" تيل-كيل": وجهت الانتقادات مباشرة إلى الكوركاس بعد تعيينه بزمن قصير من طرف الصحراويين أنفسهم، باعتبار أنه غير ديمقراطي (لأن جميع أعضائه معينين) وغير تمثيلي (فبعد القبائل رأت بأنها  خدعت. هل كنتم تنتظرون بان يكون انطلاق المجلس مخيبا إلى هذا الحد؟
ماء العينين بن خليهن: يفاجئني اهتمام الناس بالمجلس إلى هذا الحد، فهذا يؤكد أهمية هذه المؤسسة، يمكننا الحديث بكل تواضع عن ما فترتين: ما قبل وما بعد 25 مارس ( تاريخ إحداث الكوركاس)، وتشكيلة المجلس فيها توازن قبلي، حيث يوجد بشكل عام نسيج من ممثلي المجتمع المدني، الشباب، المرأة...الخ.
إنني أطلب بأن يتم تقييمنا حسب النتائج التي سنحققها، فالمجالس الملكية يتم دائما تعيينها، وتضم أشخاصا يعملون إلى جانب الملك، وهو من يقوم باختيارهم.

" تيل-كيل": ماذا قال لك الملك عندما استقبلك رفقة خليهن ولد الرشيد بالعيون؟
ماء العينين بن خليهن: لا يمكنني أن أبوح بما قاله الملك دون إذن منه، أما عن الخطاب، فقد تحدث جلالته بوضوح عن مستقبل الجهة وعن مشروع الحكم الذاتي الموسع.

" تيل-كيل": وكالة التنمية الاجتماعية، وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، مؤسسات منتخبة، واليوم المجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية...ما الذي يضمن بأنكم ستقون بأشياء أفضل مما قام بها الآخرون في الصحراء؟
ماء العينين بن خليهن: لأن المجلس له اتصال مباشر بالملك، نحن لا نتدخل بشكل يومي في الجهة، إننا لسنا موجودين من خلال المشاريع، فبعد 30 سنة من الركود اختار جلالة الملك الحكم الذاتي. فالمجلس هو مرحلة هامة من أجل دراسة وإنجاز اقتراح في هذا الاتجاه.

" تيل-كيل": مع الوقت يظن البعض أن المجلس جاء فقط من أجل ملء الفراغ الذي تركه مشروع الحكم الذاتي، الذي كثر عنه الحديث دون أن يكون جاهزا..
ماء العينين بن خليهن: المشروع ليس جاهزا بعد، لأنه لو كان أعد، لتم تقديمه إلى العموم. المجلس لا يملأ الفراغ، لكنه يمثل التغيير بشكل جدري، فالملك استشار الأحزاب السياسية، ومكن السكان المحليين للمرة الأولى من إبداء رأيهم من خلال المجلس.

" تيل-كيل": الجزائر والبوليساريو أكدوا للأمم المتحدة رفضهم للمشروع، ماذا سيغير ذلك في الخطوات التي ستتخذونها ؟
ماء العينين بن خليهن: إنهم رفضوا شيئا يجهلونه، الجزائر بلد شقيق والبوليساريو لا يحترم كل الصحراويين، رفضهم يبقى ظرفيا، إنهم إخواننا قبل كل شيء، ودورنا هو إقناعهم بأهمية الحكم الذاتي، فآباء مسؤولي البوليساريو سبق وأن قدموا البيعة لملك المغرب. والبيعة لا يمكنها أن تقطع إلا من شخص عاق. ولا يمكن للمغرب استرجاع أراضيه بشكل نهائي عن طريق رضى الوالدين.
 من جهة ثانية. انه عنصر ثقافي له أهميته، ودورنا هو الحوار مع أبناء المنطقة الجنوبية أينما وجدوا لتمكينهم من العودة إلى المغرب.

" تيل-كيل": هل لديكم تفويض من أجل الحديث مع البوليساريو عن مسألة الحكم الذاتي؟
ماء العينين بن خليهن: انه مبين في الظهير، يجب علينا  أن نعمل من أجل عودة مواطني الجنوب يجب علينا الاتصال بهم وبالبوليساريو في مخيمات تندوف وفي أي جهة من العالم.

" تيل-كيل": عن أي بوليساريو تتحدثون؟ هل قمتم بالاتصال بتيار معين؟
ماء العينين بن خليهن: سنتصل بأي شخص لديه شك في مغربية الصحراء، سنستعمل كل الوسائل (الإذاعة، التلفزيون...الخ) للوصول إلى قلوب المواطنين.

 تيل-كيل": هل تظنون أن أراضي (الصحراء الغربية) مستعدة لما فيه الكفاية لتمتيعها بحكم ذاتي موسع؟
ماء العينين بن خليهن: لا أعرف جيدا الواقع على الميدان، لأنني كنت أعمل طلية السنوات الأخيرة بمدينة العرائش، لكن المجلس سيأخذ الوقت الكافي لتنقية الميدان والتهييء للحكم الذاتي، فبضع سنوات النسبة لأجندة الدول لا تعني الشيء الكثير.

