Document sans titre  
الـعـربية Español Français English Deutsch Русский Português Italiano
الثلاثاء 07 ماي 2024
أنشطة وطنية

خليهن: مستعدون لمساعدة زعيم البوليساريو على تولي رئاسة الحكم الذاتي بالصحراء

الراية: أكد القيادي الصحراوي خليهن ولد الرشيد على أن حل التراضي المبني على أساس الحكم الذاتي يبقى الحل الأمثل للنزاع في الصحراء، جاء ذلك في حوار خص به الراية في المغرب تطرق فيه لواقع النزاع، وعمل المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوي الذي عين على رأسه من قبل العاهل المغربي الملك محمد السادس، وهو المجلس الذي من المرتقب أن يلعب دورا هاما في نزاع الصحراء خلال المرحلة القادمة.



ولد خليهن ولد الرشيد في نوفمبر من العام 1951 بمدينة العيون في وقت كانت تعيش فيه الصحراء تحت الحكم الإسباني، فيما كانت باقي أنحاء المغرب بدأت ثورتها المسلحة ضد نظام الحماية. تابع ولد الرشيد دراسته في العاصمة الإسبانية مدريد، وقبل أن يقدم المغرب على تحرير الصحراء بعد حدث المسيرة الخضراء، أسس "حزب الاتحاد الوطني الصحراوي" الإسباني المعروف اختصارا بـ"بونس"

و.في ظل السيادة المغربية، اختير ولد الرشيد ما بين 1977 و1992 وزيرا للشؤون الصحراوية بمختلف الحكومات التي تعاقبت على الحكم بالمغرب.مثل ولد الرشيد مدينة العيون كنائب في البرلمان المغربي في الفترة ما بين 1977 و2002، كما أنه انتخب رئيسا للمجلس البلدي بمدينة العيون كبرى مدن الصحراء منذ العام 1983. و يعتبر ولد الرشيد من مؤسسي حزب التجمع الوطني للأحرار الذي انسحب منه العام 1982، ليؤسس الحزب الوطني الديموقراطي.

وفيما يلي نص الحوار:

س:  نبدأ بحدث إفراج العاهل المغربي الملك محمد السادس عن 48 معتقلا صحراويا بتدخل من المجلس الذي تترأسونه، هل هذا يعني أن المجلس قد بدأ في العمل؟

ج: - نعم بالفعل، هذا دليل ملموس على أن المجلس بدأ في العمل، والعمل الجدي الهداف، وعلى العمل السياسي في أعلى مستوياته. فهذه الخطوة التي اتخذها الملك محمد السادس بالعفو عن ما تبقى من معتقلي الأحداث الأخيرة التي وقعت في الأقاليم الجنوبية »الصحراوية« هو البرهان القاطع على أن السياسة التي يسنها جلالة الملك هي سياسة جدية لتطبيق ما جاء في خطابه يوم 25 مارس الماضي في مدينة العيون، والمتمثلة بالمصالحة النهائية والتامة مع الصحراويين، وطي صفحة الماضي بما فيها من سلبيات، وفتح صفحة جديدة تتمحور بشكل رئيسي على أن المغرب سيبنى على أسس متينة وقوية وحديثة في كل المجالات سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية ترضي جميع مكوناته، وعلى رأسه المكون الصحراوي. وبالتالي فالسياسة الحالية تتجه نحو إظهار أن المشروع المغربي الذي يقوده الملك هو مشروع جدي وذو مصداقية.

س:  تقرير كوفي عنان الأخير بالإضافة إلى أنه أوصى بتمديد بعثة الأمم المتحدة في الصحراء، إلا أنه دعا أطراف النزاع إلى حل سياسي عادل ومقبول من جميع الأطراف. هل هذا يعني أنه قد تم التخلي بشكل كلي عن مشروع جيمس بيكر، وتنظيم استفتاء تقرير المصير؟

ج: - صحيح، هذا هو أول استنتاج نخرج به من تقرير كوفي عنان المعروض حاليا على أنظار مجلس الأمن في انتظار صدور قرار بشأنه، وبهذا فإن عنان يؤكد بما لا يدع مجالا للشك في أن مشروع بيكر قد دفن نهائيا، لأنه مشروع لا ينطبق على الحالة المتعلقة بملف الصحراء، كما أن مشروع استفتاء تحديد الهوية الذي أخذ من عمل الأمم المتحدة سنوات طويلة لم يكن ليكتب له النجاح، لأن مثل هذا الاستفتاء المبني على تحديد الهوية لم يسبق للأمم المتحدة أن أنجزته منذ تأسيسها العام 1948، ولو استفتاء واحدا. ولهذا فإن هذا الاستفتاء غير قابل للتنفيذ، لأن القبائل الصحراوية التي أحصتها الأمم المتحدة لا تقطن فقط في الصحراء المغربية، وإنما تقطن في بلدان أخرى مجاورة هي الجزائر وموريتانيا وشمال مالي، وبالتالي فإن أردنا أن نقيم استفتاء حرا ونزيها وديموقراطيا وعادلا يجب أن يتم تشمل عملية الاستفتاء جميع الصحراويين المنتشرين في مختلف هذه الدول، وهذا بطبيعة الحال غير ممكن. من هنا فاستفتاء تحديد الهوية بالذات لا يمكن إطلاقا. وبالتالي لا يبقى أمامنا إلا أن نتجه إلى اتفاق سياسي يرضي جميع الأطراف.

