Document sans titre  
الـعـربية Español Français English Deutsch Русский Português Italiano
الجمعة 26 أبريل 2024
أنشطة دولية

 أكد وزير الداخلية السيد شكيب بنموسى في ختام الجولة الثالثة من المفاوضات حول الصحراء، أن المغرب يؤكد التزامه الكامل بالمسلسل التفاوضي الذي تندرج في إطاره مبادرة التسوية التي تقدم بها للمضي قدما من أجل التوصل إلى حل واقعي لمشكل الصحراء في إطار السيادة المغربية.



غير أن المغرب، يضيف السيد بنموسى في تصريح ألقاه في مستهل ندوة صحفية عقدها الوفد المغربي المشارك في مفاوضات مانهاست مساء يوم الأربعاء بنيويورك، إذ يؤكد التزامه بالحفاظ على الدينامية التي خلقتها مبادرة الحكم الذاتي، فإنه يعبر من جديد عن إصراره، لمواجهة كل الاستفزازات التي من شأنها المس بوحدته على كامل تراب صحرائه، والتصدي لكل محاولة تهدف إلى فرض الأمر الواقع

وفي ما يلي النص الكامل لتصريح وزير الداخلية:

 " شاركت المملكة المغربية في هذه الجولة الثالثة من مسلسل المفاوضات بحسن نية، وبطريقة بناءة، وفاء لالتزاماتها، ورغبتها الصادقة للوصول إلى حل سياسي توافقي لمشكل الصحراء. وخلال هذا اللقاء، أكدنا من جديد، الالتزام الكامل للمغرب في المسلسل التفاوضي، الذي تندرج في إطاره مبادرة التسوية التي تقدم بها للمضي قدما من أجل التوصل إلى حل واقعي وقابل للتطبيق وفقا للشرعية الدولية.

وفي هذا السياق، ومن خلال تقديم وتوضيح المضمون الجوهري للمبادرة المغربية، أكدنا أنها تتطابق مع المعايير الدولية، وتتجاوب تماما مع الحل السياسي الذي يتطلع إليه المنتظم الدولي، ومع ما تنص عليه قرارات مجلس الأمن.

وأمام هذا الانفتاح واليد الممدودة، سجل الوفد المغربي، مع كل أسف، أن الأطراف الأخرى ما زالت متشبثة بمواقف جامدة ومتجاوزة، تكرس الباب المسدود، مع ما يترتب عن ذلك من عواقب إنسانية، خاصة على ساكنة مخيمات تندوف، بالجنوب الجزائري، وعلى السلم والأمن بمنطقة مهددة بمخاطر البلقنة والإرهاب وعدم الاستقرار.

ففي الوقت الذي يعمل فيه المغرب على إرساء أسس الديمقراطية، والدعوة إلى إشاعة روح السلم والأمن والتسامح، ومواصلة فتح أوراش التنمية المستدامة، ويحظى بدعم ومساندة المنتظم الدولي في اقتراحاته ومساعيه السلمية، نجد أن الأطراف الأخرى تتمادى في نهج سياسة تكريس أسلوب التهديد والوعيد، والقيام بأعمال وتصرفات استفزازية، ومحاولة فرض الأمر الواقع، وخرق الاتفاقيات الدولية، بما يتنافى مع روح قرارات مجلس الأمن، قصد الضغط على المجتمع الدولي وابتزازه.

أكثر من ذلك، فإن الأطراف الأخرى لازالت تتمسك بخطاب متسم بالعنف، وتهدد صراحة بالرجوع إلى حمل السلاح، في خرق سافر للاتفاقات المبرمة تحت إشراف الأمم المتحدة، وفي تناقض كامل مع قرارات مجلس الأمن الدولي.
وأمام هذه التصرفات اللامسؤولة، فإننا نتساءل عن مدى وجود إرادة حقيقية لدى الأطراف الأخرى للانخراط الجاد، وبحسن نية، في مسلسل تفاوضي يسمح بإخراج هذه القضية من الباب المسدود.

كما نتساءل، بكل موضوعية، عن النوايا الحقيقية لأطراف تهدد بإشعال فتيل الحرب والفتنة، وإدخال المنطقة في دوامة التوتر وعدم الاستقرار، وتحرض على القيام بأعمال الشغب والعنف والتخريب.

وغير خاف عليكم ما يتهدد دول الساحل وشمال إفريقيا من مخاطر الإرهاب، حيث أصبحت هذه المنطقة ملاذا لجماعات مسلحة من مختلف المشارب، وتنظيمات انفصالية تهدد الوحدة الترابية لدول المنطقة، ولا تتردد في استعمال العنف لفرض مطالبها.

وبناء على ذلك، لا يسع المملكة المغربية إلا أن تتساءل عن مآل التطبيق الفعلي لقرار مجلس الأمن1754 و المؤكد بالقرار1783 ، ذلك أن إنجاح هذا المسلسل التفاوضي يتطلب وجود شركاء جادين وملتزمين، تحدوهم نفس الإرادة للوصول إلى الحل المنشود، ويتوفرون على قدرة حقيقية لاتخاذ القرار.

وبخصوص الموقف الجزائري، أوضح الوفد المغربي، خلال هذه الجولة من المفاوضات، أن هذا البلد الشقيق باعتباره طرفا معنيا بهذا النزاع الإقليمي، مدعو إلى الانخراط الإيجابي في مسلسل التفاوض والمصالحة، والدفع به نحو حل عادل ودائم لا غالب فيه ولا مغلوب، تجاوبا مع قراري مجلس الأمن1754 و1783 .

ونحن مقتنعون بضرورة أن تساهم الجزائر فعلا في البحث عن حل سياسي توافقي من أجل فتح الطريق لبناء اتحاد مغاربي مندمج وموحد، كما يدعوها إلى ذلك المجتمع الدولي ومجلس الأمن.

ورغم الخروقات المتكررة، والتهديدات التي تقوم بها الأطراف الأخرى للهروب إلى الأمام، وتسميم الأجواء بهدف نسف المفاوضات، فقد جددنا التزام المغرب أمام المنتظم الدولي والأمم المتحدة ببذل كل الجهود لإنجاح هذا المسلسل التفاوضي.
وإذ يؤكد المغرب التزامه بالحفاظ على الدينامية التي خلقتها مبادرة الحكم الذاتي، فإنه يعبر من جديد عن إصراره، وبكل ما يتطلبه الأمر من حزم وصرامة، لمواجهة كل الاستفزازات التي من شأنها المس بوحدته على كامل تراب صحرائه، والتصدي لكل محاولة تهدف إلى فرض الأمر الواقع.

وفي إطار مسؤوليته كبلد يحترم التزاماته الدولية، ويعمل من أجل استتباب الأمن والاستقرار بالمنطقة، وسعيا منه إلى فك الحصار عن إخواننا المحتجزين في مخيمات تندوف، الذين يتم التنكيل بهم في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، فإن المغرب عبر عن استعداده للمشاركة في جولة رابعة من المفاوضات من11 إلى13 مارس المقبل بمنهاست، لإعطاء فرصة إضافية لمسلسل الحوار، مؤكدا أن يده ستظل ممدودة إلى كل ذوي النيات الحسنة، من أجل تجنيب منطقة المغرب العربي أسباب التوتر ومواجهة التحديات المحدقة بها ".

المصدر:  و م ع
( خبر يهم ملف الصحراء الغربية)

 

 الموقع لا يتحمل مسؤولية سير عمل ومضمون الروابط الإلكترونية الخارجية !
جميع الحقوق محفوظة © المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية 2024