" تيل-كيل": هل ستتم العودة إلى استراتيجية حل النزاع عن طريق تمديد الوضع القائم؟
ماء العينين بن خليهن: لقد أضعنا 30 سنة، المجلس عليه القيام بأعمال ضخمة وإذا نجح خلال سنتين سيكون الإيقاع جيدا، فتشرشل قال لسائقه الذي كان يحب السرعة: أبطئ، فإنني على عجل    

" تيل-كيل": تؤكد إذن أن المغرب لن يقدم أي مشروع للأمم المتحدة في أبريل الجاري
ماء العينين بن خليهن: جلالة الملك لم يستشرنا بعد. كما تعلم فانه سبق وأن قيل دائما أن الصحراء هو مشكل المغاربة الأول، لكن الأغلبية العظمى تجهل الشيء الكثير عنه  لذلك يجب شرح أسس هذا المشكل اليوم نريد بأن يعاش مشكل الصحراء من طرف الجميع، و بأكبر قسط من الشفافية. أغلب الأسر المغربية عاشت الحزن بسبب مشكل الصحراء، فكل أسرة أعطت دمها وقوتها اليومي لهذه الجهة بسبب هذا المشكل.

" تيل-كيل": تراهنون على وجود " أغلبية وحدوية" مهادنة في الصحراء ضد أقلية نشيطة تدعو إلى " الاستقلال" كيف تفكرون في إيقاد الفئة الأولى لمواجهة الثانية؟ 
ماء العينين بن خليهن: بالنسبة للجبهة الوحدوية التي تشكل الأغلبية، وأؤكد ذلك، كان الناطق الرسمي هو الإدارة، ولم يطلب منهم قط أن يعلنوا عن أنفسهم، هذه الجبهة كانت تترك التعامل مع المظاهرات الانفصالية إلى الإدارة التي لم تكن صائبة في أغلب الأحوال، فجميع المتظاهرين لم يكونوا انفصاليين، إنهم في الغالب أناس غاضبون تم استقطابهم من طرف الآلة الانفصالية.
العيون مدينة كبيرة في حجم مدينتي العرائش أو القصر الكبير مجتمعتين . لها مشاكلها الخاصة، وتقام فيها تظاهرات  ذات مطالب اجتماعية خاصة بها كباقي المدن، إلا أن الاستثناء هنا أن المتظاهرين يتم استقطابهم لأهداف سياسية.
من هنا يمكن القول أن أكبر خصم للمجلس، هو الحركة الانفصالية المحلية...
تعطون أهمية كبيرة لهذه الأقلية. انفصاليو الداخل يتظاهرون بشكل عام ضد الأشياء المعاشة و بشكل خاص ضد الإدارة المحلية، بالنسبة إليهم الانفصال هو ملجأ ومعاقبة للإدارة التي أهانتهم.

" تيل-كيل": المساس بحقوق الإنسان  بالصحراء ما يزال مستمرا (إلى اليوم) في تغذية الآلة التحريضية للبوليساريو، هل لديكم القوة لوضع حد لهذا الأمر؟

ماء العينين بن خليهن: إننا ندرس كل حالة على حدة، وسنبدي اقتراحاتنا إلى جلالة الملك، أما على المستوى الإعلامي فان لدينا بعض التأخير، بينما يقوم البوليساريو بكل شيء لملء آلاف الصفحات على الانترنيت، إننا لا نعرف جيدا كل ما يأتينا من تندوف كما نجهل التجاوزات التي تحدث هناك لكننا نحاول أن نستقطب بعض المعلومات لجعلها معروفة لدى الجميع.

" تيل-كيل": هل تظن أن الانفصاليين مع حرية التعبير؟
ماء العينين بن خليهن: ناضل مع من شأت لكن لا تعنف الناس ولا تقم بتخريب منشآت الدولة

 تيل-كيل": لنتخيل مثلا أن أمامك شاب في عمر 19 سنة متشبع بفكر الجبهة وتم خروجه حديثا من السجن وتريد أن تقنعه بمغربية الصحراء ماذا ستقول له؟
ماء العينين بن خليهن: لا تتخيل أي شيء، سبق لي أن تحدثت مع شباب في مثل هذه الوضعية، وفي حالة من اثنتين لاحظت بأن الإدارة المحلية قد ارتكبت خطأ كبيرا في حق هذا الشاب في وقت من الأوقات، لكن لم ألاحظ قط  تغييرا في التصرف، إنهم شباب استهوتهم الدعاية. أقول لهم انظروا إلى العائدين من مؤسسي الجبهة كأيوب الذي كان يخيف الأطفال  أحد الاديولوجيين الكبار في الحركة مثل العظمي.
سيجيبك الشاب بأن هؤلاء تفاوضوا جيدا قبل العودة؟ وماذا تقول في 7000 عائد؟ المشكل هو أننا لم نستعمل كل هؤلاء الناس من أجل شرح واقع الحركة الذي يحلم به الشباب، هناك نقص في التوضيح حتى بالنسبة لمغاربة الشمال.

