وفي ما يلي النص الكامل للحوار:
تم تعيينه لا انتخابه، استشاري وبدون أدنى سلطة لاتخاذ القرار، إذن هو بدون قاعدة شعبية، الكوركاس يثير جدلا مهما. هل يتعين منحه حكما مسبقا لصالحه برغم حدوده المؤسساتية؟ الجواب لا يمكن توفيره اليوم، لأن الكوركاس، وكما يعترف بذلك رئيسه، لا يعرف بعد إطار مهمته، وهذا يتوقف على الملك وعلى قراره فقط
لا تخلو حجج المعترضين من أهمية. حسب الأستاذ رياض فكري، رجل قانون يدرس في كلية القانون بسطات، منحدر من قبيلة آيت لحسن الصحراوية، هناك تمثيلية عامة ضعيفة على مستوى تشكيلة الكوركاس، وتهم الأطر الصحراوية التي تكونت في المغرب، وأولئك الذين ضمن البوليساريو والتحقوا بالمغرب محملين بأفكار ومشاريع، وأخيرا أولئك الذين استقروا في أوروبا، وهؤلاء، يواصل فكري، " يمكن أن يلعبوا دورا مؤثرا في مواجهة الدعاية التي يروج لها البوليساريو في أوروبا". و حسب ملاحظين آخرين، فإنه بإمكان الكوركاس أن يحقق قطيعة مع الماضي، إذا أبان أعضاؤه، خاصة على مستوى الرئاسة، عن انفتاح وخيال واسع. أول اختبار صعب سيكون مع مبادرة الحكم الذاتي
لوجورنال : هناك احتجاجات، سواء داخل الكوركاس أو خارجه، تهم تشكيلته لا تحترم التوازنات القبلية في الصحراء الغربية...
خليهن ولد الرشيد: سأجيبك بكل نزاهة، الكوركاس ليس هيئة منتخبة إنه هيئة عين أعضاءها جلالة الملك. إذن، لا يمكن أن تكون هناك احتجاجات إزاء هيئة معينة، مقابل هذا، تشكيلة المجلس راعت التوازنات القبلية، بما أن جميع القبائل ممثلة.
لوجورنال : نعم، ولكن بطريقة غير متساوية ومجحفة
خليهن ولد الرشيد: كلا، هذه مسالة نسبية، روعيت أهمية كل قبيلة، هذا فقط، وهو شيء طبيعي. التشكيلة اعتمدت أساسا على الهيئات، نوع من الاستقطاب، هناك هيئة ابمنتخبين، هيئة البرلمانيين، هيئة المستشارين، هيئة رؤساء غرف التجارة وغيرها. هناك كذلك هيئة الشيوخ وهيئة النساء بنسبة 10 في المائة، وأخيرا هيئة المجتمع المدني.
لوجورنال : وزير الاتصال قال مع ذلك إن الانخراطات في المجلس يمكن أن تتواصل، وأن لائحة الأعضاء لم تقفل بعد بشكل نهائي؟
خليهن ولد الرشيد: نعم، هذا ممكن.
لوجورنال : خلال الاجتماعات الأولى في الكوركاس، ارتفعت بعض الأصوات ضد ما أسمته رجال الشمال الذين يجهلون ملف الصحراء ويرديون فرض رؤيتهم على المجلس؟
خليهن ولد الرشيد: غير صحيح. ل م يحصل أي نقاش بهذا الخصوص، ويفاجئني بالفعل أن يتم الحديث عن أشياء مماثلة. أستطيع أن أؤكد لكم أن هذا غير صحيح.
لوجورنال : بغض النظر عن النظام الأساسي للمجلس، ما هي الأوليات الملموسة التي ستنكبون عليها؟
خليهن ولد الرشيد: نحن نشتغل أصلا الآن على الأهداف التي حددها جلالة الملك بوضوح.
لوجورنال : ما هي حاليا أولياتكم؟
خليهن ولد الرشيد: إنها ثلاثة، أولا، مساعدة جلالة الملك على الحفاظ على الوحدة الترابية، ثانيا، مساعدة جلالة الملك على الحفاظ على الوحدة الوطنية، ثالثا، الانخراط في أوراش فعالة الاقتصادية والاجتماعية.
لوجورنال : نعم، ولكن ما تقولونه هو كلام عام جدا. ماذا ستفعلون مثلا من أجل تحقيق التصالح بين الصحراويين والدولة المغربية؟
خليهن ولد الرشيد: إقناع الصحراويين الموجودين في الخارج والموجودين في الداخل، وامتصاص جميع أشكال العجز السياسي والاقتصادي والاجتماعي التي تسببت فيها هذه المشاكل.
