكر الإرهابي الذي يتسع نطاقه" في مخيمات تندوف وأصبح واقعا ملموسا لا يستطيع أحد إنكاره".

وندد السيد لخريف بالوضعية الحرجة السائدة في مخيمات تندوف٬ حيث أن معظم السكان٬ "إخواني وأفراد من قبيلتي٬" يعيشون في ظروف صعبة للغاية٬ الأمر الذي يدفع إلى اليأس والإحباط٬ لاسيما في صفوف الشباب٬ الذين يصبحون فريسة سهلة للمنظمات الإرهابية والجماعات المسلحة الأخرى٬ وكذا عرضة للوقوع في شراك الجرائم الخطيرة التي تنتشر في منطقة الساحل والصحراء.

وأشار السيد لخريف٬ وهو أيضا منتخب ببلدية العيون٬ إلى أن المنظمات الإرهابية والجماعات المسلحة استغلت هذه الوضعية لاختراق المخيمات ونشر أيديولوجياتها وتجنيد أعضاء جدد.

وقال إنها "حقيقة لا مراء فيها يعترف بها قادة البوليساريو أنفسهم"٬ في إشارة الى تصريحات قيادي من الانفصاليين أوردتها مؤخرا صحيفة "أ بي سي" الإسبانية ٬ مفادها أن عناصر من البوليساريو التحقت بصفوف أكبر منظمتين إرهابيتين تنشطان في المنطقة٬ ألا وهما القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا.

وذكر السيد لخريف بأن هذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها البوليساريو نفسها بأن عناصر من ميليشياتها تنضم لمنظمات إرهابية، مؤكدا أن هذا" يبرهن، إن كان الأمر يحتاج الى برهان٬ على خطورة الوضعية التي لم يعد بالإمكان اخفاؤها" لاسيما من لدن البوليساريو التي "عودتنا على انكار الفضائح التي تنخر جسمها من الداخل".

غير أن الاضطرابات الخطيرة التي هزت منطقة الساحل والصحراء في الأشهر الأخيرة٬ يضيف عضو المجلس٬ جعلت سياسة التمويه أمرا لا طائل منه٬ خاصة بعد اختطاف ثلاثة أجانب (اسبانيان وايطالية ) من داخل مخيمات البوليساريو .

وتساءل السيد لخريف أمام الدول الأعضاء كيف يمكن لمنظمة إرهابية٬ مهما كانت قوتها ٬ أن تخترق مقر قيادة البوليساريو المطوق بحراسة مشددة٬ وتختطف الرهائن دون أن تثير انتباه أي شخص والابتعاد مئات الكيلومترات قبل أن تكتشف ميليشيات البوليساريو الامر، وكيف يتم هذا الاختطاف بهذه السهولة دون إطلاق ولو رصاصة واحدة في منطقة تعج بالحشود العسكرية، وكيف تم نقل هؤلاء الرهائن في وقت قياسي من مخيمات تندوف إلى شمال مالي٬ بكل أمن واطمئنان في منطقة٬ مدججة بالأسلحة وتعيش حالة استنفار دائم.

ومما لا شك فيه  يقول السيد لخريف ٬أنه لولا وجود تواطؤ من داخل مخيمات تندوف٬ وبالتأكيد من طرف بعض المسؤولين في جبهة البوليساريو٬ "لكان يستحيل على الإرهابيين أن ينفذوا عملية من هذا القبيل في منطقة تخضع لحراسة ومراقبة شديدتين "

كما انتقد السيد لخريف الحسابات الشخصية الضيقة لقادة البوليساريو وإصرارهم على الإبقاء على الوضع الراهن جامدا والإبقاء على السكان بمخيمات تندوف كرهائن٬ لا لشيء إلا لأن ذلك يخدم "مصالحهم وأغراضهم الشخصية".

ويرى هذا البرلماني المنحدر من السمارة أن اليأس والإحباط يعدان نتيجة لتعنت قيادة البوليساريو التي ترفض مقترح الحكم الذاتي المغربي الذي يحفظ كرامة الصحراويين ويضمن لهم العيش الرغيد ويصون هويتهم و ثقافتهم .

* إيريك يانسن، الممثل الأممي الأسبق في الصحراء: البوليساريو قبلت قبل 16 سنة بحث قيام حكم ذاتي في الصحراء

كشف الممثل الخاص الأسبق للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء إيريك يانسن أن جبهة البوليساريو كانت مستعدة خلال لقاء سري مع المغرب جرى في جنيف منتصف غشت 1996 لبحث قيام حكم ذاتي في الصحراء٬ موضحا أن "قرارات جبهة البوليساريو لا يمكن أن تكون ضد ما تريده الجزائر".

وأشار يانسن في حوار نشر بعدد صحيفة الشرق الأوسط السبت الماضي وفكك من خلاله العديد من الألغاز المحيطة بصيرورة الملف إلى أن المبعوث الشخصي السابق لنزاع الصحراء جيمس بيكر الذي عمل معه تقريبا مدة سنة٬ كان مقتنعا بوجهة نظره "التي كانت تدفع نحو إجراء مفاوضات جدية من أجل التوصل إلى توافق حول الحكم الذاتي٬ وقبل ذلك من حيث المبدأ".