" تيل-كيل": خطاب جميل لكن كيف يمكن تفعيله؟
ماء العينين بن خليهن: في الصحراء لا يحب الناس الخطب، لدى فنحن ملزمون بتحقيق النتائج فنحن سنوجه اقتراحاتنا لأعلى سلطة في البلاد، إنها ضمانة جيدة لتحقيق هذه النتائج

" تيل-كيل": هل لديكم خطوط حمراء؟
ماء العينين بن خليهن: لا توجد.. جلالة الملك فتح لنا كل الأبواب على مصراعيها، يمكننا الحديث عن كل مشاكل الجهة، أظن أن أعضاء المجلس يمكن أن يقدموا اقتراحات جديدة.

" تيل-كيل": مشكل الصحراء في الأخير هو مشكل الفقر، الشخصية و الكرامة؟
ماء العينين بن خليهن: اقتصاديا الصحراء اليوم لا علاقة لها بصحراء 1975 هذا شيء بديهي، فالدولة قامت بكل شيء لكن لم تستمل قلوب الناس.
الحسن الثاني سبق وأن قال قولته الشهيرة: " لقد تمكنا من استرجاع الأراضي، لكن لم نتمكن بعد من استرجاع القلوب"

" تيل-كيل": كيف أضاع المغرب قلب شاب ازداد بالمغرب في الثمانينات ولم يعرف لا الغزو العسكري، ولا مراكز الاعتقال السرية؟
ماء العينين بن خليهن: سأعطيك صورة، في كل مرة يحصل طفل على نقطة سيئة بالمدرسة سيرسم في حيز من دفتره راية البوليساريو، انه إشارة إلى عدم الرضا، لحد الساعة نسينا أن نعامل الصحراويين كباقي العالم، وذلك باحترام الثقافة والآداب المحلين، و بملء الفراغ الذي تركناه أمام  التحريض والتأطير الآتي من الشرق .

" تيل-كيل": تنكرون وجود مناضلين يدافعون عن الاتجاه الانفصالي؟
ماء العينين بن خليهن: كلا،  إنهم الأقلية، الانفصال وليد الإدارة التي لم تعرف كيف تسير الملف.

" تيل-كيل":  يبدو أنكم نسيتم الهجوم العسكري للسلطة المركزية ومعتقلات اكدز و مكونة..الخ
ماء العينين بن خليهن: لا أنكر ذلك، لكن أظن أن هذا الملف قد عولج من طرف هيأة الإنصاف والمصالحة على المستوى الوطني، وإذا كانت هناك ملفات ما زالت عالقة وغير مكتملة، فإننا سنقوم بمعالجتها.

مؤ طر:

ماء العينين ماء العينين بن خليهن: في سنة 1971 كنت أتابع دراستي في السنة الثانية بكلية الطب بالرباط بنفس الكلية مع محمد عبد العزيز، في نفس الفترة علمنا بأن اسبانيا كانت تهيأ  لخلق وضعية مستقلة بالصحراء .
لذلك قرر نحو 30 طالب صحراوي استعمال الاتحاد الوطني لطلبة المغرب لتحسيس المغرب بالخطر الذي يهدد الأراضي الوطنية. لقد أقمنا العديد من الندوات هنا وهناك. وبعد تخلي الأحزاب السياسية( اليسار آنذاك كان متعاطفا مع قضيتنا)، نظمنا تظاهرة أولى بمدينة طانطان حاملين الأعلام الوطنية ولافتات كتب عليها "نحن جنود الحسن الثاني حتى تحرير الوطن"
لقد تم قمع التظاهرة بقوة وتم تعذيبنا من طرف الإدارة المحلية قبل أن يطلق سراحنا بعد العديد من التدخلات .
وخلال المظاهرة الثانية تم التصدي لنا بنفس الطريقة، حيث نقلنا إلى أكادير وتم تقديم اعتذار من طرف المسؤولين الذين أمروا باعتقالنا.
بعدها قمنا بتظاهرة ثالثة بطانطان، وتلقينا نفس المعاملة، هذه المرة اختفى جميع الشباب مثل (الوالي، عظمي..) لقد تسللوا إلى الصحراء وكونوا في شمال موريطانيا جبهة البوليساريو، وليبيا احتضنت الحركة وساعدتها قبل الجزائر، فالوالي لم يذهب لكي لا يعود، لكن الإدارة لم تفهم حركتنا وأخيرا حصلت أخطاء وزارة الداخلية التي أدت إلى ظهور البوليساريو.
العديد من الناس ينسى تاريخ هذا الصراع، بينما في الاتجاه الآخر يقضون ليالي بيضاء من أجل الإساءة إلى المغرب، في وقت كنا نقتصر على القيام بجولات حول العالم  وتوقيع اتفاقيات شكلية"..  

مجلة " تيل كيل"
 15 /04/ 2006