لوجورنال: أنتم على رأس مجلس استشاري يقدم نفسه، حسب الملك نفسه، بأنه قوة اقتراحية. ماذا ستقترحون بشكل ملموس بالنسبة لمبدإ الحكم الذاتي.
خليهن ولد الرشيد: كل هذه الأمور سيتم نقاشها خلال اجتماع المجلس عندما ستطرح عليه قضية الحكم الذاتي.
لوجورنال : ولكن كيف ستجري الأمور؟ هل هو الملك من سيقدم لكم مخططا أوليا، نوع من الأرضية، أم المجلس سيقوم بصياغة وثيقة ويقترح فيها منظوره للحكم الذاتي؟
خليهن ولد الرشيد: لا أستطيع أن أقول إن كان جلالة الملك سيطرح مشروعا للحكم الذاتي من أجل أن يطلب منا الاستشارة. لا أعرف بعد الطريقة التي ستتم بها الاستشارة. كل هذا مرتبط بجلالته. هل هو مشروع؟ هل هو سؤال؟ هل هو طلب؟ بصراحة، لا أدري بعد كيف ستجري الأمور.
لوجورنال : هل لديكم فكرة عن مشروع الحكم الذاتي؟
خليهن ولد الرشيد: نعم، لدي أفكار، لكن لا يمكنني الإفصاح عنها الآن
لوجورنال : تشهد الصحراء الغربية وقوع أحداث خطيرة، هناك شباب يعيش وضعية اجتماعية صعبة ويتأرجح نحو صف البوليساريو. ماذا ستقترحون لمواجهة هذا المشكل؟
خليهن ولد الرشيد: لست متفقا مع تحليلكم للمشاكل الاجتماعية التي قد تكون سببا فيه هذا الاستياء. التأرجح نحو البوليساريو هو تأرجح نحو الفراغ السياسي المطلق. عندما يشاهدون رافعين علم البوليساريو، فهذا يعني أنهم في الصف الآخر، هذا واضح، يجب أن نتحدث عن الأشياء كما هي، إنهم أصلا مع البوليساريو، لنقل ذلك. لماذا؟ لأنه ببساطة هناك فراغا، ومن هنا أهمية الزيارة الملكية. جلالة الملك قال: " الاستراحة انتهت، سأمنح الحكم الذاتي وسأحل مشكل الصحراء، سوف أشعر الصحراويين بالمسؤولية من خلال إنشاء مجلس للشؤون الصحراوية.."
لوجورنال : لكن هذا المجلس يعاني مشكلة الشرعية، فهو غير منتخب، وإنما هو معين؟
خليهن ولد الرشيد: التعيين هو امتياز وحق أساسي بالنسبة لرئيس الدولة. جلالة الملك يمكنه أن يعين في أي وقت الأجهزة أو المجالس التي يراها صالحة لمرحلة معينة، وهذا المجلس ليس هو الحكم الذاتي.
لوجورنال : من اقترح الأسماء؟
خليهن ولد الرشيد: أحترم فضولكم، ولكن ليس هذا هو الأهم.
لوجورنال : أي شكل سيتخذه، برأيكم، الحكم الذاتي في الصحراء الغربية؟
خليهن ولد الرشيد: الحكم الذاتي ليس شكلا من أشكال الدولة، ولكنه شكل من أشكال التدبير السياسي والإداري. سنظل إذن المملكة المغربية، وسيتم تدبير الصحراء ذاتيا بطريقة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية.
لوجورنال : هذه أشياء عامة جدا، هل يعني ذلك أنه سيكون للصحراء برلمان وحكومة وقوات أمنية؟
خليهن ولد الرشيد: تماما
لوجورنال : والقضاء؟
خليهن ولد الرشيد: مهما كان الخيار الذي سيتم تبنيه، ستتم ممارسة القضاء باسم الملك الذي هو أمير المِؤمنين.
لوجورنال : من أي بلد ستستلهمون الحكم الذاتي؟
خليهن ولد الرشيد: من إسبانيا أساسا
لوجورنال : يقال إن المشروع موجود أصلا؟
خليهن ولد الرشيد: أشياء كثيرة تقال. على أية حال، مشروع الحكم الذاتي لن يقدم للأمم المتحدة في نهاية أبريل، وهذا طبيعي. الكوركاس هو حديث النشأة، والمشاورات مع الأحزاب انتهت للتو.
لوجورنال : هل ستستمدون الحكم الذاتي من مشروع بيكر؟
خليهن ولد الرشيد: سنستمد المشروع من منطلق المصالح المغربية، بتجرد مما قاله بيكر أو مما تقوله دول أخرى.
لوجورنال : بشكل ملموس، ما هو نوع العلاقات التي لديكم مع البوليساريو؟
خليهن ولد الرشيد: إنهم أبناء عومتنا، عائلاتنا، أصدقاؤنا...
