وذكر السيد ولد الرشيد الذي كان مرفوقا بعدد من أعضاء المجلس في هذا الصدد ب "فشل" مخطط التسوية ومسلسل تحديد هوية جميع الصحراويين الذي دعت اليه الامم المتحدة مشيرا إلى أن الصحراويين لايوجدون فقط في المغرب ولكن أيضا في جنوبي غرب الجزائر وشمالي غرب موريتانيا وأقصى شمالي مالي".
وتابع أن تنظيم "استفتاء نزيه وحر وديموقراطي وعادل" يقتضي تعديل الحدود. وشدد السيد ولد الرشيد على الارادة التي تحدو صاحب الجلالة الملك محمد السادس في اقتراح حكم ذاتي في الصحراء، كحل يشرك الجميع، ويلبي كل المطالب التاريخية للصحراويين على الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وقال في هذا السياق "سنعمل على إقناع أولئك الموجودين في مخيمات تندوف مع البوليساريو، بدعم هذه الفكرة. لان تلك هي الامكانية الوحيدة لحل هذا المشكل" مشيرا إلى الضرورة الملحة لحل هذا المشكل الذي دام أكثر من اللازم، وبالتالي "وضع حد لهذه المأساة والمعاناة التي يعيشها إخواننا الصحراويون على الجهة الاخرى" من الحدود الجزائرية في تندوف. وجدد السيد ولد الرشيد في هذا السياق نداءه للبوليساريو من أجل الحوار حول موضوع الحكم الذاتي.
وأضاف في هذا السياق "إننا نود وضع حد لهذا النزاع، ونريد الجلوس حول نفس الطاولة، لتدارس جميع القضايا المطروحة، ونحن على استعداد للقاء بهم (عناصر البوليساريو) في أي مكان يريدون، سواء في جزر الكناري، أو الجزائر العاصمة، أو جنيف، أو نيويورك، أو الرباط أو في أي مكان آخر".
وأوضح أن زيارته للارخبيل تهدف إلى الحصول على دعم مسؤولي جزر الكناري لتحقيق مصالحة تامة بين جميع الصحراويين وإقامة السلام في المنطقة". /
وبخصوص النموذج الذي ينبغي اتباعه بالنسبة لهذا الحكم الذاتي، أشار رئيس المجلس إلى أن أعضاء هذا الاخير منكبون حاليا على مختلف التجارب التي سجلت نجاحا على الصعيد العالمي، سواء في إيطاليا أو ألمانيا أو باسبانيا.
وقال السيد ولد الرشيد " نريد أيضا أن نستلهم من الحكم الذاتي لجزر الكناري" الأرخبيل " الأكثر قربا من الصحراء" للوصول إلى " منظومة تستجيب لخصوصيات المغرب"، مؤكدا أن جزر الكناري ستستفيد كثيرا من تسوية هذا المشكل، خاصة على الصعيدين السياحي والاقتصادي، ولكن أيضا على المستوى المتعلق بالأمن والهجرة.
وبخصوص قضية حقوق الانسان، ذكر السيد ولد الرشيد بأن بعثة المفوضية السامية لحقوق الانسان زارت مؤخرا المغرب ولاحظت في عين المكان أن هناك احتراما لحقوق الانسان. وقضى الوفد الأممي ثلاثة أيام بالعيون وأجرى اتصالات مع جميع الصحراويين الذين رغب في الالتقاء بهم، دون أي قيد، مسجلا أنه خلافا لذلك لم تتسرب أي معلومة عن مهمة الوفد خلال زيارته لتندوف.
وأعرب السيد ولد الرشيد عن استيائه إزاء " التعتيم التام حول هذه الزيارة لمخيمات تندوف" ، مشيرا إلى أن الوفد الأممي تعرض"للسب والشتم" من قبل مسؤولي "البوليساريو" بسبب قيامه بمهمته في المغرب على أفضل وجه.
وقال السيد ولد الرشيد "كيف يمكن لنا أن نطالب شخصا بالتعبير عن آرائه وأفكاره، في حين أنه لايتوفر لا على سكن ولاعلى راديو ولا على تلفاز فضلا عن كونه ممنوعا من التنقل بكل حرية "، في إشارة إلى لقاءات وفد الأمم المتحدة مع السكان المحتجزين بمخيمات تندوف. وبهذا الصدد ، أعرب وفد المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، أمام ممثلي وسائل الاعلام بجزر الكناري، عن انشغاله العميق بخصوص الوضعية الحرجة والظروف اللإنسانية التي يعيشها " إخواننا بمخيمات تندوف"، مذكرا بالمظاهرات التي جرت في الأيام الأخيرة بهذه المخيمات.
وقد شرع وفد المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية أمس الخميس في إجراء مباحثات سياسية مع المسؤولين بجزر الكناري ، حيث كانت له لقاءات وصفت ب"الهامة جدا" ، مع نائب رئيس البرلمان الجهوي السيد ألفريدو كينتانا، ومندوب الحكومة بجزر الكناري السيد خوصي سيغورا والسكرتيرة العامة للاتحاد العام للشغالين أليسيا رودريغيث بيتانكور المقربة من الاشتراكيين.
وسيواصل أعضاء المجلس اليوم الجمعة بلاس بالماس اتصالاتهم مع السادة خوصي ميغيل ليون المستشار في الرئاسة والعدالة للحكومة المستقلة وميغيل بسيرا الناطق باسم الحكومة ولويس باديا مكابيو المدير العام للعلاقات مع افريقيا.
ويتضمن برنامج زيارة أعضاء المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية كذلك لقاءات مع رئيس المجلس البلدي لكناريا الكبرى وهو أيضا رئيس الحزب الشعبي بجزر الكناري ومع رئيس التشكيلة السياسية (نويفا كناريا نويفا غران كناريا) السيد رومان رودريغيز (رئيس سابق للحكومة المستقلة بجزر الكناري). وسيلتقي أعضاء المجلس غدا السبت أفراد الجالية المغربية المنحدرين من الأقاليم الجنوبية.