وفي تصريحه للصحيفة، أضاف رئيس المجلس أن البوليساريو يفرض فكرا واحدا، إيديولوجية وحيدة بمخيمات تيندوف، وفي علاقة بموضوع المقترح المغربي يشأن منح حكم ذاتي موسع في الأقاليم الصحراوية، قال السيد خليهن إن هذا المشروع يعتبر الحل الوحيد للنزاع، حيث لا غالب فيه ولا مغلوب، معتبرا أن ثلث الصحراويين فقط يعيشون بمخيمات تيندوف، مبرزا في الوقت ذاته أن مشكل الصحراء هو بين الصحراويين، وليس بين المغرب والبوليساريو..

في ما يلي نص الحوار:

الرباط:  يعتبر ولد الرشيد أحد العارفين القدامى بالسياسة الفرنكاوية  في الصحراء الغربية.  كان زعيم حزب الاتحاد الوطني الصحراوي إلى أن غير ولاءه وأقسم على الإخلاص للحسن الثاني، وذلك قبل وقت قصير من انطلاق المسيرة الخضراء التي أصدر الملك أوامره من خلالها باحتلال المستعمرة الإسبانية السابقة.  حاليا يرأس المجلس البلدي للعيون، وتم تعيينه أخيرا من قبل محمد السادس رئيسا للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية. إنه بالتأكيد مهاجم مغربي يحاول فرض مخطط الحكم الذاتي الذي تزعم الرباط بأنه سيعيد الصحراء الغربية إليها


أ ب ث: أي تغييير حصل منذ ثلاثة عقود لكي تتحولوا من زعيم حزب الاتحاد الوطني الصحراوي الذي خلقه فرانكو إلى مقسم على الإخلاص ملك المغرب؟

خليهن ولد الرشيد: رأيت أنه من المستحيل خلق دويلة صغيرة قائمة على القبلية، وفكرت بأن الروابط  مع المملكة المغربية كانت قوية بما يكفي لكي نحتفظ بنفس الإمكانيات مما لو كنا تحرريين. وبترجيح كفة الوحدة مع المغرب، خدمنا بالأساس  التوافق التاريخي بين إسبانيا والمغرب.  لهذا، وعكس ما يزعم البعض، إسبانيا لم تتخل عنا، ولا تدين بأي شي للصحراويين.   نحن اخترنا الوحدة، وإسبانيا قامت بما كان يتوجب عليها تاريخيا القيام به، ألا وهو عقد اتفاق مع المغرب.

أ ب ث: ما هو عملكم الآن في الكوركاس؟

خليهن ولد الرشيد:  عملنا بالأساس هو تنفيذ قرار محمد السادس بإنهاء النزاع الصحراوي سريعا، وتحضير الشروط النفسية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والدبلوماسية للحكم الذاتي.

أ ب ث: الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، ألح على أنه برغم كون مخطط بيكر لا يمكن الاستمرار فيه، فإن مخطط الحكم الذاتي ليس صالحا كحل،
وأنه في جميع الأحوال، يتوجب احترام الإرادة الحرة للصحراويين. كيف يتم النظر إلى هذا في الكوركاس؟

خليهن ولد الرشيد:  تقرير عنان يقول إن مخطط بيكر غير قابل للتطبيق، لأنه لا يأخذ بالحسبان السؤال المركزي وهو أن المغرب لا يقبل بأن يكون أحد الخيارات هو الاستقلال. الحل الوحيد هو الحكم الذاتي، لأنه لا ينجم عنه غالب أو مغلوب.  المغرب يحصل على سيادته والصحراويون على حقوقهم.

أ ب ث: قمتم ببعث رسائل إلى الصحراويين والجمعيات الإسبانية المتعاطفة حيث كانت المفاجأة بأنكم لم تصفوا اللاجئين  ب"المحتجزين" كما جرت العادة، ولم تطلقوا على جبهة البوليساريو صفة " أحد طرفي النزاع".

خليهن ولد الرشيد: وصفت البوليساريو بالإخوة. الصحراويون منقسمون جدا، ليسوا جميعا مع البوليساريو، وليسوا كلهم انفصاليون. إنهم يمثلون ثلث السكان الموجودين في مخيمات تندوف، باستثناء البوليساريو التي تزعم بأنها انفصالية. لا أقول تحررية، بل انفصالية، لأن قياديي الجبهة هم أساسا مغاربة.