س:  في ردود الفعل وصف زعيم البوليساريو مشروع الحكم الذاتي المغربي في الصحراء بأنه ظالم للصحراويين، في حين أن الحكومة المغربية وعلى لسان الناطق باسمها نبيل بن عبد الله رفض أي تفاوض مع البوليساريو، وإن حبذ إجراء مع الطرف الجزائري. كمجلس استشاري صحراوي ما موقفكم من هذه الردود؟
 
ج: أولاً- مشروع الحكم الذاتي لا يوجد فيه أدنى ظلم للصحراويين، بل بالعكس هو إنصاف للصحراويين في مختلف الميادين.

: إنصافهم فيما يتعلق بالاعتراف الرسمي بمكانتهم في الدولة المغربية كمكون أساسي للأمة المغربية عبر التاريخ.

ثانيا: أن الحكم الذاتي لا يظلم الصحراويين في ما يسمى بتقرير المصير، حيث يعطيهم حقوقا ليست فقط اقتصادية واجتماعية، وإنما حقوقا سياسية، أي أن هذا المشروع يفتح أمام أبناء المنطقة أن يكونوا أسيادا على أرضهم، وأن يسيروا شؤونهم بأنفسهم، ويسمح لهم اقتصاديا بالتمتع بكل الخيرات، ويحافظ لهم اجتماعيا على كل العادات الخاصة بهم ضمن سياق عام هو المملكة المغربية لأن سكان الصحراء لهم رابطة تاريخية ودينية مع أمير المؤمنين الذي هو ملك المغرب، رابطة لآبائهم وأجدادهم لا يمكن تحت أي شرط من الشروط التخلي عنها وهي البيعة. لكن هذه البيعة من الجانب تتبعها حقوق سياسية واقتصادية واجتماعية وهي الحقوق التي يضمنها الحكم الذاتي.

وبطبيعة الحال ولتجسيد مشروع الحكم الذاتي على أرض الواقع، نحن مستعدون للدخول في مفاوضات مع جبهة البوليساريو الذي هم إخواننا وأهلنا، والذين للأسف الشديد دفعتهم ظروف عالمية وظروف الأوضاع السابقة في المغرب لكي يأخذوا هذا الموقف المتطرف، لكن الآن، لم تبق لهم أي مبررات للمطالبة بالانفصال، خاصة وأن كل مطالب الصحراويين باتت محققة في مشروع الحكم الذاتي.

فيما يخص الجزائر الدولة الشقيقة، الدولة العربية والإسلامية والأفريقية، فهي تقول بأنها ليست طرفا في الصراع، نحن نرد عليها بالقول، حسنا نحن نثق فيما تقولينه، وسنطلب منها بالتالي أن تتخلى عن مخلفات الماضي من قبيل مشاكل الحدود . فجل هذه المشاكل انتهت وأصبحت من الماضي، وأن تساعدنا على بدء مفاوضات مع الاخوة في البوليساريو للم شمل الصحراويين ووضع أسس الحكم الذاتي الذي سيحقق للجميع أهدافهم ومقاصدهم.

فهو يحقق للمغرب سيادته النهائية، ويحقق للصحراويين المغاربة ما يطلبون من حقوق سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، ويحقق للجزائر الحفاظ على كرامتها وعلى ماء وجهها لأنها ساعدت الصحراويين خلال كل هذه السنوات، وبالتالي فإنها ساعدتهم للتوصل إلى شيء ملموس، وأن مجهودها لم يذهب مع أدراج الرياح.

من هنا فمشروع الحكم الذاتي هو السبيل الوحيد لحل مشكل الصحراء، إذن لا يوجد سبيل آخر لا عن طريق الأمم المتحدة ولا غيرها، وهو كذلك التي سيبنى على أساسها المغرب العربي، لنتفرغ لحل المشاكل التي نواجهها مجتمعين في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي مجالات الديموقراطية والتعاون البيني.

س:  دعوتم زعيم إلى القبول بمقترح الحكم الذاتي، وبأنكم على استعداد لمساعدته لكي يكون أول رئيس سلطة الحكم الذاتي، في حين أن العديدين يدعون إلى متابعته كمجرم حرب نظير الاتهامات الموجهة إليه سواء من قبل أسرى الحرب المغاربة أو سكان المخيمات؟

ج: - اسمع، الإسلام يجب ما قبله، ونظرا لأن الصلح هو جزء أساسي من الإسلام، فإنه لا يمكن لنا أن نأتي بالخصومات حين نتجه إلى الصلح، فنحن مستعدون لمساعدة أخينا وشقيقنا محمد عبد العزيز »زعيم البوليساريو« على تولي رئاسة الحكم الذاتي بكل قوانا وطاقتنا في إطار السيادة المغربية وتحت قيادة الملك محمد السادس، وهذا تعبير منا عن إرادتنا على طي صفحات الماضي وبناء صفحة جديدة.