الدبلوماسي الدانماركي الذي خبر جيدا تداعيات وخلفيات نزاع الصحراء وأصدر مؤخرا الطبعة الثالثة من مؤلف يتناول الملف شدد على أنه يتعين النظر إليه في إطار أكثر شمولية٬ وقال "نحن دائما اعتبرنا أنه نزاع قائم بين المغرب وجبهة البوليساريو إلى جانب وجود مصالح للجزائر٬ وهو ما يظهر بشكل جلي ما دامت مخيمات جبهة البوليساريو توجد فوق الأراضي الجزائرية، فالجزائر معنية بالموضوع٬ وموريتانيا كذلك".

يانسن اعتبر أن سحب المغرب الثقة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء كريستوفر روس "ليس هو الأول من نوعه" إذ جرى مع مسؤولين أمميين آخرين مثل يعقوب خان وفان فالسوم. وأكد أنه "حينما تنعدم الثقة لدى هذا الطرف أو ذاك ينتهي كل شيء"٬ وأن "حصول" المبعوث الأممي "على ثقة الطرفين يبقى مسألة أساسية.

وفي ما يتعلق بالوضع في منطقة الساحل والصحراء٬ تطرق يانسن لقرار الحكومة الإسبانية سحب متطوعين إسبان يعملون في المجال الإنساني بمخيمات تندوف بسبب الخطر الكبير الذي يهدد مواطنيها٬ كما تناول مواضيع الإرهاب والاختطافات وانعدم الاستقرار التي تؤرق دول المنطقة وكذا انعكاساتها على الأمن الدولي.

وبعد أن أبرز حالة اليأس التي يعيشها سكان مخيمات تندوف المتواجدة فوق تراب الجزائر غير بعيدة عن شمال مالي٬ قال يانسن إنه لن يفاجأ إذا ما قام الإرهابيون بالبحث عن متعاطفين معهم وسط هؤلاء الشباب الذين لا مستقبل لهم٬ مؤكدا أنه "في اللحظة التي يكتشف فيها سكان المخيمات أنه لا تغيير يحدث على أرض الواقع٬ وأن المستقبل منعدم٬ وأن القادة لم يقوموا بأي جهد لتحقيق ذلك٬ فإن التطرف سيكون هو البديل".

وكان يانسن بصفته ممثلا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء في الفترة ما بين 1993 و1998, قد حذر قبل سنتين من مخاطر قيام كيان إرهابي سماه "ساحلستان" على أبواب المغرب العربي, إذا لم يتم حل قضية الصحراء في أسرع وقت

و أكد المسؤول الأممي حينها في تدخل له أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة أنه "يتعين حل قضية الصحراء للتصدي للتهديدات التي تتربص بالأمن والاستقرار في منطقة الساحل". كما وصف المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء بأنها تشكل خطوة مهمة نحو حلّ نزاع الصحراء، داعيا البوليساريوالى التخلي عن بعض طموحاته.

* سفير غواتيمالا بالأمم المتحدة يدعو لحل سياسي عادل أخذا "بالجهود المبذولة منذ سنة 2006"

أعرب سفير غواتيمالا بالأمم المتحدة جيرت روزنتال بالقرار الأخير (2044) لمجلس الأمن عن دعمه لجهود المنظمة الدولية الرامية إلى مساعدة “الأطراف على البحث عن حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الأطراف٬ مع الأخذ في الاعتبار الجهود المبذولة منذ سنة 2006″ في إشارة مباشرة إلى المبادرة المغربية للحكم الذاتي.

وأضاف السفير التي تعتبر بلاده عضوا غير دائم بمجلس الأمن٬ أن غواتيمالا تعتبر أنه “من الضروري حث الأطراف على مواصلة التحلي بالإرادة السياسية والتعاون قصد خلق مناخ ملائم للحوار بهدف الدخول في مرحلة مفاوضات مكثفة وجوهرية بشكل أكبر٬ طبقا للقرارات الوجيهة” للمجلس.

وخلص الدبلوماسي إلى أن تسوية هذه القضية يعد ضروريا٬ خاصة بالنسبة “للاستقرار والسلم والاندماج المغاربي”.

* منظمة «تيتش ذو تشيلدرن أنترناشيونال» الأمريكية: غياب تام للمعطيات حول خرق حقوق الإنسان بالمخيمات في حق المرشحين للعودة إلى المغرب

أثارت منظمة «تيتش ذو تشيلدرن أنترناشيونال» الأمريكية غير الحكومية، انتباه اللجنة الرابعة للأمم المتحدة إلى الوضعية الأمنية المأسوية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة بمخيمات البوليساريو، داعية إلى "تسوية سريعة ونهائية" لقضية الصحراء.

وأبرزت رئيسة المنظمة غير الحكومية الأمريكية، نانسي هوف، أن من ضمن القضايا التي تثير»مخاوف جدية» هناك القضية الأمنية في المنطقة، وخاصة داخل وفي محيط مخيمات البوليساريو.