أ ب ث: عنان شجع الأطراف على التفاوض بشكل مباشر. هل تظنون أنه بالإمكان رؤية أعضاء الحكومة المغربية وأعضاء البوليساريو مجتمعين على نفس الطاولة في المستقبل القريب؟

خليهن ولد الرشيد: لا يوجد خيار آخر لحل مشكل الصحراء. خيار الاستفتاء المبني على تحديد الهوية لم يحقق نتائجه في يوم من الأيام على يد الأمم المتحدة في أي مكان من العالم.  نحن نعرف من تكون القبائل الصحراوية، لكنها تعيش في الصحراء، في الجزائر، في موريتانيا، وفي مالي.  ولكي نجري استفتاء حقيقيا مبنيا على تقرير المصير، يتعين تغيير الخريطة لكي تضم هذه المجالات الترابية. و بما أن هذا الخيار غير موجود، فإن أمام البوليساريو فرصة تاريخية لوضع حد للنزاع، لأن هذا النزاع نزاع بين الصحراويين، وليس بين المغرب والبوليساريو.

أ ب ث: هل لديكم اتصالات مباشرة مع البوليساريو؟ ومن هم مخاطبوكم؟

خليهن ولد الرشيد: لدينا اتصالات مع الجميع، باستثناء محمد عبد العزيز، زعيم البوليساريو الذي لا أتوفر على هاتفه. و إذا كانت صحيفة " أ ب ث" قادرة على مساعدتي على العثور عليه، فسوف أتحدث معه على الفور.

أ ب ث: البوليساريو وعدد من الجمعيات، بما فيها مغربية، نددوا باستمرار وجود 13 معتقلا سياسيا من الصحراويين في العيون والعديد من السجون المغربية...

خليهن ولد الرشيد: أبدا ( منذ العفو الملكي في 22 أبريل).  لقد أطلق سراحهم جميعا، لم يعد هناك أي منهم في السجن متابعا بممارسة أنشطة سياسية، وفي المستقبل كذلك لن يحصل شيء من هذا.

أ ب ث: حصلت تجاوزات في الأشهر الأخيرة؟

خليهن ولد الرشيد: في كل المناطق حصلت تجاوزات، ليس فقط على أيدي قوات الأمن. كل شخص لديه الحق في التعبير، لكن ليس في استعمال الحجارة أو العنف.  في المغرب، يمنع تمجيد الانفصال، تماما كما تمنع إسبانيا تمجيد الإرهاب. إذا لم نفهم هذا، فلن نستطيع فهم لماذا تصرفت قوات الأمن بذلك الشكل.

أ ب ث: قريبا تكمل ما يسمى ب" الانتفاضة الصحراوية" عامها الأول، وكانت اتسمت بمجموعة من المواجهات. عم يبحث الصحراويون الذين ساندوها في رأيكم؟

خليهن ولد الرشيد: لدي تحفظات حول لفظة " انتفاضة"، لأنها مقصورة على القضية الفلسطينية. الحديث عن الانتفاضة أمر غير منصف، لأن الانتفاضة هي ثورة عارمة يقودها كل الشعب. ما حصل هو رفع لأعلام البوليساريو، وكان ذلك جد محدود.

أ ب ث:  هل يتم احترام حقوق الإنسان في مدن كالعيون والداخلة والسمارة وبوجدور؟ هل توجد حرية تعبير؟

خليهن ولد الرشيد: توجد حرية تعبير كاملة، ما عدا حينما يتم اللجوء إلى العنف. في العيون والسمارة، ورغم استخدام العنف ومنع أعلام البوليساريو، توجد ديمقراطية. في المخيمات لا وجود للحرية مطلقا.  إنها معسكرات ستالينية، لا يوجد لها مثيل على وجه الأرض، لا في دارفور ولا في فلسطين.. و حيث تفرض البوليساريو فكرا وإيديولوجية واحدة، ألا وهي الانفصال.

أ ب ث: لماذا تمنع الرباط دخول التمثيليات الإسبانية إلى الصحراء؟ ألا يشكل هذا مشكلا لصورة المغرب؟

خليهن ولد الرشيد:  بصفتي رئيس المجلس البلدي للعيون، يسرني أن أرى يوميا الإسبان هناك، لكن هناك مشكلة، فتلك التمثيليات أرادت أن تأتي بصفتها معادية للطرح المغربي.
 واحدة من مهامنا تقضي بتحسين نظرة الإسبان إلى هذا المشكل، ولهذا سيتحدث الكوركاس كذلك مع الإسبان، بمن فيهم المعادون لنا، ولهذا السبب بعثث لهم بالرسائل.

أ ب ث – 28/04/2006