س:  عندما تتحدثون عن إمكانية تعيين زعيم البوليساريو، كيف ذلك، هل عبر الانتخاب أم التعيين المباشر؟

ج: لا، عبر الانتخاب. وبالتالي فإننا يمكننا أن ندفع به في اتجاه تسلم سلطات رئاسة الحكم الذاتي، تعبيرا منا على الرغبة في التصالح.

س:  نقل عنكم رغبتكم في لقاء الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، إلى أي مدى وصلت الترتيبات لتحقيق ذلك؟

ج: - في البدء علمنا أن الرئيس بوتفليقة يجري فحوصا طبية، ونتمنى له الشفاء العاجل والتمتع بكامل الصحة والعافية. فيما يخص الرد على سؤالك، ففعلا استأذنت جلالة الملك في التحدث إلى الرئيس بوتفليقة وإلى الحكومة والدولة الجزائرية، لأننا نريد أن نعبر له ونقول له مباشرة أننا صحراويون حقيقيون، وأن الأغلبية الصحراوية التي تعيش في ظل السيادة المغربية تعتبر أن الحكم الذاتي هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق التصالح، وأن هذا الحكم الذاتي يكفينا، فالقارة الأفريقية مليئة بالمشاكل والأزمات، والدول الفقيرة المبنية على أسس قبلية لم تنجح، هناك الصومال الدولة العربية والأفريقية الشقيقة التي تتجسد مشكلتها الرئيسية في عدم التوافق بين القبائل المكونة لها، أنظر إلى ما يقع اليوم في دارفور بغرب السودان حيث تتناحر القبائل هناك..

وبالتالي لا يمكن بناء كيان صغير مبني على الأسس القبلية في الصحراء لأنه سيصبح بؤرة توتر سيأتي بالويلات للمغرب العربي والقارة الأفريقية، بل والعالم، حيث أن المنطقة على مرمى حجر من الدول الكبيرة التي تحافظ على السلم مثل الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية، وبهذا يجب أن نتجنب كل ما يمكن أن يؤدي إلى الفتن. من هنا فالحكم الذاتي هو المشروع الأمثل للصحراء، لأنه يرضي السكان ويحول دون اللاستقرار واللا سلم، ويساهم من جهة ثانية في تدعيم التآخي بين دول المغرب العربي، خاصة وأن سكان المنطقة مرتبطون بالمغرب وموريتانيا والجزائر بشريا وعائليا وجغرافيا.

س:  ما سبب تأجيل تقديم المغرب لمقترح الحكم الذاتي الذي كان من المزمع تقديمه في شهر أبريل الماضي لمجلس الأمن؟

ج: - لم يكن ممكنا تقديم المقترح المغربي إلى مجلس الأمن خلال أبريل، لأن المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية تم تنصيبه حديثا، وبالتالي لم نبدأ في المشاورات مع القصر الملكي فيما يخص وضع ملامح الحكم الذاتي الخاص بالمنطقة. وحينما تنتهي هذه المشاورات حينئذ يمكن للمغرب أن يقدم مشروعا متكاملا ومدروسا.

س:  في انتظار ذلك، هل بدأتم في ربط الاتصال بالقبائل الصحراوية سواء داخل المغرب وخارجه؟

ج: - بالتأكيد، فمنذ اليوم الأول 25 من مارس الماضي، بدأنا في اتصالاتنا داخليا وخارجيا لتفسير هذه الخطوة التاريخية، وهي الخطوة غير المسبوقة في المغرب، والتي ستفضي بلا شك إلى المصالحة التاريخية، وقد بدأنا في شرح المقترح للمواطنين عبر وسائل الإعلام والاتصالات المباشرة، ووفقا للبوادر الأولية، فإن أغلبية الصحراويين مرتاحة لهذا المشروع.

س:  في الأخير، ما استقراؤكم السيد ولد الرشيد لنهاية النزاع، خاصة بعد تقرير عنان الذي اعتبر فيه النزاع غير موضوع على الأجندة الدولية لاعتبارات شتى أبرزها أن أغلب الدول حريصة على علاقاتها بالمغرب والجزائر؟

س: - هذا الاستنتاج يؤكد أن لا حل غير حل التراضي المبني على أساس الحكم الذاتي، فالحرب لم تؤتي أكلها، الاستفتاء المبني على تحديد الهوية غير ممكن، إذن لم يبق هناك إلا خيار التراضي والقبول بمقترح الحكم الذاتي، إلا إذا أردنا إدامة هذا النزاع من أجل العبث لا غير.

خبر يخم ملف الصحراء الغربية/ الكوركاس-

 

 الموقع لا يتحمل مسؤولية سير عمل ومضمون الروابط الإلكترونية الخارجية !
جميع الحقوق محفوظة © المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية 2024