وأكدت هوف أن «هذا الأمر ثبت بوضوح في أكتوبر 2011 عندما اختطف ثلاثة عاملين غربيين في المجال الإنساني» في المخيمات التي توجد تحت نفوذ البوليساريو، مشيرة إلى قرار إسبانيا سحب 15 من المتعاونين الإنسانيين العاملين في هذه المخيمات بسبب وجود مؤشر على ارتفاع قوي لانعدام الأمن في المنطقة.

وحسب هوف، فإن قرار إسبانيا هذا يعد بمثابة «إشارة قوية» الى ضرورة «العمل من أجل التوصل إلى تسوية سريعة» لقضية الصحراء قصد تعزيز الأمن في المنطقة و«وضع حد لحالة الجمود» الراهنة.

وأضافت هوف أن هناك مصدرا آخر للقلق يتمثل في الغياب التام للمعطيات حول انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها البوليساريو، وخاصة، في حق المرشحين للعودة إلى المغرب، مبرزة أن هؤلاء الأشخاص "يسجنون ويتعرضون للتعذيب والانتهاك والحجز، رغما عن إرادتهم" معربة عن اندهاشها "لعدم توفر أي معطى حول هذه التجاوزات الجسيمة لحقوق الإنسان".

وأشارت إلى أن سيدة تحدثت لها مؤخرا عن "الجحيم الذي تعانيه على يد البوليساريو"،معربة عن أملها «فقط في أن يكون لنا الحق في الحديث عن معاناتنا»، قبل أن تدعو هوف اللجنة الرابعة إلى "منحهم هذا الحق."

* آيميريك شوبراد، خبير جيوسياسي أوروبي: تحالف خطير بين النزعة الانفصالية والتطرف يهدد منطقة الساحل والصحراء

حذر خبير أوروبي في الجغرافيا السياسية، من التحالف الخطير بين النزعة الانفصالية والتطرف الديني، وقام في هذا الصدد بمقارنة بين البوليساريو وحركة تحرير أزواد. وأضاف الأستاذ في جامعتي نوشاتل السويسرية والسوربون الفرنسية، آيميريك شوبراد «لم أكف، طيلة عقود، عن دق ناقوس الخطر بشأن المخاطر الجيو- سياسية الهائلة التي تهدد منطقة الساحل والصحراء بسبب التحالف الخطير بين النزعة الانفصالية والتطرف».

وأبرز هيمنة «تحالف خطير يضم أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وبوكو حرام على المدن الرئيسية بأزواد، وتدميره للأضرحة والمزارات وغيرها من الأماكن الدينية المقدسة وارتكابه لأعمال بربرية أخرى».

وفي هذا الصدد، أكد الخبير الأوروبي أمام ممثلي الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، المجتمعين في إطار المناقشة العامة للجنة الرابعة للجمعية العامة، أن «إيديولوجية البوليساريو لا تقوم على أي أساس تاريخي وجيو- سياسي يعطي مشروعية لها. والأدهى من ذلك، أن هذه الإيديولوجية المصطنعة، التي نشأت في ظروف الحرب الباردة، فارغة جدا لدرجة أنه بالإمكان إزاحتها في فترة وجيزة من قبل التطرف، إذا ارتكب المجتمع الدولي خطأ ترك الوضع يتعقد أكثر أو ساند طرح البوليساريو».

وأضاف أنه «انطلاقا من اللحظة التي يغيب فيها أي جوهر وطني، فضلا عن كون أجيال من الصحراويين لم تعرف غير الثقافة الاستبدادية التي تسود مخيمات تندوف، كيف لا نخشى كابوس التطرف».
وبرأيه، فإن المنطقة في حاجة إلى العدالة والبراغماتية اللتين تعدان «مفتاحا لعودة الاستقرار».

وكشف أن المغرب «أعطى المثال في السنوات الأخيرة لأنه أول من وضع شروط حكم ذاتي حقيقي في إطار السيادة المغربية»، مشددا على أن هذه الصيغة «عادلة ومتوازنة وبراغماتية لأنها تضمن استقرار هذه المنطقة».
وأكد أن الساكنة الصحراوية بالأقاليم الجنوبية من حقها التطلع إلى مستقبل يطبعه الاستقرار والتنمية و»قد فهمت غالبية هذه الساكنة أن المغرب بمقدوره أن يمنحها هذا المستقبل».

ولهذا السبب، دعا شوبراد كل الذين ينظرون إلى مشكل الصحراء بـ»نظارات إيديولوجية قديمة، أي نظارات الحرب الباردة، إلى إعادة النظر في رؤيتهم وإدراجها ضمن الواقع الجيوسياسي الحالي» في اتجاه تحقيق سلم «يجمع بين سيادة الدول، والهويات الخاصة، وضمانة الاستقرار الجيو- سياسي».

(خبر يهم ملف الصحراء الغربية / كوركاس)

 

 

 الموقع لا يتحمل مسؤولية سير عمل ومضمون الروابط الإلكترونية الخارجية !
جميع الحقوق محفوظة © المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية 2024