لوجورنال : قلت بشكل ملموس؟
خليهن ولد الرشيد: البوليساريو عائلتنا، لدينا أعمام وأخوال، إخوان، وأحفاد، وخالات وعمات، إلخ.. والد عبد العزيز هو عضو في الكوركاس، كما تعلمون
لوجورنال : أقصد الحديث عن قيادة البوليساريو
خليهن ولد الرشيد: هذا المشروع ( الحكم الذاتي) موجه للصحراويين، وهو ليس موجها لمنظمة خاصة، أو إلى جمعية خاصة، أو إلى قبيلة بعينه، بل إلى مجموع الصحراويين. إنه مصيرهم ومستقبلهم.
لوجورنال : ماذا تقولون للجزائر؟
خليهن ولد الرشيد: نتوجه للجزائر آملين أن تساعدنا على حل هذا المشكل.
لوجورنال : ولكن الجزائريين يرفضون أي مشروع للحكم الذاتي، إنهم مع الاستفتاء
خليهن ولد الرشيد: ربما لأن مشروع احكم الذاتي ليس ملموسا وواقعا حتى الآن
لوجورنال : تقولون إن الاستياء السائد في الصحراء الغربية ناتجة عن فراغ سياسي، أنتم تعترفون إذن بالفشل السياسي للمغرب في المنطقة...
خليهن ولد الرشيد: لا أجزم بذلك مثلكم، أنا قلت إنه في لحظة من اللحظات يتعين علينا أن نكون واضحين ودقيقين، وه اللحظة كانت هي 25 مارس 2006، عندما ألقى جلالة الملك خطابه في العيون.
لوجورنال : وماذا عن السياسة القمعية التي نهجتها الدولة المغربية منذ 1975 ضد السكان الصحراويين؟ ألا تعتقدون أنها ساهمت في انتشار أجواء التوتر في الصحراء الغربية؟
خليهن ولد الرشيد: لنتفق على شيء، كانت هناك مراحل في ق الصحراء، المرحلة الأولى، ما بين 1956 و1975، كانت نتيجتها إنشاء البوليساريو، لماذا أقدم طلبة كانوا يتابعون دراستهم في جامعة محمد الخامس بالرباط على خلق حركة انفصالية؟ في المقابل، لماذا، نحن الصحراويون الذين تابعنا دراستنا في إسبانيا، ولم نكن نعرف شيئا عن المغرب سرنا في التيار المعاكس؟ هذه هي الأسئلة التي يجب أن تطرح.
المرحلة الثانية، ما بين 1975 و1992، كانت الحرب
لوجورنال : وأيضا القمع والاختفاءات والتعذيب والضحايا
خليهن ولد الرشيد: لا، لا. إنها الحرب وهي ظروف الحرب، وإذا لم تأخذوا بعين الاعتبار مدة الحرب والمعارك، وكيف جرت الأمور، والأسلحة التي استخدمت، لن تتمكنوا أبدا من فهم الرهانات كلها. لا يمكن أن نفصل جانب التوتر السياسي والقمع والاختفاءات، إلخ في الحرب.
المرحلة الثالثة، انطلاقا من 1992، ووقف النار، وقع انفراج كبير، وهذا ما خلق الإشكالية الراهنة، إنها نتيجة 15 عاما من الفراغ السياسي والقيادي في جميع الاتجاهات.
لوجورنال : من يتحمل المسؤولية؟
خليهن ولد الرشيد: لا أدري. إنها أشياء معقدة ومختلطة ساهمت في وقوع الأحداث الأخيرة، وسيادة نوع من عدم الثقة، وأنا أريد أن احيي المبادرة الملكية التي طوت صفحة الماضي.
لوجورنال : ألا تطنون أنها أتت متأخرة هذه المبادرة؟
خليهن ولد الرشيد: يمكن دائما فعل الأفضل
لوجورنال : يقال إنه كانت لديكم علاقات خاصة مع إدريس البصري، ما كانت العلاقات؟
خليهن ولد الرشيد: لا أفهم ماذا تقصدون ب" علاقات خاصة"؟
لوجورنال : يقال إن البصري هو من دفعك وساعدك على الوصول إلى مناصب وزارية وغيرها
خليهن ولد الرشيد: كل هذا غير صحيح، كان البصري زميلا لي، كغيره من الوزراء. خلال 17 عاما، كنت وزيرا للمرحوم الحسن الثاني، ولم أكن زميلا للبصري وحده، ولكن لأكبر الشخصيات في المملكة، وهذه المرحلة تنتمي للصفحة التي تم طيها في 25 مارس، ولا يمكنني العودة غليها.
عمر بروسكي ومحمد غندي- لوجورنال إيدومادير
15/04/2007