وسعى هذا اللقاء الذي نظمته المنظمة غير الحكومية المغربية (بيل إيفنت) في موضوع "نزاع الصحراء بين الحل الواقعي والتحديات الصعبة"، إلى توضيح بعض الوقائع وتعريف خصوصيات ومآل النزاع من أجل مقاربة أفضل للملف، خاصة من الجانب الهولندي.
وأعرب النائب الهولندي، هاري فان بومل عن الحزب الاشتراكي (معارض)، عن الأمل في أن تتمكن الحكومة الهولندية من لعب دور أكثر نشاطا في محاولة للتوصل إلى حل نهائي يحظى بقبول الأطراف.
واعتبر أنه بالنظر إلى الوضع الأمني في المنطقة، يمكن لمشروع الحكم الذاتي أن يشكل "الإجراء الملائم"، مشيرا، من جهة أخرى، إلى ضرورة وضع حد لمأساة المحتجزين الصحراويين بتندوف وتجنب سقوطهم في التطرف والإرهاب.
وأضاف فان بومل أن الجزائر متورطة في النزاع وفي ما يقع بجنوب المغرب، معتبرا أن مسؤولية الجزائر ثابتة لتحسين أوضاع المحتجزين بتندوف والسماح ، لمن يأملون في ذلك، بالعودة إلى بلدهم.
وقد شاطرته وجهة النظر هذه، النائبة عن (النداء المسيحي الديمقراطي-المعارض)، ميرا كومان، التي أعربت عن الأمل في أن تهتم حكومة بلادها والنواب البرلمانيون والصحفيون الهولنديون أكثر بحقيقة هذا النزاع المنسي، مضيفة أن الشريط الوثائقي "الجدار"، الذي أخرجه صحفي هولندي وبثه مؤخرا التلفزيون الهولندي، يمثل مبادرة حسنة في هذا الاتجاه.
وأكدت أن مشروع الحكم الذاتي يستحق المتابعة والاهتمام، مسجلة أن الجهوية المرتكزة على مشاركة السكان يمثل مستقبل افريقيا، كما كان الشأن بالنسبة لأوروبا.
من جانبه، قال الجامعي محمد أحمد غاين إن قضية الصحراء المغربية لا يمكن حصرها في الجانب المتعلق بحقوق الانسان، وإنما ينبغي التعاطي معها بصفة شمولية، مؤكدا بأنه لا توجد انتهاكات ممنهجة لحقوق الانسان، لا في الصحراء ولا في باقي جهات المملكة. كما دعا البرلمانيين الهولنديين إلى مقارنة أوضاع المحتجزين بتندوف وأوضاع مواطنيهم في الصحراء، متسائلا حول أسباب رفض البوليساريو إحصاء هؤلاء المحتجزين الذين يعيشون في ظروف غير إنسانية.
وتطرق عبد المجيد ساليغان، الأستاذ والفاعل الجمعوي إلى الخطاب الأخير لجلالة الملك بمناسبة الذكرى الـ39 للمسيرة الخضراء، مشيرا إلى أن 2015 ستكون سنة الجهوية الموسعة بامتياز في الأقاليم الجنوبية، حيث سيصبح بإمكان الساكنة تدبير شؤونها بنفسها في إطار السيادة المغربية. كما حذر من التهديد الإرهابي المحدق بالمنطقة بالتزامن مع صعود بعض الجماعات المتطرفة، مثل "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، حيث كشفت العديد من التقارير الدولية عن وجود صلات بين هذه الشبكات والبوليساريو.
- خبر يهم ملف الصحراء الغربية- كوركاس-